الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية الإلحاد محض عبودية

مهدي بندق

2014 / 6 / 24
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



حرية الإلحاد محض عبودية
مهدي بندق

جاءتني مجموعة قصصية تبدأ بتسجيل فقرة لأديبنا العظيم نجيب محفوظ ، قوامها سؤال الكون عن سره ، والحياةِ عن مصدرها ، والعواطفِ البشرية عن كنهها. والحقيقة أن أدب نجيب محفوظ إنما يتمحور جميعه حول هذا التساؤل، سواء في مراحله الأولي( مثل السراب والثلاثية وثرثرة فوق النيل) حيث تشير الصيغة الواقعية إلى عنف الوجع المتربع على عرش الحياة الاجتماعية ، أو في مرحلته الرمزية ( الطريق والحرافيش وأولاد حارتنا ورأيت فيما يرى النائم ) حين تتسع عدسة الرؤية محاولة سبر غور " الما وراء " وفي جميع الأحوال فالعمل الروائي عند نجيب مستوف تماماً لشروط اللغة والقواعد الفنية كالحبكة وخصائص الشخصيات ، والمقدمات المنطقية التي يعبر عن غاياتها العمل الأدبي في مجمله.
لن أذكر اسم صاحب هذه المجموعة ( كي لا أعرّضه لرد فعل متطرف ديني لا يؤمن بمبدأ الحوار الفكري ) أما أنا فأقول إن استدعاء هذا المؤلف لفقرة نجيب محفوظ لا غرو قد أُريد به أن يمهدنا لقراءة مجموعته بوصفها امتداداً لأعمال روائي العربية الأشهر. بيد أننا حين نفرغ من قراءة المجموعة نكتشف بعد الشقة بينه وبين نجيب محفوظ ، فلا نذكر مما قرأناه عند صاحب المجموعة سوى الخلط الذهني ، واللغة المضطربة المليئة بالأخطاء النحوية والصرفية والإملائية ، فضلا عن أخطاء الإحالة مثل قوله عن نظرية الأكوان المتعددة أنها من وضع آينشتين والصواب أنها تعود إلى الفيزيائي هيو ايفريت عام 1954 حيث ضمّنها أطروحته للدكتوراه بجامعة برنستون.
ومع ذلك فإنا لا أنكر جدية المؤلف وانطواءه على الهموم الوجودية الكبرى مثل قضية العدم قائلاً ( لا شئ يحتفظ بي في ذاكرته ، هذه النجوم ليست نجومي ، فهل كان لابد أن آتي ؟ ) ومثل قضية الدين حيث يصرح ( أنا ملحد من زمااااااان) القضية التي يتبناها طوال الوقت، مستنداً – ربما - على موقف ديفيد هيوم مَنْ نسف للدليل الأنطولوجي الذي سبق وقدمه الوسطى القديس " أنسلم " Saint Ansleme ( دليل النظام الأكمل ) من حيث اعتمد عليه فيلسوف القرن الحادي عشر للبرهنة على وجود الله ، فظل دليلاً مقبولاً تتباهى به فلسفةُ القرون إلى أن قام هيوم في القرن الثامن عشر برصد مظاهر العشوائية والنقص والشر في الكون ، ليثبت أن كوناً كهذا لا يمكن أن يكون صنيعة إله كامل خيّرٍ كلىّ القدرة . بل وزاد هيوم على ذلك بإنكار " السببية " كمبدأ حاكم لأبستمولوجيا عصر نيوتن ذاته .
هنا لا بد من وقفة نتأمل فيها كيف ومتى يكون القول بإبطال السببية صحيحاً ومتى لا يكون .
في نظام نيوتن حين يقع حدث يتلوه آخر يسمى الأول سبباً والثاني نتيجة ، وقد حاول هيوم – كما ذكرنا آنفاً - نفي مبدأ السببية ذاته اعتماداً على نسق العلم التجريبي من حيث عدم استطاعة الباحث رصد المبدأ ذاته عن طريق الملاحظة والتجربة . أما حين تربعت النسبية على عرش ابستومولوجيا القرن العشرين ، فقد ثبت بالدليل الرياضي – وبعده بالدليل الفيزيائي أن السببية Causality تُنفَى ليس لأنها حسبُ تغيب عن إدراك الذات ، بل لأنها على مستوى أنطولوجيا الكون غير مؤكدة . مثلا لو أن راصداً على كوكب الأرض لاحظ وقوع الحدث ( أ ) تلاه وقوع الحدث ( ب ) لاستنتج أن ( أ ) هو سبب و ( ب ) نتيجة له .
والآن لنتصور- تبعاً لنظرية الأكوان المتعددة - كوكباً توأماً لكوكب الأرض يتحرك في نظام زمانكيّ مختلف بحيث يتجه في زمانه الخاص عكس اتجاه أخيه ، لا غرو أن الراصد الموجود فوقه سيرى ( ب ) تقع أولا يتلوها ( أ ) فهل من عجب لو تصور أن( ب ) سببٌ لـ ( أ ) ؟ أين إذن الحقيقة ؟
الإجابة : لا توجد حقيقة مطلقة ، توجد – حسبُ – حقائق ذاتية متاحة . وكل حقيقة متاحة تُنسب لملاحظها دون سواه ، ومن ثم فالأحداث في حد ذاتها لا تعرف – أنطولوجياً – ما يسمى بمطلق السببية .
فما معنى هذا ؟
معناه أن الكون لم يُصَمْم تبعاً لنموذج ميكانيكي خاضع لحتميةDeterminacy لا فكاك منها ، إنما هو كون أعظم من ذلك بكثير ، السببية فيه تُدرك لا بشكل مطلق ، ولكن داخل نظام معين لا تتعداه ، وقد اعترف بذلك حتى أصحابُ اتجاه الحتمية الجديدة أمثال الفيلسوف الأرجنتيني ماريو بونج Mario Augusto Bunge فهي ليست خرافة ولا هي ترياق لكل داء Neither Myth nor Panacea إنما هي تُدرك فقط – بواسطتنا فقط - في عالمنا الكبير " الماكرو . بيد أنها غير معروفة في أنظمة ما دون الذرة حيث يغيب اليقين وتسود قوانين الاحتمالات بحسب مبدأ اللا تعيّن Principle of Indeterminacy الذي أرساه هايزنبرج .
لكن مؤلفنا لا يعي شيئاً من رحلة الفكر والفيزياء عبر هذا التاريخ المتأجج بالمتغيرات المعرفية ، ولذلك تراه يجمد في مجموعته القصصية عند مرحلة " هيوم " التأملية المُكرِّسَة للعشوائية ، لذا فمؤلفنا يعرض علينا صوراً للموت دون سبب في كل بيت ، وللسرطان دون علة في كل جسد ، ولتدهور القوى الذهنية عند الناس في كل تظاهرة ومسيرة ( مثلا تصديق الجماهير لعبد الناصر يوم ألقى خطاب التنحي الشهير) وللخيانة في كل علاقة عاطفية ، وللفقر في كل حال. وكلها أمثالٌ تشي بعدم وجود إله راعٍ لمخلوقاته .
لو كنا بصدد مناقشةٍ مع ديفيد هيوم لحاججناه بأن نقده انطلق من نفس تصور القديس " أنسلم " للخالق بأنه "شخص" مثل البشر وإن كان كبيراً بما لا يقاس ، لكنه في كل الأحوال شخص يصيب ويخطئ ، وهو تصور حسمت الداروينيةُ أمره – فيما بعد – بقولها إن الحياة لم تُخلق بصورة سابقة التجهيز كاملة الأوصاف بيد خالق مفارق ، صنع كل نوع على حدة بالهيئة التي هو عليها الآن ، ولم يكن قولها مجرد رأي ، بل قدمت الأدلة على أن الحياة تطورت تدريجياُ عبر عمليات لا تتوقف من التجربة والخطأ، ومن التغير والاختيار.
وإذا كانت الداروينية قد برهنت على صحة نظرية التطور في جانبها التقني بما يشجع على القول باستغناء الكون عن خالق مدبر، إلا أن هذا الزعم لم يكن أكثر من استخدام للاستقراء Induction ( الذي برهن فيلسوف العلم " كارل بوبر " على تهافته ) للوصول بذلك الاستقراء إلى غاية مضمرة هي انتفاء الخالق ما دامت الطبيعة تعمل وحدها بآلياتها الخاصة . لكن ذلك الاستنتاج – على المستوى الإبستيميّ – خطأ لا غش فيه .
وآية ذلك أنه ليس فيما أتت به الداروينية ما يمنع وجودَ خالق يباشر عمله بأسلوب متعالٍ على أسلوب الخلق المباشر Creation -dir-ect الذي نراه عند صانع التماثيل . فما الذي يمنع أن يكون هذا الأسلوب المتعالي هو طريقة الخلق المستمر بواسطة قوانين طبيعية تصيب غالباً وتخطئ أحياناً - بحكم كونها مخلوقة – ومن ثم تتاح الفرصة لأرقى المخلوقات ( الإنسان ) أن يكافح لتصحيح ما هو خاطئ ، مكافحاً بالضد على الأوبئة والأمراض والكوارث الكونية وسائر الشرور ، وإلا فما هو دوره ؟!
ذلك ما كنا أحرياء بقوله لهيوم ، بيد أننا هنا نناقش أديباً خلفيته الثقافية أفلام الخيال العلمي مثل Matrix و Knowing ( وحتى هذه يغيب عنه مغزاها ) أديباً مرجعيته في الشعر قصيدةُ النثر التي يظن أنها وحدها راية الإلحاد ، دون وعي بتراث أبي العلاء المتقلب بين الإلحاد والتقوى في الشعر العربي ، ودون اطلاع على تمرحلات عمر الخيّام بين الشك واليقين ، وجميعها كانت تجارب عقلية ووجدانية مرجعيتها نظام معرفيّ سمح لها بذلك .
من هنا نقول إن مؤلف المجموعة ليس حراً في أن يقتنع بعبثية الكون وعشوائيته اعتماداً منه على نموذج Paradigm فيزياء ما قبل الكوانتم المادية الصرف .
فالفيزياء المعاصرة التي باتت تعمل في سياق قوانين الاحتمالات برهنت بالمعادلات الرياضية على وجود طبقة عميقة تحت متصل الزمان/ المكانSpatiotemporal فيها تكمن منابع الأحداث ، طبقةٍ تنقلنا من المادية إلى الذهنية الخالصة التي لا ترفض أن تتعطل السببية في ظروف معينة ( لا بتشنجات هيوم الدوجمائية بل على خلفية مبدأ هايزنبرج في اللا تعيّن بمعادلاته ذات النهج الإحصائي الاحتمالي ) ففي عالم ما دون الذرة تتراجع الحتمية المطلقة Absolute Determination ويُفسح المجال لقدر من الحرية للإلكترون ، ما يشي بإمكانية تواجدها في فعاليات العقل البشريّ ( ولا أقول المخ البشري ) العقل المنتمي للبرمجيات وليس للخردة البيولوجية .
فالحرية – التي تختار بالبديهة الإيمان بوجود خالق عظيم - هي الرد الأوفى على عقم النموذج الميكانيكي الحتمي للكون الذي " تقيمه " على مبدأ العشوائية وعدم التدبير الواعي . فالعقل لو سلّم بالعشوائية فإنه لا ريب سيُقاد إلى نفي وجود الإله ، ونفي وجود الإله يُلقي بالكون جميعاً في العشوائية وهكذا دواليك . تسلسل ودَوَر منطقي نظل سجناءه إلى الأبد .
وبالمقابل فالنهج الجدْليّ Dialectic Method ينجح في حل المعضلة بفضل قدرته على دمج الدعوى thesis ( الخالق) بنقيضها ِAntithesis (المخلوق) في مركّب Synthesis لا يمكن فصله مرة أخرى ، مركّب يضم الاثنين معاُ في وحدة وجودية شاملة ، هي ثمرة الحرية الكونية التي تزدهر في الطبقة العميقة للوجود حيث منابع الأحداث ، كما تزدهر في العقل الإنسانيّ سواء بسواء .
لهذا قلت إن هذا المؤلف ليس حراً ( بالمعنيين الأنطولوجي والإبستيميّ ) فيما قدمه من قصص لأنه في واقع الأمر خاضع لأوهام سجن المادية الواحدية الفلسفيّ ، التي تنكر هي ذاتُها حريتَها ابتداءً ، وبالتالي فهي تشجع التجارب الأدبية النيئة ، المضطربة فكرياً وفنياً ، والفقيرة في مصادرها المعرفية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 24 - 21:35 )
أولاً : تابع :
- من فضلك اقنعني بوجود اله ؟؟؟ :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?54351-من-فضلك-اقنعني-بوجود-اله-؟؟؟&p=2900267#post2900267
- الحجة الكونية على وجود الخالق Fine-tuning & Cosmological constant :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?52146-الحجة-الكونية-على-وجود-الخالق-Fine-tuning-amp-Cosmological-constant
- إنكار وجود الله يقود الى إنكار وجود العقل :
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?30627-إنكار-وجود-الله-يقود-الى-إنكار-وجود-العقل
ثانياً : الملحد يعجز عن الإجابه على التساؤلات الجوهريه , مثال :
- تسعة عشر سؤال أطرحها أمام كل ملحد .. فهل مِن مُجيب ..؟؟ :
http://laelhad.com/index.php?p=2-1-222


2 - الايمان مجرد حالة 1
محمد البدري ( 2014 / 6 / 24 - 23:51 )
إذا اعتبرنا ان الايمان والالحاد ليس سوي حالة عقلية متصارعة داخل الجمجمة البشرية وتحتل مساحة تقدر بعدد من البكسلز علي شاشة الرؤية العقلية او عددا من البايتس علي الهارد ديسك المسمي بالمخ، فان القضية برمتها ليست سوي صراع الانسان مع نفسه، فيما بين تراكمه المعرفي من الماضي وبين الخيارات المتاحة امامه في مستقبل يعده بالكثير شرط التخلي عما يكبل نظام التشغيل لديه. وعذرا للتشبية الكومبيوتري للقضية المثارة في هذا المقال. فنجيب محفوظ ابن عصره، كان الرجل متمكنا من الفلسفة لانه حامل لشهادة منها وليس مجرد هاو لها. يعرف جيدا ان الانتقال من حالة الي حالة هو امر نوعي وليس مجرد اضافة كمية. فتجربة الايمان راكمت باكثر مما ينبغي عند الشرقيين عموما بينما مثيلها في اوروبا حقق ما يمكن اعتباره نقلة تاريخية ليس فقط في مجال المعرفة من الدين الي العلم السببي انتهاءا باللايقين، مما يعيد فتح باب الايمان لقوي غيبية مرة أخري لكن علي قواعد تختلف تماما عن تلك القديمة العاجزة العرجاء، انما في تشكيلاتهم الاجتماعية وعلاقاتهم الطبقية التي تعتبر افضل ما وصلت اليه الانظمة وانماط الانتاج تاريخيا. ... يتبع


3 - الايمان مجرد حالة 2
محمد البدري ( 2014 / 6 / 24 - 23:52 )
فتجربة البحث عن الله الفاشلة في جميع اعمال محفوظ ليست هي ذاتها الذهنية الخالصة التي لا ترفض أن تتعطل السببية انما تبحث عن علاقات جديدة بين مكونات المجتمع دون الحاجة الي موجود خارجي يحمي ويؤمن. هكذا كانت مساعي البحث عن الاب في رواية الطريق وقلب الليل وطوال ملحمة الحرافيش واولاد حارتنا والتي لم يري فيها العقل الشرقي سوي الاب المفارق يلقي باتهاماته عليهم لو لم ترض عنهم الطبقات الحاكمة التي هي ظالمة طوال عهود ايمانهم. ويسبغ عليهم نعيمه - مؤجلا قطعا وبربا عشر اضعاف ( رغم حرمانية الربا ) شرط ان يموت صاحبه اول. ففي الغرب الاوروبي توازت وتزاملت وتزامنت حركة العقل نافضا عنه ركام الماضي مع الحراك الاجتماعي الذي انتهي بهم الي ما سبق ان وصفته بافضل ما وصلت اليه الانسانية، رغم اتساع المستقبل لانماط اكثر رحابة وحرية وثراءا. فحرية الالحاد عندهم دعمها لم تكن محض عبودية جديدة بقدر ما كانت خطوة علي طريق التحرر. فالرخاء المتحقق بغياب ذلك الاب القديم والاعتماد علي الذات لم تكن فقط من افكار الطبقات الراسمالية الصاعدة انما في صلب الفكر العلمي المعرفي وتبدي في معارك العلماء كنخبة شأنهم ... يتبع


4 - الايمان مجرد حالة 3
محمد البدري ( 2014 / 6 / 24 - 23:52 )
شأن الطبقات الراسمالية كنخبة قادت المجتمعات في طريق عبودية ممهد باكثر مما كانت الطرق السابقة. في مؤتمر سولفوي عام 1927 ببلجيكا اجتمع علماء الفييزياء لكلمة فصل في مشكلات الموجة وعدم التحديد مع قانون السببية الحتمي بجذره اللاهوتي. كان العصف العقلي علي اشده. مر اينشتين وقت الاستراحة بين الاجتماعات علي ثلاثة من علماء الكوانتم، جانج باولي و هايزنبرج و بول ديراك. نظروا اليه باشمئزاز وهمسوا فيما بينهم الي متي سيظل هذا الرجل يلقي علينا عظاته الدينية ويعرفنا بان صاحبه لا يلعب النرد. حتي هذا الوقت لم تكن مدرسة فرانكفورت في العلوم الاجتماعية قد نضجت بعد وكان اسمها -معهد فرانكفورت للابحاث الاجتماعية- والذي تغير اسمها الي مدرسة فرانكفورت بعد عودة مفكريها من الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وقت ان كانت معهدا قدمت اجابات مفتوحة واتسعت الرؤية متجاوزة الانغلاق علي منافستو ماركس الشهير رغم توفر كل العناصر الكافية لان تأخذ البرليتاريا ارادتها بيدها في ثورة تنبات بها السببية والجدل في آن واحد. ورغم ذلك لم يحدث ما كان مأمولا فاممية البرليتاريا عولميا لم تكن بالقدر الكافي. ... يتبع


5 - الايمان ليس سوي حالة 4
محمد البدري ( 2014 / 6 / 24 - 23:52 )
لكن ما يهمنا في هذا الطرح البعيد ان علماء فرانكفورت الاجتماعيين توافقوا بل تطابقوا مع علماء الفيزياء في فيينا وكوبنهاجن وغيرها عندما ردوا علي الورقة الشهيرة التي قدمها اينشتين وبودلوسكي وناثان روزن واختير لها اسم EPR اختصارا للاحرف الاولي من اسمائهم دفاعا عن السببية. كانت اجاباتهم ثورة في عالم المعرفة والحراك الاجتماعي في آن واحد: فقالا - ان ملاحظة الحدث لا تجعل الاحداث تضطرب وفقط بل تتدخل في مسارتها لتحقق نتائج لم تكن اصلا معروفة ولم يكن لها ان تعرف-. والتي قادت الي فكرة قطة شرودنجر فيما بعد. باختصار فان الملاحظة علي مستوي الجزيئات الذرية يقابلها التفاعل الايجابي علي مستوي الحركة الاجتماعية والسياسية مع ما هو جار لتحقيق نتائج مرجوه. هكذا تطابقت الثورة في تغيير النتائج فيزيائيا واجتماعيا وسياسيا. حدث هذا في علي ارض اوروبا وبالتالي فلم يعد احد يسال هناك عن الايمان والالحاد كما هو الحال عندنا فهي حالة لم تصفي تركتها ويبدوا انها لن تصفيها لفترة طويلة اخري طالما ان التداخل والثورة غير قادرة علي تغيير مسار حركة جزيئات التفاعل. . تحياتي وتقديري واحترامي


6 - خلف
يعقوب قطاطو ( 2014 / 6 / 25 - 02:33 )
وانا اطلب منك ان تثبت وجود الله


7 - مقال جيد
هادر نور الدين ( 2014 / 6 / 25 - 17:18 )
مقال جيد فى الصميم

اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا