الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ورقة الزواج الى اين؟

تولام سيرف

2014 / 6 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما زالت فكرة الزواج تهيمن على اغلب افراد المجتمع اي كان نوعه, تختلف هذه الهيمنة طبعا من مجتمع الى آخر
قبل الدخول في تفاصيل الموضوع اطرح السؤال التالي

هل تتصور حقا بأنك ستبقى مع الشريك مدى الحياة بنفس العاطفة وبنفس الرغبة الجسدية؟

اجابتك ستتغير بعد قراءة المقال
بداية الزواج غير معروفة فالادلة التي وصلتنا من خلال الاكتشافات الاركيولوجية لاتكفي للادلاء بتصريح نهائي
عن بدايته, كل ما نعرفه ان العلاقة الانسانية بدأت بتعدد الشركاء ثم الى الزواج بالمجموعة كقبيلة بأخرى أو عائلة
بأخرى ثم الى الزواج المنفرد أي شخص مفرد بأخر أي المونوجامي والان نعود اجتماعيا الى تعدد الشركاء
شخصيا ارى العلة في مفهوم العلاقات هي الخلط بين الرغبة الجنسية وما نطلق عليه بالحب
كتبت مرة عن الباحثة الاجتماعية هيلين فيشر التي قدمت دراسة عن عودة الانسان الى تعدد الشركاء بوليجامي
وخروجهم من المونوجامي

قضية التملك تلعب دور عالي جدا في تراث المونوجامي, هذا التملك هو نتيجة التربية الدينية, ولا يوجد
اي عامل اخر على الاطلاق

الكثير يفسر الزواج هو عقد يمنع منعا باتا الاخلال فيه
ولكننا يجب ان نفهم معنى الاخلال اولا قبل ان نحكم,
مثلا الزواج في الدول العربية ان لم يحدث عن طريق التوصية ....فلانة لفلان....يحدث عن طريق اختيار فردي
وفي كلا الحالتين ينتهي أن فلاناََ يبعث خطابة لفلانة.....لنأخذ انجح مثال وهو الزواج عن طريق الحب.
زواج عن طريق الحب في الدول العربية فاشل منذ بدايته والسبب يعود للحرمان الجنسي عند شبابنا, ترى البنت
ما زالت عذراء ويفضلها الرجل ومحيطهما ان تكون غير ملموسة سابقا, هذه الشروط قادمة من الكبرياء المغلوط
عند الرجل نتيجة التربية الدينية التي اقنعته بأن يكون هو فحل الفحولة عند زوجته لا منافس له...لا قبله ولا بعده....وهنا
بدأت المفارقات الاجتماعية والانسانية والتي اعتبرها غير صالحة لعقد الزواج

الرجل عندنا متفق مبدئيا على انه الوحيد في حياتها...وإلا فانه يرفضها
المرأة عندنا متفقة على انها ليست الوحيدة في حياته....توافق به بتجاربه
وهنا فشل العقد اساسا

مجمعات البشر سابقا كانت تعتبر الطفل هو طفل المجموعة او هو طفل المرأة وفي الحالتين
مازالت موجودة لغاية يومنا هذا, مثلا هناك قبائل في غابات الامازون, يكون هناك احتفال ومراسيم للتزاوج,
تنتظر النساء بملابس طفيفة في باحة داخلية دائرية الشكل مبنية من القصب او الشجر, ثم يأتي الشباب
ايضا بملابس طفيفة وباجساد ملونة, ثم يدور الشباب داخل البناية برقص خاص وهنا يحق للنساء فحصهم
في كل مكان...نعم في كل مكان...وفي نهاية المراسيم يحدث ما يحدث.....بعد 9 اشهر تلد بعض النساء....الطفل يكون ابن المجموعة
في الصين على احد انهاره هناك قرى يكون للمرأة عدة عشاق وتختار احدهم ان يكون زوجا لها, ولكنها
تستمر على علاقتها دون اي اشكال, ولا يحق له مثلا السؤال عن طفلها الفلاني....من هو ابيه

ماذا نستنج من هذه الامثلة؟

مفهوم الغيرة يختلف من مجتمع الى اخر ومن زمن الى اخر, فتجد ذلك الرجل في تلك القرى الصينية يطلق عليه في العراق كلمة....طرطور
ولكن السؤال الاجتماعي العلمي لماذا طبيعة فحل الفحول العراقي بهذا الشكل والطرطور الصيني بهذا الشكل؟

الجواب هو تعريف الكرامة والرجولة عند العراقي يختلف عنه عند الصيني من تلك القرى

من الناحية العلمية ..عن طريق تجارب عدة قامت بها فرق بايولوجية وطبية اكتشفوا بان هورمونات
الذكر الجنسية التستسترون تزداد حين تكون هناك منافسة وهورمونات المرأة الجنسية استروجين ايضا,
من الناحية التطورية تتحسن نوعية البيوض والحيامن كلما زادت التجربة والاختيار
قلة المعرفة والتجربة لا تؤدي للانفصال فقط وانما الى خلق جو عدائي بين الطرفين,
وللحفاظ على السلام يتحتم على الطرفين الوعي العالي في اكثر من جانب وهي

اولا فصل الجنس عن الحب
ماذا يعني الحب وماذا تعني الرغبة الجنسية
الحب مبني على اعجاب احدهما بصفات الاخر كالوعي والجمال والطيب ومواقف معينة وفهم احدهما للاخر....هذه الامور
ضرورية جدا لاننا كائنات اجتماعية ونحتاجها في لحظات المحن وخصوصا عند الكبر لا نريد الشعور بالوحدة
وخصوصا الرجل حيث تعود له بعض طبائع الاطفال

بينما الجنس شيء اخر جدا يبدأ برغبة واغراء وينتهي بمارسة وذكرت سابقا للجنس اكثر من غرض ليس التكاثر فقط
وانما نشر السلام في المجموعة والحصول على الهدوء ولتطوير الابداع وغيره
هنا يطرأ على ذهني اكثر من سؤال اين اتفاقية الجنس العادلة بين الطرفين من الناحية الاجتماعية من جهة
ومن الناحية التطورية من جهة اخرى؟ اين تبدأ الخيانة عند الرجل واين تبدأ عند المرأة؟
واين حدود التقبل او التسامح عند المرأة واين حدوده عند الرجل؟

في زمن الروم كان الزواج جماعيا أي تتزوج مجموعة باخرى لتوسيع الممتلكات والنفوذ اي حسب المصالح,
الزواج من اجل المصالح حصل في مجتمعنا وما زال يحدث, كيف يتم التوافق بين المصلحة
والعلاقة الانسانية دون الغدر بالصفة الانسانية؟

ثانيا الوعي العالي الذي يكمن في نظرة الانسان للاخر كأنسان بغض النظر عن جنسه

ثالثا النظر للامام واعتبار ادامة النوع هي المسؤولية الاساسية في حياتنا

الاستدراج الذي طرحته يوصلنا الى نتيجة واحدة حتمية, وهي نهاية ورقة الزواج, وهذا ما يحصل في مجتمعات كثيرة اليوم

كلمة اخيرة
الحياة مع انسان ضرورية لكل انسان ولا تقف امامها ورقة غبية لا معنى لها ولا جدوى منها
حين يكون النظام الاجتماعي السائد هو نظام انساني منصف دون فوارق اجتماعية او انسانية

تحياتي ومودتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
جمالة بدر ( 2014 / 6 / 6 - 14:23 )
مقال جيد و تفسيراتك و تحليلاتك جيدة لكني اعتقد ان الغيرة لدى الرجل تولد بالفطرة و لا تحتاج لأي دين ،فهي تنظيم طبيعي حيث ان الرجل ذا القوة الجسدية الذي يواجه الصعاب ىلضمان العيش يتحمله من اجل غريزة الخلود المتمثلة في نسله و اولاده


2 - غريزة؟
تولام سيرف ( 2014 / 6 / 6 - 21:22 )
شكرا لمرورك سيدة جمالة بدر
هناك فرق بين الغريزة والمنافسة
المنافسة موجودة عند الاناث والذكور
في المجتمعات المتحضرة نرى ما يسمى بالغيرة تكاد تنعدم عند الرجل الواعي مهما كانت قوته الجسدية
هل فقدوا هؤلاء غريزتهم؟

مودتي

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah