الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إقليم كردستان العراق هو عمق الاستراتيجي لكُرد سوريا

خالد ديريك

2014 / 6 / 9
القضية الكردية


بعد تحول الثورة السورية من السلمية إلى العسكرية وانزلاقها في أتون حروب داخلية عبثية بفعل تشابك أجندات إقليمية ودولية وتداخل في المصالح التي تماشت معظمها مع مخططات النظام السوري
وجد كُرد سوريا أنفسهم وسط كرة نار ملتهبة نتيجة الفراغ الذي أحدثه النظام لتمكين قوى متشددة من السيطرة والعبث بالأرض والعباد وتشويه صورة الثورة السورية
فمنهم من شكلوا كتائب عسكرية وانضموا إلى الجيش الحر في بداية عسكرت الثورة ومنهم من شكلوا كتائب ووحدات عسكرية تحت تسمية وحدات حماية الشعب مرتبطة فكرياً بفكر وفلسفة السيد عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني وهدفت إلى حماية المناطق الكردية السورية
وإما شريحة باقية اكتفت بنشاطات السياسية السلمية وما يمكن تسميتها بالثورة السلمية.

دور وعلاقة بين المجلسين الكرديين السوريين

اتخذ المجلسين الكرديين السوريين (الوطني الكردي،وغرب كردستان)خطين مغايرين،الأول انضم إلى الائتلاف السوري المعارض الذي يتبنى إسقاط النظام بوسائل عسكرية والثاني يعد من مؤسسين لهيئة التنسيق الوطنية (معارضة الداخل)ومجلس غرب كردستان تبنى عملياً خط الثالث لا مع المعارضة ولا مع النظام
وهذان خطان معاكسان لا يستقيمان مما جعلهما في تناقض مستمر خولَ دون تحقيق أدنى شروط ذاتية وموضوعية مطلوبة كردياً في اتحاد وتنسيق المواقف للوصول بالقضية الكردية إلى منابر العالمية بشكل طموح ولائق
وميز المجلس الوطني الكردي بالتباطؤ وضعف في الأداء بسبب تعدد الأحزاب في جسمه وبالتالي تعدد في الآراء والولاءات التي من شأنها تدخل في المشاحنات والاختلافات،بالعكس من منافسه وشريكه مفترض مجلس غرب كردستان الذي يوصف بقوة التنظيم والأداء وسرعة اتخاذ القرارات وتطبيقها عملياً
بالرغم كل هذه التناقضات بينهما استطاعا الوصول إلى اتفاقيات وتفاهمات مهمة في أوقات سابقة (اتفاقيات هولير 1 ـ 2) برعاية السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان ـ العراق،لكن دون أن ترى النور وبقيت حبراً على ورق
بعد فشل جميع محاولات لتقريب وجهات النظر وتحقيق نوع من التعاون والتنسيق بينهما لخدمة مشروع الوطني الكردي وحماية مناطقه والحفاظ على سلم الأهلي،اتجه مجلس غرب كردستان إلى إعلان إدارات ذاتية مؤقتة في كانتونات الثلاث (عفرين،كوباني،الجزيرة) دون مشاركة "الوطني الكردي" الذي اعتبر نفسه فيما بعد غير معني بهذه الإدارات،ازدادت بعدها حدت الخلافات وتصريحات النارية بين المحورين الديمقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني،حيث تلتها غلق معبر سيمالكا الحدودي وحفر الخندق بين "اقليم ورو جافا كردستان"
وعمليات منع واعتقال ونفي ومهاجمة وإغلاق مكاتب حزبية في "روجا فا كردستان" بتهم عدم الترخيص أحياناً والخيانة والارتزاق أحياناً أخرى وإلخ،وقابلتها إغلاق مكاتب ونفي أعضاء مؤيدو "العمال الكردستاني" في إقليم كردستان.
أعمال مجلس غرب كردستان وحكومات الإدارة الذاتية

1 ـ حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د تسيطر على "روجا فا كردستان ـ سوريا" سياسياً وعسكرياً وشكل إدارات ذاتية بالتعاون مع بعض أحزاب كردية وعربية في منطقة
2 ـ وحدات حماية الشعب تابعة لهذه الإدارات حالياً تحارب جماعات مرتبطة بالتنظيم القاعدة عدوة أولى مفترضة لأمريكا والغرب
3 ـ حدوث معارك أحياناً مع ميليشيات تابعة للنظام عدوة المعارضة
ـ دفع وحدات حماية الشعب مئات الشهداء من خلال هذه المعارك من أجل حماية سكان وأرض إدارات الثلاث
4 ـ تحدثت معظم الصحافة والإعلام العالمي عن قوة ومقاومة هذه الوحدات ضد جماعات الراديكالية
5 ـ حركة نشطة التي قامت بها قيادات هذه الإدارات في أوربا دون حدوث شرخ في مواقف دول الاتحاد الأوربي
بالرغم من كل هذه الإنجازات التي حققتها حكومات ذاتية ومجلس غرب كردستان ووحدات عسكرية (ي ب ك) لم تستطع هذه الإدارات بغض نظر عن قصر عمرها ،من كسب تعاطف دول الغربية وسحب شرعية الاعتراف من أية جهة كانت ابتداءً من أحزاب كردية سورية والمعارضة العربية وحكومة إقليم كردستان انتهاء بالغرب وروسيا
إذاً ما حققه حزب الاتحاد الديمقراطي من أعمال وإنجازات على الارض لم تلقى صدى في الدبلوماسية والسياسة.

دور إقليم كردستان ـ العراق

استطاع حكومة إقليم كردستان،بالرغم من بعض سلبيات في أدائها،تجاوز على الكثير من صعوبات وتحقيق قفزة نوعية في مختلف المجالات مقارنة بسلطة بغداد،ويعد إقليم كردستان الآن كجزيرة خضراء ينمو ويتطور في وسط رمال متحركة وعواصف هائجة تجتاح العراق وسوريا ومنطقة الشرق الاوسط برمتها من خطر الإرهاب ونزاعات وحروب طائفية ومذهبية وعرقية
كما أن الإقليم،برئاسة السيد البارزاني استطاع أن يجد له موطئ قدم في منطقة الشرق الاوسط مضطربة كقوة اقتصادية ودبلوماسية وعسكرية متصاعدة
وبما أن السيد البارزاني يتمتع بثقل ووزن سياسي لدى مختلف دول منطقة والغرب،لذا فإن حكومته تشكل بوابة روجا فا كردستان ـ سوريا إلى العالم ويمكن للسيد البارزاني وحكومته لعب دور فعال من أجل القضية الكردية السورية إذا ما توافرت الظروف والمعطيات والتوافقات
ولهذا يبقى إقليم كردستان ـ العراق عمق استراتيجي لروجا فا كردستان ـ سوريا وبالعكس في المستقبل،وبوابته نحو العالم ومفتاحه لجلب اعتراف دولي لإداراته وشرعيته
وحدوث هكذا أمر يعتمد على مدى توافق بين العمال والديمقراطي الكردستاني والتي ستنعكس مباشرة بين المجلسين الكرديين السوريين سواء أكان في حالة افتراق وخلاف أم اتحاد واتفاق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين


.. موريتانيا تتصدر الدول العربية والا?فريقية في مجال حرية الصحا




.. بعد منح اليونسكو جائزة حرية الصحافة إلى الصحفيين الفلسطينيين