الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاهيم مشوهة ~ القرامطة

علي الخليفي

2014 / 6 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يكن حمدان قرمط قاتلاً ولا سفاحاً كما صورته الكُتب التي سردت تاريخ البدو ، والتي كان كُتابُها من غلمان البدو المأجورين .

فتلك الكتب شوهت سير كل الأشخاص الذين قادوا حركات تمرد ضد شريعة البداوة المُتوحشة ، وإنتقموا لأنفسهم ، ولأوطانهم التي أُغتصبت، ولشعوبهم اتي أذلت وسُحقت ، وحولها البدو إلى إماء وعبيد عندهم .

القرامطة لم يكونوا كفاراً بل كانوا ثواراً ، ثارو على سخافات البدو التي فُرضت عليهم على أنها دين ، فأنقدوا أنفسهم وأرادوا إنقاذ الاخرين ، وذلك عبر إعطائهم الدليل البين والواضح ، على كذب إدعاءات البدو .
أراد القرامطة كسر جدار الخوف الذي طوق به البدو حياة شعوب الأوطان التي إحتلوها .

كان حمدان قرمط ، يصول ويجول في بيت إله البدو ، يقتل من يسمون أنفسهم ضيوفه ، ويغور ذلك البئر المُسمى زمزم ، والذي حاك البدو حوله أساطير لانهاية لها ، وينتزع باب بيت إله البدو ، ويستولي على كل محتويات بيته ، كان يفعل ذلك وهو يصرخ في وجوه عبدة إله البدو إين الطير الأبابيل .

نسف القرامطة جدار الخوف من أساسه ، وأتبثوا لكل أولائك الرازحين تحت رعب أساطير البدو عن جبروت إلههم المنتقم الجبار.

كان قرمط يقتل أولائك المُتمسحين بأحجار البدو ، والمُتعلقين بأستار بيت رب البدو ، وهو يردد الكلمات التي تنسب لإله البدو عن بيته ، والتي تقول ومن دخله كان آمنا ، كان قرمط قبل قتلهم يوجه إليهم السؤال هل أنتم آمنون يا حمير ؟

لكن الحمير كانت دائماً عاجزة عن التفكير .

إنتزع القرامطة الحجر الذي يعبده أولائك الحمير، ويتذابحون لأجل تقبيله ، بزعم أنه يدّ إله البدو في الأرض ، كما ورد قي أحاديث أسلاف البدو ، والتي كانت تقول أن هذا الحجر الأسود هو يمين الله في الأرض فمن صافحه فقد بايع الله .

إنتزع قرمط يمين إله البدو وحمله معه إلى حيث يُقيم ملكه ، لتظل يمين إله البدو أسيرة عند القرامطة لما يزيد على عقدين من الزمان ، لكن الحمير لم يفكروا ، ولم يسألوا أنفسهم عن إلههم الذين يحجون إليه يطلبون حمايته ورعايته وهو يعجز عن حماية ستائر بيته ، وإجارة ضيوفه ، بل يسمح لإنسان بائس بسيط مثل قرمط أن يحجز يده لعقدين كاملين.

ظل الحمير يحجون إلى ذات المكان ، ويتوجهون إلى ديار قرمط حيث يمين إلههم المأسورة ليرسلو لها القبلات عن بعد.
ظلت يد إله البدو أسيرة عند قرمط ، حتى دفع أثرياء من البدو لحمدان قرمط بعض المال ليشتروها منه ، ولا أحد يعلم هل أعاد إليهم قرمط يد ربهم الحقيقية ، أم أنه دفع اليهم بحجر من الأحجار وجده مهملاً في طريقه ، أو ربما دفع لهم بالحجر ااذي كان يستجمر به ، ليظل يستمتع بالسخرية من ذقون الحمير حتى وهو في قبره .

تصف كتب البدو القرامطة بالكفار وبأنهم أعداء الله ، ونعم لقد كانوا كفاراً بتعاليم البداوة ، وأعداءاً لإله البدو ، لكنهم إنتصروا للإله الحق وإن لم يعرفوه ، إنتصروا للإله الحق بتنزيه عن دعاوى البدو وتعاليمهم الشريرة .

كان عمل القرامطة خطوة أولى لفتح الطريق للعقل الإنساني لإستكمال بحثه عن الإله الحق ، وذلك عبر تقديم الدليل والبرهان بأن الإله الذي يقدمه البدو للناس على أنه رب العالمين ، هو ليس سوى إلههم هم ، الذي سخروه ونسبوا إليه من التعاليم ما يُشرعن شغفهم بمنظر الدماء ، وما يبرر شدودهم الجنسي وأمراضهم الجنسية التي لا حصر لها ، والتي تنتقل بطريقة سحرية لكل من يتبع تعاليمهم ويؤمن بها.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب