الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقاسيم على سفر التوبة - إلى الدكتور سيد القمني

ميشيل الشركسي

2005 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إلى فرج فودة، الرجل الذي لم يدخر لولده إلا المخاطر
في حادثة تهديد المفكر الكبير د . سيد القمني ومن ثم بيانه و " توبته " المعلنة على العالم عن كتبه ومقالاته السابقة ، وإقلاعه عن الكتابة مستقبلا تسجيل لانتصار العتمة على النور ، النذالة على القداسة ، البغاء على الزواج الشرعي . " بانتصارهم " هذا يضعوننا بصفاقة داخل طور شاذ لم يسبق لمجتمعاتنا التي ركبت الانحدار منذ عهود سحيقة أن مرت به .
تعرفت على فكر الدكتور القمني أول مرة بالصدفة بعد قراءتي لكتابه " السؤال الآخر " وبعدها كرّت المسبحة ، صرت أتابع بشغف كل ما يكتب ويقول ، معتزا به ككاتب عقلاني متنور يدك بالحجة والمنطق والشواهد العلمية ما حاول خفافيش الظلام أن يفرضوه على المجتمع والناس ، وما ألحقته المناهج الرسمية من تشويه لوعينا . إن التساؤلات التي طرحها الدكتور سيد القمني ، أفكاره وكتبه ومقالاته أصبحت ملكا للبشرية جميعا، لم تعد ملكا له حتى يعتذر عنها ويتوب ، و " توبته " هذه ليست مقبولة لدينا فهي من باب توبة المكره المرفوضة في الفقه الإسلامي أيضا .
يقول المفكر الإسلامي المتنور جودت سعيد في كتابه (لا إكراه في الدين): " لا إكراه في الدين مثل لا إكراه في الحب لأن الدين والعبادة مبنيان على الحب والرضا وليس على الكراهية والسخط والنفاق . كما لا يتحقق الدين بالإكراه ، كذلك لا يتحقق الكفر بالإكراه " .
أتضامن مع المفكر الدكتور سيد القمني في محنته وأتفهم موقفه وهو يعيش في ظل نظام شمولي لا يتقن إلا قمع شعبه والتنكيل بمتنوريه وهو النظام الذي غازل وربّى خفافيش الظلام المسعورة ولم يقدر على حماية فرج فودة ونصر حامد أبو زيد ونجيب محفوظ من أن تطالهم مخالبهم المسمومة .
رغم ذلك يمكننا أن نجزم أن انتصار بلطجية الإسلام الظلامي انتصار مؤقت ، لأن السرسري لا ينتصر على الفيلسوف حتى حين يكون فائق التسلح وانتحاريا من خريجي المنظمات الإرهابية التي روعت مفكرينا . هذه الثقة لا تنبع من مجرد هاجس وجداني طموح ، بل من إدراكنا لجملة حقائق استنبطت من الماضي الملئ بالغصات .
نتأمل ونرجو كاتبنا الكبير الدكتور سيد القمني إعادة النظر في قراره اعتزال الكتابة ، فمعركتنا مع الظلاميين طويلة وهي معركة حياة أو موت ، والفكر الليبرالي الغربي الذي أطلق العنان للعقل وحرره من مفاعيل الدين والايدولوجيا والعاطفة مقيما صرح الثقافة العلمية التي يدين لها العالم بالتحرر الفكري هو الفكر الذي سنعتمد عليه في معركتنا لإعادة الأفاعي إلى جحورها التي خرجت منها متضامنين مع كتابنا ومتنورينا واليوم الموعود سيأتي بلا ريب ، قد نراه وقد لا نراه .
إنّ الحياة وقفة عزّ فقط كما قال أنطون سعادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القوى السياسية الشيعية تماطل في تحديد جلسة اختيار رئيس للبرل


.. 106-Al-Baqarah




.. 107-Al-Baqarah


.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان




.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_