الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافات إسلاميّة - من أين يأتي سُعارُ الأئمّة على المنابر؟

مالك بارودي

2014 / 6 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في حياتي كلّها لم أدخل مسجدا ولا حدث وأن حضرتُ خطبة جمعة. وأعتبر نفسي محظوظا لأنّي تربّيت في أسرة لا علاقة لها بالإسلام إلاّ بالإسم وبإتّباع بعض العادات والتقاليد الموروثة في المجتمع التونسي والتي يقوم بها معظم التونسيين بحكم العادة لا أكثر ولا أقلّ. أعتبر نفسي محظوظا لأنّ الطريقة التي تربيت بها جنّبتني التعرض لتفاهة الإسلام في صغري ولولا تلك الطريقة لكان وقع غسل دماغي مثل كلّ هؤلاء الذين يعيشون حولي الآن ويعتقدون أنّ للسّماء أبوابا وأنّ الحمار يمكن أن يطير وأنّ آدم كان طوله سبعون ذراعا وأنّ الله يرى كل شيء ويقسم الأرزاق وأنّ العرب المسلمين هم خير أمة أخرجت للناس وكل هذه التفاهات المضحكة والمبكية في نفس الوقت. أعتبر نفسي محظوظا أيضا لأنّي ولدت في زمن حكم رئيس الجمهورية التونسية الأول الحبيب بورقيبة وعشت شبابي بين عهده وعهد الرّئيس الموالي زين العابدين بن علي، وهذان عهدان نضجت فيهما شخصيّتي وتطورت معارفي وتقدّم تفكيري بإتّجاه آفاق أخرى ما كانت لتخطر لي على بال لو كانت تونس وقتها بيد إحدى عصابات الإسلام (السّياسي أو غيره)...
قلت، في حياتي كلها لم أدخل مسجدا ولا حضرت خطبة (ولا أنوي فعل ذلك لا الآن ولا بعد مائة سنة)، ولكنني كنت دائما أتساءل، كلّما وقعت عيني على نقلٍ لخطبة الجمعة على التلفزيون: لماذا كلّ هذا الصّراخ الذي يأتيه الإمام وهو على المنبر؟ لماذا هذه النّبرة الغاضبة الحانقة وهذه الألفاظ المليئة تهديدا ووعيدا، كما لو كان بينه وبين المستمعين ثأر قديم؟
لم أجد أيّ جواب على أسئلتي تلك وبقيت الأسئلة عالقة في ذهني تتكرّر كلّما جاء يوم الجمعة وسمعت صراخ أحد الأئمّة في أحد المساجد... ولكن، عندما كبرت، فهمت السّبب. إنّها السّنّة النّبويّة الشّريفة...
يقول إبن قيّم الجوزيّة: "خطب صلى الله عليه وسلم على الأرض، وعلى المنبر، وعلى البعير، وعلى النّاقة. وكان إذا خطب، إحمرّت عيناه، وعلا صوته، واشتدّ غضبه حتى كأنه منذِرُ جيشٍ يقول: "صبَّحكم ومسّاكم" ويقول: "بُعثت أنا والساعة كهاتين" ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: "أمّا بعدُ فإنّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمّد صلى الله عليه وسلّم وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ بدعة ضلالة" (إبن قيم الجوزيّة، "زاد المعاد في هدي خير العباد"، فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في خطبته، مؤسسة الرّسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، الطبعة الثالثة، 1998، ص179)
إحمرار العينين، هيجان، صراخ، غضب، تهديد، وعيد... نفس العلامات التي نلاحظها على وجوه الأئمّة حتّى اليوم. لكن، أليس إحمرار العينين من علامات إصابة الكلاب بداء السُّعار (داء الكَلَبِ)؟
هل أورث محمّد بن آمنة لأتباعه كلّ أمراضه وعقده النّفسيّة، حتّى أصبحوا مسعورين مثله؟
وما فائدة الإستماع لشخص مسعور أصلا؟ أم هي المازوخيّة الإسلاميّة؟

--------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أنت محضوض يارجل.!
جحا الأيطالي ( 2014 / 6 / 3 - 20:31 )
لقد عشت زماني كله..بين هؤلاء، في حياتي لم أحقد على انسان.! كان لي اصدقاء مسلمين وجيران مسلمين ومحيط اسلامي.! في هذا المحيط رأيت العجب العجاب.! تعودت أن يكون المسلم صديقا ثم في لحظات ينقلب ويصبح شخصية ثانية ((في ظروف معينة))..أتذكر ذات مرة كانت بعد حصة التربية الأسلامية..((طبعا لم اكن ادخل الحصة كوني غير مسلم))..كنت الأحظ تغيير واضح في الأصدقاء بعد ((الحصة))..أنا لاازعم أنني اعرف مالذي كانوا يدرسونه ولم أحاول أن اسأل أحدهم عن ذلك..وحاولت أن اتعامل مع الجو العام بشكل طبيعي.! ولكن لم تكن تعوزني الفطنة لكي ارى وجوه قد تغيرت وغضب غير مفهوم..في وقتها لم يكن لدي أي اطلاع على مايتضمنه الأسلام من قذارات.! لأننا لم يكن مسموحا لنا سوى مشاهدة التلفزيون الرسمي:((الذي هو بوق من أبواق عبد الله المؤمن القائد الضرورة)) صاحب الحملة الأيمانية..الذي ادخل حصة الدين الى النظام التعليمي.! وافسد اجيال..وانفجرت في وجوهنا بعد ذلك كغضب كان مكبوتا


2 - تجربة بورقيبة
جحا الأيطالي ( 2014 / 6 / 3 - 20:53 )
أنت لمست وتر حساس لطالما اضاعه الكثيرون.! وهذا الوتر هو قصة النظام مع الأسلام السياسي..أو على أقل تقدير قصة مجاملة النظام للمحيط ((المتأسلم)). تجربة بورقيبة كانت تجربة فريدة من نوعها:((تجربة ثورية علمانية تقدمية حقيقية))..بورقيبة يحمد له محافظته على تونس من مختلف التيارات التي كانت تعصف بالمنطقة يومذاك وعلى رأسها بل أخطرها :((الأسلام السياسي))..ولكن في النهاية طالما أن الثقافة :((ثقافة همجية وحشية بدوية صحراوية)) فمهما كان قائد الشعب تقدميا..فهذا بدون طائل.! لأن في النهاية ستعود عجلة التاريخ ((لتتوقف في نفس المكان)) وهاك انظر الى كل التجارب الأصلاحية أو على اقل تقدير التقدمية على مر الزمن في العالم الأسلامي.! كلها انتهت الى الفشل الذريع.! من ابن الراوندي الى طه حسين..مالم يتم القضاء على الأسلام والتبول على ضريحه فلن تقوم للتقدمية والحرية والعدالة قائمة


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 3 - 21:03 )
بالفعل , فأنا متأكد أنك لم تدخل مسجد في حياتك , أوتعلم لما؟ .
لأنك من أتباع الـ لـ قـ يـ طـ | (يسوع الناصري) بن (العسكري بانديرا)!... لا تجد منهم سوى السخريه! .
كنت اسأل نفسي : لماذا المسيحي يعبد إنسان بدائي (يسوع بن العسكري بانديرا)؟ .
و بعد سنين من البحث و التنقيب ؛ أتضح أن المسيحي يملك دماغ (Brain) و لا يملك عقل (Mind)! .


4 - سعار المساجد
جحا الأيطالي ( 2014 / 6 / 3 - 21:07 )
الحقيقة يعني رغم أن الأسلام بحد ذاته لاتعوزه الروح الصدامية القتالية.! ولكن سعار ((المنبر)) بشكله الفج المنظم.. أفتتحه بجدارة:((الشيخ كشك)) هذا الرجل رغم كونه أعمى البصر والبصيرة..وانسان أمي جاهل متخلف..الا أنه نجح في تهييج الجموع من الخليج الى المحيط بذلك الخطاب :((الجماهيري الغوغائي)) الذي يخاطب الغريزة ..على غرار خطاب النبي صلعوم الى جموع البدو والصعاليك في الصحراء.! من هنا ابتدأت قصة المت الدولة والمجتمع..اليوم ذهب كشك الى الجحيم وانتهى.! ولكن ترك ورائه افاعي ناضجة ..ومالم يكن متاحا لأعمى البصر والبصيرة كشك:(( كون خطاباته كانت مسجلة على شرائط كاسيت)) صار اليوم طلاب الشيطان كشك ينفخون سمومهم عبر الفضائيات والأنترنيت..لنراها ((أي تلك الخطب)) تترجم الى سيارات مفخخة واحزمة ناسفة وقنابل موقوتة وعبوات ناسفة وقطع رؤوس وقطع اعضاء..ألخ


5 - السيد الكاتب
أحمد ( 2014 / 6 / 3 - 21:37 )
ان الحركات التي يقوم بها الخطيب على المنبر هو جزء مهم من الخطبة مثلما هي السيناريوهات السينمائية وكلهافي النتيجة للتحريض والضحك على الذقون ..هذا اولا والشىْ الثاني انا بعكسك زرت الجوامع واستمعت كثيرا الى الايات القرانية وخاصة في مجالس الفواتح وهناك تفتحت أذهاني وكذلك الوعي فمثلا تقول الاية ( يكيدون كيد وأكيد كيدا ) فكيف لله العظيم الجبار ان يكيد المكائد وكأن الصراع بين قبيلتين او حزبين و جماعتين فان الله الذي يشق القمر هل يساوي نفسه مع البشر كائنا من كان ويدخل في صراع وقتال ومكائد ودسائس فهنا عرفت وأدركت ان القرأن من وضع بشري لرجل يؤمن بالقيم والعادات والتقاليد البدوية وفي بعض الايات تشعر وكأنك تستمع الى بلاغات عسكرية او صوت المذيع وهو ينادي ان اقتلوهم ( وخلّوا الطيور الجارحة تنهش لحمهم ) كما كان ينادي ويقولها مذيعي صوت العرب الناصرية خلال حرب حزيران 1967 ..


6 - الى الأستاذ مالك
جحا الأيطالي ( 2014 / 6 / 3 - 22:04 )
هكذا كان بلدي قبل :((ظاهرة المنبر اللعين)) انظر: http://www.youtube.com/watch?v=QccRnj6yuz0 وهكذا صار شكله الان: http://www.youtube.com/watch?v=7AWb9-lMc2o


7 - صدقت اخ جحا
منير سراج ( 2014 / 6 / 3 - 22:19 )
صدقت اخ جحا في تحليلك الدقيق : مهما كان قائد الشعب تقدميا..فهذا بدون طائل.! لأن في النهاية ستعود عجلة التاريخ ((لتتوقف في نفس المكان)) وهاك انظر الى كل التجارب الأصلاحية أو على اقل تقدير التقدمية على مر الزمن في العالم الأسلامي.! كلها انتهت الى الفشل الذريع.! من ابن الراوندي الى طه حسين..مالم يتم القضاء على الأسلام والتبول على ضريحه فلن تقوم للتقدمية والحرية والعدالة قائمة

بالفعل ، كل التاريخ الإسلامي مكانك سر. كان بإمكان حركة التاريخ ان تفعل فعلها وأن تدوس عجلة الحداثة الإسلاميين بمساعدة بوط العسكر لولا أن هناك ثقبا أسود مركزه في مكة وجد النفط تحت أقدامه فاستعمله لهزيمة كل محاولة نهضة عربية بالتآمر مع القوى الحربية الغربية. النفط كان محرك الثورة الصناعية في الغرب ومحرك التخلف عندنا. عندما كثر النفط على البدو دهنوا طي..ز العرب كلهم به ..لن يتقدم العرب بدون أن تعود عجلة التاريخ للوراء .. بدون أن يتم دحر الإسلام بشكل ساحق ماحق نهائي في عقر داره وتقسم السعودية لشظايا لتعود لعصر ما قبل محمد قبائل متناحرة تغزو بعضها بالسيوف وتقرض الشعر وتركض وراء بول الإبل في رحلة الصيف والشتاء


8 - النّبرة الغاضبة
هانى شاكر ( 2014 / 6 / 4 - 03:26 )

النّبرة الغاضبة
_________

سألت دكـتـور نطـاسى .... فى ألطـب له بـاع كبير
ليه شيخنا صوته محشرج .. وعنيه شرارها يطير؟
و يقول كـلام مِـنـيل .. ولعة ، غضب ، ... زعابير
هرش ألطبيب فى راسُه ... و قاللى أكيـد بواسير !

و عجبى

...


9 - الى أحمد
ماجدة منصور ( 2014 / 6 / 4 - 04:12 )
و أنا مثلك تماما و لكن وعيي تفتح على سورة المسد و كنت أعجب من هذا الله العجيب الذي يردح و يشتم بأبي لهب كأي أزعر أو سرسري من زعران باب الحارة
شكرا


10 - الى أحمد
ماجدة منصور ( 2014 / 6 / 4 - 04:13 )
و أنا مثلك تماما و لكن وعيي تفتح على سورة المسد و كنت أعجب من هذا الله العجيب الذي يردح و يشتم بأبي لهب كأي أزعر أو سرسري من زعران باب الحارة
شكرا


11 - تعليق عبد الله خلف
سلام عادل ( 2014 / 6 / 4 - 07:24 )
يبدو انك اعلنت افلاسك لكثرة استخدامك لهذا التعليق البائس الذي يعكس حقيقة شخص لا شيء لديه سوى الردح

ويبدو ان معلميك هم حاخامات بني صهيون الذين يشتمون رب المجد يسوع باستمرار. وأنا كأحد المؤمنين بالرب يسوع أقول لك بمحبة: سامحك الله على الفاظك النابية، وارجو ربي والهي ان يفتح بصيرتك ويحررك من ظلام الاسلام ويقدك الى الخلاص المجاني الذي دفع ثمنه ربنا يسوع بسفك دمه الطاهر على الصليب من أجلك يا سيد عبدالله خلف


12 - الأخ منير سراج
جحا الأيطالي ( 2014 / 6 / 4 - 14:09 )
هل أنت نفس الشخص الذي اعرفه.!؟؟ اهلا وسهلا..يامرحبا عاش من شافك يارجل..فين هالغيبة الطويلة؟؟


13 - عرفت انك ستعرف
منير سراج ( 2014 / 6 / 4 - 15:07 )
لم أشك بعبقريتك لحظة
تخاصمت مع زينغو ورينغو ابن بلدك وحاربوني بعصا الرقيب، ههه
انا معك على طول الخط

اخر الافلام

.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ


.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا




.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج