الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل الإسلام السياسى

مصطفى راشد

2014 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كلمتى لندوة مستقبل الإسلام السياسى بفندق هيليتون رمسيس بالقاهرة 21 -6 -2014
شكراً لمنظمى الندوة الكرام على الدعوة ، لكن لوجودى خارج البلاد ،يشرفنى المشاركة معكم بهذة الورقة القصيرة ،فى هذه الندوة الهامة، التى تتعلق بمستقبل الوطن ،
حيثُ شهدت مصر وبلادنا العربية ومازالت تشهد رياح التغيير فى الأنظمة الحاكمة ، والخريطة الثقافية ،والرؤية الرجعية --، عبرإنتفاضة حضارية ، وثورات نبيلة بعضها لم يُكتمل -----، وهو ماكان متوقعا فى بلاد الديكتاتورية ، بعد أن تحولت معظم بلاد العالم إلى أنظمة ديمقراطية ، تحترم كرامة الإنسان وحريته ، وظلَ عالمنا العربى محروم منها ، لمئات السنين بأسم الجهل والفقر والدين ، وقد ساعد على ذلك التغيير والتعديل وقيام الثورات ، إنتشار شبكات التواصل الإجتماعى للإنترنت والفيس بوك وتويتر وغيرها ، وكذا إنتشار الفضائيات التى تدخل البيوت بلا إستئذان ---، مما جعل العالم يعيش وكأنه فى قرية صغيرة ، فأصبح المواطن العربى يرى جاره فى القرية الكونية ، ويشعر بفارق الحياة الكريمة والكرامة الإنسانية، التى يعيشها جاره الأوربى أو الأمريكى أو الإسترالى ، أو حتى حقوق الحيوان فى هذه البلاد ، فشعر المواطن العربى بمدى المهانة والإهانة والإستكانة ، التى جعلته يعيش ميتاً ، وحريته تُباد كل يوم بأسم الدين والإيمان ، وشريعةً ماأنزل الله بها من سلطان ، وتطبيق هذه الشريعة على المحكومين ،ولايمكن أن تطبق أبداً على الحكام ---، فبدأ المواطن العربى يصحو من ثُباته الطويل ، ويتململ ثم يتحرك، ثم يصرخ بدون صوت ، حتى كاد أن ينفجر، إلى أن أتت لحظة الإنفجار، فخرجوا جميعا ، وكأنهم كانوا على موعد ، فقد ظل الجميع مكبوتا ينتظر لحظة النداء ، فكانت ثورات عفوية شعبوية شارك فيها كل أتباع الأديان والمعتقدات رغم إختلافها، فى إنصهار وطنى بديع ،-- تقودها رابطة الإخوة فى الإنسانية ، بلا تنظيم وبلا قائد ، أبهرت العالم وفاجأته – إلا أن الجماعات المتأسلمة العنيفة الدموية ، قفزت على هذه الثورات، لأنها الجماعات المُنظمة على قلب رجل واحد، وتدين له بالسمع والطاعة-- فهوأميرهم ، ونبيهم ووكيل الله وظله على الأرض فى نظرهم، والموت فى سبيله شهادة لا تُدانيها شهادة ، فهو رجل كريم والحور العين بين يديه مثل الماء والهواء العليل ، يَهِبَهَا لمن يشاء بغير حساب أو تقييم ----، فكانت الغلبة لهذه الجماعات المتأسلمة ، التى أعدت مسبقاً الميليشيات العسكرية ، وكانت تنتظر هذه اللحظة ، للإستيلاء على السلطة ومفاصلها ، لإقرار أمر واقع -----، فتفاجئت مصر والشعوب العربية بما حدث ، فقد ثارت الشعوب على الديكتاتورية السياسية من آجل الحرية ، وليس من آجل أن تستبدلها بديكتاتورية أشد دينية فاشية ، فتحول الربيع العربى ، إلى خريف مُلبد بالغيوم ، تكسو طُرقه عواصف تُرابية ، مما جعل الرؤية ضبابية ، والحلم بالحرية فى مهب الريح تُهددهُ القبضة الدموية ، لأن جماعات الإسلام السياسى لا تؤمن بالديمقراطية، ولا حقوق الإنسان،ولا تؤمن بالعلم ، ولا المساواة ، ولا الكرامة الإنسانية ، فقد تَرَبَت على الطاعة العمياء بكامل الإنبطاح ، كالقطيع للكبش مستباح ---، كما أن النقض والمعارضة والنقاش ، أمر مُحَرَم عندهم غير مباح ، وتكون نهايته فى غرفة الإنعاش---، ايضاً تنعت هذه الجماعات كل من هو خارج عن جماعتها بالكفر ----- ، فجاءت نظرةَ هذه الجماعات بشيفونية سادية لباقى أفراد الشعب الذى هو كافر من وجهة نظرهم، فما بالك لو كان بين هذا الشعب المسكين من هو غير مسلم أومبدع أوعاشق للفن أو سكير ، فبات الحال اسوأ مما كان ، والحرية شىء محال ، والإبداع شىء من الخيال ، وعليه أن يهرب إلى بلاد الكفر ليعيش الحرية والعلم والإنسانية والتكنولجيا ---، فكل مايشغل بال هؤلاء المتأسلمين هو السلطة ،فالوضع المتدنى للشعوب ليس فى الحسبان ، والإقتصاد المنكوب والشعب المكروب ،غير مهم طالما هم يعيشون بأمان ، وتفشِى الجهل وعدم إعمال العقل نعمة من الديان ، لإستحمار الإنسان ، فضاعت البلاد إرضاءاً لرب الجماعات ، وإشباعاً لطبيعة الشر والغدر والإنقسامات ، وهو ماحدث بمصر، فقد تولت جماعة الإخوان السلطة ،رغم قلة عددها مقارنة بالفريق الآخر الذى يدعو للمدنية والديمقراطية ، لآن الإخوان جماعة منظمة ، ودعاة الدولة الديمقراطية متفرقون لا يجتمعون تحت راية واحدةً --، لكن شعورهم بالخطر بعد وصول الإخوان للسلطة جعلهم يتجمعون خلف شعار تمرد وكانت ثورة 30 يونية العظيمة، التى بهرت العالم بسلميتها، رغم الأعداد الغير مسبوقة فى التاريخ ،والتى رصدتها منظمات أجنبية محايدة ومنهم من قال بأن العدد وصل إلى 33 مليون، وهذا يُعد أكبر إعلان وإستفتاء شعبى على رفض الإخوان ، وإنتهاء عصرهم ومن على شاكلتهم، من السلفيين والجماعة الإسلامية وأنصار بيت المقدس وجماعات الجهاد والتكفير ، وغيرهم من جماعات الإسلام السياسى ، حيث كشفهم الشعب المصرى صاحب المخزون الحضارى، وعرف أن هؤلاء ماهم إلا جماعات للعنف والإرهاب، ويحملون كل الصفات الإجرامية، ويختبئون خلف الدين --، فنَبذهم الشارع والشعب ،إلا أنهم سيسعون لدخول مجلس النواب خلف وجوه غير معروفة ، لكن نحن نعتقد بأن أقصى مايمكن أن يحصلوا عليه هو نسبة 10% مهما جمعوا من تحالفات حزبية -------- ، فأحذروا أبنائى و أخوتى المسلمين والمسلمات المصريين والمصريات، من هؤلاءالجهلة المجرمين المتأسلمين تجار الدين، الذين يأتون لكم فى ثياب الحملان ،رغم أنهم ذئاب تنتظرلحظة التمكين ،ونحن نقول لهم أنتم واهمون لأن الشعب عرف حقيقتكم كما كنا نعرفكم من قبل، وأصبحتم فى مرمى نيران مدفع الشعب ،فتوبوأو إرحلوا لأن المستقبل للوطنى الشريف، وليس لخونة الأوطان .
هذا وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه
الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
ورئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية والمنظمة العالمية لحقوق الإنسان
E - [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شهادة زور
عبد الله اغونان ( 2014 / 6 / 20 - 12:45 )

كلمتك هذه شهادة زور لوقارناها بضوالط الشريعة الاسلامية فسنجدها بعيدة عن روح

الدين الاسلامي

اذ هي تأييد لحكم غير شرعي من خوارج العصر وشر أجناد مصر

تضاف الى تحريفك للدين عندما تحل ماحرم الله من خمر وخنزير

لقد فسد الأمراء

وفسد العلماء

تلاااااااااااااااااااااااااااااح


2 - مستقبل
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 20 - 17:32 )
نعم أضم صوتي المتواضع إلى صوت المفكر مصطفى راشد وأتمنى لو الشعب المصري وضع ثقته في هذا العالم الأزهري وأعتقد أن الأزهر الشريف ما دام بينه وبين أهل علمه هذا الرجل المتفتح
فإن الأزهر لن تكون إلا خيرا وسلاما على مصر العظيمة . هذا البلد الذي خرج بملايينه الثلاثين وما فوق قد أعطى للعالم فكرة واضحة على أن الشعب المصري يستحق كرامته وحريته . وبما أن مصر هي زعامة العرب بلا منازع فإن انفراج كبوته ستكون نبراسا وضوءا ونورا يسير على هديه كل البلدان العربية التي تاقت شعوبها إلى الإنعتاق من العبودية ومن الأشرار الذين تربصوا بها ويتربصون.
أما تجار الدين وعلى رأسهم الجماعة المطاح بها ومن يدورون في فلكها فلن يتأتى لهم قطعا إرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء فالوعي قد شاع بين الناس و... مشاهدة المزيد


3 - مستقبل
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 20 - 17:34 )
أما تجار الدين وعلى رأسهم الجماعة المطاح بها ومن يدورون في فلكها فلن يتأتى لهم قطعا إرجاع عجلة التاريخ إلى الوراء فالوعي قد شاع بين الناس وبدأ يلج القلوب ليعرف الناس جميعا بأن الدين لم يعد أفيونا ينومهم ويجعل منهم أمواتا أحياء بل الدين هو معتقد ولهم الحرية في أن يختاروا ما يريدونه من عقيدة تناسبهم وهذا حق لهم وبأن الدين لم يعد بالإكراه أو بالإرهاب وبأن نحن في زمن لا يقبل التجارة بالدين وفصل الدين عن الدولة هذا هو زمنه فالحياة الدنيا شيء والحياة الروحية شيء آخر وبأن القوانين الوضعية هي الصالحة والمناسبة لتدبير شؤون الناس لأنها نابعة من إحتياجاتهم المادية ولا سبيل اليوم لخلطها مع المعتقدات الروحية فليعبد الإنسان ما شاء لكنه عليه أن يساهم في عدالة اجتماعية تفي باحتياجات الناس أولا الإحتياجات المعيشية وليكن القانون العادل فوق الجميع . والحكام يجب أن يكونوا في خدمة الناس وليس في خدمة مصالحهم الشبقية .


4 - مستقبل
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 20 - 17:45 )
كلمة للمسمى عبد الله أغونان

يبدو من خلال مداخلاتك ومن أسلوبك في التفكير أنك مدسوس هنا في هذا المنبر لكي تعكر الجو
فياليتك كنت تناقش الأفكار لاحترمناها وناقشناك كي تقنعنا أو نقنعك أو لا هذا أو ذاك
لكنك مثل الجهلاء والأميين تتدخل لكي تفرض رأيك بما يشبه العنف أو القطع وتتهم رجلا كبيرا بأفكاره كما بآماله ومساهماته بمحاضراته من أجل إيجاد العلاج الذي ما أحوجنا إليه لكنك تسير على هدي أسيادك القتلة من الميلشيات التي لا تؤمن إلا بالقتل والعنف
تتهم الرجل العظيم المسالم والمتسامح بالزور والكفر ومخالفة الشرع وهذه هي سمة الإرهاب
فاذهب إلى منابر السلفيين فهناك ستجد ضالتك
فهذا المنبر ليس لأمثالك ولهذا أشفق عليك لأنك هنا كاليتيم القبيح
الذي لا يجاوب عليه أحد
أو ليست لك كرامة ؟
الحوار أن لا تتكلم بالمطلق والقطع كأنك ديكتاتور وطاغية لا يريد إلا فرض غسيله على الناس
الحوار سلام

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam