الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنصيب الرئيس المصري ذا الدرقتين!

شوكت جميل

2014 / 6 / 8
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


نُصِّبَ الرئيس المصري المُنتَخَبُ بأغلبيةٍ لا نظيراً لها،و غدا لنا لأول مرة رئيسان في عافيةٍ يرزقان، فيتسلم أحدهما من الآخر السلطة،دون أن يُغَيِّبَ الأخيرَ الاعتقالُ أو السجنُ أو القبرُ..و هذا وحدهُ لحقيقٍ بالتهنئة و الاحتفاء.

هذا،و إن كنت لا أحب أن أتخذ لنفسي في هذا المحفل البهيج دور المُرْجِف البغيض،الذي يفسد على الناس فرحةً طال انتظارها من بعد يأسٍ،و قد جاءت بشق الأنفس،و بذلوا في سبيلها الغالي و النفيس من أغلى أغاليهم.إلا أنّي أيضاً، لا أملك أن سوى قول ما يجب أن يقال،و ما أراه أن الرئيس المصري بين فكي مهمةٍ لا يقدر عليها سوى أصحاب العزم،و سيلقى فيها العنت كل العنت،و العناء كل العناء،و ربما العداوة من الجميع...فها قد ذهبت السكرة و جاءت الفكرة!

نقول:ذهب "دور الزعيم البطل"المغبوط الممتدح من أكثر الناس،و حان دور "الشهيد"الغير ممتدح من أحدٍ،أما الذي سيفضي بالرئيس إلى هذه الدور الثقيل على كل نفسٍ،،فهي"العدالة الاجتماعية"،لباب الثورة و روحها؛فقد ألقت الأقدار بالسيد الرئيس بين طبقتين تتنازعان،ثم هو لا يملك لأسبابٍ موضوعية أن ينحازَ "انحيازاً كاملاً" لأحدهما سوى بتكلفةٍ باهضةٍ،قد تحبط المشروع الثوري بأكمله،هذا الانحياز الكامل الذي لن ترضى بأقل منه أي من الطائفتين،فيظفر في النهاية بازورار كليهما،و سيجد نفسه مضطراً، أن يقف بين الطائفتين متدرعاً بدرقتيه يتلقى الضربات من اليمين و اليسار، بمعنييهما المجازي و الحقيقي.

أما الطائفتان:فالقلة الناهبة و الأكثرية المنهوبة،إذْ نرى الطائفة الرأسمالية الاحتكارية الناهبة للشعب على عهد المخلوع الأول و الثاني،و ها قد أطلت الآن بوجهها البائخ و كأنها لم تكن أصل البلاء بزواجها من السلطة،و كأن ثورةٌ لم تقم جراء أنانيتها!فإذْ بها لا تضيع وقتاً،و تبادر بالتحلق حول الرئيس ،آملةً أن تكتب وثيقةً زواجاً جديدةً!،مقدرةً أنه_أي الرئيس_ سيرد النظام إلى ما كان عليه،أو إلى شيءٍ قريبٍ من ذلك،و يقف الرئيس إزاءها و هو يدرك تمام الإدراك_أو أحسبه كذلك_فساد هذه الطبقة،و يدرك عمّا ستكون عليه النهاية الكارثية لو انصاع لرغباتها كما انصاع لها من قبله؛و يعلم أن واجبه"الثوري" تقليم أظافر هذه الطبقة المغروسة في جسد هذا الوطن؛بيد أنه ،من الناحية الأخرى، يعلم ما لها من قوةٍ و بأسٍ؛و هي ما برحت قابضةً على أركان الاقتصاد المصري،و منبثة في كل حنايا مؤسسات الدولة،و تمسك بخيوط الإعلام..و أنها لقادرةٌ على إجهاض المشروع الثوري و تهديد نظامه نفسه،كما أنه في غنىٍ عن مزيدٍ من الأعداء في هذه الظروف الحرجة،و أعدائه من اليمين الديني من النظام الإخواني الساقط و الذي يحيك المؤامرات في الخارج و الداخل مع قوى دولية أجنبية،و في تقديري أنه سيلجأ إلى سبيل المهادنة،على الأقل في هذه المرحلة،و سيحاول ممارسة الضغوط للفوز بمكاسب جزئية لن تمنحها هذا الطبقة طواعيةً،و إن هي منحتها،
فعلى مضضٍ و كراهةٍ،و لن تكون راضيةً عنها أو عنه،كما لن ترضى عنها جموع الشعب،و قد صبرت صبر الجمال،و أرتفع سقف طموحها،و لن تقبل بالفتات،بعد كل هذه التضحيات الجسام،و ليس من شكٍ في أن هذا حقها و استحقاقات ثورتها...و إذن ،فعلى الرئيس أن يحتمي بدرقتيه!


بيت القصيد
المرحلة القادمة للرئيس المصري مرحلة موازنة بين القوى،و سير بالقصبة على سلكٍ مشدودٍ،إلا أنه لن يظفر على كل خطوة يخطوها،كما ألفنا، بالتصفيق،إنما بالاستنكار و الشجب من جميع المتفرجين..على أن هذه المرحلة من الناحية الأخرى "فرصة تاريخية"لقوى اليسار المصري للتوحد_لا أقصد المرض المعروف_والعمل و ترجيح كفة الميزان،تحت مشروع جامع هو "العدالة الاجتماعية"....و لكن السؤال :أين هي قوى اليسار؟!!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شهداء ومصابون بقصف إسرائيلي استهدف مباني في مخيم جباليا ومدي


.. أبرز ما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية في الساعات الأخيرة




.. لا معابر تعمل لتربط غزة مع الحياة.. ومأزق الجوع يحاصر السكان


.. فرق الإنقاذ تبحث عن المنكوبين جرّاء الفيضانات في البرازيل




.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية