الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح ٌ في جدليات - 2 - عين ٌ على مستحيل ٍ مُمكن ٍ مستتر

نضال الربضي

2014 / 5 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بوح ٌ في جدليات - 2 - عين ٌ على مستحيل ٍ مُمكن ٍ مستتر

أضاءت الساحة ُ المحاطة ُ بأعمدة ِ البلور لونا ً أزرق َ خافتا ً، كان إيذانا ً بدخول ِ المُراقب الأرضي إلى حضرة ِ كبير ِ المُديرين.

"التحية ُ للمدير ِ الأعظم" ، قال المُراقب و هو يخطو نحو المدير
"أهلا بعودتك، ماذا لدينا اليوم؟"

"يبدو أن الحرب في سوريا قد حصدت أكثر من ثمانية آلاف طفل ٍ حتى الآن، و هناك سبعة َ عشر ألفا ً ماتوا في إفريقيا من الجوع، بالإضافة ِ إلى رصيد الأطفال ِ الآخرين في قارات..."

"كفى" قاطعه المدير الأعظم، "مثل كل يوم ٍ إذا ً! لا حاجة َ لتكمل"
"سيدي يبدو أن هناك موجة ً جديدةً من المتذمرين، من يتحدثون َ ضدك َ كثروا، و أعتقد أننا يجب أن نتدخل"

رفع المدير الأعظم رأسه إلى الأعلى لينظر إلى مُراقبه النشيط، و الذي لم يكف منذ أربع مليارات عام ٍ عن نقل أخبار ِ هذا الكوكب البائس إليه، تأمله، ما زال شابا ً ، كما صدر َ من النجم ِ الأقدس ِ أول مرة، لم يتغير فيه شئ، هكذا هم المراقبون، لكنه بدأ يأخذ الأمور شخصية ً في الفترة ِ الأخيرة، منذ أن ظهر جنس البشر ِ على الكوكب، و يبدو أيضا ً أنه بدأ يتعلق بهم.

"قل لي أيها المراقب"، قالها بنظرة ٍ نافذة ٍ إلى جوهره النوراني، "هل تطوعت َ مجددا ً للمساعدة؟"

برقت طاقة المراقب بوميض ٍ خفيف ٍ من امتزاجات ٍ مختلفة لألوان الطيف و ادرك أنه لن يستطيع الكذب فأجاب:

"سيدي، أنت تعلم أنهم ضعفاء، و يحتاجون المساعدة، و لا بأس َ من يد ٍ تمتدُّ أحياناً"

تنهد المدير ثم صمت، كان منطق المراقب ِ قويا ً لكنه بلا شك غير نوراني، أشبه ما يكون بهؤلاء الكائنات العضوية، و لطالما أثارت بساطتها شفقته، لكن الكون َ لم يكن يحتمل ُ تلاعبات ٍ في سير الطاقة ِ و تغيرا ً قسريا ً لمساربها، حتى لو كان معنى هذا أن تستمر هذه الكائنات ُ في مصارعة الحياة ِ بشقائها اليومي، لذلك بدا له خطأ المراقب ِ مُستدعيا ً هذه المرة َ لفعل.

"كم يخيب أملي فيك أحيانا ً، أجد نفسي مضطرا ً لتكليفك َ بمجرة ٍ أخرى، أخرج إلى خازن ِ الخرائط الكونية و اختر لك نجما ً على طرف الكون الآخر، أي نجم ٍ تريد، و ارسل لي من يليك َ في الرتبة فورا ً"، قال المدير و هو يرمق ُ مراقبه ُ بنظرة ٍ تُعلن انتهاء الحديث.

"ولكن سيدي، أنا أدرى بهذا الكوكب، فقد راقبتُه منذ أن تشكلت....."

"أعلم هذا، و هو بالضبط لم أريدك أن تتنحى، لا يحتمل ُ هذا الكون خللا ً في توجيه الطاقة، و أنت تعلم هذا جيدا ً، و لا استطيع ُ أن أجازف مجددا ً"

"و لكن البشر سيدي...."

"ليس البشر ُ من شأنك"

"من شأن من إذا ً؟ و كيف نتركهم هكذا، و كل هذا الألم ألا يشفع ُ لحل ٍّ أو حلول؟ ألا يستجلب ُ قليلا ً من الرحمة؟ بعض الحب، التغير، ربما السلام؟"

"السلام ُ و الحب ليسا جزءا ً من مهمتك، أنت مراقب، و هناك َ عملاء ُ ميدانيون، و أنت تعلم هذا جيدا ً"

"لكنهم لا يتدخلون، هم أشبهُ بمراقبين فقط"

"يفعلون بهدوء"

"لا يفعلون شيئا ً ، أنا المراقب و أعلم"

خرج المراقب ُ إلى خازن الخرائط الكونية و اختار نجما ً بعيدا ً كما طُلب منه، بينما تسلَّم َ الذي يليه في الرتبة مهمَّة المراقبة، و شرع في أول يوم ٍ له، يسجِّل أعداد القتلى و الموتى، و يرقب طاقات ِ الحياة ِ التي تغادر أجساد أصحابها نحو النجوم ِ البعيدة، و بدت له المهمةُ سهلة ً لكن شيئا ً فيها لم يكن مريحا ً، كان ضجيجُها مزيجا ً من العبث ِ و القسوة ِ و التلقائية ِ التي لا يمكن تفسيرُها، لكنه أقنع نفسه أنه سيعتادُها.

و بينما كان المدير ُ الأعظم ُ بين أعمدتِه ِ البلورية، و المراقب ُ يمسح ُ الكوكب َ لاستقبال ِ إشارات ِ طاقات ِ الحياة ِ الخارجة، بدا طفل ٌ صغير ٌ على صدر أمِّه ِ كتلة ً من لحم ٍ ملتصق ٍ بعظمه ِ ضعيفا ً، حاول أن يلقم َ ثديها فلم تسعفه قوته، بينما انحنت عليه فسقطت من عينها دمعة ٌ في فمه، جرعها بنهم، فهي الماء ُ الوحيد ُ الذي شربه منذ يومين، بينما ارتفع َ صوت ُ عواء ٍ في الخارج فيما بدى أنه عراك ٌ بين كلبين على شئ ٍ غير ِ مُحدَّد.

تُرى كيف تحتمل ُ كل هذا الضجيج في داخلك؟ أخبرني. *
---------------------------------------------------------------------------
*(هذه العبارة الأخيرة بتصرف من المفكر الراحل عبدالله القصيمي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عالم هجره الله!
شوكت جميل ( 2014 / 5 / 23 - 18:39 )
تحية طيبة أستاذ/نضال
جميل جداً اختيارك لهذا الجنس الأدبي الغني، لصياغة أفكارك،فلنا أن نسميه مقالاً،و لنا أن نسميه قصة قصيرة تتماس مع الشعر،و لنا ان نسميه خيالاً علمياً! و لنا أن نسميه أطروحة فلسفية
!
لا أعلم لماذا ترددت في عقلي أصداء رواية نجيب محفوظ(الشحاذ)_و أنا أقرأ مقالتك _و بطلها عمر حمزاوي الذي كان يبحث عن الله،في عالم ظن أن الله هجره!،و توجز الرواية في عبارة:إن كنت موجوداً فلماذا تتركني وحيداً؟إن كنت موجوداً،فلماذا تتركني أعاني وحدي؟إن كنت موجوداً،فلماذا لا تكشف لي عن نفسك؟
على أنه يخيل لي أن نجيبنا أهتدى إلى يقينه و سكينته آخيرا..نلمح ذلك في أصداء السيرة..و من يدري؟!،

تحياتي


2 - قراءة موفقة أستاذ شوكت
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 23 - 19:42 )
مساء ً سلاميا ً أتمناه لك أخي شوكت،

مخزونك الأدبي العميق يشدني إلى فكرك و أراه في مقالاتك دوما ً، و ها أنت تستدعي العملاق نجيب محفوظ، و هو الذي أعتبره نبي هذا العصر، نبوة ً حقيقية لا شك فيها!

تحدثت -أولاد حارتنا- كما تحدثت اختها -ملحمة الحرافيش- عن غياب الألوهة و حتمية اعتماد الإنسان على نفسه لتغير محيطه.

ما زالت صرخة أولاد حارتنا: يا جبلاوي! شاهدة ً على هذا الغياب و الهجران، للمُفترض ِ وجودُه.

لكن التعزية الحقيقية في عاشور الأخير، في آخر قصة ٍ من قصص ملحمة الحرافيش، ذاك العاشور الذي نجح بالحب و القوة مُتحدا ً مع البشرية لا لوحده كعاشور الأول، تاركا ً التكية التي أجبرها تركه إياها أن تُقبل هي إليه، فكأن الألوهة َ لا تُقبل إلا إلى من يهجرونها، ليجد الإنسان نفسه ينظر إلى -نفسه-.

أسعدني تعليقُك، فكلانا ينهل ُ من ذات المصدر الأدبي الإنساني.


3 - نساء واطفال المسلمين ليسوا ابرياء !!!
صافي الجوابري ( 2014 / 5 / 24 - 10:36 )
لماذا تبرئة النساء والأطفال المسلمين ؟؟


اغلب دول العالم اليوم تستنكر مقتل الأطفال او النساء في الدول ، والسبب هو:
أنهم يعتبرون أن النساء والأطفال كائنات مستضعفة لا يمكنها ايذاء احد!!
ولكن بالحقيقة ان النساء والأطفال المسلمين هم حالة شاذّة عن تلك القاعدة ، ولا أرى انه من المنطق استنكار قتلهم يا صديقي لأن اغلبهم مشاركينن بشكل او بآخر في القتل وإيذاء الآخرين!

في سوريا مثلاً كشفت صحيفة الاندبندنت عن ان النساء المقاتلات في الكتائب الإسلاميّة بلغ عددهم نحو عشرون ألف من تعداد المسلّحين وهذه نسبة هائلة وكذلك الأطفال ما دون 18 سنة هم ايضاً نسبة كبيرة من المقاتلين

هنا فديو مقزّز فيه أب مسلم يعلّم اطفال قطع رؤوس بعض الجنود بالسيف وهم لا يتجاوزون التسعة أعوام

فكيف يمكن ان تُبرّىء هؤلاء يا صديقي؟

هؤلاء أيضاً بالحقيقة هم مجرمون أو مشاريع ارهاب مستقبليّة اكيدة

النساء المسلمات المتشدّّدات في سوريا يا صديقي يعملن على التحريض - تحريض ازواجهن على القتل والاقصاء والتكفير وكذلك على تربية واعداد اطفالهن تربية تكفيرية متشدّدة ارهابيّة فأطفالهن ليسوا الّا قنابل موقوتة ستنفجر بعد زمن


4 - إلى الأستاذ صافي الجوابري
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 24 - 17:41 )
أستاذ صافي،

لا أستطيع قبول كلماتك، فهي ضد كل ما أؤمن به و أدعو إليه، و هي قبل كل شئ ضد الإنسانية و المنطق.

- الأطفال دوما ً أبرياء، لا جدال في هذا.

- بعض الأطفال الذين لا يتجاوزون مشهدا ً أو مشهدين قطعوا رؤوسا ً، لكنهم هنا ما زالوا ضحايا، و ليسوا مجرمين، هم ضحايا القتلة الإرهابين، و هم بحاجة لإعادة تأهيل نفسي و لا يمكن أبدا ً أن نعتبرهم راشدين، و هذا معروف في القوانين الدولية.

- النساء المقاتلات يتم معاملتهن معاملة المقاتلين، و هذا طبيعي، أما غير المقاتلات، فلا يمكن أبدا ً تصفيتهن بأي شكل من الأشكال.

القضاء على الإرهاب لا يتم بأن يتحول الإنسان إلى إرهابي بدوره. هنالك أصول و قواعد تتم مراعاتها حتى في الحروب.

إن الإرهابين السلفين هم وباء هذا العصر، و لقد أصبح المسلمون الآن يكرهونهم أكثر من أي وقت مضى. عندنا في الأردن داعش لا تجد لها قبولا ً أو قاعدة شعبية، و النصرة يتضاءل تأيدها بين الشباب بشكل ملحوظ، أما غالبية المسلمين فهم ضد كل هذا الهراء.

أخي صافي، أرجوك، راجع نفسك، أتوقع منك أن تستجيب لإنسانيتك و تُدرك الخطأ الكبير و الشنيع في تعليقك السابق.

فكر في كلامي.


5 - الاستاذ نضال المحترم
صافي الجوابري ( 2014 / 5 / 24 - 22:19 )
استاذ نضال أنت تفترض أن اولئك الاطفال سيّتم معالجتهم نفسيّاً ليتخلّصوا من نزعات الإجرام والحقد وغسيل الدماغ الذي تعرّضوا له وسط عائلتهم وبيئتهم

وأنا شخصيّاً لا أعتقد ان حتّى طفلاً واحداً من أبناء أولئك المقاتلين او الأسر التكفيريّة المتشدّدة سيوضع في هكذا مصحّة او مكان علاجي

صديقي أنا واقعي جداً وانت تملك أملاً مستحيلاً في اعتقادك ان اولئك الأطفال المجرمين لن يكبروا ويمسوا مجرمين بالغين

ربما فكرتك ستكون ممكنة - ولو بنسبة ضئيلة جداً - لو احتلّت بلادنا الأمم المتحدة او دولة من الدول الغربية

صديقي أنا لا أبرّىء المجرمين اطفالاً كانو أم نساء أم مجانين وحتّى الرجال المجاهدين ليسوا إلّا ضحيّة غُبنْ واحتيال وغسيل ادمغة - وان جميعهم بنظري ضحايا ومع ذلك فهم مجرمون واخطر من أقذر المجرمين

انا احاول ان أحمي الانسانية بالقضاء على اعدائها ولست انا من يعاديها بل انا من أوائل المدافعين عنها والدفاع يا صديقي يتطلّب الحزم والشدّة وعندما تعيش في حرب بين الوحوش يجب ان تكون متوحّشاً مع تلك الوحوش والّا فستفنى مع كل كائن مسالم تدافع عنه حولك


6 - إلى الأستاذ صافي الجوابري
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 25 - 06:07 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك في هذا الصباح أخي صافي،

دعني أبرز المشتركات بيننا قبل أن أنتقل إلى ما نختلف عليه:

- أنت تفهم خطورة الفكر التكفيري، و أنا كذلك.

- أنت تريد محاربة هؤلاء المجرمين الذين يهدمون مجتمعاتنا ويدمرون عقول شبابنا و شاباتنا، و أنا كذلك.

- لديك حب كبير لوطنك و بني وطنك مسلمين و مسيحين، و أنا كذلك.

- لا تساهل عندك مع المجرمين و القتلة و المحاربين، و أنا كذلك.


ما نختلف عليه نقطة واحدة:

- أنت تريد توسيع هذه الحرب لتشمل من لا ذنب لهم فيها، أما أنا فأريد أن تبقى الحرب ضد التكفيرين المقاتلين فقط، أما غير المقاتلين، فهناك طرق تجعلهم يضطرون إلى التفاعل المجتمعي باستنهاض المسلمين المعتدلين لمحاورتهم و وضعهم أمام فكر إسلامي آخر يجبرهم على الخروج للعلن و الحوار بالكلام، مما يفقدهم بريقهم القائم على تميز عملي سري.

أنت تنجرف لأنك يأست من مجتمعاتنا العربية، لكن يا صديقي ينبغي أن تعلم أن هذه المجتمعات مشكلتها الأولى اقتصادية ترمي بها إلى يأس تحاول تعويضه بالتطرف، و هنا العلاج، الاقتصاد أولا ً و الاقتصاد أخيرا ً.

دمت بود.


7 - --
صافي الجوابري ( 2014 / 5 / 26 - 03:48 )
أنا اوافقك الرأي تماماً يا صديقي
فمشكلتنا الأولى هي اقتصادية، هي بمن يموّل اولئك المسلمين المتشدّدين من جرذان الربع الخالي كحسن رمضان وأمثاله الذين حصلوا على مال لا يستحقونه ولما كان ليكون في يوم من الأيام لهم لولا النفط الذي بأرضهم ولولاه لكانوا افقر الشعوب لأن من يجلب المال هو ذكاء الانسان بالدرجة الأولى وهذه الميّزة معدومة عند أغلب سكّان تلك المناطق
وبمن يستغل حماقة تلك الشعوب المغيّبة عن طريق دعمها لتحقيق اهداف سياسية واقتصاديّة معيّنة

صديقي الارهاب لا يمكن ان يعالج إلّا بإرهاب مثله وهذا ليس رأيي فقط بل هذا ما يقوله المحلّلون السياسيون
http://arabic.cnn.com/middleeast/2014/05/25/me-250514-jamjoom-isis-terror-video#autoplay

فلولا خوف تلك الشعوب من ارهاب تلك الدول (الدول ذات الغالبية المسلمة) لرأينا الدول الاسلامية عبارة عن خراب وساحات للقتل والتعذيب وممارسة الارهاب بجميع اشكاله تماماً كالتي في الفديو بالرابط السابق الذي أعدّته قناة السي ان ان الاميريكية


8 - إلى الأستاذ صافي الجوابري
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 27 - 06:20 )
تحية طيبي أخي صافي و أهلا ً بك،

يتجه العالم اليوم نحو الليبرالية أكثر من الدين، فترتفع أعداد اللادينين أكثر فأكثر، و يتخذ الدينيون لأنفسهم نُسخا ً مختلفة من الدين الواحد فتجد إن اجتمع الأصدقاء في جلسة و طرحت موضوعا ً دينيا ً أن كلا ً منه فاهم ٌ شيئا ً مُغايرا ً عن الآخر أو قريبا ً منه لكن ليس مُتطابقا ً معه، و تجد الانتقائية في قبول أجزاء الدين و جُزئياته الأصغر، الخ.

مستقبل العالم لن يخلو من الدين، لكن سيكون للعقلانية الدينية، و ستجد نسخة ً مُهذبة وديعة من الإسلام بعد عقود، بعد أن يتم تقسيم هذه المنطقة و تفتيتها، و حينما يكون السلفيون التكفيريون قد أنجزوا للمحتلين الجدد مجانا ً أو بتكاليف قليلة ما كان يستلزم جيوشهم كاملة ً.

بعدها، كما ظهر الإسلام التكفيري، سيضمحل جدا ً (لن يندثر) و سيعود المسلمون في عيون العالم كما كانوا قبل أفغانستان و بن لادن و 11 سبتمبر.

يراد لنا أن نصطدم باسم الله و باسم الدين و يراد لنا أن نظل نتذكر التاريخ و بشاعته ليستمر الموت. نحن نعتب على المثقفين الذين لا يمتلكون حسا ً واعيا ً حكيما ً ليدركوا هذا، و يستمرون في إعادة إشعال النفوس.

معا ً أخي صافي نحو الحب


9 - السيد نضال المحترم
صافي الجوابري ( 2014 / 5 / 29 - 02:33 )
أتمنّى لو كانت أحلامك حقيقة

صديق المسلمون قبل 11 سبتمبر وقبل ابن لادن وقبل اسرائيل لم يكونوا مسالمين وودعاء أبداً وما كانوا أبداً في عهدهم وفي جميع الأزمنة حتّى بالعصر الذهبي الذي يعتبرونه عصر التنوير مليء بالفظائع الوحشيّة ودعاة التكفير


المسلمون للأسف لم تتغيّر درجة تديّنهم حتّى بهذا العصر ولهذا اليوم ، هم يوهمونك ويوهمون غيرك بأنّهم أصبحوا حضاريين لكن الحقيقة أنّهم استوردوا المظهر الحضاري فقط وعقولهم لم تتغيّر أبدا

جرّب ناقش مسلم ((معتدل)) تعتبره منفتح وعلماني بأمور تنقد الإسلام ستجدّه ينقلّب إلى ارهابي تكفيري متوحّش - آسف لأن اقولها لكن العقلاء فيهم معدودين على الأصابع

والكره والحقد الذي بعقولهم ليس صناعة اجنبية بل هو صناعة اسلامية صناعة تعاليم الحديث والقرآن ولا حلّ لنهضتهم إلّا بابتعادهم عن الدين وان يسمحوا بحريّة الاعتقاد وطرح الأفكار والتناقش بشكل عقلاني بأمور الدين من دون ترهيب او تهديد

الاسلام دين مغلق تماما لا يقبل الآخر ولا التعديل ويكفّر اي بدعة فيه ولن تتحسّن احوال اتباعه الّا بالابتعاد عن الدين وأن يسمحوا بانتقاده بحريّة وأمان ... خطوات مستبعدة ومستحيلة بنظري.


10 - متابعة
صافي الجوابري ( 2014 / 5 / 29 - 03:22 )
صديقي انت تحاول ان تبرىء المسلمين او ان تتجاهل اصل المشكلة وتتجه الى لوم اطراف استغلت وجود هذه المشكلة الدائمة

الاسلام حعل من اتباعه صواريخ منطلقة تدمّر ما استطاعت من حولها فلا تلُم من يوجّه تلك الصواريخ المنطلقة لُم من صنع تلك الصواريخ

حتى تركيا واندونيسيا اللتان يعتبرهما المسلمين الدول الاكثر علمانية وانفتاحا عندهم لا تخليان من وجود حركات جهادية وتكفيرية ووجود عمليات انتحارية كل فترة

صديقي انا اعرف مسلمين في اميركا متعصّبون الى درجة التكفير ويتمنّون قتال الكفار ويقوم بعضهم (الذي هو احد اصدقائي السابقين) بشتمهم على الفسبوك رغم أنه يعيش عندهم فهذا الشخص وامثاله لم تقم السي اي ايه بغسيل مخّه واعداده ليصبح تكفيري ,هذا الشخص وامثاله كثر جدا من المسلمين صنعهم الإسلام وما يردعهم عن قتل غيرهم قوّة الأمن بالدولة وخوفهم من العقوبة

ولو كانت الدول الغربيّة هي من تعدّ جميع المسلمين التكفيريين والعمليات الارهابية لكانت على الأقل وفرت الكثير من المال والإجراءات الأمنيّة التي تمارسها في مطاراتها وحدودها وبعض مناطقها

اعتبار جميع الجماعات الإسلامية التكفيرية نتاج غربي أمر غيرمنطقي او مقبول اليّ


11 - إلى الأستاذ صافي الجوابري - 1
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 08:03 )
يوما ً طيبا ً أتمناه لك أخي صافي،

سأبدأ من نهاية تعليقك الثاني حين قلت:

-اعتبار جميع الجماعات الإسلامية التكفيرية نتاج غربي أمر غيرمنطقي او مقبول اليّ-

أنا سيدي الكريم لم أقل هذا و لم أقصد إليه، فالإمام بن عبد الوهاب و الإخوان المسلمون هم بداية الحركات الإرهابية و هؤلاء صنعوا أنفسهم بأنفسهم. إنما قصدت ُ أن أقول أن أجهزة استخبارات الدول الغربية هي من ينمي و يكبر هذه الحركات لمصالح سياسية بحتة مثل حرب الروس في أفغانستان و مقاومة المد الإيراني.

سُؤل زبجنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس كارتر عن علاقة بلاده بالمنظمات الإرهابية فكان جوابه أنهم يفضلون التعامل مع الخطر الإرهابي لجماعات صغيرة محدودة التأثير (أي الإرهابين) على التعامل مع الدول الكبيرة، فهذه الجماعات لن تستطيع تخطيم اقتصاد دولهم، و لا جيوشهم، و لا بلدانهم، و يبقى تأثيرها الأكبر في بلدانها أو في بلدان ٍ بعيدة عنهم.

يتبع في التعايق الثاني


12 - إلى الأستاذ صافي الجوابري - 2
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 08:12 )
تابع للتعليق الأول

و الآن دعني أتناول حديثك عن الأصل الأيدولوجي الإسلامي للإرهاب. بداية ً أرجو أن تكون ممن يفتحون عقولهم لاستيعاب الصورة الكاملة و لا تلتزم بجزئيات فقط أو مظاهر دون تحليل جذرها.

أوافقك أن في النصوص الإسلامية دعوة صريحة لمُقاتلة غير المسلم و قتله، و تشكل طريقة فهم هذه النصوص المنهج الذي من خلاله تتم صياغة الأفعال.

في القرن الماضي و قبل المسألة الأفغانية كان المنهج السلفي الإجرامي مجرد َ فرخ ٍ صغير لا يجد له قبولا ً في المجتمعات الإسلامية، لأن الفكر الإسلامي و الفهم الشعبي للإسلام كان يركز على النصوص المعيشية و نصوص العبادات، و هذا مفهوم، فاليهود لا يتحدثون في إجرام نصوص التوراة اليوم، و المسيحيون لا يتحدثون في وصايا الرسل أن لا يسلموا على من يأتيهم بتعليم مخالف، كل دين يركز على ما فيه من نصوص عقلانية، فالمستقبل هو للعقلانية و الليبرالية، و الإسلام ليس بمستثنى، على الرغم أن المهمة أصعب.

تابع في التعليق الثالث


13 - إلى الأستاذ صافي الجوابري - 3
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 08:21 )
تابع للتعليق الثاني

ماذا حدث ليتصدر المنهج السلفي الإجرامي الواجهة؟

- اقتضت المصالح الغربية ظهور جماعات تحارب أعداءها، و حيث أن مصالح الغرب هي في الديار العربية و الإسلامية كان لا بد من إيجاد وكيل محلي عربي و مسلم، و استطاع المحللون بذكائهم المحدود تحديد الأيدولوجية السلفية لما تمتلكه من نظرة محدودة لطبيعة الحياة و التفاعلات البشرية و أشكال الأنظمة الإجتماعية و السياسية و شبكات الفعل و رد الفعل، و استغلت هذه المحدودية في شحنها ضد عدوها السوفيتي.

- كان التمويل السعودي عاملا ً رئيسا ً في نجاح التخطيط الغربي، و ما زال العامل الرئيسي في استدامة الإرهاب العالمي، الذي انضم إليه اليوم العامل القطري بوضوح.

إن انقطاع هذا التمويل من شأنه أن يعيد إلى الواجهة الفهم الإسلامي المعتدل السابق و عندها سيقل جدا ً عدد المجرمين السلفين و عدد الأسخاص من شاكلة صديقك السابق و الذي أسميه أنا مصابا ً بانفصام في الوعي، يعتمد على الغرب و لا يستطيع أن يحيا بدونه لكنه لا يفهم هذا و لا يعيه.

أخي صافي، هذه هي الحقيقة و يمكن أن أكتب و أشرح أكثر، لكن أعتقد أنني أوصلتها لك.

أهلاً بك و شكرا ً لوقتك.

اخر الافلام

.. -هجمات منسقة- على كنيس لليهود وكنيسة في داغستان


.. هجمات دامية على كنائس ودور عبادة يهودية في داغستان




.. روسيا: مقتل 15 شرطيا وكاهن إثر هجمات على كنائس أرثوذكسية وكن


.. القوات الروسية تستعد لاقتحام الكنيسة حيث جرى الهجوم الإرهابي




.. قتلى وجرحى بهجمات على كنيستين وكنيس يهودي ونقطة شرطة في داغس