الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
وداعا .......لالة مغنية
رضا محافظي
2005 / 7 / 28الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
![](https://www.ahewar.org/search/pic/892.jpg)
لكل بداية نهاية ، و لا بد للفراق يوما أن يحل محل اللقاء . تلك هي طبيعة الحياة .
مرت ما يقارب التسع سنوات على وجودي بين أحضان مدينة مغنية الحدودية ، الواقعة بين الجزائر و المغرب ، في إطار أدائي لمهامي المدنية ، و الآن حان وقت الرحيل و آن أوان توديع الزملاء و الأصحاب . أتيتها شابا أعزبا في بداية العشرين من عمري ، و أنا الآن أحضر نفسي لتوديعها شابا في بداية الثلاثين من العمر و أبا لبنتين صغيرتين تطبعتا بطبائع أهل هذه المدينة الصغيرة .
تسع سنوات ، هي مدة احتضان مدينة عريقة لي ، سميت على اسم امرأة انتهى بها المطاف – بعد سفر طويل - بالتوقف النهائي في هذه المنطقة . و لا يزال أهلها يتبركون بهذه المرأة و يقصون أساطيرها يروون حكاياتها . كان حظ تلك المرأة التي جمعت – حسب ما يروى - بين الجمال و العلم و التقوى و قدرها أن يكون مثواها الأخير هنا ، و كان قدري أنا أن أمر مر الزائرين الذين قد يعودون يوما أو قد لا يعودون .
مدينة وطأتها قدما مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ، الأمير عبد القادر الجزائري ، في خلال مقاومته للوجود الفرنسي بالجزائر ، و كانت ملجأ و ملاذا له و لأتباعه و جنوده لفترة من الزمن . و مدينة عرفت سنة 1845 م ابرام اتفاقية التافنة الشهيرة التي أبرمت بين السلطات الاستعمارية و القصر الملكي المغربي و التي بموجبها تم وضع تفاصيل الحدود التي تفصل بين المغرب و الجزائر . مدينة اشتقت تاريخها من عمق التاريخ نفسه و عرفت قرونا طويلة من الوجود و عاشرت مختلف الحضارات و صارت منبعا لكل الهام .
كرم أهل مدينة مغنية و ضواحيها ميزة ظاهرة تبدو لكل زائر و تتأكد لكل مقيم . و تماسك أهلها الاجتماعي من الخصائص التي يتمتع بمعاينتها كل متمعن في أحوال أهل هذه المدينة . يظهر ذلك من حلال المناسبات الدينية التي يتم إحياؤها بابتهاج وفرحة كبيرتين و من خلال الأعراس و الولائم الجماعية التي تقام هنا و هناك .
بهجة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هنا لا تضاهيها بهجة . الكل يتحضر لهذه المناسبة أياما عديدة قبل حلولها . و أجمل ما في ذلك ترديد الأطفال للمدائح و الأناشيد التقليدية المتوارثة الخاصة بتلك المناسبة أمام أعتاب المنازل في ألبسة تقليدية أنيقة تجعل منهم ملائكة بشرية و تجعل من المدينة بكاملها عرسا يحلم من عاشه أن لا ينتهي .
الأعراس بدورها تعكس روح التضامن و التكاتف و التعاضد التي تميز هؤلاء الناس . الكل منهمك في التحضير للعرس بحسب استطاعته و بحسب مبلغ جهده . صورة الناس في الأعراس هنا تعبير حي عن مثاليات تغنى بها الشعراء و الأدباء في زمن مضى و لا يزالون يتغنون بها إلى غاية اليوم . الكل يخدم غيره و لا مجال للأنانية أن تجد مكانا بين الأحداث . الجو في تلك المناسبات كما قال الشاعر :
الناس للناس من بدو و حاضرة بعضهم لبعض و ان لم يشعروا خدم
هي أجواء شاءت الأقدار أن اغادرها الى اجواء اخرى لكنها ستبقى في مخيلتي ذكريات جميلة تلازمني بقية حياتي ، أعود اليها اذا ضاقت بي هموم الحياة و أتغنـى بهـا مع الأصـحـاب و الأصدقاء عند جلسات السمر و أخط تفاصيلها على الورق كلما سنحت لي الفرصة بذلك .
رضا محافظي – الجزائر
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ضيوف الحج يتوافدون إلى مشعر منى لأداء شعيرة رمي الجمرات
![](https://i4.ytimg.com/vi/QwNIXxymSTg/default.jpg)
.. إيران ترد على بيان مجموعة السبع بشأن البرنامج النووي
![](https://i4.ytimg.com/vi/zXYNb-H2BU0/default.jpg)
.. في ظل الحرب على غزة.. آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة عيد الأضحى
![](https://i4.ytimg.com/vi/nEnwg6rIMxE/default.jpg)
.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا
![](https://i4.ytimg.com/vi/ygeLSrgynyw/default.jpg)
.. كلمة لإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في أول أيا
![](https://i4.ytimg.com/vi/KoL9MNl5t9k/default.jpg)