الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو هريرة الامريكي

محمد بوعلي

2014 / 5 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أبو هريرة الأمريكي
تتناول وسائل الإعلام قصة لشاب أمريكي التحق بتنظيم جهادي في سوريا يحارب نظام شار الأسد . وقد قام هذا الجهادي من بلاد العم سام بتنفيذ تفجير انتحاري لصالح تنظيم جبهة النصرة الذي يحارب النظام السوري. بمعنى ان النظام السوري الذي طالما قدم نفس على أنه مدافع عن العروبة وخط مجابهة وممانعة للمخططات الصهيوأمريكية في المنطق يجد نفسه في مواجهة الأمريكي الذي وضع على رأسه عمامة أبي هريرة .والواقع أنني هنا لست لأدافع عن نظام قمعي دموي يقتل شعبه كالنظام السوري بقدر ما استوقفني هذا الاسم : أبو هريرة الأمريكي الذي نجده اليوم يتجول في سوبرماركتات العالم وأمامه عربة التسوق محملة بسلع من شتى الأنواع والبقاع .إنه نموذج الإسلام الأصولي المعولم الذي ليست له مشكلة مع الليبرالية بشكلها المتوحش أو حتى مع سوء توزيع الثروة وتكديسها في يدي حفنة من البشر أو مع الفقر لأنه يؤمن أن ذلك من مشيئة الله. لكنه بالمقابل يحن إلى زمن “الخلفاء الراشدين" ويتمنى أن يحشر الجميع في مركبة عابرة للزمن لتعود بنا إلى القرن الواحد هجري .فكم من أبي هريرة الأمريكي وأم هريرة تجدهم يركبون السيارات الفخمة ويرتادون محلات ماكدونالدز ، يتناولون وجبات الهامبرجر مع الكوكا كولا ويتكلمون اللغات الأجنبية بطلاقة على هواتف آي فون لكن أدمغتهم يعشش فيها فكر أبو هريرة .حتى لباسهم ومظهرهم الخارجي أصبح خليطا من أبي هريرة والماكدونالدز.هكذا ادن يلتقي الإسلام الأصولي المعولم والليبرالية المتوحشة ليشكلان وجهان لعملة واحدة هدفها تسطيح الوعي وتأبيد الاستغلال .واحد يبحث عن مبررات لذلك في السياسة والاقتصاد وآخر في الدين. منظومتان فكريتان رغم تعارضهما الصارخ مظهريا على الأقل إلا أنهما تلتقيان في الواقع في كونهما نظم لا أخلاقية لا إنسانية تخدم مصالح فئات محدودة هنا وهناك وتأخذان العالم والإنسان في طريق الاغتراب واللامعنى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah