الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا عدو للإسلام إلا العرب

علي جديد

2014 / 6 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بشاعة ما تقوم به الحكومات المنبثقة عن الربيع الديمقراطي المسمى زورا ب "الربيع العربي" - مستندة على خطاب ديني في الظاهر و عروبي في الباطن- يفوق التصور, و نتائجه السلبية مازالت بادية للعيان وربما لو تم إحصاء ضحاياها لفاقت الهولوكوست بكثير. و بغض النظر عن الأرواح و الخسائر الاقتصادية فان تعطيلها إدماج لغات الأقوام الأخرى و دياناتها في جميع مناح الحياة, تكون تلك القوميات الخاسر الأكبر من برنامج الحكومات العروبي العنصري الإقصائي..

عن الجزيرة نت عن الدبلوماسي و المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط في مقال له في الواشنطن بوست أن الرئيس الإسلامي محمد مرسي كذب حين أنكر بأنه لم يرسل أية رسالة للرئيس الإسرائيلي.. لو لم ينكر الإسلامي هذا الخبر المشين لتلقى مركزه ضربة قد تعصف بآماله في البقاء في السلطة .. يعلم الشيخ مرسي أن الرصاص الذي تحداه يوم جاء لأداء اليمين الدستورية أمام الجماهير في ميدان التحرير لن يخرج السلطة من أيدي الإسلاميين لو تم اغتياله أما إنكاره لموضوع الرسالة هذه فقد جاء ليؤكد إن كل الساعون إلى السلطة لا ترهبهم الأسلحة و الاغتيالات أكثر مما يهددهم إزالة العباءة الدينية بسبب رسالة إلى الرئيس الإسرائيلي لان وقعها أشد مضاضة من وقع الرصاص المهند..
و لهذا السبب يجتهد كل الساعين للسلطة في إظهار مظاهر العداوة لإسرائيل و المبالغة في مظاهر التدين و الغلو في كراهية غير العرب بما فيهم أبناء واحة "سيوا" الأمازيغية المصرية الذين يعانون تحت نير الحكم العروبي كالأقباط..
فلو كان شعار «العدالة و التنمية" المعلن "الكذب و الكذب ثم الكذب" كشعارات الحكومات السابقة لما لام المغاربة إلا أنفسهم ولكن أن يكون شعاره كتاب الله فهذا لا يمكن تفسيره إلا بالكذب مع سابق الإصرار و الترصد. فقد كان شعارهم قبل الانتخابات محاربة الفساد و الاستبداد إلا أنهم بعد أن ذاقوا حلاوة السلطة و طعم الطاعة سارعوا إلى إطعام التماسيح و العفاريت مستندين على ذلك على المثل القائل "إلى لقيتهم كيعبدو الحمار حشش له", فبدئوا بمطاردة الشباب في الشوارع و الأزقة ليثبتوا للتماسيح و العفاريت حسن النية, خارجين بذلك عن صراط الله المستقيم ليتبعوا صراط العفاريت المنحرف, حتى وإن اعتبرهم الشعب من المغضوب عليهم و الضالين..

وبعد أن كانوا ينادون بضرورة الصدق في القول و العمل, ككل الشرفاء و الأحرار في العالم, و بجعل البرلمان ساحة للحرية, تضاهي ساحة "ترافالغار" بلندن, جعلوا داخله "مسيدا" لتعليم المغاربة أبجديات الإسلام و مزادا لبيع المبادئ و مقبرة للقيم و منبرا لاستعراض العضلات اللغوية و ملتقى لعشاق المشاريع و تبادل الخبرات في التزوير و النفاق السياسي, وحولوا خارجه مسلخا لجلود الشباب الذين وصلوا على أكتافهم إلى سدة الحكم..

هذا الاستخفاف بتعاليم الإسلام الذي حرم الكذب مرده إلى أن العديد من العرب لم يؤمنوا بل اسلموا, و حتى حين أسلم معظم الأجداد بالقوة فرض على الكثير من الأحفاد إتباع ما وجدوا عليه آباءهم و لم يكن لهم في اختيار الدين عن قناعة رأي. وهو ما يفسر الصورة المتردية التي وصل إليها الإسلام.. فهوى "العروبة" في النفس أقوى من هوى الهوية الإسلامية خاصة بعد وفاة الرسول(ص) إلى الآن. و هذه حقيقة تاريخية موجودة في كتب التاريخ الإسلامي الذي لا يريدنا الإسلاميون العرب الإطلاع عليه..
و هو ما عبرت عنه الناشطة الإيغورية العجمية المسلمة بألم و حسرة في تقرير لفرنسا 24 حول معاناة الأقلية الايغورية المسلمة في الصين.. فقد قالت الناشطة "ريبية كادير" بالحرف " لقد منعتنا السلطات من ممارسة ديننا و ثقافتنا "لأننا لسنا عربا" وتضيف الناشطة بحزن كبير أن العرب لو اكتفوا باللامبالاة لهان الأمر بل يقبضون على النشطاء الايغور في السعودية و قطر ويسلموهم إلى الصين وهم يعرفون أن مصيرهم حبل المشنقة". و تضيف الناشطة أنهم يفعلون ذلك لأن مصالحهم الاقتصادية و السياسية مع الصين..

و بالرغم من كونهم لا يملون من تكرار إننا إخوة يجمعنا هذا الدين الحنيف و أنه "لا فرق بين عربي و عجمي إلا بالتقوى" كما جاء في الحديث الشريف.. فلم نسمع أحد الشيوخ المتمركزين في معاقل الجهاد الشفوي في الخليج, و لا القيمون على و لا الملحقون المساعدون في دول "المغرب العربي" عن تكفير قطر و السعودية لترحيلهم للمسلمين العجم الفقراء للصين حيث ينتظرهم بئس المصير.. فلولا المنظمات الحقوقية الغربية الكافرة لأبادهم النظام الديكتاتوري الصيني. و هذا ما يقصده عصيد و سعيد الكحل و الدكتور أحمد صبحي منصور في انتقادهم للإسلاميين العرب الذين لا يهمهم مصير المسلمين ما داموا لم يتعربوا بعد. و كأني بالكتاني و الريسوني و المقرئ و الفيزازي ومن تبعهم يقولون : "عربي كذاب خير من عجمي مسلم صادق"..

و ما يثبت ما أرمي إليه أن كل الذين ادعوا النبوة و لم يمض على وفاة النبي الكثير هم عرب أقحاح بما فيهم مسيلمة الكذاب و امرأته سجاح, بالإضافة إلى شاعر العرب الكبير "المتنبي. فهؤلاء لم يسبوا النبي فحسب بل لم يعترفوا به أصلا, و نصبوا أنفسهم أعلى مرتبة منه و أعز شئنا, و أحق بالنبوة منه, و رغم ذلك فإن لهم في قلوب العرب مكانة لا تتزعزع. كما لم تتزعزع مكانة مشايخ العروبة و الوهابية كميشيل عفلق و الكتاني و الريسوني و صدام و الأسد و ألقذافي و البشير و القرضاوي و مرسي و المرزوقي و الغنوشي.
و رغم أنهم شياطين في نظر معظم العرب و ملائكة في نظر بعظهم, إلا أن" شهادة" هؤلاء قبل موتهم أن "لا لغة إلا العربية و أن من يبتغ غير العربية لغة فلن تقبل منه", تكفيهم ليغفر لهم العرب ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر