الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمهورية أبناء الجن

هيفار حسن

2014 / 6 / 26
القضية الكردية


لا يمكن تفسير معارضة بعض الاحزاب والشخصيات اليسارية والديمقراطية العربية، والتركية، والفارسية لممارسة الشعب الكردي لحقه كأي شعب في تقرير مصيره، إلا من منطلق وقناعة بأن الكرد هم ابناء الجن، ولا يشملهم هذا الحق الانساني.
ان تعامل بعض الاشتراكيين مع موضوع حق تقرير المصير للامة الكردية يدل على ان الانسلاخ الطبقي لا يكفي لتتحرر من اشكال التشوهات، فالبعض بحاجة للانسلاخ الانساني .
الدولة الكردية في الطريق. هي حتمية تاريخية، ولن تخرج هذه الدولة عن اطارها التاريخي ولا عن شروطها الطبقية كأية دولة قومية ظهرت وتظهر, وهنا تظهر ازدواجية بعض الاشتراكيين حينما لا يطرحون اسئلة الطبقة التي تنتج هذه الدولة على خلاف التعامل مع الكرد حينما تظهر اطروحات حمقاء كــتقسيم الوطن العربي وعلى رأسها العراق و سوريا. وهنا يتطابق خطاب بعض اليسار مع الخطاب العنصري، وهذا ما لم نشهده بتعاملهم مع دولة جنوب السودان واعلانها.
ان اليسار الانتهازي في تعامله مع قضية الامة الكردية وحقوقه المشروعة، يبقى اسير مفهوم التعامل مع موضوعة "وحدة الطبقة العاملة" ضمن اطار الدولة القومية، بل ويرفض تجديد خطابه واشكال نضاله في ظل نظام العولمة، على خلاف البرجوازيات القومية كطبقة او كأحزاب.
الاحزاب البرجوازية القومية للشعوب التي تستغِل الكرد، وعلى خلاف غالبية احزابها اليسارية , ألغت الحدود السياسية في نشاطها الاقتصادي، وعملها السياسي الى حد ما، بل وان الاسلام السياسي ومن خلال منظماتها الارهابية تجاوزت من خلال وحدة تنظيمها وخطابها شروط العمل ضمن خيمة (سايكس- بيكو) وما دولة العراق والشام الاسلامية (داعش) إلا نموذج على ذلك.
الدولة الكردية المُتفق عليها كردستانياً في الطريق، الوقوف ضدها سيعقد المشكلة الكردية، ويتضاعف من خلال الرفض حمام الدم، وتتشوه العلاقات بين شعوب منطقتنا، بل وان ابقاء العراق ضمن خيمة حكومة احزاب المذاهب والاقوام سيشوه العلاقة بين اليسار العربي والكردي من خلال تأثر الاولى بالمد الشوفيني والثانية بالنزعات القومية.
حقيقة لابد من الاعتراف بها، وهي ان الدولة الكردية في جنوب كردستان ستولد في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث اصبح الخيار والاختيار بين نظام قمعي وبديل لا يقل عنه قمعا وتخلفا متمثلا بأحزاب المذاهب الاسلامية المتطرفة، وهذا ما نشهده في سوريا والى حد كبير في العراق، اضافة لتعاظم دور العامل الخارجي في تحديد مستقبل المنطقة بما فيه وضع الكرد ما بعد رسم الخارطة الجديدة للشرق الأوسط.
حقيقة اخرى يجب ان نعترف بها وتتمثل بان احزاب المذاهب السياسية الشيعية منها والسنية قد انفصلوا عن العراق قبل الكرد، وان الكرد فقدوا الامل بنظام ديمقراطي يحكم المركز وينظم العلاقة بين الشعوب العراقية بشكل ديمقراطي. ان المفارقة الكردية تتمثل بان كركوك التي كانت سببا رئيسيا لقمع الثورات الكردية في جنوب كوردستان ستلعب دورها وبعد توافقات ( تركية – كردية – اميركية ) بعيدا عن المادة 140 التي عرقلت من قبل الجميع عدا الكرد، واطلقت عليها رصاصة الرحمة بعد احتلال قطعان داعش والبعثيين وستكون عاملا في تعجيل الاعلان عن الدولة الكردية.
مسار الدولة التي في الطريق ستحددها انابيب نقل البترول من كركوك. تركيا التي هددت الاقليم الكردي بالاجتياح حال تطبيق المادة 140 المتعلقة بحل مشكلة كركوك , تبارك ضمنيا دخول القوات الكردية للمدينة قبل ان تحتلها عصابات داعش المتحالفة مع البعث بعد ان انسحب منها الجيش العراقي.
اذا , حددت المتغيرات الناتجة عن ما سمي بالربيع العربي في المنطقة لأنقرة دورها في الاعلان عن الدولة الكردية ، واذا ما كانت القيادة الكردية مضطرة كما تعلن في خطابها الداخلي للتنازل , وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق ببعض حقوقها النفطية لحكام انقرة، فان القوى الديمقراطية الكردية عليها واجب النضال برفع شعار ( دمقرطة كردستان جزء من نضالنا من اجل دمقرطة الشرق).
لا بد أن هناك مخاوف حقيقية لظهور تحالفات جديدة، وتعميق التحالفات القديمة لمواجهة المشروع الكردي في غربي كردستان ( شمال سوريا) والمتمثلة بالإدارة الذاتية الديمقراطية التي اعلنها الكرد كبديل عن النظام القمعي في دمشق و الارهابي المعلن من قبل الدواعش بأشكالها في سوريا، ومخاوف لا تقل خطورة من خلال تحالفات جديدة بمحاربة حزب العمال الكوردستاني.
ستمر الدولة الكوردية من خلال انابيب النفط من كركوك، كنا نتمناها من خلال طريق الحرير الديمقراطي. المشروع الديمقراطي مؤجل وهذا لا يمنع ان نبدأ الخطوة الاولى في الطريق وللطريق لأنها ليست الاولى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أبناء العفاريت !
ماجد جمال الدين ( 2014 / 6 / 27 - 10:03 )

لا أود مناقشة مضمون المقال ، ..

فقط أردت طرح تصويب أو تدقيق بسيط في العنوان !


تحياتي


2 - اليسار أنسانية وليس حقد
كاظم الحصيني ( 2014 / 6 / 27 - 11:54 )
الأخت الفاصله لايوجد بين شعوب الأرض شعب الأصل الواحد تلك التي طبل له الفاشيون وحين حددت الأوطان علينا الأرتفاع الى مستوى الأنسانيه وهمومها المشتركهوقد أقرت الأشتراكية حق تقرير المصير وقد قال عنه لينين انه كالطلاق لايقع الا في أسوأ الظروف وحذار من ان تركيا أردوغان تريد ألتهام ما يقع بيدها وأما ماتعرض له الأكراد فلا أحد ينكره ولكنه لايقل عما تعرض له العرب على أيدي الحكومات المتعاقبه ولايعتقد الأخوة الكرد بأن قادتهم القوميون أقل جريمة من القادة العرب وأما حكاية الجن هذه فهي موروثه من الزمن العثماني ونسبت الى أحد أأمة الشيعه والتخلف الذي كان عليه الشيعة أدى الى تداولها ، شكرا لقبول الرأي الآخر .

اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية