الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كصة بكصة

مفيد بدر عبدالله

2014 / 6 / 25
المجتمع المدني


قد لا يعرف البعض سيما صغار السن ما تعنيه عبارة "كصة بكصة" التي كانت شائعة كأحدى طرق الزيجات في القرى والارياف، لكنها اضمحلت كثيرا في السنوات الاخيرة ولم يعد يعمل بها الا عدد قليلة جدا، هو زواج كأي زواج ولكن الاقتران ثنائي بمعنى ان يتزوج احدهم بفتاة مقابل ان يزوج اخته لاخ زوجته على سبيل المثال، لم تكن تلك الزيجات فاشلة رغم ان القرار بالدرجة الرئيسية يعود لولي الامر ، كانت المراة ترضى بقسمتها وتخلص لزوجها حتى ان بعضهن يترجمن رغباته وميوله لسلوك يومي وتجد في طاعته فرحة كبيرة، بعضهن يتفاخرن امام النساء الاخريات بقوة زوجها وصلابته وخوفها منه، مثلما يتفاخرن بعض النساء هذه الايام بتمردهن على ازواجهن وانقيادهم لهن حتى في الباطل أحيانا للأسف الشديد، فتنازل كثير من الرجال عن مكانتهم بحجة التطور والحداثة، لكن عوائل ظلت قابضة على تقاليدها وتسري على افرادها اعراف توارثوها عن اباءهم واجدادهم.
ان عبارة "كصة بكصة " لا يقتصر معناها اليوم على الزواج بل صارت تطلق منذ فترة غير قليلة عند اهالي القرى والنواحي على جانبي طريق الفاو - بصرة او ما يطلق عليه "طريق الموت" على حوادث السيارات، يحصل الاصطدام بين سيارتين من جهة المقدمة، فالطريق ذو ممر واحد رغم ان طوله يقارب 100 كيلو مترا ،والسائقون يسيرون بسرع عالية جدا كونه طريق خارجي، ينجم عن تلك السرع حوادث مروعة جدا تزهق العديد من الارواح، لسببين اولها قوة الصدمة، و الاخر عدم وجود مستشفى قريب لإنقاذ المصابين، وهذا ما حدى بالسيد "احمد هلال الربيعي" مدير ناحية السيبة الواقعة في منتصف هذا الطريق للمطالبة ولعدة مرات الجهات المعنية بتوفير مفرزة طبية متخصصة بالإسعافات الاولية اضافة لإسعاف لنقل الجرحى، حتى لو كانت بحجم كرفان لكن مطالباته لم تجد اذان صاغية ولم تحرك ساكنا وبقي الحال على ما هو عليه، من يشاهد بقايا اشلاء السيارات امام مركز شرطة ناحية السيبة او يشاهد صفحة الفيس بوك لأعلام ناحية السيبة و ما ينشر(السيد عباس الاسدي) مسؤول الاعلام بالمديرية من صور لحوادث مروعة تقع بين الحين والاخر ينتابه شعور بان نوعا من الارهاب المرعب يهدد سالكي هذا الطريق، ولا ادري ان كان المسؤولون في وزارة الصحة قد سمعوا ان البلدان المتقدمة تنشر سيارات الاسعاف على جانبي الطرق الخارجية وبمسافات متقاربة كأجراء احترازي للحوادث الطارئة، ولا يحتاج المواطن هناك ان يرفع صوته عاليا مثلنا مطالبا بهذا الحق ولا يجد من يسمعه، يبدو ان وزارة الصحة ممثلة بدائرتها في محافظة البصرة غير معنية بأرواح المواطنين وسلامتهم، ولو خصصت مفرزة بسيطة لبعثت برسالة طمأنة لسالكي الطريق وقللت من مخاوفهم سيما الموظفين والذين يقطنون مركز البصرة ويضطرون لقطع هذا الطريق ذهابا وايابا بشكل يومي وهم مرعوبون، يحبسون انفاسهم عند كل حالة اجتياز خوفا من حوادث " الكصة بكصة" ويقرؤون المعوذات عدة مرات قبل ان تنطلق بهم مركبتهم وهم في حيرة وليس لهم سوى انتظار ان ينجز الطريق الثاني الموازي لطريق الفاو – بصرة- ليقلل بشكل كبير من حوادث "الكصة بكصة" ولا يعودون لتذكر هذه العبارة الا في حالات الزواج المسماة بهذه التسمية، وألى ان يفرحوا بافتتاح ( بالسايد الثاني) يكونوا قد فقدوا عدد غير قليل نتيجة الحوادث المروعة ولعدم معرفة منقذيهم بالسيارات الاهلية من اصحاب النخوة والشهامة بالطريقة السليمة في نقل الجرحى ولا بالاسعافات الاولية، قد تتحرك نخوة وشهامة المعنيين في دائرة صحة البصرة ويلبوا طلب السيد مدير ناحية السيبة بعد وقت غير قليل، حتى لو حصلت هذه المعجزة، لن نشكرهم لانهم سيكونون قد قاموا بواجبهم ( ولا شكر على واجب)، ولن يخفف هذا عنهم اثم وزر تأخرهم عن تلبية النداء امام الناس ورب الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة