الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الإنسان – 4 – في الصواب السياسي و توظيفه لخدمة الإباحية.

نضال الربضي

2014 / 5 / 28
المجتمع المدني


يهدف ُ هذا المقال و المقال الذي سيعقبه إلى تناول ِ المنهجين السلوكين الذين يحكمان عالمي الغرب و الشرق: الإباحية و الكبت، و الذين بحسبهما تُصاغ ُ تفاعلات ُ الأفراد اليومية، بدرجات ٍ مُختلفة بحسب مدى الالتزام بكل منهج، مُبرزا التطرف الخطير لكل منهما، و آثارَه ُ المدمِّرة في وعي الفرد الإدراكي لمحيطه و على ردود أفعاله و رؤيته في الحياة و صحته النفسية و الجسدية.

سأقدم أوَّل هذين المنهجين في هذا المقال، بينما سأتناول الثاني في مقال ٍ مُنفصل، حتى يأخذ كل ٌّ منهما حصة ً كاملة ً من القراءة، و التعقيبات و الردود و النقاش.

في السياسة و الصواب السياسي
------------------------------
السياسة لُغة ً هي القيام ُ على الأمر ِ بما يُصلحُه، و هي في هذا السياق تتخذُ معنى حُسن ِ التدبير و مهارة ِ الإدارة، فمن ساس َ الناس أحسن َ تقدير المواقف ِ و الأفعال و أتى بردودِها ذكية ً لا تُنفِّرهم منه و لا تبعدهم عنه لكن تقتربُ به منهم، إما حُبَّا ً و تقرُّبا ً و صداقة ً، أو حفاظا ً على علاقة ٍ قائمة، أو تحقيقا ً لمصلحة ٍ له عندهم لا تكون ُ إلا بهذا الصحيح ِ من تدبُّر ِ الأمر الذي قد يكون فيه إمضاء ٌ لمصالحهم و إشباع ٍ لحاجاتهم إن وجدت.

أما الصواب السياسي Political Correctness فهو مُصطلح ٌ يتم توظيفُهُ بشكل يشير ُ إلى كونِه المهارة َ اللفظية َ أو السلوكية َ التي تتجنب الاعتراف بالأمر على ما هو عليه حقا ً اعترافا ً علنيا ً، و تتعامل ُ معه على أنَّه ُ أمرٌ آخر، يرتبط ُ مع الأصل ِ الأول لكنه يختلف عنه، فتأتي الاستجابة ُ اللفظية ُ أو السلوكية خالية ً من التوصيف الصحيح لماهية الموصوف، و حريصة ً على عدم ِ إصدار ِ حُكم ٌ صادق ٍعليه، و إنما تتعامل ُ معه بحذر ٍ مُتودِّد ٍ شبه ِ مُحايد، فتكون َ هذه الاستجابة ُ هي مجرد تدبير ٍ يهدف إلى تعامُل ٍ مع شكلية الموقف و تفاعلاته بهدف تخفيض أثرهم المُستقبلي على المُستجيب دون رغبة ٍ حقيقية ٍ أو فعل ٍ حقيقي للتعامل مع ماهية الموقف و جوهره الأصيلين و استحقاقاتهما النابعة.

يتعاظم ُ خطر "الصواب السياسي" حين نضيف إلى كل ما سبق تحليلا ً ثاقبا ً يرينا أن موضوع َ الفعل ِ قد انتقل َ من الأمر ِ نفسه إلى ذات الفاعل، فالفاعل ُ هنا مُهتم ُّ أن لا يقول أو يفعل شيئا ً له تبعات ٌ تستنفر ُمتلقي فعله للحكم عليه، و بهذا يغيب ُ الأمر ُ ذاته، و يحضُر الفاعل ُ المستجيب ُ للأمر، و تلحق ُ الحقيقة ُ لتغيب َ تماما ً، و تتسمَّى الأمور ُ بغير ِ أسمائها، و يصبح الأمر ُ المبحوث ُ مُمثِّلا ً لمعانٍ غير معانيه، و يتجرد ُ الأمر من محتواه ُ الحقيقي فيصير فيه ما ليس منه، و قد يتم تفريغه ليصير شيئا ً آخر مُضاداً لما هو عليه فينقلب ُ إلى نقيضِه، و يصير التعامل ُ مع النقيض في قشرة القديم، فتختلط َ الأمور على الناس و تلتبس و يستمر َ القديم ُ لا يتناوله الفعل، و تتبدَّدُ الطاقات ُ و الجهود، و تضيع ُ الحقوق، و تُظلم الناس، و تتميع ُ القضايا و تُخسرُ الأموال و تتعاظم ُ المخاطر ُ في النفس و الجسد.

إن ُ مصطلح َ "الصواب السياسي" يتبدّى في مجتمعات ِ الغرب ِ و الشرق ِ على حدٍّ سواء، و يخدم ُ أيدولوجيات ٍ تدعم الإباحية َ و الكبت على تناقضاتهما، فالفاعل ُ هنا مُختلف، و النتيجة ُ مختلفة على الرغم ِ أن المنهج َ واحد، و سنشاهِد ُ في المقالين توظيفا ً مُختلفا ً لهذه الممارسة يُفسِّر ُ هذا الاختلاف.


في الإباحية
-----------
"تبلغ كيلي من العمر تسعة عشر عاماً، خضعت للتو لعملية إجهاض، حملت أثناء رحلة سفر في إجازة الصيف، يبدو أن شيئا ً ما قد حدث للكوندوم. الشاب طالب بالجامعة في كندا. بعد تعارف دام أسبوعا ً واحدا ً حضرا حفلا و تناولا الكثير من الكحول (........) و لماذا يجب أن تقلق على أية حال؟ فقد كانت الممارسة آمنة (........) رحمها متضخم، لأنها حامل في سبعة أسابيع الأمر مؤكد، و تحليل الدم يشير إلى حدوث الحمل"

(بتصرف بحذف ما بين القوسين، من مقدمة الفصل السادس، كتاب: أجيال ٌ في خطر، المؤلفة: د. ميريام جروسمان، المُترجم: وائل الهلاوي)

بتأمل حالة كيلي السابقة، نجد أنها طالبة ٌ في السنة الأولى أو الثانية للجامعة، تعرَّفت إلى شاب ٍ قبل أسبوع، ثم سمحت لنفسها أن تلتقيه في حفل، و سمحت لنفسها أيضا ً أن تتناول الحكول بإفراط، ثم سمحت لنفسها أن تقيم َ علاقة َ عابرة (كاجوال)، ثم عندما و لسبب ٍ غير محدد أصبحت َ حاملا ً سمحت لنفسها أن تتخذ قرارا ً بإنهاء الحياة التي تنمو في داخلها، و التي حدثت بمسؤولية مباشرة منها و من ذلك الشاب، و هو ما فعلته.

إن سلوك كيلي المُتراكم هو سلسلة ٌ مُترابطة ناتجة عن منهج تفكيري سلوكي يعتقد ُ أن كل َّ شئ ٍ مُباح ضمن ضوابط مجتمعية تهتمُّ بالجانب القانوني الجُرمي أكثر من الجانب الأخلاقي أو الجانب الشخصي، فلا مانِع َ من لقاء ِ أي شاب ما دام هذا عملا ً ضمن القانون، و لا مانع من احتساء ِ أي ِّ كمية من الكحول ما دام أننا لن نقود سيارة ً، و لا مانع من المُتعة الجنسية مع أي شخص ما دمنا نستطيع ُ حماية أنفسنا باستخدام العازل الذكري الكوندوم، فالمعيار ُهنا: "هل العمل ضد القانون الجُرمي؟"، فإن كان الجواب لا، فالعمل ُ مُباح.

إن هذا النوع من الإباحية عبئ ٌ ثقيلٌ مُدمِّر ٌ لحياة الشباب و الشابات، فهو يقدِّم ُ لهم الحياة َ على أنها مجموعة من المُباحات التي تحتوي على مؤذيات أو مُسببات ضرر يمكن تجنبها، و يتعمد تجهيلهم بحقيقة ما يُقدمون عليه و ارتباط أفعالهم بنتائج محددة و معروفة و خطيرة ستكون لها تبعات ٌ تعيش ُ معهم إلى نهاية حياتِهم إما نفسيا ً أو جسديا ً أو كليهما.

تحت ضغط ِ مُنظمات المجتمع المدني الخاصة بحقوق الإنسان و حقوق المرأة و حقوق ِ المثلين، ترغب ُ الجامعاتُ و المدارس و المؤسسات الحكومية و الخاصة أن تبقى في مأمن ٍ من الانتقاد و توجيه الاتهام و الإشارة ِ إليها، فتحرص ُ على اتباع ِ مبدأ "الصواب السياسي" السابق، دون مراعاة ٍ لحق ِّ هؤلاء الشباب ِ و الشابات في معرفة الحقيقة، و دون اهتمام ٍ كاف ٍ مسؤول بصحتهم و تكوينهم النفسي و الجسدي.

فمثلا ً لا يتم ُ الحديث عن العلاقات الجنسية ِ غير المنضبطة بصفتها خطرا ً أبدا ً، و لا يتم تشجيع ُ الشباب و الشابات على الالتزام بمعيار ٍ أخلاقي يرفع من قيمة العلاقة ِ الحميمة إلى مُستوى ً يرى فيها فعلا ً عظيما ً يلتقي فيه الشاب بالفتاة في الحب بهدف تكوين اسرة و الإثمار النفسي و البيولوجي، و على العكس من هذا تماما ً يتم الترويج للجنس على أنه "حاجة أخرى" يجب تلبيتها مثل الرياضة أو السفر أو أسوأ مثل الأكل أو الشرب. و الأخطر من ذلك أنهم لا يخبرون هؤلاء الشباب بنتائج و تبعات العلاقة الجنسية العابرة.

إن أخطار العلاقة الجنسية ِ العابرة و المُتكررة كثيرة، و الخطر الأعظم هو خطر ٌ نفسي، فتكوين ُ الفتاة ِ البيولوجي يهدف ُ إلى جلب ِ بذور الحياة الذكرية لإخصاب بذرتها الأنثوية نحو استقرار ٍ و اتزان ٍ نفسي و جسدي في شراكة ثابتة و مُستمرة. فالفتاة قبل العلاقة ِ الأولى ليست نفسها بعد العلاقة، فهي تكتشف ُ في نفسها ما لم تكن تعرفُهُ و ترتبط ُ في الشاب الذي عرَّفها بنفسها بعلاقة ِ نفسية لها أبعاد ٌ جميلة و شائكة، تتطلب ُ تفاعلات ٍ إنسانية ٍ ما بعد العلاقة، و حضورا ً مُشتركا ً و شراكَة ً كاملة في النفس و الجسد، فإذا التقت ِ الفتاة ُ بشاب ٍ و تبادلا الفعل الجنسي لمرة ٍ واحدة ثم مضى كل منهما في طريقه، كان هذا الفعل ُ مُبتسرا ً مقطوعا ً ناقصا ً غير مُشبِـــــع ٍ و غير كاف ٍ، و ستظلُّ تبعاتُه النفسية و الجسدية تلح ُّ على الفتاة ِ لاستكماله، فإن لم تستطيع أو لم ترغب، لأن مجتمعها يقول لها أن ما فعلته كاف ٍ و لا يوجد ما تُكلمه ُ أصلا ً فإنها ستتعرض ُ لمتاعب َ نفسية شتى تقود كثيرات ٍ إلى الاكتئاب و الشعور بالوحدة، و الشعور بأن "هناك ما ينقص" مع غياب القدرة على تحديد الناقص، و غياب القدرة على إشباعه، و هذه مصيبة ٌ كبيرة. و مثل ُ هذا يقال ُ عن الشاب ايضا ً فهو يحمل ُ في ذاته دافع الاستقرار و المشاركة الحقيقة الكاملة للفتاة، و الحاجة إلى الإشباع العاطفي و الجسدي ضمن منظومة ٍ فيها من الثبات ما يحقق لها هذه الحاجة، و ذلك لا يكونُ بالتشجيع على الإباحة.

أما الخطر البيولوجي فيتمثل ُ في الأمراض الجنسية ِ المُعدية مثل الكبد الوبائي B و C و HIV المسبب لمرض الإيدز، و HPV و هو فيروس ينتقل عن طريق القبلات أو لمس جلد الأعضاء الخاصة أو حتى الأعضاء العادية في مرات ٍ كثيرة بحسب الموقف و مسؤول ٌ عن كثير ٍ من حالات سرطان الرحم، و الهيربيس الذي ينتقل ُ بالقبلات و بالجنس، و الزهري، و السيلان إلى آخر القائمة ِ التي تضم ُّ أكثر من خمسة ٍ و عشرين َ مرضا ً (25) جنسيا ً.

ماذا يقولون للشباب و للشابات؟
الجواب، يقولون لهم: لا بأس في الجنس لكن احمِ نفسك (نفسك ِ) استخدم واقيا ً (كوندوم).

إن الكوندوم هو اختراع ٌ هام ٌ جدا ً و ضروري فهو يحمي من الكثير من الأمراض إذا أُحسن استخدامه، و لا يجب أبدا ً ممارسة الجنس مع غريب ٍ بدون كوندوم تحت أي ذريعة ٍ أو حُجة، لكن هل الكوندوم ضمان ٌ لـ 100% من الحماية؟ الجواب: لا. يتمزَّق ُ الكوندوم أحيانا ً بسبب الممارسة العنيفة أو غير الخبيرة، فيتعرض كلا الطرفين للخطر. بعض الأحيان و عند الإفراط في شرب الكحول يفقد الشاب انتصاب عضوه التناسلي فينزلق ُ من الكوندوم، و يلامس ُ سوائل َ الفتاة فيتعرض كلاهما للخطر. بعض الشركاء يستخدمون مُسهـِّلات إيلاج أي كريمات، لكن منها ما يكون مُحتويا ً على مواد زيتيه فيتلف الكوندوم و يتمزق.

تُرى هل يُخبرونهم عن هذا؟ الجواب: لا، لأنهم يريدون أن يكونوا Politically Correct أي "مُصيبين سياسين" أي لا يريدون أن يتعرضوا لنقد ٍ أو هجوم ٍ أو إشارة من أي منظمة من منظمات حقوق الإنسان أو المرأة أو المثلين. لا يريدون أن يظهروا بمظهر ٍ ديني أمام المجتمع، لا يريدون أن يظهروا بمظهر ٍ رجعي.

يبرز ُ تأثير "الصواب السياسي" أكثر فأكثر حين تشتدُّ خطورة ُ الحدث، فعلى الرغم من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الHIV بين المثلين الجنسين من الذكور بسبب سهولة استقبال الفيروس من خلايا الأنسجة الشرجية، إلا أنك لن تجد مؤسسة ً واحدة ً تجرؤ ُ على الربط بين ارتفاع ِ النسب و الممارسة، و السبب مرة ً أخرى: يجب أن نكون "مصيبين سياسين".

لن تجد مؤسسة ً مستقلة ً تتحدث للنساء عن خطورة ِ الإجهاض النفسية و الجسدية إلا نادرا ً، و حين تجدها اعلم أنها ستُهاجم ُ بشراسة مخيفة، مع أن الحقيقة الطبية العلمية تقول أن الممارسة هي ببساطة قتل ٌ للحياة ِ الناشئة في الرحم، و قتل ٌ للأمومة التي لا بد و أن تكتمل دورتها في جسد السيدة، و دمار ٌ لصحتها النفسية، و ترفع ُ من احتمال فقدانها لقدرتها على الإنجاب المستقبلي. لماذا لا تجد مؤسسات ٍ مستقلة مدنية فاعلة تحذر من الإجهاض؟ لأن الجميع خائف، لا يريد نقدا ً و لا اتهاما ً بكونهم رجعين أو متخلفين أو ضد حقوق المرأة أو متدينين، لأنهم يريدون أن يكونوا "مصيبين سياسين".

أجد ُ أن هذا الخوف من الاتهام هو فشل ٌ إنساني ٌ فظيع، و تقصير ٌ في حق الإنسان أولا ً و أخيرا ً، و جريمة ٌ في حق أجيال ٍ من الشباب و الشابات أن تعرف الحقائق كاملة ً و أن تتخذ قراراتها بناء ً على الحقيقة، و هو تشويه ٌ للوعي الإدراكي يجعل هذه الأجيال ترى الأمور على غير حقيقتها و تتخذ قرارات ٍ ستستمر ُ معها حتى نهاية ِ حياتها بناء ً على كذب ٍ صريح بشع يتقنَّع ُ بقناع الحقيقة.

لا يجب أن نخاف أن نُسمِّي الأمور بأسمائها:

- الإجهاض: قتل ٌ للجنين الذي هو صغير ٌ في الجسد لكن إنسان ٌ كامل ُ الكرامة ِ الإنسانية.
- الإجهاض: قتل ٌ للأمومة و مُخالفة ٌ للطبيعة البيولوجية و قوانينها و استحقاقاتها.
- العلاقات الجنسية قبل الزواج: خطأ لا يحتمل ُ الصواب له تبعات نفسية و جسدية خطيرة.
- العلاقات خارج إطار الزواج: خيانة لا تحتملُ الصواب و غياب أخلاقي ناجم عن خلل ٍ في العلاقة الزوجية يجب معالجته.

و قس عزيزي القارئ على هذا.

ينبغي أن نشدِّد َ هنا أن الإباحية ليست صنوا ً أو مُمثِّلا ً عن أو نتيجة ً لـ "اللادينية" أو "الإلحاد"، فالأخيرين يمثلان منظومة ً فكرية ً تعتمد ُ على الواقع البشري و تُدركُه كما هو و تُحرِّرُه من لاهوتيات ٍ و غيبيات ٍ و ممارسات ٍ طقسية، و هي العِمادُ الأساس لتقدم المجتمعات و اكتمال إنسانية النوع البشري، بينما الأولى انعدام الخُلقِ و الرقي البشري و انحدار ٌ نحو بوهيمية ٍ تتعارض ُ جليا ً مع استحقاقات ِ الوعي البشري و مساره التطوري الأعلى.

لا يمكن للإنسانية أن ترتقي دون َ أن تتحمل مسؤولياتها الكاملة عن الأجيال الناشئة، هذه المسؤولية التي تضع صحة الأفراد العقلية و النفسية و الجسدية قبل رضى المؤسسات و المسؤولين و الجمعيات و مجموعات الضغط، و لا يكون ذلك إلا بإدراك الحقيقة و نشرها و حُسن ِ إدارتها سياسة ً لا صوابا ً سياسيا ً.

يتبعُهُ مقال: قراءة في الإنسان – 5 – في الصواب السياسي و توظيفه لخدمة الكبت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صحيح تماماً
nasha ( 2014 / 5 / 28 - 12:27 )
لاخ نضال / مقالك ممتاز ومنصف وكانك تعيش في الغرب ، وكان الاجدران تنشره في المجتمعات الغربية لانها تعاني من هذه المشكلة ، ليس فقط في التعامل الجنسي بين الناس ولكن في معظم تعاملاتهم . هنالك مقولة معلومة عند الكل وهي (لا تكسر القانون) ، لا يحاسب الا الذي ينطبق عليه كسر القانون . وهذه معضلة كبيرة لان المراوغ يتخلص من العقوبة والساذج يعاقب لذنب لم يكن يقصد ارتكابه . في كثير من الاحيان التعامل (وخصوصاً الرسمي) يكون تعامل الي ، اي كانك تتعامل مع كومبيوتر عديم الاحساس .
والمشكلة الاخرى هي كما قلت لمزايدين امثال احزاب اقصى اليسار ومدعي الحرية والتمدن والتي (في رائي) ستؤدي الى فشل في المستقبل اذا استمر الحال كما هو وخصوصا في المسألة الجنسية والهجرة .
استاذي العزيز لا شريعة او قانون يرتقي الى شريعة الكمال (وانت تعرفها جيدا) اذا استمر الغربيون بالابتعاد عنها بهذه الصورة سيأتي يوم سيندمون كثيرا.
انا اعتقد صعود اليمين يعوض قليلا ولكن لا يكفي لان الانتهازيين والكسالى (المستفادين من الضمان الاجتماعي) لا يسمحون بتعديل التوازن.
احترامي وتقديري لجهودك استاذ


2 - إلى الأستاذ Nasha
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 08:55 )
أهلا ً بك أخي ناشا،

التطرف سمة بشرية، هناك تطرف يميني و هناك تطرف يساري، و كلاهما يمكن أن يقضي على الحضارة البشرية، فاليميني يذبح و يقتل و يعيد المجتمعات إلى عصور ما قبل التاريخ حيث يتشابه الإنسان بكل وعيه مع الحيوان في أفعاله.

أما اليساري فمن شأنه أن يفجر قنابل نووية تعيدنا مرة أخرى إلى عصور ما قبل التاريخ لنعود أيضا ً مثل الحيوانات.

أعالج في هذا المقال اليسار، و سأعالج في المقال التالي من سلسلة -قراءة في الإنسان- اليمين.

أشكر لك حضورك و تفاعلك الذين يثريان دوما ً هذه الصفحة.

أعتز بك.


3 - لا اتفق معك هذه المرة
samialmohami ( 2014 / 5 / 29 - 10:00 )
الكاتب الرائع الاخ العزيز نضال انا كنت اتفق معك بغالبية ارائك التي كنت تطرحها بمقالاتك السابقة حتى اني من اشد المعجبين بافكارك واسلوبك بالطرح الا اني اجد نفسي لا اتفق معك بنقطتين هنا وهما ممارسة الجنس قبل الزواج والاجهاض فانا مع حرية الفرد في حقه بالتصرف بكل ما يخصه طالما لا يتعدى على حق الاخرين و من اهم هذه الحقوق حريته بالتعاطي و التصرف بجسده ولا اجد نفسي اتفق مع اي قانون يحد من هذه الحرية الا بما يدفع الضرر الممكن ان يحدث
من ممارسة الجنس بشكل عام سواء داخل العلاقة الزوجية او قبلها او خارجها فممارسة الجنس شأن شخصي ليس للقانون و لا للعامة ان تتحكم به او تصدر احكام عليه فقط الافراد اللي مشاركين بالعلاقة لهم الحق بأن يحكمو عليها .اما بالنسبة للاجهاض فانا ارى ان صاحب القرار به البنت التي حملت و الطب و ليس القانون فاذا كان راي الطبيب ان لا مانع من الاجهاض و كانت البنت ترغب بذلك فهو خيارها فهي التي ستتحمل مشقة الحمل و الولادة و رعاية الطفل مع كل ما يترتب على ذلك من مسؤوليات واعباء ومسألة وجود حياة باحشائها هي مسألة دينية فالجنين ببدايات تكوينه لا يدرك و لا يحس و لا يتألم


4 - تابع للتعليق السابق
samialmohami ( 2014 / 5 / 29 - 10:08 )
بل هي الام التي تعاني و تتألم وتدفع الثمن المترتب على ان تحتفظ او تجهض الجنين والثمن المطلوب على الاغلب ستدفعه لبقية عمرها فانا ارى ان موضوع الاجهاض ايضا هو موضوع شخصي يعالج شخصيا من قبل اصحاب العلاقة الانثى التي حملت والذكر الذي تسبب بالحمل ولا تعالج من خلال سن قوانين ودعنا ننظر لدول العالم من هي الدول التي يتوافر بها اعلى مستوى من مستويات الامن والسلام الاجتماعي اعتقد انها الدول الاسكندنافية ومن شابهها وهي من اكثر الدول التي تمنح حريات فردية خاصة بم يتعلق بممارسة الجنس
اعتذر على الاطالة دمتم صديقي على طريق التنوير وسدد العقل خطاكم بالاتجاه الاصوب


5 - من روائع الاخ نضال الربضي مع التحية
مروان سعيد ( 2014 / 5 / 29 - 10:32 )
وتحيتي للجميع
رائع هو موضوعك ومفيد وخاصة للصغار وللشباب المراهقين
ولقد غطيت جميع الجوانب واكمل اللاخ ناش فلم يعد عندي ما اعلق به الا ان احييكم وانصرف
ومودتي للجميع


6 - إلى الأستاذ SamiAlMohami - 1
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 13:06 )
أخي الكريم أهلا ً بك و شكرا ً لأسلوبك الطيب في عرض أفكارك،

سأتناول الإجهاض أولا ً:

عند الحديث عن الإجهاض فإننا نتحدث في عدة أمور: الجنس البشري بأجمعه، الأم، و الطفل.

في الحديث عن الجنس البشري فإن سلوكنا تجاه نوعنا يحدد بقاءنا أو اندثارنا (على المدى البعيد) لأن هذا السلوك ناجم ٌ بالضبط عن فكر و رؤيا و ليس وليد صدفة. فالجنين و إن كان لا يزال في مراحل الحمل الأولى مجرد مجموعة من الخلايا لا تزيد في عددها عن خلايا مجموعة من الذباب مُجتمعه ً لكنه ليس ذبابه، ليس حشرة لننهي وجوده لأنه -أصغر في عدد خلاياه-، هو إنسان كامل موفور الكرامة، و هو يحس، و لك أن تشاهد عمليات إجهاض على اليوتيوب لترى استجابة الجنين للمبضع الذي يلمسه لتدرك أنه -حي- و -حي- جدا ً، -حي- تماما ً!

أما من ناحية إنسانية عقلانية أخلاقية منطقية:
أي خير يظل فينا كبشر إن قتلنا صغارنا قبل أن تولد؟

أي خير في الأم التي تقتل صغيرها العاجز و هو الذي يعتمد عليها تماماً؟ أي أمومة بقيت لها؟ أي إنسانية ٍ بقيت لنوعنا البشر بعدها؟

يتبع في التعليق الثاني.


7 - إلى الأستاذ SamiAlMohami - 2
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 13:12 )
تابع للتعليق الأول

أما من ناحية الأم، فإنها مسؤولة مسؤولية تامة عن حدوث الحمل بنفس القدر الذي يكون الأب فيه مسؤولا ً، فهذا الجنين لم يأتي لوحده لكنه كان نتيجة عملية طوعية و اختيارية مع رجل، و لا يعقل أن يدخل الرجل و المرأة في العملية ثم يرفضا نتيجتها، يمكنهما أن يستخدما عازلا ً أو أي وسيلة منع حمل، هذا مقبول، لكن إن حدث الحمل فلقد نتجت حياة جديدة و هي مسؤولة منهما.

أما في حالة الاغتصاب و الحمل نتيجة ً، فعلى الدولة أن تساعد الأم طوال فترة الحمل حتى تلد و بعد ذلك يتم العناية به في دار مختصة للأطفال أو يتم تبنيه إن كانت الأم لا تريده، و هذا عدل يشمل الأم و الطفل فهي ليست الطرف الوحيد.

أما في حالة كان الحمل خطرا ً على الأم فالإجهاض هنا هو حل مقبول لأن حياة الأم المكتملة أثمن من حياة الطفل التي تكتمل.

الطفل لا ذنب له في الحمل، لم يستشره أحد إن كان يريد أن يأتي إلى العالم أم لا، هو واقع إنساني و حياة تتمتع بكرامة النوع البشري و قداسته، و لا يجوز التعامل مع هذه الحياة من منطلق حق الأم لوحده، و إلا فلترمي كل أم و أب أطفالهما المولودين بحجة التعب و المسؤولية.

يتبع في التعليق الثالث


8 - إلى الأستاذ SamiAlMohami - 3
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 13:17 )
تابع للتعليق الثاني

من ناحية موضوع العلاقات الجنسية.

العلاقة خارج إطار الزواج هي خيانة لا يمكن تبريرها أو قبولها. فإن كانت هناك مشاكل بين الزوجين فليصلحاها، و إن كان الإصلاح مستحيلا ً فالطلاق هو الحل، و أثناء الإصلاح أو الطلاق لا يجوز التحرر من الوعد الذي قطعاه بالإخلاص عند زواجهما سواء ً كان مدنيا أو دينيا ً، فالوعد وعد.

أما العلاقة قبل الزواج، فهي يا أخي الحبيب حرية شخصية كما أراها، و لا دخل للتشريع القانوني فيها أبداً، لا يجوز أن يتم وضع تشريع يحد من حريات الناس الشخصية، لكن هذا لا يجعل الممارسة صحيحة أبدا ً، أرجو أن تعود لفقرتي البعد النفس و المشاكل الصحية لتتوضح لك الصورة أكثر.

يجب علينا أن نربي أجيالا ً تتحلى بالمسؤولية الأخلاقية و ترتفع بمستوى مقبول عن الاستجابات غير المُنضبطة و الأقرب للبوهيمية، فنحن نعيش في مجتمع متشابك تتداخل في الأفعال و ردود الأفعال بين الجوانب الاجتماعية و النفسية و المعيشية الاقتصادية و الصحية.

يسعدني حضورك و أتمنى أن تجد في ردي ما يستحق التفكير.

أهلا ً بك.


9 - إلى الأستاذ مروان سعيد
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 13:18 )
أهلا ً بك أخي مروان،

كنت أفكر بك البارحة فلقد افتقدت ُ حضورك َ، يسعدني أنك بخير.

تحياتي لك و أسعد بمداخلاتك دوما ً.


10 - لا يصلح تزمتنا ولا انحلالهم
فؤاده العراقيه ( 2014 / 5 / 29 - 21:41 )
اطيب التحايا عزيزي نضال وشكرا لك على هذه القراءة الهادفة
الحرية هي الوعي بها ومسؤولية كبيرة قبل أن تكون فوضى وانحلال وقتل لكرامة الإنسان كون الاختيارات ستتعدد أمام الإنسان الحر ولن تأتيه جاهز

لكن لا يصلح الكبت والقمع في مجتمعاتنا ولا يصلح الانحلال في مجتمعات الغرب والتي تبيح الممارسات بشتى انواعها وحتى للمثليين الذين هم بحاجة إلى تقويم وأصلاح كونهم غير اسوياء نتيجة لمحيطهم
هناك فكرة يرددها البعض الكثير وكما وردت في تعليق الأخ صاحب التعليق رقم 3/و4 تنشد للحرية التامة للفرد كونه يمتلك جسده طالما ان حريته لن تؤثر على غيره , ولكنهم يتناسون مدى التأثير الذي سيرافق صاحب الفعل قبل غيره عندما سيطلق العنان لغرائزه دون ارادة منه ومن ثم النتائج التي اوردتها حضرتك في المقال من امراض جسدية ونفسية وغيرها وكذلك الإنسان يفرق عن الحيوان بأرادته واهتماماته التي من المفروض ان لا تتركز على الملذات,
كلامك عقلاني جدا وأؤيدك في كل كلمة ذكرتها ولكن مجتمعك المنشود بعيد المنال ومثالي لكنه غير مستحيل ولدينا امل في خلق مثل هذا العالم
أحيي فكرك والموضوع شائك ويحتاج للكثير وننتظر المقال القادم


11 - فؤادة العراقية - قلبٌ من اصل الحضارة
نضال الربضي ( 2014 / 5 / 29 - 23:11 )
سيدتي الكريمة،

أجدتي التشخيص و الوصف.

نعم نحن لسنا بمعزل عن نتائج الفعل، فكل ما يصنعه الفرد يؤثر عليه و على مجتمعه، و لا يمكن أن نفهم الإنسان بمعزل عن المجتمع، تأثيره فيه، و تأثير المجتمع في الإنسان.

هل سنقول لمراهق عمره 15 عام انتظر 3 أعوام ثم افعل ما تشاء طالما أنك لن تخرق القانون، و لا تنسى أن تضع كوندوم على عضوك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل هذا ما ستربي عليه أبناءنا و بناتنا لكي نثبت لأنفسنا أننا أحرار؟ هل نحن نشك في حريتنا لدرجة أننا نضحي بصحة أبنائنا و بناتناا النفسية و الجسدية و نرمي بهم في شبكة الفعل و النتائج مع أسلحة كرتونية من نوع: كوندوم، إباحة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الموضوع شائك و يحتاج اعترافا ً عقلانيا ً و براغماتيا ً (ليس فلسفيا ً) أن التطرف اليساري لا يمكن أن يكون الحل للتطرف اليميني.

هناك حل: الحب، العقل، التفكير، السمو الأخلاقي، الإنتاج الاقتصادي، الإنسانية المُعتدلة.

أهلا ً بك ِ.

المقال القادم من سلسلة -قراءة في الإنسان- يحتاج وقتا ً لاستكمال القراءة و النضج، و سيأتي قبله مقال أو مقالات أخرى في سلسلات أخرى.

أشكر حضورك ِ الذي أثمنه.

اخر الافلام

.. إسرائيل على صفيح ساخن.. مظاهرات واعتقالات


.. موجز أخبار السابعة مساءً- رئيس تشيلي: الوضع الإنساني في غزة




.. الأونروا: ملاجئنا في رفح أصبحت فارغة ونحذر من نفاد الوقود


.. بعد قصة مذكرات الاعتقال بحق صحفيين روس.. مدفيديف يهدد جورج ك




.. زعيم المعارضة الإسرائلية يحذر نتنياهو: التراجع عن الصفقة حكم