الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!

اسعد الامارة

2005 / 7 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


التحويل هو احد الحيل الدفاعية التي يستخدمها الفرد في حياته لاعادة التوازن الداخلي للنفس وهي تساعد ولو مرحلياً في اعادة التوافق عبر دورة الحياة،فكما يستخدم ميكانيزم"حيلة"النكوص او الاسقاط او التبرير او التكوين العكسي.يستخدم التحويل لذا فهو يؤدي الى تناسق داخلي لدى الفرد ويساعد على تكوين توافق افضل خصوصاً في المواقف الحياتية الضاغطة وعليه يمكن القول ان التكيف الناجح لا يتوقف على مجرد الاساليب"الحيل"الدفاعية المستخدمة،ولكن ايضاً على طريقة استخدامها والاستفادة منها مرحلياً وهناك العديد من الامثلة في حياتنا اليومية وهكذا فأن هذه الاساليب الدفاعية ما هي الا عبارة عن انواع من السلوك او التصرفات التي ترمي الى تخفيف حدة التوتر النفسي الداخلي الذي يصل احيانا الى الالم ويسبب حالات الضيق لو استمرت لفترات طويلة وتسبب حالة من العجز في مواجهتها.
يدل ميكانيزم(حيلة)التحويل Transference الدفاعية في التحليل النفسي على وجود موقف انفعال معقد يقف ازاءه الفرد تلقائياً من الآخرين ويتميز احياناً بسيادة وغلبة مشاعر الحب او مشاعر الكراهية التي تصل الى العدوان،وتقول نظرية التحليل النفسي يتألف غالبا من مزيج من العنصرين (التحويل الموجب،التحويل السالب،التحويل المزدوج)ويضيف علماء التحليل النفسي ان هذه المشاعر لاتنطبق على الموقف الحاضر فحسب وانما على مواقف لاشعورية في الطفولة،تكونت وترسخت في الذات،يحياهاالبعض مرة اخرى في الرشد،ويقول عالم التحليل النفسي"فينكل"في التحويل يسئ الفرد فهم الحاضر برده الى الماضي،واذ ذاك لا يستعيد الفرد ذكرى الماضي وانما يسعى عوضاً عن ذلك،ان يعيش الماضي مرة اخرى وان يعيشه افضل مما فعل في طفولته وهو في كل ذلك لا يدرك طبيعة ما يفعل لذا سماه(فرويد)قهر التكرار Repetition –Compulsion.
ان ميكانيزمات الدفاع(الحيل الدفاعية)او استراتيجيات التعامل مع المواقف الضاغطة كما يحلو للبعض تسميتها ،تساعد الناس على خفض القلق حينما يواجهون مواقف او مشكلات او معلومات تثير التهديد كما يقول"فرويد"وعليه فأن التحويل كحيلة"الية"دفاعية هي محاولة الفرد لمواجهة موقف انفعال صعب يشكل ضغطا نفسيا فيقربه الى موضوع آخر او شخص آخر وبوساطتها تتم حماية الذات ممن يهددها داخلياً او خارجياً،كذلك هو اسلوب للتخفيف من التوتر والقلق وما ينجم عنه من احباطات وصراعات لم تحل لذا فأن كل الناس يلجأون الى استخدامها كباراً وصغاراً،وهي ان تجاوزت الاستخدام المعقول اصبحت وسائل لا سوية.
اما في النفس العام وفي نظرية التعلم بالتحديد،يستخدم مفهوم التحويل للدلالة على"نقل فعل او نمط من السلوك من عمل الى آخر بمعنى ان اكتساب خبرة معينة يؤدي الى رفع مستوى الانجازللفرد من عمل مماثل،او الى خفض مستواه ان كان العمل الجديد مغايراً للعمل الاصلي كل المغايرة.وهنا نجد نوعين من التحويل ،في الحالة الاولى يسمى تحويلا موجبا عندما تكون النتيجة تيسير عمل الفرد،اما في الحالة الثانية وهي التحويل السالب وتكون نتيجة اعاقة نشاط الفرد.
ان معرفة احوال النفس في صحتها ومرضها هي معرفة ضرورية تعطي لانفسنا الآمان والارتياح وسط ازمات الحياة وفواجعها وضغوطها وبالتالي يمكن ان تتيح لافكارنا ان تكون اكثر راحة عندما تجد الاستراتيجيات الملائمة المعروفة غالبا بميكانيزمات الدفاع وهي تساعدنا على معالجة الصراعات والاحباطات وغيرها من الضغوط الاخرى كما عبرت عن ذلك(ليندا دافيدوف)لذا فأول من ادخل مفهوم ميكانزمات الدفاع هو(سيجموند فرويد)الذي يرى ان الناس يلجأون اليها لحماية انفسهم حيث يستخدم الافراد اساليب عقلية لاشعورية لتشوية وتزييف الافكار والخبرات والدوافع والصراعات التي تمثل لهم تهديداً،هذه الملاحظات والمعلومات التي تواجه البعض منا وخصوصاً المتعلقة بميكانيزمات الدفاع ثم التعرف عليها بطرق صعبة من خلال الجلسات النفسية او معاناة البعض دون ادراكها في حياتهم اليومية وتضيف"دافيدوف"من الصعب توضيح خداع الذات معملياً ولكن نستنتج كل تلك المعلومات والحقائق من خلال ما يصدر منا من سلوك، وتكون عادة هذه الاستراتيجيات اما مقصودة ام تلقائية كما حدد فرويد ذلك. وعلى هذا النحو فان الموضوعات السيكولوجية التي تختص باعماق النفس الانسانية تعد معرفة متخصصة وحوار صادق لما يدور داخل اي منا وهي قدرة يجب معرفتها وكشف اسرارها والتعرف على كل ابعادها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفع حالة التأهب في إسرائيل ومنع التجمعات في الشمال


.. ما حدث في الضاحية يهدف لتحييد حزب الله والمقاومة عما يجري ف




.. أهم المحطات في مسيرة حزب الله اللبناني • فرانس 24 / FRANCE 2


.. حالة من الذهول والصدمة في بيروت • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بين نعيم قاسم وهاشم صفي الدين.. إليكم من قد يخلف حسن نصرالله