الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية....ديمقراطية.....شمولية

مصطفى بالي

2014 / 6 / 7
القضية الكردية


وطن سقط كدمعة من مقلة السماء على جرح العشاق من أبناءه فكان كحموضة فاكهة الليمون التي أيلمت جراح أصابع عاشقات يوسف،زاد الجرح ألما,وزاد العشق هياما وتبريرا
أبناء ضلال تعاهدوا مع الشيطان ليزيدوا في جراح الوطن فتكا و تنكيلا،يعملون في جنباته نهبا وسلبا،يسوقون للفاحشة على أنها العشق،ويُدخِلون كل شذاذ الآفاق لمخدع هذا الوطن المغدور على أنه عاشق جديد متجدد للوطن.
بين ثنائية العشاق وأبناء الضلال يتجلى صراع آنكي مع إينانا وتظهر مواهب الكذب والرياء والدجل بأسطع صورها،
بين عشاق الوطن الذين نحلت أجسادهم في صون هذا العشق وبين كائنات تسمي نفسها معارضة امتدت كروشهم من أمامهم كامتداد ألم الوطن راحت قنوات العهر والردح الإعلامي تشوه في لوحة المقاومة والمقاومين،كما كانت العادة دائما.
قالوا عن مواكب الشهداء مسرحية,وقالوا عن بناء المؤسسات مسرحية,وقالوا عن استشهاد أبناء قادة المقاومة مسرحية,وقالوا عن منع مهزلة الانتخابات مسرحية,كل شيء في مرمي أبصارهم المغشية أسموها مسرحية.
هؤلاء بأحقادهم الدفينة والمعلنة لم يثبتوا أنهم تجار دم ولصوص فحسب بل زادوا على ذلك بأن أثبتوا أنهم لا يفهمون المسرح أيضا,إذ كان المسرح هو المطهر للنفوس من أوديب الملك وحتى الآن,بملاهيه ومآسيه,ومن لا يفهم المسرح لا يمكن أن يفهم شيئا من قيم الحضارة والأخلاق,فكبار الفلاسفة في تاريخ البشرية قد قالوا(أعطني مسرحا أعطيك شعبا راقيا).
ما يقوله يصفه هؤلاء بأنه مسرحية هو مسرحية فعلا من حيث يجهلون قوانين المسرح في وحداتها الثلاثة وهم للحقيقة(أبناء الضلال)أصغر من يمثلوا دورا مسرحيا حتى على خشبة بائسة,بينما أبناء الجن والنار قد أخذوا على عاتقهم تحويل الحياة إلى مسرحية مفتوحة على كل شيء,لا ستائر لها ولا حدود بين الممثل والمشاهد.
في هذه المسرحية لا يحتاج الممثل إلى كثير عناء ليكون جزءا منها لكنه يحتاج إلى كثير من العشق والصدق والشجاعة,ولكثير من الشرف لكي يكون أحد أبطالها,في هذه المسرحية المفتوحة على جهاتها الأربعة,وحدة الزمان ممتدة منذ ثلاثة عقود,ووحدة المكان امتداد لجغرافيا الألم على تضاريس الوطن,ووحدة الموضوع صراع مفتوح بين البطل بكل إصراره،عناده,صلابته,إرادته,وبين العوائق الطبيعية والمصنوعة التي تحيل بينه وبين ما يصبو إليه في مسرحيته.
الغريب في أمر بعض أبناء جلدتنا أنهم يسوقون لمفاهيم على أنها شتائم بينما هي في الحقيقة أرقى ما يمكن أن يتباهى به إنسان,والمسرح أحد نماذجها,كما أنهم يرتدون مفاهيم هي أكبر من قياسهم لدرجة تلفت الأنظار إلى قبحهم لا إلى ما يرتدونه,يتحدثون عن الديمقراطية فيبدو هذا الرداء عليهم كفأر ارتدى ثيوب فيل ويصفون خصومهم بالشمولية بينما الشمولية تسري في عروقهم كداء السكر الذي يعمل في أجسادهم هزالا وضعفا.مفارقة مضحكة مقززة للنفس عندما يتحدث كائن ما عن حزب ما بأنه شمولي في الوقت الذي يعلم هو قبل غيره أن هذا الحزب لم يدم شخص واحد على سدة رئاسته لأكثر من دورة واحدة منذ تأسيسه بينما المتحدث نفسه موجود على سدة حزبه منذ التأسيس حتى يقضي الله أمرا كان مقضيا,
إنها اللوحة السوريالية التي نعيشها في روج آفا ولا ينقصنا فيها سوى سلفادور دالي لينهض من ضريحه ويشهر حذاءه في وجه المنافقين ويمنحهم جواز سفر سلفادوري إلى حيث يليق بهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بحفظون ما وجههم بأبشع الأساليب
سردار أمد ( 2014 / 6 / 7 - 15:07 )
خلف ماذا سيخنبئون إن لم يقولوا مسرحية
فإما ان يسمونها مسرحية او يعترفوا بنهايتهم الثورية

اخر الافلام

.. الأمم المتحدة تحذر من التصعيد في مدينة الفاشر في شمال دارفور


.. تكدس خيام النازحين غرب دير البلح وسط قطاع غزة




.. ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟ •


.. نتنياهو: أحكام المحكمة الجنائية الدولية لن تؤثر على تصرفات إ




.. الأمين العام للأمم المتحدة للعربية: عملية رفح سيكون لها تداع