الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نار اهلي ولا جنة داعش

عدنان جواد

2014 / 6 / 28
المجتمع المدني


نار أهلي ولا جنة داعش
تتكرر التجارب ولكن الحكام والشعوب لاتتعض وتأخذ العبرة من غيرها، فما حدث في أفغانستان عند تم إسقاط النظام الاشتراكي وبمساعدة الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، والعربية وفي مقدمتها السعودية، حيث كان تدريب المجاهدين وتسليحهم وتمويلهم على أشده، فأصبح الشيخ أسامة بن لادن المجاهد الكبير الذي حارب الكفر والطغيان(الاتحاد السوفيتي)، ولكن حين حكم هؤلاء بعد انسحاب الروس وحليفهم، انقلب السحر على الساحر عندما حكم طالبان أفغانستان التي حولها من الدول النامية إلى دولة تعيش في القرون الوسطى عبر أساليب التخلف والفوضى، فتمنى الناس العودة للسابق ولكن بعد فوات الأوان، والعجيب في الأمر أن يتحول المجاهد الكبير إلى الارهابي الكبير!!، وما حدث في الجزائر في التسعينات من إرهاب وذبح باسم الحركة الإسلامية الذي استمر عشر سنوات، فكانت العوائل لاتقيم المأتم ، لان الموت الإسلامي اوالعسكري سوف يصيب يطال الاخرين، وما حصل في ليبيا ومازال يحصل في هدر الدماء والأرواح، بالصراعات بين القبائل والاقتتال بين المليشيات المسلحة التي كانت تقاتل القذافي جنب الى جنب، وما يحصل في سوريا فانه عمل مرعب بكل التفاصيل، وخصوصا بعد دخول تلك الجماعات التكفيرية المتطرفة التي بدأت بقطع الرؤوس وتفجير الكنائس وأماكن العبادة ونبش القبور وقطع الأعضاء، ونهش الأجساد وانتهاك الإعراض، كل هذه الأمور أحدثت هزة في نفوس السوريين وفي نفوس العالم عامة، فما يشاهد اليوم هو ليس ثورة نبيلة تطالب بالعدالة والديمقراطية،وإنما مخطط يستهدف الدول العربية القوية كالعراق ومصر وسوريا وليبيا ، وجميع الدول المذكورة تم استضعافها وهي الان شبه دول ، ما عدا دولة مصر التي وقف جيشها الوطني بقيادته الذكية من إفشال هذا المخطط ، وينطبق المثل العراقي(نارك ولا جنة هلي) أي أريد نار الطاغية أو الحاكم غير الساخنة التي قد تلسع حرارتها في مواضع وزمن معين، فالجنة التي تسيل من خلالها الدماء وتقطع الرؤوس وتلاك الأكباد كما تفعل الحيوانات المفترسة، وتدمير كل بناء وحضارة لايمكن أن توصف بغير الجحيم.
واليوم ما يحدث في محافظات الموصل وتكريت تلك المدن التي احتلتها( داعش) حدث ما كان متوقع كالذي حدث في سوريا، فبعد ان احتضنها بعض الناس في تلك المدن ضنا منهم انهم سوف يعاقبون الحكومة التي ظلمتهم وشملتهم بالاقصاء والتهميش كما يقولون، ونتساءل من الذي تعرض للإقصاء والتهميش في السابق والحاضر، فهل توجد في المناطق الغربية مشردين يجوبون الشوارع، او فقراء معدمين، او طبقات من المجتمع كبيرة من غير المتعلمين(اميين) حتى في القوات المسلحة لايقبلون لانهم لايجيدون القراءة والكتابة، وهل يوجد في المدن الغربية احياء من تنك لايملك أصحابها اي شبر في بلد حكومته من طائفتهم؟!، وما حدث للسوريين أصبح واقع حال العراقيين في الموصل بالرغم من ان الفترة لازالت قصيرة ونتمنى ان لاتطول، ولسان حالهم اليوم نار حكامنا الظالمين ولا جنة داعش المصحوبة بالدماء وجهاد النكاح وغيرها من الأمور التي تحرق الممتلكات وتحكم وفق الأساليب المتخلفة التي أكل عليها الزمن وشرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جدل على وسائل التواصل بعد اعتقال عارضة الأزياء اليمنية خلود


.. المحكمة الجنائية الدولية تدين زعيما مرتبطا بتنظيم القاعدة با




.. -العربية- في مخيمات النازحين الأيزيديين بالعراق.. موجات حارة


.. ما مدى خشية تل أبيب من إصدار المحكمة قرار باعتقال نتنياهو وغ




.. الجزء الثاني - أخبار الصباح | الأمم المتحدة تعلق مساعداتها إ