الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجوم الإقطاع الديني

عبدالله خليفة

2014 / 6 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أغلب متعلمي الشرق العربي خاصة جهلة بالتطورات التاريخية، فيعتبرون صراع الحرب الباردة بين غرب رأسمالي وشرق اشتراكي الذي سقط بسبب اشتراكيته، وليس أنه صراع بين مستويين من الرأسمالية الغربية المتقدمة والرأسمالية الشرقية المتخلفة جعلت من الدول مظلات هيمنة كبرى لم تقض على الإقطاع وخاصة في الجانب الاقتصادي الاجتماعي الثقافي ووجهت التطور نحو البناء الاقتصادي الواسع بحسب هيمنة الموظفين البيروقراطيين، وإذا كان ذلك له إنجازاته فهو لم يشكل بُنى اجتماعية ديمقراطية تطور النساء وتخلق علاقات متساوية وحرة بينهن وبين الرجال وكرس ذكورية متخلفة وثقافة سلطوية محافظة، ولهذا حين سقطت رأسماليات الدول الشرقية صعد الدينيون، وهذا يبدو خارقاً لدى العقول المحدودة بينما هو طبيعي، فتلك الدول المزعومة تقدمية تركت العلاقات الاجتماعية متخلفة تحت هيمنة رجال الدين وجعلت الثقافة غير عقلانية ولا تخترق النصوص الدينية وعالم الجهل الشرقي فتخترقه بالنقد وتبعد الدين عن الدولة وتفتح المجال للفكر الحر.
فالأجيال الطالعة في هذا الخضم هي أجيال دينية متخلفة الوعي ربيبة الإقطاع ومذاهب الاستغلال وما يزعمونه بأنه صحوة إسلامية هي صحوة الإقطاع للسيطرة على النساء والثقافة والعقول وكبت الحريات وإدامة استبداد الذكور بتخلفهم وشهواتهم ورفضهم لديمقراطية العائلة! واستمرار هيمنة الدول الشمولية بعد سقوط نمط من أشكالها!
(وقد أدرك كثير من اليساريين أنه لم يعد بإمكانهم إعادة تشكيل هويتهم الفكرية والسياسية بعيداً عن الواقع المستجد، وجانب مهم من هذا الواقع يعود إلى نمو قوة الحركة الإسلامية. وفي محاولة لمعايشة الواقع السياسي المستجد، تعرضت صفوف اليسار العربي لكثير من التصدعات الفكرية والسياسية). (كامل الخطي).
إن تدهور وعي بعض اليساريين وعودتهم للدفاع عن التخلف الاجتماعي هو نتاج أن هؤلاء لم يتطوروا ومازالوا يعاملون أمهاتهم وزوجاتهم كإماء وجوارٍ، ولم يشكلوا تنظيمات ديمقراطية، ويعتبرون أنفسهم ذيولاً مطيعة لرجال الدين المحافظين وينكرون عودة التطور الديمقراطي إلى مساره الصعب المعقد الذي راح يتغلغل في عمق الشموليات العائلية والسياسية، وأخافتهم كثيراً موجة النقد المتصاعدة ضد الإقطاع الديني والإقطاع السياسي اللذين تربوا في أحضانهما. فما نجد لديهم سابقاً سوى شعارات سياسية عامة وليس تحليلات معمقة للماضي والدين والبناء الاقطاعي الذي تحجر فيه المسلمون! ولهذا فهؤلاء ليست لهم أي علاقة باليسار والفكر الديمقراطي عموماً وجاري فضحهم كل يوم، ولكن البعض لا يقرأ ويتنطع لتحليلات كبرى!
(على الصعيد الفكري فإن الذين اختاروا الدولة من اليساريين، أخذوا في الاعتبار إرث النهضة العربية واهتمامها بالتحديث وبناء الدولة المدنية)، السابق.
كلام مجرد يخفي هويات الدول الطبقية باعتبارها الشكل السياسي للإقطاع، وهي ليست لها علاقة بالدولة المدنية والديمقراطية، بل هي مجموعات قبلية وأسرية تهيمن على المال العام، وتساند الإقطاع الديني ولا تريد زواله، لكنها فقط تصارعه لمحاولته إزاحتها! وإذا كان هناك من يتلصق بها فهو انتهازي ولا علاقة له حتى بالليبرالية فما بالك باليسار!
ولهذا فإن الكاتب لا يعرف رموز اليسار وكتاباتهم كإلصاقه على الباحث والمناضل الكبير إسحاق الشيخ عداوته للعرب! في حين أن إسحاق الشيخ عدو لدود فعلاً للحركات القومية المتعصبة عربية غير عربية التي مزقت صفوف الوطنيين، ويبدو أن الكاتب لم يقرأ شيئاً من موسوعة الشيخ الثرة في كل القضايا التي تواجه المنطقة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حتة من الجنة شلالات ونوافير وورد اجمل كادرات تصوير في معرض


.. 180-Al-Baqarah




.. 183-Al-Baqarah


.. 184-Al-Baqarah




.. 186-Al-Baqarah