الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزب الشيوعي العراقي ( طريق الشعب ) ومعضلة التحالفات الانتخابية

خالد حسين سلطان

2014 / 6 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


مع ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة ( 2014 ) في العراق بدأ التراشق والسجال بين الكتل الفائزة والخاسرة وكذلك بين صاحبة الاصوات الاكثر مع صاحبة الاصوات الاقل وحتى داخل الكتلة الواحدة بين من فاز منهم ومن فشل, وما يهمنا هنا هو الخسارة الكبيرة التي مني بها الحزب الشيوعي العراقي في عدم الحصول على اي كرسي في البرلمان القادم, رغم الحملة الانتخابية الكبيرة والمبكرة التي قادها الحزب ودعا جماهيره لها وفرغ العديد من الكوادر والرفاق لقيادتها وتوجيهها مع التركيز على مرشح الحزب الأول في بغداد جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب وتسخير اكثر من 75% من الدعاية والتوجيه الحزبي له واهمال بقية مرشحي الحزب واعتمادهم على نشاطهم ومجهودهم الذاتي, وهنا كانت الطامة الكبرى وخيبة الامل والانكسار الحزبي، بعد ان فشل الحلفي على الوصول الى قمة البرلمان رغم كل هذا المجهود والتركيز, وبهذا اضاع الفرصة على بقية المرشحين الذين كان فوزهم ممكنا لو تم تسخير نصف الدعاية الانتخابية التي حظى بها الحلفي لهم، وهذه واحدة من الاخطاء الفاضحة والقاتلة التي ارتكبت وادت الى الفشل وما تبعه من احباط وتذمر وانكسار وخصوصا على مستوى القاعدة الحزبية بعد ان اعتاد القادة على تلك الاخفاقات ويتجاوزونها بالصمت لفترة قصيرة ثم معاودة النشاط الاعلامي للتبرير باي شكل كان والاستمرار في مواقعهم القيادية ومحاولة تحويل الهزيمة الى نصر.

من الاسباب الاخرى التي ساهمت في فشل الشيوعيين العراقيين في الحصول على اي كرسي في البرلمان القادم هو اخفاقهم في مسالة التحالفات الانتخابية او ايجاد الحليف المناسب وبالتالي بدلا من ان تكون تلك التحالفات عونا لهم في رفع رصيدهم الشعبي والحصول على اكبر عدد ممكن من الاصوات لهم، تحولت تلك التحالفات وبالا عليهم وتمكن الحلفاء الجدد او الطارئين من حثالات العملية السياسية من استغلالها افضل استغلال واستثمار اسم الحزب الشيوعي وتاريخه النضالي الزاهر بالشهداء والمواقف المبدئية والوطنية الصارمة, ليكون لهم حصة الاسد من الاصوات, حيث اعتبرت كثير من الجماهير وخصوصا البسطاء منهم ان قائمة التيار المدني الديمقراطي هي قائمة الحزب الشيوعي العراقي والنسبة الاكبر منهم بعيدة كليا عن الحزب وبرنامجه, ولكنها اختارت قائمة الحزب كما تتصور كرد فعل مضاد للتيارات الدينية واخفاقها في الاداء الحكومي وخصوصا في جانب الأمن والخدمات ونصرة الفقراء والكادحين. وعلى كل حال فان قيادة الحزب لم تتعظ من تحالفاتها في الانتخابات السابقة ولعل ابرزها مع قائمة الدكتور اياد علاوي في انتخابات 2005 والتي فقدت على اثرها الكثير من ناسها وجماهيرها باعتبار علاوي من الحرس القومي في عام 1963 ولا تزال يديه ملطخة بدماء الشيوعيين، ومع هذا تحالفت قيادة الحزب الشيوعي معه، وبعد الانتخابات اختلفت معه وخرجت من القائمة, ولم تتعلم درسا من ذلك التحالف البائس وعادت في الانتخابات الاخيرة لتتحالف مع حثالات العملية السياسية في العراق من امثال مثال الالوسي العميل الاسرائيلي العلني والصريح وبشهادة الجميع وكذلك المهرج الكويتي فائق الشيخ علي, حيث تمكن هؤلاء من الوصول الى قبة البرلمان على اكتاف الشيوعيين وانصار اليسار العراقي, فمن له موقف ما مع الحزب او قيادته ( وما أكثرهم ) ولكنه لم يجد أصلح منهم في الانتخابات بناءا على اصوله وميوله الشيوعية انتخب قائمة التيار المدني الديمقراطي التزاما مع تلك الاصول ولكنه اعتدادا بنفسه وموقفه لم ينتخب مرشح الحزب الاول الحلفي فانتخب القائمة فقط او اي مرشح منها غير الحلفي والحديث هنا حول الانتخابات في محافظة بغداد فهي المحك الاساسي وصاحبة الثقل الراجح .
من الاوهام او الاحلام الوردية التي عول عليها قادة الحزب لتحسين موقفهم الانتخابي هي اعتماد طريقة سانت ليغو ( وان كانت النسخة المعدلة منها عراقيا ) لتوزيع المقاعد الانتخابية على الكتل المشاركة في الانتخابات دون اي عتبة انتخابية تستبعد الكتل التي لم تحصل على عدد معين من الاصوات من عملية التوزيع والتقسيم, وعموما هي طريقة ليست بالحديثة وجدت عالميا وطورت عدة نسخ منها لتمكن الكتل الصغيرة او صاحبة الاصوات الانتخابية القليلة نسبيا من دخول اصواتها في عملية التوزيع والتقسيم للمقاعد دون استبعادها او تهميشها مقدما قبل عملية التوزيع, عسى ان تحصل على مقعد انتخابي واحد وقد تستفاد منها الكتل الاكبر قليلا في رفع حصتها الى مقعدين, وبالتاي فهي مجرد طريقة استجدائيه تعتمد عليها الكتل الفقيرة والبائسة في محاولة الحصول على مقعد انتخابي او على الاقل ايهام واستغفال انصارها ومريديها البسطاء من انها تمكنت من منافسة الكتل الاكبر منها، فهل يعقل ان اقدم حزب في العراق يلجأ الى اسلوب الشحاذين للحصول على كرسي ( على الأقل كرسي واحد للحفاظ على ماء وجه القيادة، ان بقى منه شيء ) في البرلمان .
وبعد كل هذا تخرج علينا قيادة الحزب ومكتبه السياسي بجملة من التصريحات والبيانات في محاولة لتبرير تلك الخسارة الشنيعة بل وتحويلها الى فوز، وعلى طريقة المقبور صدام حسين حينما حاول تحويل هزيمته النكراء في ام المهالك بعد غزو الكويت الى نصر بائس بتحليلات جوفاء، على اساس ان القائمة قد فازت بخمس كراسي في البرلمان واي نصر للقائمة هو نصر للحزب، والادهى من هذا انسحاب احد الفائزين الخمسة من التحالف في مدينة البصرة من القائمة فور الاعلان الرسمي للنتائج من قبل مفوضية الانتخابات، ولابد ان نستذكر انه خلال فترة الدعاية الانتخابية اصدر التحالف بيانا يتخلى فيه عن قسم من تصريحات المرشح فائق الشيخ على باعتبارها لا تمثل رأي التحالف وهي تصريحات شخصية بعد ان اندفع فائق في تصريحاته الهوائية والبهلوانية وعلى طريقة خالف تعرف ويبدوا انها حققت المرجو منها مع شعب حائر في امره ويبحث عن التغيير حتى وان كان وهما. كل هذا ان دل على شيء فانه يدل على مدى تهالك هذا التحالف المبني على المصالح الذاتية بعيدا عن اي قاسم وطني ومبدئي مشترك للمتحالفين، وانما كل يحاول اكمال ما مفقود لديه على حساب الآخرين وبالتالي كان الخاسر الأكبر هو المناضل الشيوعي البسيط الذي سخر كل وقته وامكاناته لنصرة هذا التحالف ودعمه على امل الحصول على كم مقعد في البرلمان القادم، يتمكن من خلالها ذلك المناضل والكادح من التباهي بحزبه وتاريخه وامكانياته في الساحة السياسية العراقية، بعد ان عانى هذا المناضل على مدى اكثر من عقد من الاجابة على سؤال محير بالنسبة له عن سبب اخفاق حزب المسيرة المليونية ( اشارة الى مسيرة الاول من ايار 1959 في شارع الرشيد ) من تحقيق مقعد واحد في البرلمان، ولكن حتى هذا الحلم البسيط لم تستطيع القيادة المتهالكة على مصالحها الشخصية من تحقيقه لهذا المناضل، ليبقى يدور في دوامة من الحيرة بحثا عن بديل يساري مناسب لأنه لا يستطيع تغيير ثوبه الاحمر والذي أخذ بالتحول الى ألوان مقززة ومتقلبة تقلبا مع مزاج قيادة الحزب .
ختاما لابد من القول ان افضل تحالف مناسب للحزب الشيوعي العراقي هو التحالف مع نفسه، مع كل التيارات اليسارية والتنظيمات التي تحمل اسم الشيوعية واليسار في العراق لغرض لملمة الجسد اليساري في العراق بعد فسحة طويلة من التشرذم اليساري تتحمل مسؤولية بالأساس قيادة الحزب الشيوعي العراقي المتمسكة بمقاعدها على حساب وحدة هذا اليسار، تحالف يجمع كل اليساريين والشيوعيين العراقيين وتحت اي لافتة وكذلك الشيوعيين الذين خارج التنظيم الحزبي الشيوعي ( جماعة طريق الشعب ) لسبب او اخر وينشطون يساريا دون اي تنظيم لالتزامهم بمبدأ : ( حزب شيوعي واحد في البلد الواحد )، بعد تنحي القيادة الحالية للحزب جانبا لفشلها الذريع في توجيه دفة الحزب بالشكل الصحيح وسحبه نحو المستنقع الانكلوأمريكي بعيدا عن القيم والثوابت الوطنية والشيوعية .
ولكن ( اسمعت لو ناديت حيا ... ولكن لا حياة لمن تنادي ) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - في الموجز, الحقد الدفين على الحزب الشيوعي العراقي
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 6 / 3 - 12:30 )
حصل الحزب الشيوعي العراقي على 250 الف صوت في العراق , السيد جاسم الحلفي حصل في باصوات على 17 الف صوتا في بغداد , ولم يفز بمقعد في مجلس النواب وهي اصوات تزيدعلى مجموع ما حصل عليه السته الاخيرون من قائمه الوطنيه وتساوي السته الاخيرون من قائمه دوله القانون, قأي اجحاف بحق الرفيق الحلفي هذا هذا اولا اما ثانيا , فقد حصل د على كاظم عزيز من قائمه التحالف المدني الديمقراطي على اكثر من خمسه الآلف صوت ولو يفز بمقعد نيابي ايضا فيما فاز اخرون من قائمه دوله القانون لم يحصلوا على ربع اصوات ما حصل عليه د على كاظم عزيز, اما هيفاءالآمين فقد حصلت غلى اكثر من 8 الآلف صوتا من محافظه ذي قار فيما حصلت السيده ختام كريم بمقعد رغم اصواتها القليله والتي لا تتجاوز783 صوتا واخيرا لا ندري لماذا هذا الآصطفاف لمعاداه انبل واشرف حزب عراقي تمتد عروقه الى باطن وادي الرافدين وقدم الآلف من الشهداء ومن اجل بناء وطنا سعيدا وجتمعا حرا خال من الآضطهاد عابرا للطائفيه والمناطقيه المقيتتين , ويقول المثل العراقي اكعد اعوج واحجي عدل , مع التقدير,


2 - حكايات فلاحية: الفوز... كالخسارة!
أحمد إسماعيل ( 2014 / 6 / 3 - 13:04 )
شكراً للسيد الكاتب، تحليل صائب مال واحد محروك قلبه، ولكن الشيوعيين لم يتعلموا أي درس ـ فتصور حزب بهذا التاريخ يتحالف مع مهرج مثل فائق الشيخ علي، والكارثة أن المهرج يفوز والشيوعي يخسر، أليس هذا عقاب الشعب لهذا الحزب؟
وتكملة لمقالك أرجو قراءة هذا التحليل، وذكر إن نفعت الذكر

http://saotaliassar.org/Frei%20Kitabat/18012014/AbuSahra0079.htm


3 - الى ابو الاحذية
خالد حسين سلطان ( 2014 / 6 / 3 - 15:07 )
السيد ماجد جمال الدين
لا اعرف ان كنت مع المقال ام ضده فالعنوان شيء وكلامك شيء اخر
وعلى العموم لا رد لي ما زلت انت بمستوى الاحذية وتتعامل بها


4 - اكعد اعوج وفكر عدل واحجي عدل
خالد حسين سلطان ( 2014 / 6 / 3 - 15:14 )
العزيز د. الجنابي
بعد التحية ماقيمة الارقام والمقارنات التي تتحدث عنها المهم النتيجة اما اذا كان قصدك الخلل في قانون الانتخابات فهذا الموجود وحشع مطلع على القانون وبالتالي فلا جديد في ذلك وكان بامكانه الاحتجاج على القانون ومقاطعة الانتخابات ولكنه تحجج لغرض التحجج فقط وللتغطية على الفشل الذريع ولا علاقة للتاريخ المجيد والاف الشهداء مع قيادة فاشلة لم تححق شيئا يذكر
اما المثل الذي ذكرته فقد اصبح بالشكل التالي اكعد اعوج وفكر عدل ثم احجي احجي عدل
مع مودتي واحترامي


5 - شكرا ابو شهاب
خالد حسين سلطان ( 2014 / 6 / 3 - 15:17 )
العزيز احمد اسماعيل
شكرا على التعليق وقد اطلعت على الرابط في حينه فابو سارة صديقي
مع مودتي واحترامي


6 - رد اخر
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 6 / 3 - 15:46 )
ان الارقام في نتائج الانتخابات لها من الاهميه بمكان, فأنها اي الارقام من تحسم النتائج ., وان قانون سانت ليغو المعدل الانتخابي هو صاحب الخلل في كل هذه النتائج الكارثيه , سبق للقوى الخيره قد طالبت بألغاء قانون سانت ليغو ولكن اصحاب القوائم المتنفذه هي الت اصرت عليه لآنها سوف تستحوذ على نتائج ارقام الاحزاب الفقيره والصغيره والتي لا تتمتع باموال استحوذتها من ميزانيه الدوله وليس لها اراضي من اجل توزيعها على الفقراء ,والحزب الشيوعي طالب مرارا بتغير قانون الآنتخاي ومن اجل ان يكون عادلا يعكس تطلعات المقترعين والاستجابه الى الاصوات الحقيقيه للمقترعين , ونادوا وقدموا الكثير من الآحتجاجات والاعتراضات حول لا ثم لا تسرقوا صوتي, هذا ما قدمته القوى الخيره من اجل حكم مدني علماني يخدم المواطنه العراقيه وبعيده عن الطائقيه المقيته ,واكر مره اخرى سيدي الكريم وبدن اضافات الى المثل العراقي القديم اكعد اعوج واحجي عدل , مع التقدير


7 - رد اخر
د.قاسم الجلبي ( 2014 / 6 / 3 - 16:33 )
ان الارقام في نتائج الانتخابات لها من الاهميه بمكان, فأنها اي الارقام من تحسم النتائج ., وان قانون سانت ليغو المعدل الانتخابي هو صاحب الخلل في كل هذه النتائج الكارثيه , سبق للقوى الخيره قد طالبت بألغاء قانون سانت ليغو ولكن اصحاب القوائم المتنفذه هي الت اصرت عليه لآنها سوف تستحوذ على نتائج ارقام الاحزاب الفقيره والصغيره والتي لا تتمتع باموال استحوذتها من ميزانيه الدوله وليس لها اراضي من اجل توزيعها على الفقراء ,والحزب الشيوعي طالب مرارا بتغير قانون الآنتخاي ومن اجل ان يكون عادلا يعكس تطلعات المقترعين والاستجابه الى الاصوات الحقيقيه للمقترعين , ونادوا وقدموا الكثير من الآحتجاجات والاعتراضات حول لا ثم لا تسرقوا صوتي, هذا ما قدمته القوى الخيره من اجل حكم مدني علماني يخدم المواطنه العراقيه وبعيده عن الطائقيه المقيته ,واكر مره اخرى سيدي الكريم وبدن اضافات الى المثل العراقي القديم اكعد اعوج واحجي عدل , مع التقدير

اخر الافلام

.. كيف نجا القيادي في حزب الله وفيق صفا من محاولة اغتيال إسرائي


.. الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين في وقت ذروة الحركة فيها




.. مراسل الجزيرة يرصد حالة الزميل فادي الوحيدي في مستشفى الخدمة


.. مصادر إسرائيلية: نتنياهو وبايدن حققا تقدما بالتوصل إلى تفاهم




.. مناشدات لإجلاء مصور قناة الجزيرة علي العطار خارج قطاع غزة لت