الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دمية على الرف .الحلقة الرابعة

ايمان محمد

2014 / 5 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


_آآآه ..يسحق أناملي بجبروته , تلك الانامل التي كان يمصها الواحد تلو الآخر قبل زفافنا , من هذا الرجل الذي اعيش معه , هل هو مجنون , هل هي الشيزوفرينيا ؟
ينسحب من الغرفة و يغادر البيت , يغلق الباب بعنف و يقفله , اسمع صوت المفتاح يدور , انا سجينة الآن , انتحب و ابكي و انا احتضن *أليس*
_أليس يا دميتي الحلوة ..ثيابها متسخة و شعرها مبعثر و وجهها قذر ..لماذا , لماذا يحطم الأشياء التي أحبها ؟ اطلق العنان لشهقاتي و دموعي و نحيبي و ارتمي على الارض و انا اعانق *أليس* و أقبلها , لقد إغتصبها ذلك الوحش الآن كما كان يفعل بي , أدركت أنه كان يتعمد تعذيبي و إيذائي و أنه تزوجني كي يمتلكني و يذلني , لكنه يحبني كما يقول..فما تلك الإزدواجية في شخصيته و التناقض بين سلوكه و كلامه المعسول الذي كان يُسمعني إياه قبل ارتباطي به ..
هل كان ينصب لي فخا" ؟ هل وقعت في فخه ؟ انتحب و دموعي تبلل ملابس *أليس* بالكامل
ثم اصحو على صرخات طفلتي التي تبلغ الآن ستة اشهر ,انهض اليها و انا احمل *أليس* بين يديّ , و حين تناولت إبنتي بيدي سقطت تلك الدمية أرضا" , لقد صارت عند اقدامي , إنها مجرد دمية لا تعترض و لا تتكلم و لا تحتج كما قال حيدر قبل قليل ..
اجلس على الكرسي و اظهر ثديي و القمه فم زهراء المفتوح على مصراعيه , تمص بعنف كأبيها و تؤلمني , لابدّ أنه الجوع جعلها تمص بشراهة هكذا , دائما" التمس الأعذار لمن يؤذيني
احتضنت ابنتي الجائعة و قبلت جبينها , إرضعي حبيبتي فأنا قوية سأحتمل الألم من أجلكِ
و سأحتمل والدكِ من أجلكِ أيضا" , فحيدر رغم اسالبيه المتعنجهة معي إلا إنه يحب ابنته حبا" لا يوصف , إنه يفضلها عليّ في كثير الأوقات , يلاعبها و يداعبها و يشتري لها الالعاب الحلوى و يُجلسها في حجره لساعات و هو يدرس , لا يمل و لا يكل و لا يتذمر منها حتى حين توسخ نفسها يغيّر لها الحفاظة ,هل يعشق ابنته و يكرهني , و لكنني احب ابنتي و لا اريد ان احرمها من والدها , ما هذه الافكار التي تلوح في مخيلتي , هل افكر في الطلاق كما نطق والدي به امامنا انا و حيدر , إذا لم يكن الطلاق حلا" فما الحل إذن ؟ قد أكون المقصرة , حين يعود حبيبي سأكلمه بهدوء , زهراء تغفو , احملها و اضعها في المهد بخفة و اغطيها
أتأمل وجهها الذي يشبه وجه ابيها في اغلب الملامح , آآه يا صغيرتي ,اتحسس شيئا" تحت قدمي الحافية , أووه إنها *أليس* ,صارت تحت قدمي , انحينت و رفعتها بيدي , إنها تبدو حزينة الآن رغم أنها بوجه مبتسم , اهم بإعادتها على رف المرآة , لا هذا ليس مكانها
اخذتها و جلست على السرير و استلقيت و احتضنتها بشدة
_هل تذكرين يا أليس حين قلت لكِ أنني سأضعكِ في غرفة نومي كي تشهدي الحب الذي سيجري هنا , لقد شهدتِ كل شيء حدث ,أنتِ الشاهد الوحيد الذي لديّ , فمهما وصفت فالواقع اكثر إيلاما" , الألم ليس كلمة من ثلاث حروف إنه حلقة وصل بين الجاني و المجني عليه بين المرض و المريض , بين الحياة و الموت ...
نهضت و اعدت الدمية على طاولة المرآة ثم دخلت المطبخ و طهوت الطعام الذ يحبه حيدر و اغتسلت و لبست الثوب الذي يفضّل رؤيتي به و انتظرت عودته على ضوء الشموع التي اوقدتها على مائدة الطعام , اتصل به ,جواله يرن و لا يرد , اسمع الباب يُفتح فأقوم و ابتسم , يدخل الى الحمام , اسمعه يمتخط , كم اكره ذلك الصوت , الشموع تذوب و انا انتظر , خرج اخيرا , دخل حجرتنا المضاءة بضوء الشموع الخافت و هو يدعك رأسه بالمنشفة ..يجول برإسه في ارجاء الحجرة , أكسر الصمت بقولي
_حبيبي , انا اعتذر لك و اعدك أنني لن أشكو بعد اليوم , سامحني
_أشكو , ممّا تشكين
_لا شيء , تعال و إجلس لقد طهوت لك كل ما تشتهي نفسك
_أنتِ تتعبين نفسك على فراغ
_فراغ ! هل تسمي حبنا فراغ , ألا تذكر ليلة ...ثم أصمت أي ليلة كانت الاجمل بين ليالينا ؟
ليلة دخلتي ؟ لا ... ليلة عيد زواجنا ؟ لا ..ففي تلك الليلة اقمت مائدة كهذه و دخل حيدر و اكل و نام و انا كالبلهاء انظر اليه و انتظر منه تهنئة او كلمة حب و في الصباح التالي قلت له
_ألم يذكرك الأمس بشيء ؟ ...شيء حدث قبل عام
_نعم زواجنا ,اممممم انه ليس بحدّث يستحق الاحتفال , هذه الامور السخيفة التافهة لا احبها و لا احترمها و لا يفعلها سوى الناس الفارغون
_انا فارغة ؟ اين رومانسيتك يا حيدر , لم تكن هكذا قبل زواجنا
_كنت كذلك لأنني فهمت دماغكِ , ادركت ما تحبين و كيف تريدين الرجل ان يكون , تلك كانت طريقتي كي اسحبكِ الى هنا , الى بيتي
_تقصد انك لا تحبني
_احبكِ , و ينقض عليّ تقبيلا" و لثما" و مصا" و شما", ثم يلقي بي على السرير و ينزع عني كل ثيابي و يخرج عضوه من فتحة البنطلون و يدفعه في حفرتي , لا يستلقي على بطني فانا احمل طفله بداخلها , يفرغ حمولته ثم يستلقي بجانبي و يحتضنني و نغفو متعانقين ..هذا ما حصل في ذكرى زواجنا .. اما الآن فالشموع الثلاث تذوب و لم يبقى سوى اعقاب تقاوم الانطفاء , انطفئت الواحدة تلو الاخرى و الصمت البارد يقتل خلوتنا , هل عليّ أن أبدأ ؟
انهض و اتراقص امامه و اعانقه و اجلس على فخذيه , اقبل شفتيه بصمت و اشم عبير انفاسه
يلقي بي على الارض ويرفع فستاني القصير الشفاف ذو اللون الزهري و يُشهر سيفه و يلتهم انوثتي , مرة.. مرتين ..ثلاث.. اربع ..آآآه اصرخ
_يكفي حيدر , يكفيييييي...اركله و انهض مبتعدة عنه بينما يبقى جالس على الارض

-حيدرانا أتألم حين تعاشرني , لكنني احبك , هل بإمكانك تغيير اسلوب مجانستك
_كيف ؟ انتِ ضيقة
_لا , في ايام الحمل لم اكن اشعر بألم , ادرك الآن إن الأمر بيدك و بإرادتك
_هذا اسلوبي و عليكِ التحمل
_الى متى ؟
_الى ان يفرقنا الموت
_او الطلاق
_ماذا ؟
_نعم الطلاق , طلقني لا اريد البقاء معك , لقد قدمت تضحيات من اجلك فماذا قدمت لي
_اية تضحيات؟
_عدولي عن ممارسة الفرع الطبي الذي لطالما حلمت به , مداراتي لك و تلبية طلباتك و الانصياع لاوامر والدتك , تحملي كل هذا الالم و سكوتي ارضاءا لك
_ما كل هذا ؟ يجب ان اصنع لكِ تمثالا" يا إمرأة
_لا تسخر مني , لن اسمح لك بتسفيه افكاري و السخرية من كلامي
اخرج من الحجرة و انام في الصالة تلك الليلة , ابنتي في مهدها الذي وضعته بجانب الاريكة التي استلقي عليها , سمعته يصرخ في الحجرة
_ما اطلكج لو تطلع نخلة براسج( و تعني لن اطلقكِ حتى لو حدث المستحيل)
عند الفجر استيقظت , حزمت اغراضي و خرجت , انها السادسة الا ربع صباحا , ابنتي على ذراع و حقيبتي في الاخرى , لن اعود اليه , لن اعود لهذا الوحش
وقف اهلي الى جانبي , بعد عشرة ايام حدثت جلسات في بيتنا لغرض الصلح , اصررت على الطلاق و حصلت عليه بعد اربعة شهر من الخلافات , لم ألجأ للمحاكم خوفا من الفضيحة و لكن اصراري جعلني انتصر ..انا حرة الآن
لكن قصتي لم تتنتهي بعد , لأنني غبية....
يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العربية ويكند | معايير السعادة لدى الشباب.. و تأثير وسائل ال


.. الصحفيات في غزة تحت النار في ظل سياسات القمع والتمييز




.. الصحفية غدير بدر


.. كيف تؤثر وسائل التواصل على نظرة الشباب لتكاليف الزواج؟




.. الصحفية غدير الشرعبي