الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التسريبُ الإلكتروني .. هل يُمنَعُ؟

حسام محمود فهمي

2014 / 6 / 24
المجتمع المدني


كل يوم والتالي أخبارٌ عن تسريبِ امتحاناتِ الثانوية العامة، في كل المواد، حقيقةٌ أم مبالغةٌ ودَوشةٌ إعلاميةٌ؟ الاتصالُ من خلال فيسبوك وتويتر أصبحَ علامةً لزمن المعلوماتِ بلا حدودٍ ولا موانعٍ، لقد أسقطت مواقعُ التواصلِ الاجتماعي أنظمةً وتخطت مخابراتِها فهل يستعصي عليها التسريب الإلكتروني مثلما شاهدَ العالمُ في ما نشرَت ويكيليكس؟ الحقُ في المعلوماتِ من حقوقِ إنسانِ اليومِ، وكلما تطورَت شبكةُ الإنترنت وتطبيقاتُها كلما تعاظَمَت سطوتُها وقدرتُها على التغَلغُلِ والانتشارِ، وهناك فروعٌ في علومِ الحاسباتِ الحديثةِ وشبكاتِها عن التغلغلِ بالحاسبِ Pervasive computing.

لا بدَ أن نتقبلَ تغلغلَ الحاسباتِ وشبكاتِها في حياتِنا اليوميةِ، والهواتفِ الذكيةِ والحواسبِ اللوحيةِ صغيرةِ الحجمِ أصبَحَت في كلِ يدٍ وجيبٍ وحقيبةٍ. بواسطةِ هذه الأجهزةِ فائقةِ السرعةِ يُمْكِنُ إلتقاطُ الصورَ وإرسالُها من خلال البريد الإلكتروني أو مواقعِ التواصلِ الإجتماعي إلى أي مكانٍ أو شخصٍ، وهناك من الفضائياتِ العالميةِ من تهتمُ بإذاعتِها وعلى سبيل المثال تقارير iReport في CNN، وأيضًا ما يُنشرُ على YouTube ويحققُ نسبَ مشاهدةٍ بالملايين مثل أغنية Gangnam Style التي تجاوزت 23 مليون مشاهدة، والصحافةُ إلكترونيةُ ما هي إلا تأكيدٌ على نمطٍ لحياةٍ لن تتجمد أُو ترسى على برٍ بعينِه.

ما العملُ إذن مع تسريبِ الامتحانات؟ هل يُلقى الطلابُ والمراقبون في السجون؟ هل تُمنعُ مواقعُ التواصلِ الاجتماعي أثناءَ الامتحانات؟ أم تُقطعُ خدماتُ الإنترنت أثناءَها؟ يستحيلُ أن تُقبَلَ أيٌ من هذه الخزعبلاتِ التي تَصِمُ من يفكرُ فيها بما لا يَسُرُ في زمنٍ لا يعترفُ بالقمعِ الإلكتروني تمامًا كما لا يقبلُ أي قمعٍ. والعمل؟ للأسفِ العيبُ فينا، نُسَطِحُ الأمورَ، ونُعلِقُ على شماعاتِ الآخرين عيوبَنا، لم نحاربْ الغشَ غير الإلكتروني وتقبلناه كأمرٍ واقعٍ في كلِ المدارسِ وخاصةً مع البعدِ عن القاهرةِ والإسكندرية، تسامح المجتمعُ مع الغشِ بالقوةِ و تمادى في الضغطِ لرفعِ نتائجِ الامتحاناتِ التي ما عادَت ما تُفرِزُ إلا متشبعين بثقافةِ الغشِ والاستسهالِ والنمطيةِ. وزارةُ اسمها إيه التربيةِ واسمه إيه التعليم أضعفُ من وضعِ امتحاناتٍ حقيقيةٍ لأنها لا تُعَلِمُ ولا تُدَرِسُ حقيقةً، تمَطَعَت بعد طولِ تفكيرٍ وصرَحَت أنها خاطبَت فيسبوك وتويتر لمنع مواقعِ تسريبِ الامتحاناتِ!! هَجص غير ممكن طبعًا، هذه المواقعُ لا تتدخلُ في مشاكلٍ داخليةٍ جدًا، وخصوصًا لما تكون الحكاوي خائبةً بالقوي!!

الحلُ، أن نُصلِِحَ أنفسَنا كمجتمعٍ اِعترَفَ مع كلِ الأسفِ بالغشِ وخداعِ الذاتِ وجعلَهما من مكوناتِه الراسخةٍ. التسريبُ الإلكتروني ليس من حنفية عايزة جلدة، الحكاية أصعب شويتين، إنما بالفهلوة كل شئ ممكن،،


مدونتي: http://www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق


.. -غوغل مابس- قد يكون خطرا عليك.. الأمم المتحدة تحذر: عطل إعدا




.. العربية ويكند | الأمم المتحدة تنشر نصائح للحماية من المتحرشي