الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماضينا الحافل لن يعود

زاهر نصرت

2014 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كان الشرق يتفوق على الغرب في النواحي العسكرية والعلمية والاجتماعية خلال الحروب الصليبية بدليل دامغ هو انتصار الشرق في هذه الحروب ، اضافة الى دعاة الغرب الذين كانوا دوماً يحثون مواطنيهم على الاستفادة من علوم الشرق ونظمه والاقتباس منها .

الغرب احتاج فقط الى 150 سنة فقط لاصلاح ذاته وتم ذلك تحديداً في منتصف القرن الخامس عشر الذي مثل بداية عصر النهضة الاوروبية ، فتطورت اوروبا تطوراً جديداً في كل مرافق الحياة في الدين ، الفن ، الادب ، العلم وفي الاجتماع فكان بحق عصر الهدم والبناء وعصر العلم وعصر التحول والاستكشاف وعصر النقد الحر وعصر شعور الانسان بذاته والتحرر من قيود السلطان التي كانت تكبله .

اخذ الغرب في ذلك الحين يتقدم شيئاً فشيئاً والشرق يتراجع الى الوراء شيئاً فشيئاً بفساد حكامه وانتشار الجهل والفقر بين ابناءه . تقدمت الشعوب في الغرب واتصلوا بالطبيعة واستخدموا مواردها لصالحهم واخرجوا كنوز الارض واستغلوها في اثراء معيشة الترف والنعيم ، كما مكنهم العلم الذي وصلوا اليه من ان يقلبوا النظام الحربي القديم ويغيروا اساليبه وآلاته ونظمه كيفما ارشدهم هذا العلم اليه باساليب حديثة .

لقد ابتلى الشرق وبالاحرى نحن بحكام اكثرهم لا همَّ لهم الا انفسهم وكراسيهم الجالسين عليها ففقدنا كل شيء وبالذات العلم الديني الذي فقد هو بدوره ايضاً شكله وروحه ، اصبحنا نعيش في الظلم والجهل والفقر المدقع لاغلبية اهل البلاد ... فالعيشة ضنك والنفوس يائسة والعقول مظلمة .

لقد عادت الحروب الصليبية التي فشل فيها الغرب سابقاً باطار جديد لرد الدَينْ وبشكل قريب من العثور على الغنيمة والفرح باللقطة والفوز بالكنز ومن نوع شعور القط بالفأر والذئب بالحمل والجائع بالمائدة الشهية ، وهذه المؤامرة كانت من نوع الاسير الذي يقع في قبضة العدو والسائر الذي يصادفه قطاع الطرق .

لقد فاجأ الغرب الشرق بالتطور الهائل الذي وصل اليه على جميع الاصعدة الاقتصادية والسياسية والقومية وحتى الدينية ، ان السبب الجوهري في هذا التطور يتمثل بالوحدة بين جميع الشعوب التي يضمها الغرب في كيانه ، فضررنا الذي نشأ من عدم وحدتنا كان ضرراً جسيماً بعكس ما عليه الحال في الغرب ، فالوحدة في الغرب لا تختلف الا باختلاف الصنف ، فمثلاً بين كل المتعلمين الانكليز والفرنسيين والالمان وحدة عقلية في منهج التعلم وطرق البحث وطرق التفكير ولا يختلف في ذلك حتى رجل الدين عن غيره فهذا الرجل عندهم يتعلم الطبيعة والكيمياء والرياضيات والجغرافيا ... الخ على احدث نظام كما يتعلمه المدني ثم يتخصص فيما بعد للدين وهذا يتخصص للهندسة او الطب ، اما نحن في الشرق نعتبر مصدر الوحدانية هو المتعدد في كل شيء ، فلا وحدة بين القروي والحضري لا في ملبسه ولا في نظام غذاءه ولا في طرق معيشته ، ولا وحدة بين المثقفين ، فثقافة رجال الدين غير ثقافة الغير متدينين ، واذا نظرنا الى عقليات المتعلمين لم نجد فيها اساساً مشتركاً وفي هذا خطر كبير من الناحية الخلقية والاجتماعية نعاني من متاعبهما الى الان وهي في الحقيقة الثغرة التي تم المرور منها في تطبيق مؤامرة التدمير التي انتهجها الغرب ضدنا وبالفعل هذا سر الصراع الحاد الدائم بيننا ويظهر ذلك جلياً في المجالس التي تتكون من طوائف مختلفة على الصعيد الشعبي والرسمي .

لا سبيل لعلاج ما وصلنا اليه الا بأصلاح هذه الغلطة من اساسها ، والبداية تكون من توحيد التعليم ورعايته والاهتمام به وتوحيد القضاء وتوحيد المعيشة الاجتماعية واخيراً توحيد ديننا الذي يقر بالتوحيد .



زاهر نصرت








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية


.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟




.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي




.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ