الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة: مسائل ضدّ الدين والتدين [2]

إبراهيم جركس

2014 / 6 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


# الفصل الثاني: {لقد نشأت الأديان وتطوّرت في الأزمنة القديمة}
~~~~~~~~~~
أغلب الديانات التي تمتلك أتباعاً، قد تطوّرت عن أشخاص جهلاء أو شعوب أمية جاهلة منذ أكثر من مئات أو آلاف السنوات. وجميع الديانات تقريباً قائمة على أفكار ومفاهيم هؤلاء البدائيين.
تعود جذور الديانة اليهودية إلى حوالي أكثر من 6000 سنة. الديانة المسيحية قائمة على مفاهيم تعود لأكثر من 1900 سنة. الديانة المحمدية ظهرت منذ حوالي 1100 عام وتقوم في أغلب مفاهيمها على أفكار ومعتقدات مستمدة من ديانة سامية أو يهودية، والتي كانت هي الأخرى مزيجاً من شذرات فلسفية وأسطورية من حضارات أقدم كالآشورية، الكلدانية، المصرية، والهندوسية.
كتبنا وأفكارنا الدينية تعود في تاريخها إلى تلك الأزمنة الغابرة، ويتوقع منا رجال الدين أن نتّبع تعاليم ووصايا إله قديم يعود في تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، بل حتى 10000 عام.
هؤلاء الكتّاب القدماء لم يكونوا يملكون أي معرفة بالعلوم الحديثة. لم يكونوا يمتلكون تلسكوبات ليتعلّموا مبادئ علم الفلك، لم يكونوا قد أدركوا بعد حقيقة أنّ هناك الملايين من النجوم. لم تكن لديهم أي أدوات علمية. تعليمهم كان بدائياً. ولم يكن يعرف القراءة والكتابة سوى بضع أشخاص بارزين ومهمّين منهم. كان الكهنة والقساوسة هم الكتّاب الوحيدون تقريباً. أمّا العوام فلم يكونوا يعرفون سوى القليل ما عدا ما قاله لهم حكّامهم وكهنتهم.
كانت الآفاق العقلية محدودة بسبب انعدام الاتصال مع الشعوب الأخرى. وهؤلاء الذين كتبوا الكتاب المقدس لم يكونوا يعرفون أنّ الأرض كروية أو أنّ هناك قارة موجودة بكاملها هي أمريكا. لم يكونوا يعرفون شيئاً عن قطب الأرض الشمالي أو القطب الجنوبي. والطوفان الذي كان يضرب منطقتهم المحدودة كانوا يظنّون أنّه ضرب الأرض كلها. جميع من يعرفونهم ابتلعهم الطوفان، لأنّ الوحيدون الذين كانوا يعرفونهم كانوا على مقربة منهم. لم تكن هناك طائرات أو قطارات أو سيارات أو سفن. كانت الطرق عبارة عن سبل ضيّقة، وكان السفر إمّا على ظهور الأحصنة أو الجمال أو البغال أو الثيران أو سيراً على الأقدام. وكان السفر لمسافة تقارب العشرين ميلاً يعتبر رحلة شاقة وطويلة.
ولهذه الأسباب بالضبط كان الأشخاص الذين ذهبوا في رحلات بعيدة عن منازلهم أو قراهم قليلون جداً. لم يكن النظام البريدي قد اكتشف بعد. أمّا النظام الذي لدينا اليوم لم يكشف إلا عام 1840، أي منذ حوالي مئة عام. كان الحكّام والولاة يرسلون رسلاً إلى نقاط محددة ليستلم رسول آخر عنه الرسالة، لكن سيارة واحدة اليوم بإمكانها أن تغطي وخلال نصف ساعة منطقة أكبر من تلك التي كانوا يغطونها خلال يوم كامل.
لم تكن هناك مجلات، صحف يومية، أو مكتبات عامة. لم يكن هناك راديو. بل كانت قرية الإنسان، أو مجموعة رفاقه من الخيالة أو الصيادين، كانت تلك فرصته الوحيدة لنيل المعرفة وتحصيلها مهما كان نوعها.
كانت عقلية الإنسان آنذاك تتطور بشكل بطيء وشحيح. وكانت الفرص ضيّقة وضئيلة أمام أي تطور عقلي غني ومثمر. العقول البدائية لم يكن لديها أي مخزن للمعرفة تستمدّها منه وتتغذّى عليه. بل مارسوا تأملهم لحقائق الحياة وخمّنوا حولها. الطبقات الأذكى كانت لديهم متسع من الوقت والكثير من الراحة ليتأمّلوا كيف بدأ العالم، وما هي القوى المسيطرة والفاعلة فيه، وما الذي يجب أن يفعله الناس. كانت الحصيلة اللغوية والمفرداتية لدى الإنسان العادي محدودة وفقيرة. والأعراق البدائية اليوم في الأقاليم والمناطق التي ولدت فيها دياناتنا هم من أكثر الشعوب بدائية وتخلّفاً على وجه الأرض [صحيح فعلاً]
ومن داخل دهاليز عقول تلك الشعوب البدائية المتخلّفة والجهالة ولدت مفاهيمنا وأفكارنا عن الآلهة، الشياطين، العفاريت، الجان، الملائكة، وجميع الكائنات الخفية المتلاعبة والخبيثة التي طاردت الإنسان وتلاعبت بمصيره وقدره. إذن هل نحن على هذه الدرجة من التخلّف والرجعية العقلية لنكون بحاجة للاعتماد على خيالات وأفكار وخرافات عقول جاهلة، متخلفة، بدائية، خرجت للتو من مرحلة البربرية، لتحدّد لنا الغرض من حياتنا الهدف منها وطرق تفكيرنا في هذا الزمان الذي ينيره التقدم العلمي والفرص المتاحة والمفتوحة على مصراعيها للبحث والدراسة وتحصيل المعرفة؟
الأشخاص الأذكياء والعقلاء لا يقبلون بهذه التعاليم البدائية ولا يؤمنون بها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا
مصطفى محمود ( 2014 / 6 / 20 - 16:16 )
ما تقوله صحيح جدا لكن الغريب لماذا الانسان متمسك بالاديان لماذا يحتاجها منذ القدم خلق الهة ووضع تشريعات ونسبها للخالق
هنالك تقطة ضعف عند طبيعة البشر وهي مستغلة من الاديان
دائما يتمسك بالغيبيات للخلاص من الخطر
وشكرا


2 - ماذا بعد الموت
حيدرمحمود ( 2014 / 6 / 20 - 19:36 )
اتمنى لو يعود احد الاموات الى الحياة ، ويروي لنا ماذا هنالك ؟ في ذلك العالم اللغز ، ماذا هنالك ؟!! لو فقط عاد ميت واخبرنا ، اعتقد ستهدا نفوس الملحدين والمؤمنين سواءا .
والى حين تحقق ذلك الفرض - وهو ليس محالا- سيبقى المؤمن خائفا راجيا ، وسيبقى الملحد ينفخ في قربته ال .....!


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 21 - 02:44 )
أولاً : البشرية كلها عبر الزمان وعبر المكان لم توجد بها قرية ولا نجع بغير إيمان بالله ولا يُعرف تاريخ الانسان الا في إطار الدين والإيمان بوجود الله ولم توضع فلسفات العالم ومحارات عقول العالم إلا من أجل التأسيس للدين .
والمنطق منذ أرسطو إلى يومنا هذا ؛ يدور في إطار وجود الله كقضية بديهية , يقول المؤرخ الإغريقي (بلوتارك) : (لقد وجدت في التاريخ مدن بلا حصون، ومدن بلا قصور، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدا مدن بلا معابد لا يوجد دليل واحد على أن التدين تأخر على نشأة الإنسان بل هم قرينان منذ القدم) .... الدين ص76 .
هل تعلمِ أن إنسان (النياندرتال) كان مُتديناً , و كذلك الإنسان المُعاصر؟... الإنسان تطور و الدين باقي , لما؟... لأن الإنسان (بحضارته) قرين للدين .
ثانياً : تابع :
و إن من امة الا خلا فيها نذير ..حقيقه ام خيال؟؟؟(مصدر الاديان) :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?49836-و-إن-من-امة-الا-خلا-فيها-نذير-حقيقه-ام-خيال

اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah