الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيرودس و بيلاطس

سامي فريدي

2014 / 5 / 31
المجتمع المدني


سامي فريدي
هيرودس و بيلاطس
"إن كانت لكَ الحكمة ولم يكن لك الحبّ، فأنت قويّ يعرف قوّته ولا يعرف ضعفه." - أنسي الحاج
متى27: "11 فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي قِائِلاً: أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ!. 12 وَبَيْنَمَا كَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ لَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. 13 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تَسْمَعُ كَمْ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ؟. 14 فَلَمْ يُجِبْهُ وَلاَ عَنْ كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، حَتَّى تَعَجَّبَ الْوَالِي جِدًّا. 15 وَكَانَ الْوَالِي مُعْتَادًا فِي الْعِيدِ أَنْ يُطْلِقَ لِلْجَمْعِ أَسِيرًا وَاحِدًا، مَنْ أَرَادُوهُ. 16 وَكَانَ لَهُمْ حِينَئِذٍ أَسِيرٌ مَشْهُورٌ يُسَمَّى بَارَابَاسَ. 17 فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟. 18 لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَدًا!. 19 وَإِذْ كَانَ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِ امْرَأَتُهُ قَائِلَةً: إِيَّاكَ وَذلِكَ الْبَارَّ، لأَنِّي تَأَلَّمْتُ الْيَوْمَ كَثِيرًا فِي حُلْمٍ مِنْ أَجْلِهِ!. 20 وَلكِنَّ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخَ حَرَّضُوا الْجُمُوعَ عَلَى أَنْ يَطْلُبُوا بَارَابَاسَ وَيُهْلِكُوا يَسُوعَ!. 21 فَأجَابَ الْوَالِي وَقَالَ لَهُمْ: مَنْ مِنْ الاثْنَيْنِ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟. فَقَالُوا: بَارَابَاسَ!. 22 قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟. قَالَ لَهُ الْجَمِيعُ: لِيُصْلَبْ!. 23 فَقَالَ الْوَالِي: وَأَيَّ شَرّ عَمِلَ؟. فَكَانُوا يَزْدَادُونَ صُرَاخًا قَائِلِينَ: لِيُصْلَبْ!. 24 فَلَمَّا رَأَى بِيلاَطُسُ أَنَّهُ لاَ يَنْفَعُ شَيْئًا، بَلْ بِالْحَرِيِّ يَحْدُثُ شَغَبٌ، أَخَذَ مَاءً وَغَسَلَ يَدَيْهِ قُدَّامَ الْجَمْعِ قَائِلاً: إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ دَمِ هذَا الْبَارِّ! أَبْصِرُوا أَنْتُمْ!".
لوقا23: "1 فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ، 2 وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: إِنَّنَا وَجَدْنَا هذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ، وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ، قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ!. 3 فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ قِائِلاً: أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟. فَأَجَابَهُ وَقَالَ: أَنْتَ تَقُولُ!. 4 فَقَالَ بِيلاَطُسُ لِرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْجُمُوعِ: إِنِّي لاَ أَجِدُ عِلَّةً فِي هذَا الإِنْسَانِ!. 5 فَكَانُوا يُشَدِّدُونَ قَائِلِينَ: إِنَّهُ يُهَيِّجُ الشَّعْبَ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كُلِّ الْيَهُودِيَّةِ مُبْتَدِئًا مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى هُنَا!. 6 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ ذِكْرَ الْجَلِيلِ، سَأَلَ: هَلِ الرَّجُلُ جَلِيلِيٌّ؟. 7 وَحِينَ عَلِمَ أَنَّهُ مِنْ سَلْطَنَةِ هِيرُودُسَ، أَرْسَلَهُ إِلَى هِيرُودُسَ، إِذْ كَانَ هُوَ أَيْضًا تِلْكَ الأَيَّامَ فِي أُورُشَلِيمَ. 8 وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا، لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيل أَنْ يَرَاهُ، لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، وَتَرَجَّى أَنْ يَرَي آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ. 9 وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ. 10 وَوَقَفَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ بِاشْتِدَادٍ، 11 فَاحْتَقَرَهُ هِيرُودُسُ مَعَ عَسْكَرِهِ وَاسْتَهْزَأَ بِهِ، وَأَلْبَسَهُ لِبَاسًا لاَمِعًا، وَرَدَّهُ إِلَى بِيلاَطُسَ. 12 فَصَارَ بِيلاَطُسُ وَهِيرُودُسُ صَدِيقَيْنِ مَعَ بَعْضِهِمَا فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّهُمَا كَانَا مِنْ قَبْلُ فِي عَدَاوَةٍ بَيْنَهُمَا.13 فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ، 14 وَقَالَ لَهُمْ: قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. 15 وَلاَ هِيرُودُسُ أَيْضًا، لأَنِّي أَرْسَلْتُكُمْ إِلَيْهِ. وَهَا لاَ شَيْءَ يَسْتَحِقُّ الْمَوْتَ صُنِعَ مِنْهُ. 16 فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ!. 17 وَكَانَ مُضْطَرًّا أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِدًا، 18 فَصَرَخُوا بِجُمْلَتِهِمْ قَائِلِينَ: خُذْ هذَا! وَأَطْلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!. 19 وَذَاكَ كَانَ قَدْ طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ حَدَثَتْ فِي الْمَدِينَةِ وَقَتْل. 20 فَنَادَاهُمْ أَيْضًا بِيلاَطُسُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُطْلِقَ يَسُوعَ، 21 فَصَرَخُوا قَائِلِينَ: اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!. 22 فَقَالَ لَهُمْ ثَالِثَةً: فَأَيَّ شَرّ عَمِلَ هذَا؟ إِنِّي لَمْ أَجِدْ فِيهِ عِلَّةً لِلْمَوْتِ، فَأَنَا أُؤَدِّبُهُ وَأُطْلِقُهُ!. 23 فَكَانُوا يَلِجُّونَ بِأَصْوَاتٍ عَظِيمَةٍ طَالِبِينَ أَنْ يُصْلَبَ. فَقَوِيَتْ أَصْوَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ. 24 فَحَكَمَ بِيلاَطُسُ أَنْ تَكُونَ طِلْبَتُهُمْ. 25 فَأَطْلَقَ لَهُمُ الَّذِي طُرِحَ فِي السِّجْنِ لأَجْلِ فِتْنَةٍ وَقَتْل، الَّذِي طَلَبُوهُ، وَأَسْلَمَ يَسُوعَ لِمَشِيئَتِهِمْ!".
يوحنا18: "28 ثُمَّ جَاءُوا بِيَسُوعَ مِنْ عِنْدِ قَيَافَا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ، وَكَانَ صُبْحٌ. وَلَمْ يَدْخُلُوا هُمْ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ لِكَيْ لاَ يَتَنَجَّسُوا، فَيَأْكُلُونَ الْفِصْحَ. 29 فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: أَيَّةَ شِكَايَةٍ تُقَدِّمُونَ عَلَى هذَا الإِنْسَانِ؟. 30 أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: لَوْ لَمْ يَكُنْ فَاعِلَ شَرّ لَمَا كُنَّا قَدْ سَلَّمْنَاهُ إِلَيْكَ!. 31 فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاحْكُمُوا عَلَيْهِ حَسَبَ نَامُوسِكُمْ!. فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: لاَ يَجُوزُ لَنَا أَنْ نَقْتُلَ أَحَدًا!. 32 لِيَتِمَّ قَوْلُ يَسُوعَ الَّذِي قَالَهُ مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ. 33 ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ، وَقَالَ لَهُ: أنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟. 34 أَجَابَهُ يَسُوعُ: أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هذَا، أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟. 35 أَجَابَهُ بِيلاَطُسُ: أَلَعَلِّي أَنَا يَهُودِيٌّ؟ أُمَّتُكَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ أَسْلَمُوكَ إِلَيَّ. مَاذَا فَعَلْتَ؟. 36 أَجَابَ يَسُوعُ: مَمْلَكَتِي لَيْسَتْ مِنْ هذَا الْعَالَمِ. لَوْ كَانَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هذَا الْعَالَمِ، لَكَانَ خُدَّامِي يُجَاهِدُونَ لِكَيْ لاَ أُسَلَّمَ إِلَى الْيَهُودِ. وَلكِنِ الآنَ لَيْسَتْ مَمْلَكَتِي مِنْ هُنَا!. 37 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَفَأَنْتَ إِذًا مَلِكٌ؟. أَجَابَ يَسُوعُ: أَنْتَ تَقُولُ: إِنِّي مَلِكٌ. لِهذَا قَدْ وُلِدْتُ أَنَا، وَلِهذَا قَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ لأَشْهَدَ لِلْحَقِّ!. كُلُّ مَنْ هُوَ مِنَ الْحَقِّ يَسْمَعُ صَوْتِي!. 38 قَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: مَا هُوَ الْحَقُّ؟. وَلَمَّا قَالَ هذَا خَرَجَ أَيْضًا إِلَى الْيَهُودِ وَقَالَ لَهُمْ: أَنَا لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً. 39 وَلَكُمْ عَادَةٌ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ وَاحِدًا فِي الْفِصْحِ. أَفَتُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ مَلِكَ الْيَهُودِ؟. 40 فَصَرَخُوا أَيْضًا جَمِيعُهُمْ قَائِلِينَ: لَيْسَ هذَا بَلْ بَارَابَاسَ!. وَكَانَ بَارَابَاسُ لِصًّا.
يوحنا19: 1 فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. 2 وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، 3 وَكَانُوا يَقُولُونَ: السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!. وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. 4 فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً!. 5 فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ!. 6 فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!. قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً. 7 أَجَابَهُ الْيَهُودُ: لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ!. 8 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. 9 فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟. وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. 10 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟. 11 أَجَابَ يَسُوعُ: لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ!. 12 مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!. 13 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ (الْبَلاَطُ) وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ (جَبَّاثَا). 14 وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: هُوَذَا مَلِكُكُمْ!. 15 فَصَرَخُوا: خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!. قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟. أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!. 16 فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. 17 فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ (مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ) وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ (جُلْجُثَةُ)، 18 حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْطِ!".
في أيام خدمة يوحنا المعمدان وكرازة يسوع المسيح كانت بلاد الشام (سورية الكبرى) تحت الحكم الروماني الذي ورث ممالك خلفاء الاسكندر المقدوني. وكان طيباريوس قيصر روما في تلك الحقبة [14م- 37م]. ينوب عنه بيلاطس البنطي حاكما على منطقة اليهودية [26م- 36م]، وهيرودس أنتيباس حاكما على الجليل [4م- 39م]/ (لو3: 1). وقد قام حاكم الجليل بتسمية بحيرة الجليل المعروفة "جنّيسارت" على اسم القيصر (بحيرة طبريّة) حيث كانت مركز خدمة السيّد يسوع المسيح الناصري. وحاول بناء تمثال كبير للقيصر هناك، لقي معارضة شديدة من السكان.
وهيرودس هذا هو الذي كان قد وضع يوحنا المعمدان في السّجن لمعارضته زواجه من زوجة أخيه هيروديا (مر1: 14). واعدامه لاحقا خلال حفلة رقص استجابة لطلب سالومه بنت هيروديا. ولعلّ المفارقة التاريخية، أن يوحنا المعمدان الذي كان يخدم في اليهوديّة اعتقل وأعدم في الجليل. فيما يسوع المسيح الذي قضى خدمته في أنحاء منطقة الجليل اعتقل وأعدم في اليهوديّة (أورشليم).
هيرودس أنتياباس هو ابن هيرودس الكبير الأدومي الأصل (منطقة الحجاز اليوم)، وكان يهوديّا، لذلك اعتبره المعمدان مخالفا لشريعة موسى. أما بيلاطس البنطي، فلم يكن يهوديّا. وفي كلّ الأحوال كان ولاة الرّومان يمثلون القيصر أكثر من تمثيلهم لأنفسهم، وكان اختيار الرومان لهم يجري بشروط وقواعد منها دراستهم -في روما- وإجادتهم الثقافة وفنون السياسة الرومانية. ونتيجة لحسّاسية الموقف اليهودي من الرومان عموما، كان الولاة يتحلون بالاحترام للقادة اليهود والحذر من إثارة حسّاسيتهم، وهو ما يلاحظ لدى بيلاطس - غير اليهودي- بشكل اكثر وضوحا من هيرودس - اليهودي-.
وبالمقارنة بين موقفي هيرودس وبيلاطس من يسوع، (لو23)، نجد ان هيرودس كان أكثر رغبة للتعرّف إلى شخص يسوع وأفكاره، بفعل خلفيته اليهوديّة. "وَأَمَّا هِيرُودُسُ فَلَمَّا رَأَى يَسُوعَ فَرِحَ جِدًّا، لأَنَّهُ كَانَ يُرِيدُ مِنْ زَمَانٍ طَوِيل أَنْ يَرَاهُ، لِسَمَاعِهِ عَنْهُ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً، وَتَرَجَّى أَنْ يَرَى آيَةً تُصْنَعُ مِنْهُ. وَسَأَلَهُ بِكَلاَمٍ كَثِيرٍ فَلَمْ يُجِبْهُ بِشَيْءٍ."- (لو23: 8- 9) لكن موقف يسوع منه كان واضحا وثابتا لم يتغيّر. وكان حريصا أن لا يفتح فاه معه بكلمة رغم كلّ أسئلته واستفزازاته. ذاك أن يسوع قد تأثر كثيرا لدى سماعه خبر مقتل رفيق دربه وخادم دعوته المعمدان.. "وَتَقَدَّمَ تَلاَمِيذُهُ وَرَفَعُوا الْجَسَدَ وَدَفَنُوهُ. ثُمَّ أَتَوْا وَأَخْبَرُوا يَسُوعَ. فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ انْصَرَفَ مِنْ هُنَاكَ فِي سَفِينَةٍ إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ مُنْفَرِدًا."- (متى14: 12- 13) حيث يذهب بعدها إلى جبل التجلّي (متى 17: 1- 8).
إذا كانت قيمة كلّ شخص بأفعاله، فأن هيرودس الأدومي قد - ذبح- النبيّ البارّ - اعظم من ولد من امراة- ليقدّم رأسه إلى (صبيّة)، "فَأَرْسَلَ وَقَطَعَ رَأْسَ يُوحَنَّا فِي السِّجْنِ. وَأُحْضِرَ رَأْسُهُ عَلَى طَبَق وَدُفِعَ إِلَى الصَّبِيَّةِ، فَجَاءَتْ بِهِ إِلَى أُمِّهَا." - (متى14: 10- 11). ما قيمة شخص يدمّر كيان حياة انسان من أجل نزوة بضع دقائق. وهيرودس هذا كان يعرف أن يوحنا نبيّ!. ولكن نزوته أولى من عقله.
يقول الشاعر أنسي الحاج: نحن العرب شعوب طيّبة، لكننا رغم (عدم) دمويّة العديد من مجتمعاتنا، لكننا لم نصل إلى بعدُ إلى تقديس الانسان. هناك جماهير، شوارع، لا انسان!.
لا زال هناك من يسأل لماذا لم يضحك يسوع أو يبتسم، أو ربما يبذل رخص الكلام مجاملة للولاة والحكام وأولئك السابحين بدماء البشر، أكثر من دماء القرابين الحيوانية. حزن يسوع وبكى من أجل ليعازر، فكيف بابن خالته وقريبه، أن يتجاهله بتلك البساطة.
اختلف الموقف نسبيا مع بيلاطس. فكان قليل الكلمات جدا، وبما تمليه ضرورة الاعلان والاخبار عن رسالته، لكنه لم يهتمّ بالدفاع عن نفسه. ونجد أن الحوار بينهما قد توقف لدى سؤال بيلاطس (ما هو الحقّ؟)
"أنا هو الحقّ والطريق والحياة".. قال يسوع. ونجد صدى هذه العبارة في ردّ بيلاطس على يوسف الرامي "فَتَعَجَّبَ بِيلاَطُسُ أَنَّهُ مَاتَ كَذَا سَرِيعًا. فَدَعَا قَائِدَ الْمِئَةِ وَسَأَلَهُ: هَلْ لَهُ زَمَانٌ قَدْ مَاتَ؟"- (مر15: 44). "
*
الأوضاع العامة..
ثمة عامل أو عوامل أخرى، ربما تركت أثرها، على جوّ الحذر الذي تشي به المقابلة والمحاورة، وكذلك قبول بيلاطس الاذعان لرغبة قادة اليهود. وذلك هو ما حدث منذ قليل من قبل جماعة جليليين أيضا.. "وَكَانَ حَاضِرًا فِي ذلِكَ الْوَقْتِ قَوْمٌ يُخْبِرُونَهُ عَنِ الْجَلِيلِيِّينَ الَّذِينَ خَلَطَ بِيلاَطُسُ دَمَهُمْ بِذَبَائِحِهِمْ!. فَأجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ الْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ الْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هذَا؟. كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ. أَوْ أُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَرَ الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمُ الْبُرْجُ فِي سِلْوَامَ وَقَتَلَهُم!ْ، أَتَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاَءِ كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ السَّاكِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ؟. كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُون- (لو13: 1- 5). كان أهل الجليل يومذاك معروفين بالتمرّد، وكان فيهم نسبة من الغيورين الفدائيين، المناهضين للحكم الأجنبي. بينما كان الفرّيسيّون يتجنّبون العنف مع الرومان، خشية ردود أفعالهم العنيفة. لكن نشاط اولئك الجليليين كان في منطقة اليهوديّة، دائرة نفوذ بيلاطس (الذي خلط دناءهم بدماء ذبائحهم)، مما يشير إلى علاقة الحادث بالعبادة في الهيكل. ان الوالي الروماني لا يتدخل في الشؤون الداخلية بدون طلب قادة السنهدريم، أو حصول أحداث شغب عارمة، عندها يكون من واجب الدولة التدخل والردع. إضافة لحصول حادث انهيار برج بحيرة سلوام ذات الورقة المتعددة، والتي سبق للسيّد المسيح أن شفى فيها شخصا مفلوجا منذ ثمانية وثلاثين عاما، مما تسبّب بمقتل ثمانية عشر شخصا.
ان حالة الوضع الأمني في اليهودية لم تكن مستقرة في تلك الأيام. وقد تكون ثمة أحداث واضطرابات أخرى تندلع هنا وهناك، مما يزيد من قلق السنهدريم وخشيتهم من نفاذ صبر السّلطات الرومانية وقيامها بعمل عسكري يهدد الأوضاع العامة أو يقود لما لا يحتسبون، كما حصل لاحقا من حصار لأورشليم ونقض الهيكل (70م). وسواءكانت بدافع الخوف أو المكيدة، فان قادة اليهود، استفادوا من تلك الظروف والاضطرابات في أمر التخلّص من السيّد يسوع المسيح، معتقدين بذلك تأمين استقرارهم. متناسين أمر المشيئة الإلهيّة، وتفوّقها على كلّ سلطان وكيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب العلوم السياسية بفرنسا يتظاهرون دعمًا لغزة


.. علي بركة: في الاتفاق الذي وافقنا عليه لا يوجد أي شرط أو قيود




.. خليل الحية: حققنا في هذا الاتفاق أهداف وقف إطلاق النار وعودة


.. البنتاجون كأنه بيقول لإسرائيل اقتـ.لوهم بس بالراحة..لميس: مو




.. مستشار الرئيس الفلسطيني: المخطط الإسرائيلي يتجاوز مسألة استع