الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعلموا الحكمة حتى من لسان البقر

سيلوس العراقي

2014 / 6 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعتبر الحاخام رابي شمعون بن جملئيل ש-;-מ-;-ע-;-ו-;-ן-;- ב-;-ן-;- ג-;-מ-;-ל-;-י-;-א-;-ל-;- ، واحد من أبرز حكماء صهيون في القرن الأول الميلادي. هذا الرابي الذي ولد في عام 10 ق.م، و توفي عام 70 ميلادية ، هو ابن الحاخام جملئيل رئيس السنهدرين الذي عاش في زمن يسوع المسيح ، الذي توفي عام 50 ميلادية ، فخلفه ابنه شمعون في رئاسة السنهدرين لمدة عشرين سنة ، وخلفه على الرئاسة من بعده الحاخام والمعلم الكبير يوحنان بن زكاي المعروف كثيراً بحكمته ومكانته في تاريخ اسرائيل ، والذي يعتبر مؤسس أكاديمية يمنا.
عاش الحاخام شمعون في الحقبة التي سبقت سقوط هيكل اورشليم ، وعاصر الحرب الرومانية الأولى ضد اسرائيل، ويذكر التقليد بأنه قتل على يد الرومان ، لذا يعتبره التقليد واحداً من الشهداء العشرة.
وجدير بالذكر أن شمعون هو حفيد الرئيس رابي هلليل (البابلي الأصل) الشهير الذي يعتبر (معلم وقمر اسرائيل) الذي كان بدوره رئيسا للسنهدرين.
يقع ضريح الحاخام شمعون في كفر كنّة في الجليل الاسفل في شمال اسرائيل، ويعتبر ضريحه أحد المزارات المهمة للشعب اليهودي.
كان يتمتع رابي شمعون بحكمة كبيرة ومرجعا للتوراة في وقته ، وكان لديه العديد من التلاميذ الحكماء الذين تعلموا وتتلمذوا على يديه.
وكان خادمه طوفي Tovi (أو طوبي ، يعرف بالعربية غالباً بأسم طوبيا ) من بين تلاميذه ، الذي كان محظوظاً في مرافقة معلمه دائماً بحكم نوعية عمله حيث كان في خدمة المعلم شمعون.
دعا المعلم شمعون في أحد الأيام خادمه وتلميذه طوبي وطلب منه أن يذهب للسوق ويشتري له طعاماً شهياً طيب المذاق. فذهب طوبي الى القصاب واشترى لسان بقرة وجاء به الى معلمه فائلاً له : يا معلم ها أنذا قد اشتريت لك ما هو لذيذ وطعام جيد وشهي.
فقال له رابي شمعون : حسناً فعلت ، والآن اذهب واشتري لي طعاماً رديئاً.
فارتبك قليلاً الخادم طوبي ، ولكنه حافظ على هدوئه ، متأملاً في طلب معلمه. وخرج مثلما طلب منه معلمه واتجه صوب السوق ثانية ، وفي طريقه الى السوق فكّر طوبي : لماذا طلب رابي شمعون مني أن أشتري طعاماً رديئاً ؟ وما حاجته الى طعام من نوعٍ رديء ؟
بكل تأكيد أن لديه حكمة في طلبه هذا . ولكن ماذا يمكن أن تكون الحكمة التي يريد أن يعلمني من طلبه الغريب هذا ؟ فكّر طوبي بالأمر ، وفجأة يبدو أنه قد فهم !
وصل طوبي الى القصاب ثانية ، مالذي يمكن توقعه ؟ مالذي سيطلبه طوبي من القصاب هذه المرة ؟
إن طوبي طلب من القصاب، لسان بقرة آخر.
وعاد طوبي الى معلمه حاملاً لسان بقرة ثانٍ.
فسأله معلمه : لماذا فعلت هذا يا طوبي ؟
حينما طلبت منك شراء طعام جيد ولذيذ رحت واشتريت لساناً.
وحين طلبت ثانيةُ أن تذهب وتشتري لي طعاماً رديئاً، اشتريت كذلك لساناً ؟
هل أن اللسان هو طعام جيد ولذيذ وبنفس الوقت رديء ؟
فأجاب طوبي : في الحقيقة ، انه هكذا تماماً. فاللسان حينما يكون طيباً لاشيء سيكون أطيب منه ، وحين يكون اللسان رديئاً فلا أردأ منه.
والناس حين يتحدثون بكلام التوراة وتردد ألسنتهم الصلوات والأحاديث والكلمات الطيبة وكلام الحكمة بين بعضهم البعض، فاللسان يكون جيداً وطيباً. لكن حين يتحدث الناس بقسوة وخشونة وبكلام يهين الآخرين فاللسان سيكون رديئاً وسيئاً.
ابتهج الحاخام شمعون بن جملئيل بتلميذه وخادمه طوبي ، الذي تعلم الدرس تماماً وبحكمة.
وفي اليوم التالي روى المعلم شمعون الحادثة لتلاميذه ، ليتعلموا مراقبة اللسان لكي لا يستعمل بطريقة سيئة ورديئة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسرائيل درّة الشرق الاوسط
أحمد البغدادي ( 2014 / 6 / 9 - 12:01 )
اليهود حكماء وعلماء قدموا خجمات كبيرة للانسان ةالانسانية وهي الدولة الوحيدة المتقدمة في الشرق الاوسط وديمقراطيتها توازي افضل النظم الديمقراطية في العالم ولو كان هناك تعاون بين الدول العربية واسرائيل لكانت الشعوب العربية قدةاستفادت كثيرا كجارة منذ العصور القديمة الى الان ولكن اكيد ان حكامنا الديكتاتوريين ملوكا ورؤساء كان سيخسرون منذلك التقارب والتعاون ومن المؤسف ان اليهود قد تعرضوا الى نكبات وفواجع لم يتعرض اليا شع اة ملة قط فمن السبي البابلي الوحشي الى ابادة هة ونفي بقاياهم من الجزيرة العربية من قبل المسلمين لانهم كانو افضل الاقوام الموجودة هناك ولم يكونةا اشرارا بل بعينون ويساعدون جميع العرب وغير العرب وشعر المسلمون بأنهم القوة المنافسة لهم ولهم انصار ومحبين لذا كان قرار ابادتهم واخيرا في القرن العشرين كانو ضحايا للابادة من قبل النازيين وزعيمهم المجنون هتلر وع ذلك بنا دولتهم اسرائيل التي تعتبر النموذج في الديمقراطية والعدالة والرخاء والامن الاجتماعي والتقدم العلمي والتكنلوجي ..


2 - ان العرب اليوم في أزمة حقيقية وخطيرة جدا
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 9 - 13:40 )
السيد أحمد البغدادي
تحية وشكرا على تعليقك المعبر
في الحقيقة أن الكراهية المزروعة في الضمير العربي لكل ما هو غير مسلم وغير عربي
أغلقت عليهم الأبواب المشرعة نحو حياة انسانية معاصرة، فتوطنت فيهم بذرة الكراهية للمختلف عنهم
ولم يتمكنوا من ربط مفهوم حب الاوطان مع اعمارها بل اقتصر حب الاوطان لديهم في الحروب ومحاربة من يختلف عنهم وبناء الأمة الاسلامية ودار الحرب والعداء للمختلفين عنهم ويعتقدون ان العالم يتآمر على أمتهم ويعاديهم
وحين لا يجدون عدوا خارجيا فيختارون أحد مكونات بلدانهم الداخلية المختلفة عنهم في الدين والمذهب ويشرعون باضطهاده وبالحروب والقتال والجهاد ضده
ان العرب ينقصهم عامة مشروع بناء الانسان المواطن العقلاني المتحضر المعاصر
وسوف لن يكون بامكانهم بناء هذا الانسان بمثل هذه العقلية المتخلفة، وسيقتصر مفهوم البناء لديهم في بناء الجسور والعمارات، وتعزيز كل المفاهيم القبلية والتي تتعلق بما تحت الحزام
يحتاج العرب الى اصلاح فكري وعقلي وديني جذري ليتمكنوا من بناء مجتمع عربي انساني معاصر
تحياتي

اخر الافلام

.. ما هي ردود الفعل الدولية حول المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق ا


.. إيران.. لجنة الانتخابات تعلن ارتفاع عدد المرشحين للسباق الرئ




.. أنطونيو كونتي يعود لأجواء الدوري الإيطالي


.. مظاهرة في باريس وباريس للمطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار ف




.. حشود بمسيرات لشكر النرويج على الاعتراف بدولة فلسطين