الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرضا و التمرد

سامح محمد

2014 / 5 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الرضاء هو فضيلة منحها الله سبحانه للانسانية لكى تتمكن من الاستمرار فى الحياة ، فالانسان كائن ذو طبيعة متمردة ناتجة عن صراعه مع الوجود بأركانه لاثبات نفسه و لاثبات سيطرته غلى الحياة فوق سطح هذا الكوكب .

فالوجود قدراً حتمياً على كل كائن حى تتوافر فيه صفات الحياة ، و قدرت له المقادير بالحياه و العيش على ذلك الكوكب و التى بموجبها يركض لاثبات الذات و تحقيق رغباتها ، الذات التى لا تشبع أبداً و لا يكبح جماحها سوى الرضاء .

إلا أنه ليس كل ما يحتاجه الانسان يناله و يحصل عليه ، فبالرغم من ركضه الدائم مستخدماً كافة حواسه و المسيطر عليها قلبه و هو الاشتهاء و عقله و هو الذى يختلف الكثيرون حول حدوده و مدى إتساعه و إدراكه للاشياء ، إلا أنه لا يطول دائماً مناله من الحياة و فى تلك الحالة يبحث العقل متحدياً للقلب عن فضيلة تقوم بملىء الفراغ الذى سببه عدم التحصل على المراد ، و فى حالتنا هذه فإن فضيلة الرضاء هى المكمل لذلك النقص .

و لكن يثور تساؤلات كثيرة تحت هذا المنوال ؛ أو ليس التمرد هو المولد الحقيقى للحضارة الإنسانية ؟! ، أو ليس بصراع الإنسان مع الطبيعة و محاولاته لأكتشاف و إستغلال قوانيها هو الغاية من الوجود ؟! ، فلما الرضاء عن حالة الجمود و السكون بدلاً من الركض و التمرد ؟! .

للإجابة على هذه التساؤلات لابد من التفرقة بين الرضاء و الكسل فشتان بين الاثنين ؛ فالأولى فضيلة تغزى نقص النفوس و تكبح جماح الرغبات ، تلك الرغبات التى أدت للكثير من الحروب و الصراعات .

أما الكسل فهو رزيلة نتجت عن رزيلة أخرى و هى الاحباط و أيضاً عن ثانية و هى الضعف و ثالثة و هى الخوف و الذى يعد فضيلة عند البعض فهو الحاجز التى لم تستطيع الانسامية كسره و التمرد عليه .

و بالتالى فتمرد الانسان و عدم سكونه يصبح فضيلة إذا ما رضى عن تمرده و المتمثل فى الاستفادة مما يحيط به بشرط إحترام كينونة الاشياء و المخلوقات و ذلك برضائه بطبيعتها التى خلقت عليها ، فلا يكون التمرد و الركض فى الدنيا فضائل الا لإلحاقها بفضيلة أخرى تكتسب منها صفة الخير و فى حالتنا هذه فإن فضيلة الرضاء هى الأنسب لذلك لتوافر شروط التعزيز و التحويل و هى كبح جشع النفس و الإعتقاد الخاطىء بأن الإنسان يمكنه أن يلعب دور الخالق ، فلا يمكن لمخلوق أن يخلق قانوناً و لكن قد يصبح سبباً فى تحقيق نتيجته .

لذلك لا يجب على الإنسان أن يتجه للكسل و يدعى بالرضاء ، فشتان بين الكسل و الرضاء .
كما أن التمرد لا يعنى الكفر و العناد ، و إن أقذر الكفر الأعتداء على النفس و الأعتقاد خطأ بأن المخلوق يمكنه لعب دور الخالق مهما كانت قدرة ذلك المخلوق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش