الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا

مصطفى بالي

2014 / 5 / 23
القضية الكردية


الثعلب الواعظ
منذ أن ظهر أول إنسان على صدر البسيطة وقال(هذا لي)بدأت معها مأساة الإنسان مع النشاذ و التي تعودت أذنه أن تسمع كل كلمات الملكية وضمائرها الظاهرة والمستترة،المتصلة والمنفصلة وكأنها جزء لا يتجزأ من ثقافة الجشع الإنساني تحت عباءة الدفاع عن الإنسان وحقوقه،راح أصحاب ضمائر الملك يمتصون صدر الأرض حتى أعماقها ولايشبعون نهم جشعهم،يعتدون على الطبيعة باسم حمايتها،يحولون الشعوب لقطعان تحت مسمى الدفاع عنها،يحولون الأوطان لكعكة يقتسمون أجزاءها دون رادع من ضمير أوأخلاق تحت مسمى الدفاع عن الوطن،يبحثون عن بناء أمجادهم الشخصية بجماجم الشعوب وفقراؤها تحت مسمى البحث عن الحرية بينما هم الخطر الأول على الإنسان ووطنه وحريته.يشوهون صورة الثوار والمدافعين عن الحرية بمسميات أنتجوها في مصانعهم الفكرية وكأن تلك المسميات هي الأيقونات التي تؤطر مسار التفكير البشري.فكان أن أصبح سبارتاكوس خارجا على القانون،وثائرات أوربا أصبحن مشعوذات تستحق الحرق،وأصبح المتمردون على قيم السلطة في الصحراء صعاليك يجب ملاحقتهم أنى وجدوا.
إنه الصراع الأزلي والأبدي بين طلاب السلطة والدولة وبين طلاب الحرية والإخاء الإنساني ونتيجة هذا الصراع بالذات تم تسليم جان دارك لسلطة الكنيسة بيد رفاقها،وأعدمت مدام ديفارج أجمل جميلات الثورة الفرنسية ولهذا بالذات أصبح فولتير شاعر الثورة الفرنسية طريد تلك الثورة حتى وهو جثة هامدة فلم يحظى بقبر لائق وهو ميت.
منذ أيام أصدرت حكومة العائلة في جنوب كردستان بيانا باسم الشعب تستنكر فيه ممارسات الإدارة الذاتية في غرب كردستان،ولكي تنتقم من الإدارة قامت بالهجوم على مكاتب الأحزاب في جنوب كردستان كما هاجمت مؤسسات المرأة ومكاتب الجرائد علما ان كل تلك المكاتب مرخصة وكذلك كل هؤلاء الناشطون معروف عنهم أنهم ناشطون مدنيون.
لا أعرف أي شريحة غبية تخاطبها حكومة العائلة عندما تستنكر ممارسات الإدارة الذاتية دون ان تحدد نوعية الممارسات المستنكرة،هي تستنكر وقوف الإدارة الذاتية في وجع هجمات داعش؟أم تستنكر بناء الإدارة الذاتية لنظام المجتمع المنظم الذي يدافع عن ذاته وكينونته بالسلاح والعلم والمعرفة وبناء المدارس والمؤسسات التي تشكل الرافد للنهر الأم المودي إلى التحرر والانعتاق؟؟ثم لا أعرف كيف يمكن لحكومة ما تستنكر إغلاق مكتب لحزب غير مرخص ومنخرط في أعمال إرهابية بينما تهاجم هي مكاتب احزاب مدنية ومرخصة,لم أفهم كيف يمكن لهذه الحكومة العائلية أن تقنع قطيعها بعدم مشروعية اعتقال أناس متهمون بتنفيذ تفجيرات في روج آفا بينما تستطيع أن تقنع نفس القطيع بمشروعية اعتقالها لأناس لا ذنب لهم سوى أنهم لم ينضووا في ركب قطيع العائلة،
هذه الحكومة التي لم تستطع أن تصدر ولو كذبا ورياء بيان استنكار لما تتعرض له روج آفا من هجمات إرهابية بينما تستنكر اعتقال مجرم وتسوق له على أنه ناشط سياسي،وهذه العائلة التي فرضت كل انواع الحصار على روج آفا تصدر بيانات باسم شعب روج آفا مصورة نفسها أنها حريصة على الشعب في روج آفا.
إنها نفس ثقافة وذهنية التسلط التي ترى الوطن كعكة والشعب قطيعا،والنخبة الموالية هي صاحبة الحق في تناول الكعكة فيختصر الشعب فيها،ذلك أن بيان العائلى الذي يتحدث باسم الشعب،يتجاهل الشعب بمختلف شرائحه المنهمك في خنادق الدفاع،إنما حديثة منصب على ثلة من المنبوذين المقيمين في هوليروحسب مفهوم العائلة هذه الثلة هي الشعب والشعب هو تلك الثلة لا غير وما تبقى خارج إطار هذه الثلة ما هم سوى رعاع وأرقام إحصائية لا أكثر.
هنا في روج آفا لم يعد الشعب أسير مصطلحات الأصنام التي أنتجتها دائرة السلطة في أكاديمياتها لأن الشعب قرر أن يعود إلى خزانه المعرفي الجمعي وتراكمه التاريخي لينتج مصطلحاته الخاصة به فأناقة ربطات العنق ما عادت تغري حسناواتنا،إنما رائحة العرق الممزوج بتراب الخنادق،أحمرار الأعين الساهرة على تخوم الموت،الشعر الأشعث الذي لم يعرف صوى الأصابع مشطاً لها،الكواهل المنهكة تعبا وأرقا هي ما أصبحت مقاييس التباهي لدى أبناء روج آفا رجالا ونساء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية