الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنت مسلم..؟

فؤاد علي منصور

2005 / 7 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل أنت مسلم..؟
إذا كان الجواب:نعم،فيجب أن تدين الإرهاب.
إذا كنت مسلماً أو متأسلماً أو إسلاموياً أو ليبيرالياً إسلامياً, يجب أن تدين الإرهاب بكل أشكاله.
(الإرهاب) هو اعتداء على الإنسانية، واعتداء على الكرامة الإنسانية، واعتداء على الله.....لأنه تدخل سافر يتجرأ بوقاحة على العلاقة بين الله وعياله....
و(الإرهاب) الذي نشهده الآن، ويشهده العالم بأسره, مهما اختلفت تعريفا ته ومصطلحاته وأدواته وفلسفاته, فهو ليس الإرهاب الذي طلبه الله عز وجل من عباده المؤمنين في قرآنه الكريم: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (الأنفال:60).
لأن الإرهاب لعدو الله يقوم على مقومات:وضع المسلمين / الأعداء / الحالة العامة / الغاية.
ـ المسلمون الآن في كل بقاع الأرض في حالة من الضعف لا تسمح لهم بإرهاب العدو ,بل لا تتطلب منهم إرهابا، لأنهم لا يملكون القوة أصلاً, فهم متفرقون، متشرذمون، يعانون من الفقر والتخلف والجهل والتصارع فيما بينهم , وقد تنازعوا وفشلوا حتى لم يبق لهم ريح , فكيف يرهبون (عدو الله)؟ وهم لا حول لهم ولا قوة.
_نعم يجب أن يعد المسلون القوة لإرهاب عدو الله, ولكن: من هو عدو الله؟ هل هم المدنيون في كل مكان؟ هل سكان (بالي) الإندونيسية أعداء الله؟ هل سكان الجزائر أعداء الله؟ هل سكان شرم الشيخ أعداء الله؟ هل سكان نيويورك ومدريد ولندن كلهم (أعداء الله)؟ هل المدنيون في كل بقاع الأرض أعداء الله؟؟
وإذا كان الأمر كذلك , فمن هم أهل الله؟؟؟
هل الذين يقتلون الناس, كل الناس, بالعشرات والمئات والآلاف هم أهل الله؟ هل الذين يشوهون الإسلام والتاريخ الإسلامي هم أهل الله؟
ثم من جعل من هؤلاء القتلة مشرعين وعلماء دين ومفتين يخرجون علينا كل صباح بـ(فتوى) ما أنزل الله بها من سلطان , ومن أين جاؤوا بشرعة القتل؟ ومن هم حتى يحكموا متفجر اتهم في أرواح عيال الله؟
ومن هم حتى (يرهبوا) خلق الله ويروعوهم, ومن نصبهم مدافعين ومنافحين عن دين الله؟ هل هم مسلمون؟؟؟؟؟
ـ أما الحالة التي عليها الإسلام والمسلمون اليوم, فهي حالة لا تسر صديقاً ولا شقيقاً.
كيف يمكن للمسلمين الآن وفي هذه الظروف التي يعيشونها من الضعف والتمزق والفقر العلمي والاجتماعي والثقافي والسياسي والفكري..... إلى آخر القائمة, كيف للمسلمين أن يعدوا القوة وهم لا يستطيعون شيئاً؟ ولا يملكون من معايير ومقومات الحياة شيئا ,وحتى لو امتلكوه فماذا هم صانعون به؟
مثلاً الآن يمتلك بعض المسلمين المال الكثير, ولكن ماذا يفعلون به؟ اسأل خمارات لندن واسأل (لاس فيجاس) واسأل الفلبين وشرق آسيا، اسأل هؤلاء فهم أعلم بوجوه الإنفاق الشرعية.
ماذا استفادت الدول المسلمة من خيرات الله عليها؟ وماذا صنعت بمال الله؟ هل أعدت به القوة التي أمر الله بها لإرهاب العدو؟
وامتلكت دولة أخرى المال والقوة, فماذا صنعت به؟ وجهته لدولة مسلمة أخرى ثم احتلت دولة مسلمة أخرى!!!
إذا ما فائدة المال والقوة؟
ـ أما الغاية التي أريدت من (ترهبون به عدو الله) فهي التي تحدد الصواب والخطأ.
طلب الله من عباده إعداد القوة لإرهاب عدوه وعدونا وآخرين لا نعلمهم, ونرهب أي: نخوف، وكما جاء في أساس البلاغة (أرهبته ورهبته واسترهبته: أزعجت نفسه بالإخافة).
إذا المعنى: الإخافة للأعداء, الأعداء فقط, وبهذا المعنى فقط يتحقق مراد النص القرآني وغايته، لأن الغاية هي تخويف الأعداء، وجعلهم يفكرون ألف مرة قبل أن يعتدوا هم علينا.
ليس إعداد القوة لنعتدي على الآخرين ولنروع خلق الله, ونقتل من نشاء من خلق الله, أطفالاً ونساء وشيوخاً.
غاية ما يجري الآن هو تشويه الإسلام والتاريخ الإسلامي والأمة الإسلامية, وهذه الغاية هي تماماً غاية أعداء الله, ولا تخدم إلا أعداءنا, فكيف نعطي أعداءنا مسوغات قتلنا!!!
إن ما يجري الآن من حوادث إرهابية لا علاقة للإسلام ولا للمسلمين بها، لا من قريب ولا من بعيد, وكل من يتبنى عملاً أو فكراً من هذا النوع فهو ليس من الإسلام في شيء.
إن ما يجري الآن /حسب الغاية/ يخدم فقط أعداءنا, وكل من يقوم بعمل من هذا هو: عدونا....
قال الله سبحانه على لسان نبيه الكريم: (الخلق كلهم عيال الله, وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله).
والآن: هل أنت مسلم؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فنيش: صاروخ الشهيد جهاد مغنية من تصنيع المقاومة الإسلامية وق


.. الأهالي يرممون الجامع الكبير في مالي.. درّة العمارة التقليدي




.. 121-Al-Baqarah


.. 124-Al-Baqarah




.. 126-Al-Baqarah