الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمية على الرف .الحلقة الثانية

ايمان محمد

2014 / 5 / 25
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


دمية على الرف (02)
لم يبقَ شيء فزفافي بعد شهر تقريبا , اثثت منزلنا الذي أجره لي حيدر , بيت صغير لكنه جميل والدته اقترحت ان نسكن بقربها حتى تستطيع العناية بأطفالنا حين ننشغل بالعمل , حياة الطبيب صعبة لا يستطيع ممارسة حياته الاجتماعية بسهولة فهو كثير الانشغال عن بيته و اطفاله , اليوم اول مرة اخرج مع حيدر لوحدنا فقد اصبح هذا مسموحا الآن لكوننا عقدنا القران في المحكمة , و نحن بمثابة الزوجين , ما اسعدني اليوم , انا سعيدة ..سعيدة
ابعثر ملابسي على سريري , احتار ماذا ارتدي , هذه اول مرة اصاب بالحيرة في اختيار ثيابي لابدّ أنها السعادة الغامرة تنثرني كقطرات ندى مبعثرة على اوراق الورود اليانعة في احد صباحات الربيع , ارقص على قدم واحدة ادور حول نفسي , احتضن دميتي و اضمها الى صدري و ارتمي على السرير و اضحك بصوت مسموع
_هل تعلمين يا *أليس* أن صديقتك ستتزوج و لكن لا تقلقِ فلن اترككِ سآخذكِ معي لبيتي و سأضعكِ في غرفة نومي , هههههه, انتِ الوحيدة التي ستشهدين حبي مع حيدر , *أليس* ستكونين سعيدة لأجلي , أليسَ كذلك؟
*أليس*هو اسم دميتي التي اشتراها لي والدي من الامارات بعيد ميلادي الرابع عشر حين كنا هناك حيث كان والدي يعمل في الامارات , فهو فنان يعمل بالنحت و الرسم , شارك في الكثير من المعارض و حصل على جوائز عربية و محلية ,عمله في الامارات درّ علينا بالمال , نحن عائلة ميسورة او استطيع ان اقول غنية ...تدخل والدتي لترى الفوضى التي احدثتها في الغرفة تبتسم لي بينما اعتدل في جلستي و *أليس* على حِجري ,تقول بصوتها الحنون الهادئ و هي تجلس بجانبي و تمسح بيدها اليمنى على شعري الناعم الطويل المنثور على كتفي
_عزيزتي هل انتِ سعيدة ؟
_اجل يا امي ( اخذ يدها من على شعري و اقبلها)
_حسنا" اذن ارتدي هذا الفستان (و تشير على احد الفساتين فهو مناسب لليوم)
تخرج والدتي و هي تدعو لي بالسعادة و راحة البال , اعيد ترتيب الأشياء و أُجلس الدمية حيث كانت عند وسادتي ,اسمع صوت جرس دارنا يرن , صوت حيدر الجهوري يلقِ التحايا على والدتي , يسأل عني ...
قلبي يخفق أنه في غرفتي الآن , و يغلق الباب لكنه يجعله مواربا , يبتسم لي
_تبدين جميلة اليوم ...يدنو مني و يقبل جبيني قبلة طويلة ظننت انها لن تنتهي , ماذا يحصل لي
أنا أتثاقل , و كأنني ثملة , قلبي يخفق , اخجل منه , جسده ساخن و هو يحتضنني و يشمني من رقبتي ...
_حيدر يكفي , قد يدخل احد من اهلي
_انا زوجكِ يا مروة ,إجلسِ لنتحدث ثم نخرج
سادت لحظة صمت و اعيننا لا تفارق بعضيهما , يكسر الصمت
_فستانك جميل
_انا اخترته
_ذوقكِ رائع
_اشكرك , هذا من ذوقك
ينظر حوله و كأنه يتفحص غرفتي
_غرفتكِ انيقة مثلكِ تماما , أنها تعكس برائتكِ
_هههههه(اضحك في خجل)
_ما تلك الدمية ؟
_أنها دميتي و انا احتفظ بها منذ اكثر من عشرة اعوام
_لكنها تبدو نظيفة
_لأنني اعتني بها
_إذن انا سأكون بيد أمينة و ستحافظين عليّ
_ههههههههههه, اكيد
_حبيبتي (يقبل خدي الايمن القريب منه و اتمنع رغم رغبتي بتقبيله , انهض و انا حانية الرأس دافعةً إياه بساعدي ,أسير نحو المرآة ألف الشال حول رأسي كي أغطي شعري , يأتي من الخلف يسحبني من يدي بينما اضع الدبوس في الشال , يزيل الدبوس و يترك الشال يسقط بحرية على الارض , يزيل ماسكة الشعر و ينثر شعري و يخلل اصابعه بين خصلاته , يأخذ خصلة يشمها , يمسح بها وجنته المغطاة بلحيته السوداء الخفيفة , قلبي يرتجف , أنه يشتهيني , ينحني ببطئ و يلتقط الشال , يلمس حذائي الجديد اللمّاع, يبقى راكعا عند قدماي ويقول حذاءكِ جميل ...
يرتفع الي و يأخذني من يديّ و يجلسني على الكرسي المجاور لسريري , يركع عند قدماي , يخلع حذائي من قدمي اليسرى بيديه بخفة و يرفعه , يتكئ على فخذيّ بساعديه و حذائي بين يديه , و يقول : احبكِ , أحبكِ
و يقبلّ وجه الحذاء , يقبّل و يقبّل و يقبّل , عيناه في عيناي , عيناه تشعان , تتلألآن , قلبي يرتعد ,هل يشتهيني لهذا الحد , اضع يديّ على وجنتيه الملتحيتان , لحيته توغزني وغزات خفيفة تجعلني اهيج , اشعر و كأن قطرات دمي ترقص في شراييني , اتنفس بعمق و لهاثي ينتشر في ارجاء الغرفة ...يفلت الحذاء و يهجم يلثم شفتاي , لا حيدر لا .. يسكتني بشفتيه الشرهتين , يلحس لعابي و يصدر اصواتا و كأنه يأكل آيس كريم , يقول : انتِ لذيذة
__يكفي حيدر لنخرج ,لقد تأخرنا
نتنافر بدفعة مني رغم رغبتي بالمزيد , نخرج من الغرفة و كأن لا شيء حدث , بلساني اتحسس بقايا لعابه على شفتيّ , تكررت زيارات حيدر لي في بيت اهلي بسبب و بدون سبب و في كل زيارة يطيل الخلوة معي في غرفتي مما أثار حفيظة والديّ مما جعل والدي يتصل بوالد حيدر هاتفيا مقترحا" التعجيل بزفافنا لعدم رضاه على تلك الزيارات و الخلوات و حقا" تم زفافنا قبل الموعد المحدد بعشرة أيام , كان حفل زفافنا رائعا , كل شيء تمّ كما خططت له , بخطوات ملأى بالأمل اسير جنبا الى جنب مع حبيبي نحو غرفتنا , يغلق الباب , لكنه يقفله بالمفتاح ويضعه في جيب سترته الداخلي , رغم انه لا احد في البيت سوانا فقد غادر الجميع ...
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من بقايا جاءت من العراق.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمر


.. العربية ويكند | معايير السعادة لدى الشباب.. و تأثير وسائل ال




.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز


.. الصحفية غدير بدر




.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟