الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فروق عجيبة بين رجالِ دينٍ

عبدالله خليفة

2014 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ثمة فرقٌ كبيرٌ بين رجل الدين البوذي ورجل الدين المدعي للإسلام، ذاك يعيش في غابة أو عزلة، وهذا يعيش في العاصمة بين الحكام والعبيد!
هذا البوذي يكتفي بطبقِ أرزٍ صغيرٍ أو بمعوناتٍ محدودة من المؤمنين، وهذا يعيش في فيلا أو منزل كبير، بين الخدم والحشم!
ذاك البوذي عاش بين جمهوريات كبرى يدعو الى الحكمة والتخلي عن الأموال والجواري والضياع وعدم قتل الحيوانات والبعد عن السياسة، وهذا مؤيد لسفك الدماء والتدخل في كل ساعة في شؤون السياسة ويطمح أخيراً الى جعل اتباعه حكاماً وسلاطين وقتلة في الشوارع ومتدخلين في الضمائر ومتسائلين عن الإيمان والكفر!
وفي حين ترك البوذي الديني السياسيين يشكلون نهضات كبرى هائلة في الشرق، حقق هذا المتاجرُ بالإسلام الكوارثَ والتمزقات لبلدان المسلمين وحروبَ العصابات وتخريب المدن وتضييع الميزانيات وحروب البلدان، ويحرق الإطارات في الشوراع لينشر السرطان والأوبئة بين المسلمين والسكان؟!
انظروا الى حال الصين التي يعيش فيها مليار وثلاثمائة مليون إنسان وحققت نهضة كبرى وصناعات وتغزو الغرب ببضائع القماش والدمى والسيارات، وهذا يغزو الغرب بالطائرات التي تضربُ الأبراجَ الاقتصادية ويفخخ نفسه ويقتل الأبرياء ويضع المتفجرات في المطارات والطائرات ويصنع القنابل الذرية لكي يدمر بلدانه ويسحب الدم الأخير من فقرائه!
جاء هؤلاء بجراثيمهم ينشرونها في الجو ويبشرون المساكين بالحلول النهائية لمشكلات الفقر والبطالة والفساد والكفر وجنوح النساء للرذيلة ولمشكلات الرقص والغناء واللعب على السواحل وشرب البيرة والغناء وغياب الحجاب وكثرة الاختلاط وغير هذا من مشكلات يبتكرونها نظراً لرعبهم من الحداثة وعجزهم عن التطور الإنساني، وخوفهم الأسطوري من النساء.
رجلُ الدين البوذي لا يخاف النساء ولا الجوع ولا البطالة ولا الحكومات، ويمشي بسيطاً في شوراع المدن، ليرفع طبقه من أجل كمية بسيطة من الأرز، ومستعد أن يحرق نفسه إذا اعتدت الحكومات الأجنبية على شعبه المسالم، وهي تضحية رهيبة لا تصيب الآخرين بسوء!
وهي أعمالٌ نادرةٌ قاسية رهيبة اتخذها الرهبانُ البوذيون في حربِ فيتنام وقنابل الأمريكان تنهمرُ على المدن! وأي احتجاج كبير كان بالنفس؟!
انظرْ إلى رجل الدين البوذي، هذا لا يَصعقُ الناسَ بأصواتهِ العالية ، ولا يستخدم الآلات للبطش بالبشر وفرض كلامه، ولا يتصور أن الناس سوف تنحرف عن الدين في كل لحظة ولا يضربهم بسوطه، في حين انظرْ إلى هذا المتاجر بدينك العظيم السمح كيف حولهُ إلى زنزانةٍ يسجنُ فيها العبادَ والبلاد!
ذلك لا يتاجرُ بالدين فازدهرتْ بلادهُ، وتعاظمتْ خيراتهُ، وتعملقتْ شعوبهُ، وهو لا يملكُ لا نفطاً ولا ذهباً، حررَ النساءَ والشبابَ من سلاسله، وشعوبهُ بمئات الملايين، وهذا لديهِ النفطُ والذهبُ وقلة من السكان في بلدان واسعة ملآى بالأنهار والغابات والبحار، ولكنه عاشَ في خراب دائم، وحروب لا تتوقف، وكوارث كلما انقضتْ قال هل من مزيد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
عمر ( 2014 / 5 / 25 - 09:12 )
أستاذي العزيز عبدالله خليفه. .
البوذي في الصين لن يستطيع شيئا. .فلا حول ولاقوة له تحت حكم أبناء ماو. .
أما البوذي في الهند فقد قاد حزبه حزب بهاراتيا جاناتا للفوز بفترة حكم ثانية. .
من الصعب الأن أن تفصل تأثير الأديان على السياسة أو لنقل العكس. .
تحيه لك من معجب بكتاباتك. .


2 - الاخ عمر
ديار ( 2014 / 5 / 25 - 21:28 )
المهم في مقالة الكاتب ان رجال الدين البوذيين يعيشون حياتهم في زهد وبساطة اما رجال ديننا الاسلامي والذين اكيد تعرفهم من خلال احاديثهم للفضائيات وايضا من خلال فتاويهم المتنوعة انهم يعيشون حياة الامراء هم وعوائلهم ويصرفون ببذخ ثم على المنبر يستغفرون ربهم وهم معروفون ولا داعي ان نذكر الاسماء واظن ذلك ما كان يقصده الاخ الكاتب وليس السياسة ..مع تحياتي .

اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah