الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انطق اسم أمك عالياً بكل فخر

نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)

2014 / 6 / 9
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات




هذا المقال عن «قصيدة شعر» يرتبط بمقالى السابق عن كتاب رأس المال فى القرن الواحد والعشرين، الذى غاب عن مؤلفه (توماس بيكيتى) الظلم الاقتصادى الجنسى الواقع على النساء، واعتبر اللامساواة ظاهرة طبيعية، والرأسمالية «سنة الحياة» ولا بديل لها.


عبارة «سنة الحياة» تستخدم منذ نشوء العبودية لتبرير الظلم الواقع على النساء والعبيد، واعتباره قانون الطبيعة أو إرادة الإله، فى مجال الاقتصاد والبورصة والتجارة بالبشر، كما فى مجال الأدب والفن والشعر.



القصيدة لشاعر مصرى اسمه «أشرف عويس» كلماته تنساب قطرات رقراقة تفلق الصخر وتشق خضم الظلمة كشمعة صغيرة وحيدة تقاوم القدر، قصيدته بجريدة أخبار الأدب (أول يونيو ٢٠١٤) ينطق بالمسكوت عنه (اسم الأم)، كلماته سهلة ممتنعة، امتناع المطر فى القيظ، أو نسمة هواء نقى حيث ينعدم الهواء والنقاء، ويتنافس الطافون فوق سطح الأدب والشعر والسياسة والاقتصاد، الزاعقون فى كل عهد، الصامتون عن الاستبداد والفساد فى كل عصر، الحاصلون على الجوائز والمكافآت، الساخرون من المبدعين والمبدعات، الثائرين والثائرات، يصفونهم بالمراهقة الثورية أو الشطط أو الفوضى والبلطجة وعدم احترام القيم والهوية، لكن بعد نجاح الثورة يصبحون أكثر ثورية من الذين أريقت دماؤهم وأزهقت أرواحهم وفقئت عيونهم ونهشت سمعتهم، يدورون كما تعودوا حول الحكام الجدد، يتشممون الكراسى والمناصب الشهية، يتكررون فى كل عصر كالظواهر الطبيعية، يلدون الأبناء والبنات والحفداء والحفيدات، يحصلون من بلاد الكفرة على الشهادات، ثم يعودون يتاجرون بالعلم والإيمان، ويرثون المقاعد والرواتب فى المجالس العليا والجامعات.



قصيدته اسمها إشراقة تقول:


هذا اسمها ولأن معرفة أسماء النساء عندنا عيب كنا نتبارى فى إخفاء أسمائهن فلم يكن رفاقى يعرفونه وكنت فيما بيننا أناديها به مجردا وكان الأهل يعاتبوننى كيف تناديها باسمها أمامنا هكذا ولا يدركون أن هذا من فرط المحبة.

حين كتبت فى كل مرة يبتسم كانت القصيدة لأبى وحين كتبت قصيدة عن نفسى ذكرت أبى وكأننى كنت أخجل من كتابة قصيدة عنها كما كنت أخجل من ذكر اسمها علنا أو ربما لأنها تنتحى جانبا فى ركن المشهد فلا ينتبه لها عامل الإضاءة وينشغل المخرج عنها فلا يعنيه روعة أدائها وحين نحرك مقاعدنا وتتغير زاوية الرؤية بعفوية ندرك فجأة أنها طوال الأفلام التى صنعناها بالحياة أو صنعتها الحياة لنا كانت تؤدى البطولة.


إشراقة هذا اسمها نعم.. اسم أمى، أصبحت الآن أكثر جرأة على نطقه علانية لكنها صارت بعيدة عنى بطول عمر كامل تجلس هناك على فراش قليل الحركة وأنا مازلت أمارس دور البطولة ولا أنتبه لامرأة تنتحى جانبا فى ركن المشهد وتؤدى دورا ثانويا وكما تعودت.. أوهم روحى بالرضا وأقول.. هذه سنة الحياة، نعم.. أليست هى سنة الحياة؟

ليست هى سنة الحياة بل هى صنع البشر، منذ اغتصاب الرجل للأرض والنسب والشرف، وصنع عائلته «الفاميليا» وتعنى (فى اللغة) ما يملكه من الماشية والنساء والأطفال والأجراء،



وبعد أن كانت «الأم» هى الإلهة أصبحت الشيطان، واسمها «عار» يجب أن يدفن فى التاريخ، ورأسها (عقلها) «عورة» يجب أن يختفى بالحجاب، وإن أهانوا شخصا قالوا ابن أمه،



فى تاريخنا المصرى، إلهة الحكمة «إيزيس» وإلهة العدل «ماعت » وإلهة الطب «سخمت»، والأطفال حملوا «اسم الأم» رمز الشرف والعزة والكرامة،،



أيها الشاعر المبدع انطق اسم أمك عاليا بكل فخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأنثى هي الأصل
فؤاده العراقيه ( 2014 / 6 / 8 - 22:15 )
أرادوا تشوية التاريخ وقلب حقائقه وصارت هي من ضلع الرجل رغم إنها من تلده وتتحمل آلام إنجابه وتربيته وووو لكن الحقيقة ستبزغ ساطعة سطوع شمس تموز وآب وسيعلم الجميع يوماً ما مهما حاولوا الظلاميين إبعاده بأنها ليست من ضلع آدم ولكنها اصل الحياة وعطرها الفواح

سنة الحياة تنطلي على المغيبين فاقدي العقول الذين تعوّدوا تكرار الاقوال دون أن يتعلموا التأمل والسؤال
تحياتي وتقديري وحبي الكبير لكِ يا ملهمة الأجيال نساءاً ورجال


2 - االام
مصطفى محمود ( 2014 / 6 / 9 - 05:18 )
في زمن الجاهلية او يسمونها الجاهلية كانت العرب تكنى باسماء امهاتهم وكانت تعمل بالتجارة لكن بعد الاسلام اصبحت امة وجاريه وفي هذا العصر غلفوها ليس احتراما لها بل اعترافا بشهواتهم المقيدة


3 - العالم ناقص بدونها
سامح عبدالله ( 2014 / 6 / 9 - 08:33 )
ربنا - احسن - في خلقه للعالم، ثم - احسن جدا - في خلقه للانسان، ولكنه رأي ان هذا - الأحسن جدا - ناقص، فصنع له المرأة، ومن خامة افضل، كنظيره .


4 - السلام على من أتبع الهدى
عمر ( 2014 / 6 / 9 - 11:31 )
المغالطة قد تكون فظيعة. .
لدينا في جزيرة العرب وخاصة القبائل البدوية من يفتخر بأسم أمه وبنسب إليها. .وفي تاريخنا العديد من أبطالنا وشعرائنا من ينسبوا إلى أمهاتهم. .بلا نقصية
بل ويتعدى الأمر إلى الإفتخار بأسم الأخت. .
و(شمة) هى أخت الرجال لدينا. .وقد تستغرب الكاتبة إذا سمعت المسلم العربي البدوي ينادي بأعلى صوته في مواطن البسالة ( أنا أخو شمه )
**
غرب المقال قليلا! !
أوجه ظلم المرأه في أبسط حقوقها ليس عدم ذكر أسمها علانية . .ولكن إنتزاعها من أصلها وفصلها حتى في أوراق هويتها الرسمية لتصبح مسمى ينتسب إلى زوجها فقط. .


5 - لو تسميت نوال السعداوية؟
عبد الله اغونان ( 2014 / 6 / 9 - 15:37 )

تبسطون المسألة وكأنكم أطفال يتقاذفون الكلام مع طفلات نحن.....وأنتن...كلام بسيط

الانسان انسان بغض النظر عن جنسه فالرجل والمرأة كلاهما يشتركان في الانسانية قبل

أن يفترقا بالجنس
فيهم وفيهن صالحات وفيهم وفيهن فاسدات
والطيبات للطيبين
والطيبون للطيبات
والخبيثات للخبيثين
والخبيثون للخبيثات
ولأمة مومنة خير من مشركة ولو أعجبتكم
ولعبد مومن خير من مشرك ولو أعجبكم
ضرب الله مثلا للذين امنوا امرأة فرعون...الاية
وضرب الله مثلا للذين كفروا أمرأة لوط وأمرأة نوح ...الاية
في الرجال نسوانجيون طبعا وفكرا
رجال كرهوا ذكورتهم الناقصة
وفي النساء مترجلات طبعا وفكرا
ونساء كرهن أنوثتهن الناقصة
فتخيلوا الأمر حربا
وما دروا أن نساء يتحالفن مع رجال ضد نساء
ورجالا يراودون نساء ضد رجال
أمك وأختك قد تكون حربا على امرأة هي زوجتك
وزوجتك قد تكون حربا على من ولدتك وعلى شقيقتك
ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال
ليست المشكلة رجالا لكن أي رجال؟؟
وليست المشكلة نساء لكن أي نساء؟؟؟
أما أتباع النساء من الرحال لغاية
وتابعات الذكور من الأناث لغاية
ابحث عن الحق حق هذا وهذه كما تعامل فلذتي كبدك


6 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 9 - 22:01 )
فائده :
جاء في (يوحنا 2: 4) : أن (يسوع الناصري بن العسكري بانديرا) قال لأمه : (مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ) .
أقول : هذا يؤكد أن الرجل لا يحترم أمه .


7 - انطق
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 11 - 16:34 )
الأم هي رمز للحب وللحنان وللتضحية وهي أيضا المعلم والأستاذ للطفل الذي حملته بين جوانحها ترعاه قبل وبعد ولادته . وفوق ذلك فهي لا تطلب أبدا ثمنا لأمومتها . هذه الأم الجليلة كانت دائما عبر الأجيال في عالمنا العربي تعيش التهميش الكلي والشامل وحرموها من التعليم وفرضوا عليها الجهل والقهر حتى لا تقوم بدورها كاملا . وحتى يهيمنوا على إرادة مواليدها ليكرسوا العبودية المطلقة لفائدة الأثرياء
ويجعلوا أبناء الفقراء دائما عبيدا لأبناء الأغنياء . وهذا ما يحدث بالضبط عندنا نحن العرب أبناء قريش من أصناف أبي لهب .
أيها الرجل
انطق إسم أمك عاليا بكل فخر


8 - انطق
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 11 - 16:55 )
هناك أناس لا يحتاجون للكرامة ولا للحرية لأنهم لا يفهمون معنى أن تكون حرا وتكون كريما
فهؤلاء خلقوا فقط ليقولوا نعم وليس بإمكان أمزجتهم ولا طبائعهم كي يقولوا لا
حينما يكون الأمر ضروريا وواجبا بصفة الإنسان إنسان وعليه أن يكون حرا
يضحي الإنسان بحياته من أجل حريته
أما هؤلاء الذين لا نلومهم بسبب عدم فهمهم فذلك لأن تربيتهم هي من نحتتهم على الطريقة التي هم عليها الآن
لا نلومهم لأنهم يريدون حياتهم بدون حرية وبلا كرامة فهل نكرههم عليها
لا - فهم أحرار ومن حقهم أن يختاروا عبوديتهم
ونحن لا نجبرهم على ذلك

-لكن
لماذا هم يجبروننا على اعتناق مفاهيمهم البالية
لماذا يريدون إكراهنا على ما يقتنعون به
لماذا لا يتركوننا وشأننا وينضموا إلى أشباههم ويرتاحوا ويريحوننا
السبب بسيط للغاية
لأن المشكل دنيوي محض وليس كما يريدون هم إيهامنا
فهم يريدون السيطرة علينا من أجل سرقة أرزاقنا

اخر الافلام

.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح حكم-ادخار المرأة من مال زوج


.. تا?ثير نقص الغذاء والظروف البيي?ية على النساء في الحروب




.. صاحبة مشروع الحبوب والأعشاب الجافة أسماء عبد السلام


.. ليبيا معرض زراعي اقتصادي يوفر فرص عمل للمرأة الجنوبية




.. صاحبة مشروع صناعة السعفيات فوقه صالح