الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين متوارث: مسائل ضدّ الدين والتدين [1]

إبراهيم جركس

2014 / 6 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتاب مسائل ضدّ الدين والتديّن ((الحلقة الأولى))
جيمس هيرفي جونسون،
ترجمة إبراهيم جركس

The Case Against Religion
(originally, "Superior Men")
a book by James Hervey Johnson, 1949

# المقدمة
~~~~~~
هذا الكتاب مخصّص لأصحاب العقل والعقلاء الذين يتحلّون بملكة التفكير وينعمون باستخدامها. وهو نتيجة دراسة مطوّله للعديد من الديانات والشعوب، التاريخ، علم النفس، والتوزّع السكاني للأعراق والديانات. وقد حضرت العديد من اللقاءات والاجتماعات الدينية التي عقدت في الولايات المتحدة، وناقشه مسائل وقضايا دينية مع العديد من الناس وقرأت مئات الكتب، وأكثر من ذلك من المقالات في الجرائد والصحف والمجلات، والمواعظ الدينية، وقضيت ساعات طوال أفكّر بكل ما قرأته، أو سمعته، أو رأيته. والنتائج التي توصّلت إليها قائمة على الكثير من الأفكار التي دخلت عقلي. وليس لدي سوى هدف واحد ووحيد: هو أن أعرف الحقيقة وأعبّر عنها. من الواضح أنّ تفكيري هذا حول الدين والأمور الدينية قد نتجت عنه نتائج واضحة وبيّنة. وكانت هذه الدراسة ترضيني إلى حدٍ كبير، وربما ستكون كذلك أيضاً بالنسبة لكل قارئ يريد أن يحدّد آرائه وأفكاره عن الأمور والقضايا الدينية عن طريق استخدام ملكة التفكير لديه بدلاً من قبولها والتسليم بها بشكل أعمى، كونها تقوم على التخمين، التخبّط، الإيمان، والعشوائية والاعتباطية.
لا أطالب أحداً بأخذ كلامي بحريته وكليته كما ورد هنا بالضبط، بل إنما كل تصريح أو عبارة هو واضح بذاته ومثبت أو يمكن إثباته للعقل المفكّر. وكل قارئ نجيب عليه أن يصل إلى نتائج مماثلة للتي توصّلت أنا إليها لأنّ الحقائق التي قادتني إليها حقيقية وفعلية، والحقائق الراسخة دوماً تقودنا إلى نفس النتائج، بغضّ النظر عن طريقة التفكير التي نتبعها.
كل قارئ عليه أن يقرأ هذا الكتاب بطريقة بعيدة تماماً عن الشخصنة، ومن دون تحيّز أو ذاتية. فهو، من جهة، نتاج سلسلة من آلاف بل ملايين الانطباعات التي تمكّن واحدٌ من العقول البشرية أن يجمعها، يعالجها، ينظّمها، يقارنها ثم ينتجها في النهاية، بالإضافة إلى النتائج التي توصّل إليها ووصلته، خلال هذه العملية من المقارنة والمعالجة. لندع كل قارئ يفكّر بنفسه ويعالج الأفكار الواردة هنا وليرى بنفسه النتائج التي سيتوصّل إليها. الحقيقة لا تحتاج للدفاع عنها. فالحقائق قائمة بذاتها.
إقرأوا ما هو واردٌ هنا، وكونوا نزهاء وصادقون في تفكيركم ومعالجتكم للأفكار، لتتوصّلوا إلى نتائجكم الخاصة بكم أنتم وحدكم.
# الفصل الأول: {الدين متوارث}
~~~~~~~~
نحن نحصل على معرفتنا الأولية عن الدين من أهلنا. فقد كنا جهلاء جداّ وضعفاء عندما كنا أطفالاً لدرجة أننا كان علينا أن نتعلم المشي. لم نكن نعرف شيئاً عن العلم، عن التاريخ، عن العالم من حولنا. فقبل أن نتعلّم القراءة حتى، تمّ أصحابنا إلى الكنيسة أو مدارس الأحد، وتلقيننا أمور ومفاهيم معينة عن الدين.
لقد أخبرونا أنّ هناك إلهاً بقوى خارقة وسلطة مطلقة على كل شيء. لكننا لا نستطيع رؤيته، سماعه، لمسه، شمّه أو تذوّقه. ثم طالبوا بأن نثق بكلام معلم مدرسة الأحد ونؤمن به بشكل أعمى.
لقد أخبرونا أنّ ابن الله قد ولد من امرأة لم يسبق لها أن مارست الجنس أو تناسلت مع رجل من قبل، فتاة عذراء. والأطفال لا يفهمون مثل هذه المسائل أو يستوعبونها إلا بصورة مبهمة ومشوّشة.
لقد أخبرونا أننا عندما نموت فإنّ أرواحنا ستبقى. لكن لا دليل على ذلك. كانوا يتوقعون منّا أن نقبل الفكرة من دون أي برهان على صحتها. وكل شخص كان يخبرنا عن خلود الروح في الجنة وبقاءها بعد الموت، كان لديه مفهوم مختلف ومغاير حول الروح من الشخص الآخر. نحن لم نكن نعرف أين هي الجنة. لم نكن نعرف ما هي الروح. كانوا يخبرونا عن الجحيم، لكنهم كانوا عاجزين عن إظهارها لنا.
كل الأمور والأفكار التي لقّنونا إياها عن الدين أسطورية وخرافية، مستحيلة الإثبات، وغير قابلة للبرهنة عليها، وكانوا يتوقعون منا أن نصدّقها ونؤمن بها لأنّ آبائنا أو كهنتنا أو قساوستنا يخبروننا بأنها صحيحة وحقيقية.
عندما كنا أطفالاً، لم نكن نمتلك أي وسيلة لمراجعة الحقائق التي تردنا بوصفها حقيقة والتمعّن فيها. لم نكن نجرؤ على إظهار ولو قليل من الشك، لم نكن نجرؤ على المطالبة بدليل أو برهان، وكنا عادةً نسلّم ونقبل بما يقال لنا بدون أي تساؤل. أهلنا أيضاً كانوا قد قبلوا ما جرى إخبارهم به وصدّقوا كل ما قاله لهم أهلهم، كما أنّ القساوسة والكهنة ورجال الدين قد استمدوا معلوماتهم الأولية من أهاليهم، ثم من كتب وكرّاسات ألّفها رجال دين وكهنة هم أيضاً استمدوا معلوماتهم من رجال دين وكهنة سبقوهم.
عندما كنا أطفالاً لم يعلّمونا جميع جوانب الأسئلة الدينية، وناقشها من كافة وجوهها. في الواقع، لم توفّر الأديان أي جهد لمنع الأطفال من تلقي أي معلومات قيمة حول أي دين عدا دين أهلهم وآبائهم، أو دين الكاهن أو القس الذي لديه السلطة لملء عقولهم بالأمور والأفكار التي يريدهم أن يؤمنوا بها.
وكوننا لم نطوّر أي ملكات أو قدرات فكرية نقدية قمنا بقبول الأفكار والمفاهيم التي قدّموها لنا. لا يسعنا فعل شيء آخر غير ذلك. لقد تحوّلت البرمجة الطفولية المبكّرة إلى عادة. قسم كبير من الدماغ قد تطوّر خلال نموّنا وترسّخت فيه الأفكار والانطباعات الدينية بشكل عميق ومتجذّر، تماماً كما تجذّر الاعتقاد الخاطئ ببابا نويل في عقول الصغار التي تفتقر إلى القدرة على التمييز بين الحقيقة والخرافة.
أمّا إذا سُمِح لكل طفل الانتظار حتى بلوغه سن النضج قبل التحقيق في الديانات وطلب منه أن يدرس جميع الأديان وجميع الحجج المضادّة للأديان، فلن تروا كل هذا العدد من المؤمنين.
العالم متديّن لأنّ الأطفال لا يطلعون سوى على وجه واحد من السؤال ذو الأوجه الكثيرة والمتعددة.
هناك الآلاف من الأديان والمعتقدات الدينية، وكل زعيم ومؤسس لدين منها يزعم أنّ دينه هو الدين الوحيد الصحيح. وأولاد أتباع كل دين من هذه الأديان يُلَقّنون أنّ دينهم هو الدين الصحيح الوحيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 19 - 20:57 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah