الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قدمُ زوجتي تؤلمنا

سيلوس العراقي

2014 / 6 / 20
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من المعروف تاريخياً ، أن المحتلين فرضوا ديانتهم التي يدينون فيها عبر كل العصورعلى الاقوام التي احتلوها، ربما تكون اليهودية أو المسيحية اليهودية هي الديانة الوحيدة التي فرضت نفسها على المحتل.
فالرومان بدلا من فرض دياناتهم الرومانية فانهم تحوّلوا تدريجيا الى ديانة الأقلية التي تم احتلالها.
ومثال ذلك الرسول بولس اليهودي ـ الروماني الذي ومن دون استخدام القوة في وجه قوة المحتلين الرومان، تمكن من احتلال الرومان فكرياً عن طريق خطبه وبقوة ايمانه الشخصي هو.
ومع أن اليهود في اوربا في القرون الاولى للمسيحية تعرضوا لاشكال متعددة من المعاناة والمضايقات ، لكنهم كشعب يفهم ويجيد لغة الحوار والنقاش والاقناع، تمكنوا من بناء علاقات كثيرة وعلى مستويات مختلفة في المجتمع الروماني. وتمكنوا من بناء صداقات على أعلى المستويات، ترك لنا التاريخ في وثائقه ورواياته الكثير الذي سطره حولها، ومنها ما يشير الى قوة الحجة في الحوار مع الجانب الروماني، كمثل هذه الحادثة.
يروى أن سيدة رومانية من العائلة الحاكمة في روما كانت قد تعرفت على حاخام يهودي في روما، وحصلت العديد من النقاشات بينهما. وفي احدى اللقاءات سألت السيدة الرومانية الحاخام :
الهكم ، إله اليهود ، وبحسب كتاب توراتكم وايمانكم ، في كم يومٍ تمكّن من خلق العالم ؟
فأجابها الحاخام : في ستة أيام.
فسألته السيدة : وماذا يفعل الهكم منذ ذلك الوقت بعد أن فرغ من الخلق في ستة أيام ؟
فردّ عليها الحاخام : انه يقوم بتنظيم الزواجات.
فتعجبت السيدة قائلة :" أيُعقل أن يكون هذا عمله ؟
أنا أيضاً بامكاني القيام بهذا العمل . فأنا لدي العديد من الخدم والعبيد من الذكور ومن الاناث، وبامكاني في وقت قصير أن أقوم بتزوجهم بين بعضهم".
فأجابها الحاخام : " إن كان هذا العمل هيّناً وسهلاً في نظرك ، فانه ليس بالعمل الهين والسهل على الهنا الذي تمكن من شقّ البحر الأحمر لتخليص بني اسرائيل من المصريين الفراعنة.
وانتهى هذا اللقاء بينهما عند هذه النقطة، وانصرف الحاخام من قصر السيدة الرومانية.
ففكرت السيدة الرومانية أن تقوم بعمل اله اليهود ، بتزويج المئات من الذكور والاناث الذين يعملون خدماً وعبيداً لديها في قصرها ومزرعتها وجنائنها.
فأمرت بحضور كافة الخدم والعبيد غير المتزوجين للحضور في ساحة القصر، فتجمعوا بحسب أمر السيدة ، وطلبت منهم الوقوف بصفين متوازيين، صفا للرجال وآخر موازٍ له للنساء.
فتجولت بين الصفين وأمرت باشارة منها مختارة لكلّ منهم شريكه الثاني ، وأمرت بزواج الجميع بحسب ماقررت لكلّ شريكه ولكلّ شريكها، وتم تنظيم زواج جميع الخدام والخادمات والعبيد والعبدات في ليلة واحدة.
وفي صباح اليوم التالي بعد أن تناولت السيدة فطورها ، رأت تجمعا من العرسان الجدد المتزوجين والمتزوجات في الليلة الماضية بأمر وقرار منها في ساحة القصر.
ورأت أحدهم قد ورمت عينه،
والآخر مضروب على انفه ، والأخرى مدمىً رأسها،
وأخرى قد تم كسر يدها،
وثانية تعرج ،
وآخر قد تم كسر اسنانه..
باختصار فانها رأت مجموعة كبيرة من المصابين والمتضررين
والمعوقين في ليلة واحدة ،
فسألتهم مالذي جرى ويجري بينكم ؟
فمنهم من تصرخ : أنا لا أريد هذا الرجل زوجاً لي،
والأخرى أن هذا الرجل لا يصلح لي ، لا أريده زوجاً،
وآخر يصرخ انا لا يمكنني أن أكون زوجا لهذا المرأة العنيفة...
وهلمّ جراً.
ففي الحال طلبت السيدة الرومانية من مرافقها لارسال أحد من الخدم الى الحاخام اليهودي ويطلب منه الحضور حالاً في القصر. فتمّ لها ذلك.
فحضر الحاخام أمام السيدة التي قالت له : ايها الحاخام المحترم، أنا أؤمن الآن بأن اله اليهود على حق، وتوراتكم على حقّ .

مكانة المرأة اليهودية بالنسبة للزوج اليهودي :

انه من المعروف ومنذ حقب تاريخية بعيدة أن اليهودية أعطت مكانة رئيسية وقدسية للعلاقة بين الزوج والزوجة. ومن المعروف أن هذا كان عنصرا مهما في نجاح المجتمع اليهودي عبر التاريخ في الحفاظ على العائلة والأسرة اليهودية كعنصر مركزي وجوهري للحفاظ على رابطة الشعب والمجتمع اليهودي.
فالمرأة بالنسبة للرجل اليهودي هي بيته ، ولذلك يجري القول الشهير اليهودي : ان المرأة هي بيت الرجل. وكثيراًما كان العديد في أزمنة ليس بالبعيدة كثيراً عن زمننا كان الزوج يخاطب زوجته بعبارة : بيتي .

وهناك قصة حقيقية ـ تعبّر تماماً عن قيمة المرأة بالنسبة للرجل اليهودي ـ حدثت في القرن الماضي مع رابي أرييه ليفين (توفي في اسرائيل عام 1969م) الذي كان يلقّب بـ "صدّيق اورشليم " ، حيث كانت زوجته مريضة وتقاسي من آلام في قدمها، فقام الرابي بمرافقتها الى عيادة الطبيب.
وحين دخلا الى الطبيب، وبعد السلام، قال الرابي للطبيب بلغة الجمع :
"دكتور ، إن قدم زوجتي تؤلمنا ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الا يمكن تحسين صورة الاسلام المشوهة في العالم؟
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 20 - 16:13 )
دائما يطالب العرب والمسلمون من شعوب العالم أن يتضامن معهم في حقوقهم وحين تقع على شعوبهم وبلدانهم المصائب
لكن متى تضامن العرب والمسلمون مع غيرهم المختلفين عنهم حين تقع عليهم مصيبة ؟
متى سنتعلم أن لانخلط الامور الانسانية بالدينية الاسلامية
ومتى سنتعلم أن نحب البشرية؟
متى سنتضامن مع الأبرياء من دون النظر الى دينهم وعرقهم ، حتى لو كانوا يهودا ؟

لنكسر القاعدة مرة واحدة ونتضامن مع امهات وأبناء الاولاد الثلاثة الذين تم اختطافهم من قبل المنظمات الارهابية الاسلامية
حتى ابو مازن اعتبر خطف الاولاد الثلاثة جريمة لا تساعد الفلسطينيين في حل مشاكلهم
الا يمكن أن تكون الشعوب والحكومات الاسلامية أكثر قرباً من المتألمين في العالم
لتحسن صورتها وتكسب ولو جزءا من ثقة العالم بها
ليتضامن معها العالم ومع متألميها ؟


2 - مكانه المراه
عبد المطلب العلمي ( 2014 / 6 / 20 - 17:37 )
بعد التحيه
منذ زمن بعيد و اثناء دردشه مع صديق يهودي عن موقف الديانات الفضائيه من المراه ،توصلنا الى نتيجه مفادها ان الموقف من المراه هو ابن عصره و زمانه و هو افراز طبيعي للمجتمع الذكوري. و لتاكيد كلامه قال ان الدعاء الذي يقوله الرجل اليهودي المؤمن في الصباح هو(احمد الرب الذي لم يخلقني انثى)او شيئا مشابها فلقد نسيت العباره الاصليه بمرور السنين.
و سؤالي هو: هل هذا صحيح؟ و ان كان صحيحا فكيف ينسجم مع ما تفضلت به عن مكانه المرأه.


3 - أشكرك يا الله لأنك لم تخلقني رجلا
سيلوس العراقي ( 2014 / 6 / 21 - 00:22 )
تحية
مع أن موضوع مقالي لا يتعلق بالصلوات اليهودية ونصوصها الليتورجية وتغيراتها عبر التاريخ لكنه سؤال وجيه سأجيب باختصار من دون التفاصيل لانها تستحق مقالات
ان الرجل اليهودي كانت مفروضة عليه التزامات دينية غير مفروضة على المرأة، الختان (العهد) وصلاة السحر (والبركات) على سبيل المثال لا الحصر
في ممارسته العملية اليومية لالتزاماته (كان) على الرجل أن يكون ممتنا لربه وأن يشكره لأنه كلفه بالقيام بها لأنه رجل ولم يكلف زوجته ـ المرأة للقيام بها،( بحسب التلمود)، فهي يمكنها أن تبقى على الفراش مثلا ، نائمة مرتاحة وهو عليه أن ينهض للصلاة والذهاب الى السيناغوغ بفرح
ولا يمكن في هذه العجالة فهم هذه العبارة لوحدها لأنه من الضروري فهمها بقراءة الفقرة (البركة) كاملة، وهذه البركات قد خلقت اشكاليات وجدالات كبيرة بين المعلمين
كما أن العديد من الدارسين يعتبرون هذه الفقرة الكاملة (البركة الثلاثية) ردا للرابيين على بولس الطرسوسي في احدى رسائله، والمرأة هي أحد عناصر البركة وليست حصرا في المرأة
والبركة في النص لاعلاقة لها بمكانة المرأة بل بمهمة الرجل، لذا من الافضل الرد بمقال يسلط الضوء باختصار

اخر الافلام

.. السيسي يحذر من خطورة عمليات إسرائيل في رفح| #مراسلو_سكاي


.. حزب الله يسقط أكبر وأغلى مسيرة إسرائيلية جنوبي لبنان




.. أمير الكويت يعيّن وليا للعهد


.. وزير الدفاع التركي: لن نسحب قواتنا من شمال سوريا إلا بعد ضما




.. كيف ستتعامل حماس مع المقترح الذي أعلن عنه بايدن في خطابه؟