الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب

طه معروف

2005 / 7 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعد بروز و تصاعد موجات الاستنكاروالأنتقادات الجماهيرية بوجه الحكومة الأقليمية فى أربيل بصدد الكشف والاعلان عن شبكة من عصابات الاسلام السياسي الاجرامية في صفوف الحزب الديمقراطي الكردستاني وأجهزته الأمنية ولتغطية هذه الجريمة ومن اجل تبرئة الحكومة ومؤسساتها المختلفة وخاصة اجهزتها القمعية المتورطة حتى النخاع في جرائم العصابات المذكورة ، نظم الحزب المذكور أجتماعا موسعا في أربيل يوم 20تموز2005 حظره رئيس الحكومة ،نيجيرفان بارزاني .
اشار البارزاني في سياق حديثه حول جرائم شيخ زانا وشبكته الاجرامية ضد الجماهير، واصفا هذه الاعمال الشنيعة بالاعمال "الشاذة" و النادرة و"الغريبة"عن الاسلام و الدين الاسلامي! و أكد بأن الديانات السماوية نزلت للبشر ليدركوا معنى الحياة والصداقة الانسانية و ليس للإكراه او التعصب! كما أشارة الى دور الحركة القومية وإلتفافها حول الدين الاسلامي و تمسكها به ودافع كمحامي متغطرس عن براءة الدين الاسلامي من جرائم عصابات الاسلام السياسي في الوقت الذي أعترف افراد هذه العصابات الواحد تلو الاخر امام الجماهير عبر شاشة التلفزة الحكومية بأنهم طلاب ذو نشأة اسلامية وأئمة مساجد تربوا وتعلموا على القرآن وما يمارسون من جرائم ليس سوى الجهاد في سبيل الله بغية الوصول الى الحكم الاسلامي وأكدوا خلال اعترافاتهم بأنهم ينفذون واجب ديني وممارساتهم للقتل العشوائي للأبرياء من الناس هو بهدف التدريب على القتال لنصرة الاسلام ...الخ
نيجرفان ليس اول من يبادر الى تبرئة الاسلام السياسي من هذه الجرائم فقد سبقه جلال طالباني بسنوات ، حيث عمل على التغطية على جرائم الاسلاميين بل انه فتح معهم الحوار وتحالف معهم بوجه الحركات الجماهيرية الردايكالية والمطالبة بالحرية وخاصة اليسار والحزب الشيوعي العمالي العراقي ووقف وراء فتوى الاسلاميين ونفذ اوامر ملالي ايران، قلعة الاسلامي السياسي، لتصفية تواجد الحزب في كردستان كما تسابق كلا الحزبين بدعم الحركات الاسلامية وتوفيرالاموال الطائلة لها بهدف كسبها الى جانبهما بغية الحفاظ على تناسب القوى بينهما وعلى حساب جماهير الاحرار في اطار صراعهم الرجعي.
إن محاولة نيجيرفان بارزاني لعزل وفصل هذه الاعمال الاجرامية عن الاسلام السياسي هي من الناحية العملية تعبير عن الدعم والمشاركة في جرائم الاسلام السياسي وإقرار بشرعيتها وإلا لماذا لا يوجه اصابع الاتهام نحو الحركات الاسلامية السياسية بوصفها موطن ومنشأ العصابات الاجرامية من امثال شيخ زانا و اتباعه، هل نزل هؤلاء السفاحون الاسلاميين من السماء لقطع الرؤوس وبتر الاعضاء الجسدية للانسان ورجم النساء بالحجارة وفرض الحجاب عليهن وقتل الكتاب والمفكرين ام انها حركة سياسية تتمتع في بعض البلدان بالسلطة المطلقة كما في ايران والسعودية وباكستان وا فغانستان ؟
أن مواقف و اطروحات رموزالحركة القومية هذه تؤكد على الماهية الرجعية للحركات القومية الكردية ومعاداتها للحرية والتمدن والعلمانية وتثبت مرة اخرى للجماهير مدى وحجم التناقض بين مطالبها العادلة والتحررية وبين هذه الحركات التي تتخذ من الاسلام وسيلة لقمع وخداع الجماهير بهدف تمرير سياساتها ومشاريعها الرجعية في كردستان.
على صعيد مواجهة هذه العصابات في المستقبل ! اشار نيجيرفان الى كون حكومته بصدد اتخاذ اجراءات " مشددة " لعدم" تكرار" هذه الاعمال الاجرامية الا انه اضاف ايضا: باننا لم نفعل شيئا، في الماضي، بل التزمنا الصمت تقريبا!! . واذا كان الشق الاول من هذه الاقوال يعكس" نية" نيجرفان لإظهار هيبة وقدرة حكومته للوقوف بوجه عصابات الاسلام السياسي ومنعها من زرع عناصرها في صفوف الحزب والمؤسسات الحكومية فأن الشق الثاني من اقواله تطرح عدة تسائلات: من اهمها لماذا الصمت تجاه ما حدث ؟ هل تم تنفيذ جرائم شيخ زانا وعصابته لسفك دماء الابرياء بموافقتكم ؟ أليست هذه العصابات جزء من اجهزتكم المخابراتية (باراستن) ؟ لماذا الصمت تجاه هذه المجازر ؟
لن تصدق جماهير كردستان هذه الوعود التي اطلقتها بصدد توفير الامن وحمايتها من جرائم هذه العصابات لانها ليست المرة الاولى التي تسمع مثل هذه الوعود بل شبعت منها خلال 15 سنة من تسلطكم على رقابها في كردستان ولانها تدرك تماما بانكم لستم عاجزين عن توفير تلك الاجواء فحسب بل انكم السبب الاساسي لتدهور الوضع الامني في كردستان ، انها تدرك ايضا بانكم عندما تتحدثون عن توفير اجواء آمنة انما تعنون الحفاظ على وجودكم كاحزاب ، سلطة وهياكل سياسية و كاشخاص و بانكم لا تتورعون من اجل ذلك عن الجوء الى عمل! والدليل هو انه عندما وصل الوضع الامني لسلطتكم وقيادات حزبكم في 1996 الى منعطف خطير اثناء صراعكم الرجعي مع الاتحاد الوطني الكردستاني طلبتم من البعثيين بأن يزحفوا بدباباتهم على مدن عديدة وما يعنيه ذلك من تدمير لها و لذلك فانني و بعكس ما تدعيه اقول، مع جماهير كردستان، ان توفير اجواء آمنة في كردستان انما يشترط غيابكم و اختفائكم عنها وليس العكس والحديث عن امجادكم ورسالتكم التأريخية ليس سوى الحفاظ على المقدسات الرجعية القومية والدينية، انكم لستم لا تخدمون الجماهير فحسب وانما تستخدمونها لتحقيق مصالحكم غير الشرعية و تثبيت سلطتكم الرجعية وان المجتمع لم يشهد النهوض في ظل حكمكم الكالح والاستبداي الذي ضمن لكم السيطرةعلى معظم ثروات و مقدرات الجماهير التي سخرتموها لحساباتكم واغراضكم الشخصية دون اية اعتبارات انسانية .ان النهوض بالحركة الجماهيرية وتحررها من التهديدات اليومية من جانبكم و من تهديدات الاسلاميين مشروط بأزاحة سلطتكم الهمجية لفتح الطريق امامها لإبداء رأيها وتفعيل اراداتها ضمن استفتاء حر لإختيار حكومة علمانية غير قومية و غيردينية بوصفه سبيلا وحيدا لخلاصه. ان الجماهيرالتواقة للحرية وكل القوى المدنية والعلمانية وحركة اليسار وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو الخندق الذي يقف صامدا بوجه مشاريعكم الرجعية سواء في كردستان او على صعيد العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah