الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من حَقِ هَؤلاءِ الإفطَار فى رَمَضَان

مصطفى راشد

2014 / 6 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



====================
وصلنا عبر الإيميل مئات الأسئلة ، من نساء ورجال، يحملون أمراضاً وأسباباً مختلفة ، ويسألون عما إذا كان من حقهم إفطار شهر رمضان --، ومن هذه الأمراض نختار أمراض الأنيميا، والكُلى ، والقلب ، والسل ، والسرطان ، وهشاشة العظام ، والصرعٌ، والمصاب بجلطة، أو شلل من أى نوع ، وايضا يسألون عن الحامل والمرضعة، وايضا عن أصحاب الأعمال الشاقة، مثل أعمال البناء والحدادة وغيرهم ممن يعملون تحت أشعة الشمس الحارقة وايضا عمن هم دون سن البلوغ --- وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده وسعيا للحق ورضوانه وطلباً للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد
فالقرآن الكريم يقول عن صيام رمضان فى سورة البقرة الآية 184 (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ) وايضا من نفس السورة الآية 185 ( وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) ص ق -- ولأن الشارع يريد التيسير على العباد عكس مايسعى إليه بعض الفقهاء من تشديد ، فلم يضع الشارع عقوبة على من يفطر رمضان ، لأن الصيام هدف معنوى قائم على القدرة والإستطاعة والإحساس بالضعيف والفقير والمريض، وفى نفس الوقت عَظَمَ الشرع من شأن الصيام وأجر الصائم ، إلا أن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه لقول الرسول (ع) عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص) (إنَّ اللهَ يُحبُّ أن تُؤتَى رُخَصُه ، كما يُحبُّ أن تُؤتَى عزائمُه ) رواه الطبرانى فى الكبير وايضا البزار ، ولأن الله رخص لغير القادرين من المرضى وغيرهم ممن لا يطيقونه أى لايستطيعونه الإفطار، فقد طالبَ من كان منهم مقتدراً إطعام مسكين عن كل يوم من أيام رمضان ، وإن كان الإنسان فقيراً وغيرُ مقتدرٍ فلا شىء عليه -- ،لأن الصيام أساسه الإستطاعة ، فيسقط الصيام لغياب الإستطاعة والقدرة ، مثل المريض بالأنيميا ومريض الكلى الذى يحتاج لشربِ الماء كل ساعتين على الأقل ، وايضا مريض القلب ومريض السل ومريض السرطان، وهشاشة العظام ،والصرع ، والمصاب بجلطة، والمصاب بشلل من أى نوع ،وكذا الحامل والمرضعة لعدم إستطاعتهما ولحاجة الجنين والرضيع للغذاء ، وكذا الحائض والنفساء ، لأنه لا يستقيم الشرع مع الضرر ،لأن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة ، وحتى لا يلحقهم مشقة من الصيام أو يسبب تضاعف للمرض ، أو تأخر البرء والشفاء منه ، لذا يُرخص لهم في الإفطار،وعند الشفاء وإنتهاء العذر عليهم قضاء هذه الإيام أو إطعام مسكين عن كل يوم --،ايضا من يعملون فى أعمال شاقة ويكون الصيام سبباً فى توقفهم عن نصف مدة العمل المعتاد يومياً بسبب عدم الطاقة والإستطاعة ،لأن العمل عبادة لا تقل عن الصيام ، فله أن يُفطر، ويطعم مسكين عن كل يوم ،إذا كان يستطيع مالياً ، ايضا للمسافر سفرًا يجوز فيه قصر الصلاة بأن يبلغ ثمانين كيلو متراً فأكثر يحق له الإفطار، والمسافر عليه قضاء الصيام فى أيام آخرى ، وايضا من هم دون سن البلوغ فلهم رخصة الإفطار لأن الجسد فى فترة تكوين ولم يُكتمل، فيُكره صيامهم يوماً كاملاً–
وخلاصة القول أن كل الحالات السابقة لها عذر شرعى يعطيها الحق فى رخصة الإفطار ، والله يحب أن تؤتى رخصه .
نقول هذا لإجلاء الحق ولا نخشى إلا الله وإبتغاء رضاه
الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان
E - [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من حق
ناس حدهوم أحمد ( 2014 / 6 / 26 - 16:35 )
-كل عمل بني آدم هو له أما صيام رمضان فهو لي - . إذن الإسلام هو دين المحبة واليسر والتسامح فمن لا يستطيع الصيام فله أن يأكل . وكل مريض بمرض يضره منه الصيام وجب عليه أن يأكل تجنبا للأضرار الصحية . وما لم يذكره الكاتب من الأمراض التي يتوجب معها الإفطار هو مرض العصاب
فالمريض بالعصاب مسموح له أن يفطر لأن هذا المرض لا يختلف عن الأمراض الأخرى . خير له من
أن يتسبب له وللآخرين في الشجار والغضب والإستشاطة مما يتنافى مع فضاء الشهر الجميل الذي من سيمه الهدوء والتسامح والسلوك الطيب . شكرا للكاتب الشيخ الدكتور العالم الأزهري وسفير السلام العالمي للأمم المتحدة وعضو نقابة المحامين واتحاد الكتاب الإفريقي الأسيوي ورئيس منظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان . شكرا له على هذا التنوير .


2 - عن الصوم الحقيقي
شاكر شكور ( 2014 / 6 / 26 - 18:11 )
تحياتنا للشيخ الموقر د. مصطفى راشد ، برأيي حتى المصابين بالأمراض المذكورة يمكنهم ان يتحملوا الصوم الرمضاني لأن هذا الصوم بحقيقته ليس صوم بل هو ابدال لأوقات وجبات الطعام ويمكن للمريض ان يتكيف مع النظام الغذائي الجديد ليس لمدة شهر واحد فقط بل حتى الى نهاية حياته وكذلك لبقية الأصحاء من الأمراض ، اذن الصوم الحقيقي ليس عملية ابدال توقيت وجبات الطعام بل هوالأمتناع عن تناول كل ما هو مفضل ان تشتهيه النفس البشرية وأن يكتفي الصائم بطعام الفقراء ، الصوم ليس فريضة كما انه ليس منّه لكي يمحو الله ذنوب الناس بل هو بداية للتوبة وعهد بعدم تكرار المعصية والصوم ليس اتفاق او عقد لمدة شهر بعده يصبح الأنسان طليقا ، فطريق الصوم ليس مهرجان سنوي يتم التحضير له ليستريح الأنسان بعد انجازه ، لذلك لم يفرضه السيد المسيح على الأنسان كفريضة لمعرفته بان الانسان لايتوب بالصوم فقط فأستعمل عبارة (متى ما صمتم) اي ان قرار الصوم جعله بيد الأنسان سوى كان الإنسان مريض ام غير مريض فهو حر ان يصوم او لا يصوم ولكن الصائم بتوبة حقيقية هو بمثابة وثيقة إئتمان (كْردْتْ) عند الله ، اكرر التحية مع الشكر والتقدير


3 - تساءلات للإفادة ؟
س . السندي ( 2014 / 6 / 26 - 21:27 )
بداية تحياتي لشيخنا مصطفى راشد الجزيل الاحترام ؟

س1: حول الآية 184 من سورة البقرة والتي تقول (.... والذين يطيقونه طعام مسكين ) فهل الصحيح الذين يطيقونه أم الذين لا يطيقونه ، حيث ذكرت في مقالك الذين لا يطيقونه ، فمن الصحيح أنت أم القران ؟

س2 : من سمى أيات القرأن ، ألله أم جبريله أم محمد أم من أتى بعده ؟

ومسك الختام لك مني ألف تحية وسلام ؟


4 - إلى الأستاذ السندى
مصطفى راشد ( 2014 / 6 / 26 - 23:35 )
يطيقونه هنا بمعنى يشق عليهم أى لا يستطيعونه أى لا يطيقونه


5 - معروفة....وهدانا الله واياك للحق
عبد الله اغونان ( 2014 / 6 / 27 - 00:32 )
كل هذا معروف منصوص عليه قرانا وسنة واجتهادا
لكن وذكر فان الذكرى تنفع المومنين
الصوم والافطار بالنسبة للمرضى يتعلق بتقدير الطبيب المسلم الثقة
بالنسبة للمسافر يجوز له الافطار ولو دون مشقة ومن شعر بالقدرة على الصوم فهو أحسن وخير كما نصت عليه الاية183 من سورة البقرة ....فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم ان كنتم تعلمون


6 - لايصح الا الصحيح
التهامي صفاح ( 2014 / 6 / 27 - 02:41 )
البرهنة المستعملة هنا ليست منطلقة من حقوق الانسان وانما تنطلق من واقع مفروض ليس بالمنطق ولا بحجة الدليل العلمي الحديث وانما بحجة واقع الحال او الامر الواقع ولذلك تفتقر للدليل الذي يعطي شرعية لمثل هذا الكلام .اولا يجب اثبات ان الخالق هو الذي شرع للبشر ما يفتي فيه الشيخ.قبل اي افتاء


7 - ماذا أبقيتم للعربية؟
الباشت ( 2014 / 6 / 27 - 04:58 )
يطيقونه تعني لا يطيقونه؟؟
تفسيرك غير صحيح أي صحيح..هذه من عندي..مافي أحد أحسن من حد


8 - الى اغونان
رامز رمزي ( 2014 / 6 / 27 - 09:04 )
جاء في تعليقك __الصوم والافطار بالنسبة للمرضى يتعلق بتقدير الطبيب المسلم الثقة__
وهل يعتبر الطبيب غير المسلم ليس جديرا بالثقة ؟ وهل تؤمن بقسم ابيقراط والذي يجب ان ينطبق على كل الاطباء ام انك تعتبر الاطباء المسلمين غير مشمولين بهذا القسم لأن واضعه غير مسلم اي كافر ؟ ثم اليس عشرات الآلاف من الاطباء المسلمين نالوا شهادات تخصصهم على ايدى الاطباء الكفرة وفي مستشفيات الكفر ؟ فهل تعفيهم من ممارسة الطب ؟ الا يكفينا تفرقة وعنصرية واثارة نعرات ؟ الم يكن من الالطف ان تقول _بتقدير الطبيب الثقة_ وهل من الضروري ان تحشر كلمة المسلم لحاجتها او بدون حاجتها ، دع اسلامك بينك وبين ربك فيكون له ثوابا اكبر دون ان ترفع بيرقا اسودا ليتعرف عليك الناس بانك مسلم .


9 - الأخ رامز رمزي
عبد الله اغونان ( 2014 / 6 / 27 - 11:00 )
يستحسن الطبيب المسلم الثقة
فان توفر طبيب غير مسلم ولكنه أمين صادق وأجاز الصوم أو حذر منه نأخذ برأيه ولاضير.
أما قسم أبقراط فهوقسم مهني لكن ليس له بعد ديني ولاخلقي بدلالة أن كثيرا ممن يقسمون حتى بالله تعالى يخونون هذا القسم عن وعي واصرار وترصد

اعلم يا أخ رمزي أن جل أطباء أروبا الان هم من العرب مصر وسوريا والعراقوالمغرب العربي

بمناسبة قدوم رمضان الكريم
أتقدم بالتهاني لكل الاخوة المسلمين راجيا من الله لهم
الصحة والسلامة والمحبة
الهم نسألك صومه وصلاته وذكره وقيامه وفضل ليلة القدر فيه

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية.. الكلمة الفصل للميدان | 202


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية: تماسك في الميدان في مواجهة




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مدينة صفد ال


.. تغطية خاصة | عمليات المقاومة الإسلامية ضد الاحتلال مستمرة |




.. 80-Al-Aanaam