الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضال أبو عكر: الفولاذ سقيناه

عطا مناع

2014 / 6 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


بقلم : عطا مناع
يدافع عن حالة العجز التي يعيش، عجز نخل عظامه ليصل النخاع، من هو؟؟ انه أنا وأنت ضحية ألمرحله، وقد يكون المخيم الذي عرفه يافعاً، هل معقول أن للعمر أحكام؟؟؟ لم يعد شاباً فقد نالت من السنين والمرحله، مرحله أتت على الأخضر واليابس حتى الفكر والمخيم، وهنا يكمن العجز الذي يعيش فالمخيم لم يعد المخيم.
لماذا تهرب دائما كالطفل إلى المخيم؟؟؟ أنت مريض بالمخيم وعليك أن تروض نفسك فكل الخيام واحده يا أم سعد، دعك من المخيم واستجمع أفكارك وأتلو حكايتك على الملاء حتى على الذين فقدوا أبجديه المخيم وغرقوا في واقعية ألمرحله بكل وسخها، وارفع صوتك في وجه العدم واستحضر كنفاني الذي عاش نبياً ومات نبياً وحذرك من القادم.
خفافيش الليل لا تنام، كانت الساعه الخامسه والنصف عشية شهر رمضان الذي يفترض أن يكون مباركاً ورمضان مبارك للجياع والذين عاشوا الوجع ولا زالوا، إطلاق رصاص حي وقنابل غاز وصوت باتجاه الشبان الذين لاحقوا جنود الاحتلال بعد انتشار خبر اعتقال نضال أبو عكر وشادي معالي من مخيم الدهيشه للاجئين الفلسطينيين.
مجموعه من أحفاد العصابات الصهيونية كسرت الباب الرئيس لبيت الأسير المحرر نضال أبو عكر، كان قد دخل البيت منذ دقائق، انقضوا عليه وعلى ابنه محمد الذي كان نائماً وأيقظوه بإعقاب البنادق، أرعبوا من في المنزل واثاروا جلبه معتاده لكن الناس نيام، كبلوا محمد وبعد صراع سمحوا لنضال أن يلبس ما وقعت عليه يداه، جروه واعتدوا عليه وهددوا كل من تواجد في الطريق.
المشهد تقليدي للمتابع، فقوات الاحتلال عاثت فساداً في الضفة ألمحتله بحجة البحث عن المختطفين، وكان منزل الشهيد أبو عكر قد حظي بحصة الأسد من التخريب، وقتها اقتحموا المخيم بمئات الجنود وانتشروا في الأزقة وعاثوا فساداً في عشرات المنازل بعد أن اعتقلوا العشرات من المغضوب عليهم وأفرجوا عنهم بعد حين.
كانت ألمداهمه الأولى مجرد بروفه وساحة تدريب لنخبة أحفاد العصابات التي أطلقت الرصاص الذي أصاب العديد من الشبان، وبالعودة إلى أبو عكر فهو ليس الاعتقال الأول فقد قضى ما يقارب احد عشر عاماً متفرقه في الاعتقال الإداري، ولم تكن ثقافة المخيم تنزعج من الاعتقال وكانت كلمات الشاعر الفلسطيني معين بسيسو حاضره في المخيم: من لم تودع بينيها إلى السجن مبتسمة كأنها لم تحبل ولم تلد.
عاد إلى نفسه وتمعن في المخيم وكأنه يراه للمرة الأولى، أيعقل أنهم حولوا المخيم لمقبره !!! رغم الازدحام والكثافة السكانية لا حياة في المخيم سوى بعض المغضوب عليهم، أنت ليس من المغضوب عليهم تنام ليلك الطويل وكأنك حفرت قبرك بيدك، لم تفهم يوسف إدريس الذين قدم لأدب غسان كنفاني قائلا: أيها الناس اقرؤوا كتب غسان كنفاني مرتين مرة لتعرفوا أنكم أمواتا بلا قبور ومرة أخرى لتعرفوا أنكم تحفروا قبوركم بأيدكم دون أن تدروا، جاءته كلمات إدريس كما ألصفعه عسا ه ان يصحو من غفوته.
شهيته ذاكرته مفتوحه، يحاول أن يحتمي بالمخيم، لكن المخيم ميت سوى بعض المغضوب عليهم، حاول أن يجسد من سبقوه إلى الله فشل في استحضار الشهيد عبدا لله تايه، وعجز عن رسم صوره للشهيد عاطف أبو عكر، واستنجد بالأشبال الذين شكلوا قوه مثل فكان الفشل مرة أخرى لا رفيده أبو لبن حضرت ولا نبيل أبو لبن لبى النداء ولا ناصر القصاص ولا حسين عبد الفتاح وحتى الشهيد محمد أبو عكر كان غاضباً من المشهد ظهر طيفه وهو وكأنه يبتسم حزناُ على حالتنا.
ما هذا الجنون قال في نفسه: أتستنجد بالشهداء ، دعك من الشهداء لا تقلق راحتهم، فالشهداء لا يظهروا لجبان أحنى ظهره لمرحله أشاعت الجبن والرذيلة، والشهداء لا يظهروا إلا للمغضوب عليهم والذين مشوا في طريق الحق رغم قلة سالكيه، والشهداء لن يعودوا أو يظهروا في زمن شرب نخب دمائهم.
حاول أن يخرج من المشهد وهو الذي يلعب دور المراقب لكنه عجز، قرر أن يتمشى في شوارع المخيم حيث خيم الليل والليل لم يعد صديق المغضوب عليهم لكنه أحس بالغربة، أيعقل أن يكون المرء غريباً في وطنه وبيته وبين أصدقائه؟؟؟؟ جاءه الجواب سريعاً نعم، فالمرحله شوهتنا ودفعت بكل منا لبناء سجنه الذي أصبح قبراً بيده، مرحله لا تمت لام سعد والمخيم بشيء، مرحله اللعب بالبيضة والجر والفهلوة التي هي فساد وإفساد، ومرحله يتنفس فيها الواحد منا الصعداء لحظة اعتقال واحد من المغضوب عليهم وكأن شعار المخابرات الإسرائيلية القديم الجديد 100 أم تبكي ولا أمي تبكي احتل وعينا.
للحظه سرت في جسده قشعريره فسرها على انها ارتياح وفي الحقيقة هي الهروب من الواقع ، قال في نفسه: كم سنه وبموت ويرتاح من هذا الوجع والقرف وانتقل من الموت الروحي إلى الموت الجسدي، لكنه أحس بالتعاطف تجاه ضعفه وتذكر اللاجئ الأول الذي ظل يقاوم دون كلل، تذكر الختيار أبو إبراهيم عبيد الذي تجاوز المئه عام وسلم المفتاح في ذكرى النكبة لحفيده ومات، تذكر والده الختيارالذي قضى أربع سنوات في سجون الاحتلال وعمره أكثر من ستة عقود، عاد إلى رشده وتذكر المغضوب عليهم في التاريخ ورواية الفولاذ سقيناه وتأكد أن لا مفر فالعين يجب أن تناطح المخرز، وان اللاجئ يموت وفي قلبه حنين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الفرق بين تعامل عبد الناصر والسادات مع المثقفين


.. العالم الليلة | الفصائل الفلسطينية في رفح تطلق رشقة صواريخ ت




.. ندوة رابطة الانصار الشيوعيين بالذكرى ال37 للهجوم الكيمياوي ع


.. مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل أبيب يطالبون




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين يطالبون بإسقاط نتن