الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق.. بين الرمل والطين

حسين الرواني

2014 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه البيئة مملوءة بالملح والاستبداد، عصية على الخروج من رمال الصحراء المشبعة ببعر الجمال، والكتب المزبورة على عظام الماعز وجلود الشاء والإبل، ستظل هذه البيئة منتجة للطغاة، والسرسرلوغية السياسيين، ولوطية المضايف والدواوين والزناجيل، وشيوخ العشائر، والقداسات، وسرطانات الوحدة، من الفكر الواحد، والحزب الواحد، والقائد الواحد، مضت اربعون عاما على هذا المنوال، ثم جاءت برازات الديمقراطية، براز زناة المحارم لبّاسي القوط والرباط، مصاصي سكائر الجروت واصابع اقدام الراقصات الحمراء في المملكة الخضراء، وبراز الدستور وعلكة القانون المطاطية، وصناعة طريقة الجلوس والقيام، والسكوت والكلام، واستخدام الإشارات باليد، براز ألوان الطيف العراقي وما يطفح من بالوعات ثارات التيارات، ثارات عُبّاد التاريخ من عبّاد الزيتوني، ثارات اصحاب الصحاح من اصحاب النكاح، وثارات اهل النجمة من اهل الزوري والسياح، وثارات مجاهدي رمال الصحراء من عباد القساوسة وايقونات القديسين، وثارات ورثة البلاطين الاموي والعباسي، من ابناء الطين، وبين الرمل والطين، وبين ما ينتجه كل منهما، من تكتلين بشريين، تاريخ من الذحول، ومؤتمرات الوحدة، والتوحيد، والرسالة الخالدة، وبيع البترول، وسرقة حليب الاطفال، والزيارات الدبلوماسية المتبادلة، ومباحثات سبل التعاون المشترك، وموائد الخمر والمازة الأوروبية، والبخور والشموع، والنحيب والتبتلات والابتهالات، وحبال الاعدام ومشانق مفاجآت العسكر، ومقاصل عباد موسكو، وعباد التاج الساساني، ورثة المناذرة، وسلالات الغساسنة ما بين دمشق وبغداد، وقبة البرلمان، وقبة العرافات، ومنيكة سانت ليغو، وقيء الصحف والفضائيات، والصحفيين المتكاثرين كالعثاء في خرائب الجاموس، والانتخابات، واستنكارات الامم المتحدة، وجماجم مئات الالاف المقذوف بها الى تحت المقابر الجماعية، وأشلاء مئات الالاف الفائضين عن حاجة الشرق الاوسط، المنذورين قرابين للضرورات، ضرورة البعث الصدامية، وضرورة الدعوة المالكية، والضرورة النجيفية، وضرورة قناة العراقية، والاسواق الشعبية وبسطات المطرودين خارج حدود الحقوق الحيوانية، بصواني البهارات ولفافات حب الشمس، والشوارع الخاكية، المنقوعة شتاء بمياه البلاليع الخرائية، والعاجّة صيفاء بعواصف تراب الشوارع الجرداء، العامرة بمزابل شعب الزبايل، وطنين ذباب الوطن، وخيسة ارض الحضارات، وجيف بقايا البزازين والجرذان والحمير المتروكة جثثها في ازقة بلاد ما بين النهرين.
يتغوط على هذا الشعب، تاريخ من السياسة، وثعالبها، وخفافيشها، والمعابد، وكهنتها، ومبخريها، وجباة أعراق جباه الناس، ومصاصي أقوات العمال، والأصنام، ورجالها، ونساء، وصبيان كان أحدهم ولي عهد، وعاهرات من ذوات الافخاذ العريضة، ومدمني الشذوذ الجنسي، وباعة المحابس والمسابح، وقراء وادي السلام، وشبكات المتسولين الكاذبين، ولصوص الكلى والأعضاء البشرية في أزقة البتاوين بعد منتصفات الليالي، والمثقفين جلاس المقاهي، وكوادر قيادات الاحزاب، والكتب الممنوعة، والاغنية السبعينية، وصراخ عربانات اللبلبي، والبياتين على أرصفة التمرد، والهروب، والجنون، ومخرفي الفنجان والعجائز قرّاءات الكف، تاريخ كامل بكل قرونه الطويلة، من الغائط الذي يتوارث هذا الشعب التمرغ فيه كل صباح ومساء.
لم أقل كل شيء.
حسين الرواني

هو قدرنا المبتور الأصابع بفعل سواطير المتخلفين المتطرفين من أصحاب البدلات المملوءة جيوبها بالرصاصِ والمال الحرام.
حسام محمد علي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #


.. خالد الجندي: المساجد تحولت إلى لوحة متناغمة من الإخلاص والدع




.. #shorts yyyuiiooo


.. عام على حرب السودان.. كيف يعرقل تنظيم الإخوان جهود الحل؟ | #




.. يهود #بريطانيا يعتصمون أمام البرلمان في العاصمة #لندن للمطال