الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى -الحلقة الأولى

ماريو أنور

2005 / 7 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


دور المسيحيين الثقافى فى العالم العربى
نلاحظ يوماً بعد يوم أن المسيحيين , فى جميع البلدان العربية تقريباً , يرفضون أن يصفوا أنفسهم (( بالعرب)) أو أن يستعملوا كلمة (( عربى )) لتحديد أنفسهم . إن هذا الوضع قد تطور و توطد فى العقود الأخيرة . و نلاحظ هذه الظاهرة فى العراق و مصر و لبنان على السواء , و بقدر أقل فى فلسطين و سورية . لماذا هذا الرفض , علماً بأن المسيحيين , و لا سيما اللبنانيين , هم الذين أطلقوا , فى القرن التاسع عشر , لفظ (( العروبة )) و مفهومها ؟ فما هى الدوافع إلى ذلك التغيير منذ مئة سنة ؟
التفكير فى الحضارة العربية لبناء القرن الحادي و العشرين
و من جهة أخرى , نعيش , فى بلداننا العربية بعامة , فى و ضع فتور همه يعود إلى الأحوال السياسية و الاقتصادية التىتؤثر فى جميع السكان , و لا سيما فى المسيحيين , بسبب التحرر من الالتزام فى كل ما يكون بلداننا العربية.
لا بل هناك ما هو أهم , و أعنى و جودنا الحالى فى مرحلة تغي عالمى نسميه العولمة . إذ إن هذه الظاهرة الحضارية تنطبق على جميع بلدان العلم , و بقدر أكبر على العالم الثالث , و للسبب نفسه على العالم العربى ( بما فيه لبنان ) الذى أصبح بعد اليوم جزءاً من العلم الثالث .
و من باب عولمة تهدف إلى جمع شعوب العالم و حضاراتها كافة و إلى توحيدها , فإن أقوى الحضارات فى أيامنا ( و فى الحالة الراهنة الحضارة الغربية , و بوجه خاص جداً حضارة الولايات المتحدة )هى التى , بسيطرتها , تبلغ , فى الواقع , سائر الحضارات جميعها , بفضل ظاهرة طبيعية إلى أقصى حد.
إنه لأمر واقع نلاحظه , لا اتهام . و من شأنه أن يحملنا على التساؤل عما فى هذا الوضع من إيجابيات و سلبيات , لنحسن اتجاهنا . و الحال أن المشكلة تكاد أن تكون معضلة فى نظر البلدان التى هى على هامش تلك الحضارة الغربية المسيطرة حالياً.
هناك إمكانية خيارين : إما اتباع ذلك التيار و بالتالى التعرض لخطر الانقياد لتلك الحضارة , مع المحافظة على فضلات فلكلورية تصدر عن تلك الثقافات , و إما إغناء تلك الحركة العالمية بإنماء ثقافات العالم و حضاراتها على اختلافها , و بناء , لا حضارة غربية تزداد ثراء , بل حضارة جديدة قد تكون عالمية و ناتجة من جميع تلك الاسهامات.
و لذلك , فإن تفكيرنا فى الثقافة و الحضارة العربيتين أو الشرق أوسطيتين ( علماً بأن مقاربات مختلفة هى ممكنة ) لابد منه فى أعداد ثقافة القرن الحادى و العشرين.
لا يقوم خطابنا على التغنى بأمجاد الأزمنة الغابرة , على غرار أجدادنا فى الجاهلية , حين كانوا يؤلفون قصائد للبكاء على الأطلال . كما أننا لا نقبل بأن نتخذ موقف الفاتحين , بل يجب بالأحرى أن نواجه هويتنا بهدوء , لكى نضعها فى إطار الهويات العالمية.
للأجل ذلك , أريد أن أذكر , فى الصفحات الأول هذه , بدور المسيحيين عبر تاريخ القرون الأربعة عشر المنصرمة .
فالمطلوب منا أولأ هو أن نتناول هذا الدور فى تلك البلدان و أن نستلخص بعد ذلك خطوطاً رئيسية من شأنها أن ترشدنا فى المستقبل . إذ إن السؤال المطروح علينا اليوم , بقليل من القلق أحياناً هو : إلى أى حد يجوز لنا أن يكون لنا مشروع ؟ فهل مل زال للمسيحيين مكان فى شرقنا العربى؟........... الحلقة الأولى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ


.. اشتعال النيران في مبنى بعد الهجوم على كنيس يهودي في داغستان




.. إطلاق نار وحرق كنيس يهودي في جمهوريتين اتحاديتين بروسيا


.. صور لاستمرار المعارك في محيط الكنيسة بمحج قلعة بداغستان




.. زاوية جديدة للاشتباكات المسلحة في محيط الكنيس اليهودي في داغ