الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تأملات في خمسات بوذا والبوذية

سيلوس العراقي

2014 / 6 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


البوذية ، والأصح تسميتها البودية بالدال: نسبة الى المؤسس بودا، وهي ديانة آسيوية قديمة تعود الى القرن السادس قبل الميلاد. ديانة تنويرية فيها روحانية عميقة، وتعاليم أخلاقية تهدف الى انارة النفس وتنقيتها، والحدّ من شهواتها وللحدّ من آلامها التي هي نتيجة للشهوات . ليس هنا المجال للاسترسال في تقديم عرض حول الروحانية البودية المتوفر في مئات الآلاف من الكتب والمواقع الالكترونية ، بل للحديث عن رمزية الأعداد فقط ، وبالتحديد من أجل استعراض رمزية الخمسة والخمسات في تعاليم البودية .

1 ـ المباديء أو القواعد الخمسة لحياة البودي :
جهاد النفس.
الحكمة.
الصدقة.
التأمل.
الحج.
وقواعد الحياة الخمسة هذه هي رفيقة البودي في طريقه نحو التنور ـ النيرفانا.
وبالمناسبة ولابعاد الالتباس عن القاعدة الأولى يتوجب القول : أن جهاد النفس البودي بعيد جداً عن المصطلح الاسلامي للجهاد الدموي ، والمقصود بها بودياً روحي جداً وهذا المعنى بعيد جداً هو الآخر عن مفهومه الاسلامي ، وغير متوفر في الاسلام الديانة المادية بشكل كبير والخالية من الروح والاستنارة ، والدليل هو تكفير كل المتنورين والمتصوفين وناشدي التنور والتوحد في التاريخ الاسلامي واعتبارهم كفرة وزنادقة وخارجين عن الاسلام.
أما الجهاد البودي فهو أن يجهد الفرد البودي نفسه ، في مسيرة حياته كلها ، لتخليصها من شهواتها وتحريرها فتتمكن من التنور والاستشراق والاستنارة التي ستقرب السعادة من النفس البشرية.

2 ـ المحظورات البودية الخمسة :
على البودي (البوذي) وعلى البودية الحذر والكفاح والجهاد ضد خمسة عناصر تدميرية ، وعليه الامتناع عن :
تدمير وتخريب الحياة.
السرقة.
الكذب والزور.
ممارسة الجنس مع غير الزوجة أو الزوج.
المشروبات المسكرة والسامة.
وفي تأمل بسيط ونظرة بانورامية حول مدى توفر وشيوع ممارسة العالم الاسلامي لهذه المحذورات التدميرية على الانسان وعلى الحياة المجتمعية ، سيمكننا أن نعرف لماذا مجتمعات الدول الاسلامية قد تم خرابها وتدميرها بأيدي أتباعها وأصحابها وأهلها، الذين لا يتورعون ولا يأبهون لتدمير الحياة والقيام بكل أنواع الزيف والأكاذيب... وبنفس الوقت يمكننا معرفة لماذا يعيش الانسان بسلام في الدول التي تدين بالروحانية البوذية ، بالرغم من ارتفاع معدلات الفقر فيها، لكن روحهم ونفسيتهم بقيت انسانية ومسالمة وأسلوب حياتهم هذا ساعدهم في الحفاظ على الحياة واحترامها .

3 ـ ألوان العلم البودي الخمسة :

الراية البودية التي ترفرف في التبت ، وهي علم الرهبان البوديين ، بألوانها الخمسة :
الأزرق ـ لون السماء والفضاء ، الذي يقابل الفضائل البودية : الحب والعطف ، والسلام والرأفة لكل العالم.
الأبيض ـ لون الماء ، الذي يقابل ويرمز الى نقاء الدهارما ، الذي يقود الى التحرر من الزمان والمكان.
الأحمر ـ لون النار ، يرمز الى بركة التمرس والممارسة البودية ، التي بواسطتها يمكن الحصول على الحكمة والفضائل والحظ السعيد والكرامة .
الأخضر ـ يرمز الى النشاط ، الرياح والنسيم ، التي تطهّر الجوّ وتحمل معها كل ما تحررت منه النفس من الشرور بعيدا. كما انه يرمز الى الأشجار الخضراء المورقة .
الأصفر ـ ويرمز الى الأرض ، بلون الزعفران ، لون الثوب الرهباني البودي ، يرمز الى الثبات ولون طبيعة الارض .
ومن الجدير بالملاحظة بأن كل رموز الوان علم البوذيين كلها تنتمي الى الطبيعة والى الفضائل الانسانية وفضائلها وقيمها، وتفتقر الى رموز الفخر والمجد والاعتزاز بالحروب والدماء والقتل والغزوات ورموز ورسوم الحيوانات والطيور الجارحة والكاسرة والهمجية .

4 ـ مظاهر بودا الخمسة :
يعتقد البوديون بمظاهر بودا الخمسة ، وهي تعتبر ليجيندا ، حيث أنه قد ظهر في ثلاث أسطورية ذهبت في الماضي ، وظهوره الرابع كان الظهور التاريخي في بودا القرن السادس قبل الميلاد، والظهور الخامس الذي يشتاق اليه الجميع ، وهو لازال في المستقبل، بودا المستقبل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تسارع وتيرة الترشح للرئاسة في إيران، انتظار لترشح الرئيس الا


.. نبض أوروبا: ما أسباب صعود اليمين المتشدد وما حظوظه في الانتخ




.. سبعة عشر مرشحا لانتخابات الرئاسة في إيران والحسم لمجلس الصيا


.. المغرب.. مظاهرة في مدينة الدار البيضاء دعما لغزة




.. مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى تطالب بالإطاحة بنتنياهو