الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزيارة والانتخابات والمرجعيات في المختبر العقلي

عبد الستار الكعبي

2014 / 5 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



انتهت يوم امس الاحد 25/5/2014 الزيارة المليونية بمناسبة ذكرى استشهاد الامام الكاظم عليه السلام والتي صادفت بعد ايام من اعلان نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية التي بينت عدم حصول التغيير الذي دعت اليه المرجعيات الدينية ..... فتعالوا معي ندخل سوية الى المختبر العقلي لنشاهد لوحة البيانات الخاصة بهذا الموضوع وتحملوا مني (دوخة الراس) مشكورين مقدما ورحمة الله على والديكم ...
عدد الزوار حسب ما اعلنته الجهات المختصة هو (8) ثمانية ملايين :
ولايمكن لنا القول بان هذه الملايين جميعا تنطبق عليهم صفة (المؤمنين المخلصين) وذلك لمخالفته الواقع الاجتماعي والسياسي لان وجود (8) ملايين مخلص دينيا وملتزم بالقواعد الدينية ومنهج الائمة وفتاوى المرجعية يعني ان نسبة كبيرة جدا من الشعب العراقي ترفض الظلم والطائفية ولاتسمح بوجوده وتمحق كل اشكال الباطل ويتحول العراق الى دولة تمتاز بالنزاهة والرفاهية للمواطن وتوفير الخدمات الرئيسية وكل هذا مخالف للواقع فينتفي الافتراض .
فاذا قلنا ان عدد المؤمنين المخلصين من الزوار هو (6) ستة مليون اي بنسبة (75%) من مجموع الزوار فقد يعترض علينا المؤمنون لان احتساب عدد (2) مليون اي (25%) من الزوار غير مخلصين هو امر مجحف بحق الزوار والمناسبة وانه من الصعب جدا قبول وجود (2) مليون من الزوار لايحمل صفة (المؤمن المخلص) وسيعترض كذلك الطرف الاخر ويتهمنا بالمبالغة في احتساب عدد المؤمنين .
واذا قلنا ان عدد المؤمنين المخلصين هو (2 مليون) اي بنسبة (25%) فهذه طامة كبرى ان يكون (6) مليون من الزوار اي بنسبة (75%) لايحملون صفة (المؤمن المخلص) ....
ولنكن معتدلين فخير الامور اوسطها ولنعتبر عدد الزوار المفترض انهم يحملون صفة (المؤمنين المخلصين) هو نصف العدد الكلي للزوار اي (4) مليون زائر اي بنسبة (50%) وهو نفس عدد الذي لايحملون نفس الصفة وذلك من اجل ان تكون النتائج معتدلة ومقبولة من الطرفين المتشددين بالافراط والمتشددين بالتفريط ....وهذا يعني ان هؤلاء الـ (4) مليون زائر مؤمنين مخلصين ملتزمين دينيا والالتزام الديني يعني في بديهياته اتباع المرجعية الدينية الشيعية على وفق القواعد الفقهية الشيعية التي توجب على (العامي) اتباع (المرجع) بعلاقة التقليد حيث يقلد الاول منهما في اعماله وعباداته الثاني منهما في فتاواه .... فهل هذه العلاقة جيدة وصادقة حسب ما افرزته نتائج الانتخابات وماهي الدلالات التي يمكن ان نستخلصها من طبيعة العلاقة بينهما كما سنراه :
فاما ان الملايين الاربعة من الزوار المفترض انهم مؤمنون مخلصون يتبعون المرجعية الدينية تطبيقا لقاعدة التقليد وفي هذه الحالة فانهم قد آمنوا بالتغيير الذي دعت اليه المرجعية وصوتوا لصالح وجوه لم تكن سببا في الفشل والفساد الذي كان صفة السنوات العشرة الماضية حسب بيان المرجعية اي انهم انتخبوا وجوها وقوائم جديدة تحمل صفة الكفاءة والاخلاص وهذا يعني ان ال (4) مليون زائر ممكن ان توصل الى مجلس النواب ما لايقل عن (120) مقعد برلماني لوجه جديد من قائمة جديدة او وجه جديد في قائمة مشاركة في البرلمان والحكومة وهذا مالم يحصل لان الواقع يشير الى خلافه .
او ان هؤلاء ال (4) مليون زائر المؤمنين المخلصين لاعلاقة لهم بالمرجعية ولايرتبطون معها بالتقليد وانهم زاروا الامام حبا وموالاة له وهو ما يفترض التمسك بالتقليد واتباعه لانه ما اوصى الائمة اتباعهم به وهذا تناقض ان يحب الزوار الامام ويتبعونه ويوالونه ولكنهم لايحققون ما يريده من الموالاة باتباع المرجعية الدينية فتكون العلاقة بين الزوار والمرجعية من خلال الزيارة والانتخابات علاقة غير صادقة ولاتحمل صفة الصفاء وهو ما يعني ان هؤلاء ال (4) ملايين مؤمن مخلص لايمت اغلبهم بصلة مع المرجعية وفق قاعدة التقليد الواجبة حسب الفقه الشيعي الاثنى عشر وهذه طامة كبرى اخرى تحتاج الى دراسة واعادة نظر في دور المرجعية وعلاقتها مع الناس ودورها في التوجيه ومدى استجابة الناس لها .
واذا اخذنا بنظر الاعتبار القول المتكرر دوما بان غالبية الشعب العراقي مرتبطة بالمرجعية وان الزيارات مثلا مظهرا لذلك وانزلناه على واقع ما حصل في الانتخابات فما هي النتيجة التي سنخرج بها تحليلا مختبريا نظريا عقليا
عبد الستار الكعبي
بغداد
26/5/2014








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزيارات وهدفها والمرجعية وتعدادها
سمير آل طوق البحراني ( 2014 / 5 / 27 - 03:23 )
السلام عليكم . اولا ان عدد الزوار ربما مبالغ فيه ولكن دعنا نفترض بصحته فهل كان هدف الزيارات منذ نشاتها الى الآن كان هدف غاية ام هدف مصلحة؟. اخي الكريم ان هدف الزايات التي تحرص الشيعة ـ وفيهم الصالح والطالح ـ من كل مكان على تاديتها كان ولا يزال هو غفرآن الذنوب وشفاعة الائمة وليس لها نتائج على ارض الواقع الا الفوائد التجارية كـ تاجير الفنادق والسيارات والطائرات واجور الملالي والرواديد ونقول الف تحية لمن اختلق احدايث الزيارات لانه عرف كيف يعبث بالعقول لعلمه ان الدين (افيون الشعوب) والا ما ذا يفيد الائمة من كل هذه الشعارات؟.عندما سمحت الحكومة الجديدة بتادية الشعارات على اكمل وجه مسخرة كل امكانياتها هي تعرف ان الشيعة لا تهمهم الحياة الكريمة كـ اهتمامهم في تادية شعاراتهم لذى تراهم غمض العيون عن المساوئ الظاهرة للعيان. اما المرجعية فليس هناك مرجعية معترف بها لكل الشيعة بل هناك مرجعيات ولعل جل الزوار الذين تكلمت عنهم هم من مقلدي قائد الثورة الايرانية السيد علي الخامنائي والذي هو في العرف الايراني (ولي امر المسلمين ) وليس الشيعة فقط.الديموقراطية هي التقليد والتقليد هو الرسن .
شيعي من البحرين


2 - رد هاديء
عبد الستار الكعبي ( 2014 / 5 / 28 - 14:13 )
الاخ سمير ال طوق : لايمكن الجزم بان جميع الاهداف هي دنيوية ونفعية فالكثير من الزوار يطلبون الاجر والثواب والقربى الى الله تعالى من خلال الزيارة / وقواك ان الشيعة لاتهمهم الحياة الكريمة فيه تجني كبير على طائفة من ملايين الناس وفيه الكثير من مخالفة الواقع ارجو ان يتسع صدرك للتمعن فيه / شكرا لك على المرور والتعليق .. مع تحياتي

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah