الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تعرفون الدكتور مهدي،

علي المدهوش

2014 / 5 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يقول عالم الاجتماع الفرنسي بورديو أن هناك تمايزآ في طبقات المجتمع وأسماه
بالتناظر المتعاكس والتوزيع المقلوب، والذي يحدث بين صاحب راس المال الرمزي من يمتلك القيم الانسانية والثقافية والعلمية، وأندك في ميدان العلم والاخلاق والنبل والتواضع والابتعاد عن الاضواء والالقاب ، وبين من أمتلك الثراء المادي والفقر الروحي ومن له المهارة والقدرة على الاتصال والتواصل وكثافة العلاقات الاجتماعية مع المتنفذين ، وبسبب عدم أمتلاكه مقومات الابداع الفكري والانساني لجآ الى توسيع شبكته الاتصالية مع كافة الاوساط المؤثرة للتعويض عن ضحالة منهجه الانساني ، لتصبح لديه القدرة على الهيمنة على المشهد الاجتماعي والحضور والاختراق وسرقة الاضواء، بلحاظ أستخدام أسلوب ومهارة اللفظ والايديلوجيا، بدلا من المعرفة والابداع، وبالنتيجة سيكون المتضرر الوحيد لهذا الوضع المقلوب هو المجتمع الذي يدفع ضريبة هذا التناظر المتعاكس،
والذي جعلني استذكر هذه المقدمة جملة من الامور، منها بكل تأكيد ما تمخضت عنه نتائج الانتخابات من صعود أسماء استطاعت أن تسّوق لنفسها بأسلوب أنتحال الأبداع ، والتحرك في أطار أمتهان مجموعة من القيم والمشاعر التي تتناغم مع النسق الاجتماعي السائد، والتي ألقت بظلالها سلبآ على رؤية وخيارات الناخب،
أما الامر الاخر جاء على خلفية عيادتي لأحد الأقارب المرضى في منطقة القبلة بمدينة البصرة، وبعد التحية والاطمئنان على سلامته ، أسترسلت معه بالحديث، ومن جملة ما قلت له في حينها: أكيد أن المعاناة تضاعفت لديك بسبب الأجور الباهضة للأطباء ومارافقها من علاج وأدوية وتحاليل عالية الكلفة، فقال لي جوابآ لم أتوقعه مطلقآ!. (بالعكس الامر مختلف تمامآ وعلى عكس مما تتصور ، وذلك بفضل الله ووجود الدكتور مهدي في مدينتنا، لان أجور مراجعته هي ثلاثة الالاف دينار فقط!!، وبقربه صيدلية تبيع الادوية بأسعار تنافسية، فضلا عن وجود أدوية لدى الطبيب يعطيها بالمجان للمرضى المتعففين، ليس هذا فحسب بل هو من الأطباء أصحاب الكفاءة والخبرة والاخلاق العالية جدا، لدرجة أن الكل أجمع على مقولة،( الدكتور مهدي بأيده البركة). ولم يخرج من عيادة مريضآ الا وشعر بأثر ايجابي واضح في حالته الصحية، وأستمر في حديثه قائلا:والناس من أهالي القبلة ومن بقية أبناء المدينة يتزاحمون عند عيادته، وبأعداد كبيرة جدآ، ولم يدفع هذا الزخم الحاصل لدية الى رفع الاسعار أبدآ، فقلت معقولة!!، لم تبعد عيادات بقية الاطباء عنه كثيرآ، ومعدل سعر المراجعة فيها هي ( 25) الف دينار بدون التخطيط للقلب والتحاليل والاشعة داخل العيادة فضلا عن قائمة الادوية والتي يتطلب شرائها الذهاب لصيدليات محدده دون سواها!!،فاجبته مستغربآ أيعقل هذا ونحن في عصر أصحبت فيه مهنة الطب تجارة مربحة وعملية أستثمار وثراء فاحش، نجد دكتور مهدي حسن عبد الكريم لازال متمسكآ بثوابت وقيم أصبحت أثرآ بعد عين، ولم نجد أحدآ يعمل على الاخذ بيده معنويآ والاشادة به، وتسليط الاضواء عليه، وأتخاذه رمزآ وعنوانآ ومرجعآ يحتذى به، وقطعآ سيكون لهذا الامر أهمية كبرى في تشجيع البقية على التعامل بأنسانية أكثر مع المرضى المغلوب على أمرهم ومن كافة الاتجاهات،
كم أنت عظيم يادكتور مهدي!!،
حقآ أن هناك عبادآ لله ، مجهولون في الأرض ، معروفون في السماء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض يندد بمقاطع فيديو تظهر التدهور العقلي للرئيس ال


.. الرئيس التنفيذي لـ-بوينغ- أمام الكونغرس لتقديم الاعتذار إلى




.. لهذه الأسباب نجحت اندماجات شركات التأمين


.. هل تجني الرياض ثمار -صفقة سرية- لتعاون نووي مع واشنطن؟| المس




.. فرنسا.. افتتاح معرض -يوروساتوري- للأسلحة وإلغاء مشاركة الشرك