الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تآمروا .. ولماذا لم يفضحهم الرسول...2 !!!

سلام صادق بلو

2014 / 6 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الآن .. كان هدفي من هذه المقدمة ليس سرداً تفصيلياً للأحداث بقدر ما هو إلقاءً للضوء على ما يؤيد وجهة نظري من العناصر التالية (وعلى الراغب في معرفة التفاصيل التاريخية أن يعود للكتب الكثيرة جداً التي تناولت هذه الأحداث):
1- وجود المؤامرة التي حاكها الصحابة الكبار وعلى وجه الخصوص أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح.
2- إدراك محمد للمؤامرة وللمتآمرين وسعيه لإفشال مؤامرتهم بطرق غير مباشرة
3- عجز محمد عن فضح هذه المؤامرة وعناصرها مباشرة ولجوءه إلى الحيلة بدلاً من المواجهة، بل وتجنبه للمواجهة مع عناصر المؤامرة عندما دعت الضرورة لذلك.
الآن .. نعود إلى سؤال الموضوع : لماذا تآمروا .. ولماذا لم يفضحهم ؟!
- لماذا تآمروا ..
عزيزي القارئ .. أدعوك للتفكر في إجابة لهذا السؤال، بل سأريحك أكثر، تصور نفسك مكان عمر بن الخطاب مثلاً، وأنك قد صاحبت النبي لسنوات طوال وخالط الإيمان قلبك ودمك وعظامك حتى صار الإيمان أنت وأنت الإيمان، فهل يمكنك أن تتآمر على رسول الله ؟ هل يمكنك أن تفكر ولو للحظة واحدة في منصب الخلافة والإستيلاء على السلطة وأنت تعلم علماً يقينياً ما أعده الله للمؤمنين الأبرار من نعيم وجنان وأنهار ؟ ما الذي كنت ستفعله عندما يطلب منك النبي قرطاساً ليكتب للمسلمين كتاباً لن يضلوا به أبداًَ؟ هل كنت ستقول له : "متشكرين ! .. عندنا القرآن، أنت شكلك سخن ولا حاجة" !! أم كنت ستقدم من جلدك رقاقات ليكتب عليها محمد كتابه إن لم تجد ذلك القرطاس ؟
هل فكرت في الإجابة؟ .. وهل كنت صادقاً مع نفسك بما يكفي .. جميل .. أنا فعلت ذلك أيضاً ولم أجد تبريراً واحداً يقبله عقلي لتآمر كبار الصحابة على نبيهم سوى أنهم ليسوا بمؤمنين .. هكذا بكل بساطة.
طيب .. هل لم يؤمنوا قط ؟ أم أنهم آمنوا ثم إرتدوا على أعقابهم ؟
أظن أن أغلب الشيعة من أنصار فكرة إرتداد كبار الصحابة بعد إيمان، وإن كانوا لا يوضوحون متى إرتدوا ؟ ثم هل يكفي الحرص على كرسي السلطة للتضحية بالنعيم الذي وعد محمد به المؤمنين ولنيل العذاب الذي توعد محمد به الكافرين؟
أيضاً بوضع نفسي مكان كبار الصحابة وبتصور نفسي وقد عرفت الإيمان معرفة يقينية كما يفترض بهم، لم أكن لأترك هذا الدين أبداً ومن المستحيل أن أفكر في مخالفة أوامر النبي وتعاليمه، فضلاً عن التآمر ضده للاستيلاء على كرسي الخلافة!.
صحيح أن هناك بعض من الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام، وأحدهم كان من كتاب الوحي وهناك من اعتنق النصرانية في الحبشة، لكن أي من هؤلاء لم يكن من أصحاب محمد المقربين، الذين يلمسون أثار المعجزات بأنفسهم والذي تتجلى لهم قدرة الله وصدق نبيه وما إلى ذلك، أي أن هؤلاء قد شاهدوا معجزات النبي بأنفسهم شاهدوا جذع النخلة وهو يبكي حزناً على فراق النبي، شاهدوا النبي وهو يطعم الجيش بأكمله من طعام بسيط صنعته إمرأة جابر بن عبد الله أثناء حفر الخندق، وشاهدوا الحصى يسبح في يديه وشاهدوا وشاهدوا الكثير والكثير !.. أفبعد كل هذا يعقل أن يرتد أولئك ، لعمري أنه لمن سابع المستحيلات !.
إذاً .. هؤلاء الصحابة الكبار .. لم يؤمنوا قط !
طيب .. إذا كان أبو بكر وعمر وأبو عبيدة لم يؤمنوا قط، فلماذا اتبعوا محمد ؟! ولماذا هاجروا معه؟
حتى لا أطيل عليكم .. دعونا نسأل في ذات الوقت : ولماذا لم يفضح محمد نفاق وكفر أصحابه "المقربين" حين احتدمت المواجهة؟
الإجابة على هذين السؤالين هي: حسابات المصالح، فهؤلاء الصحابة الكبار كانوا شركاء محمد!.
- الخاتمة -
كانوا يعلمون الحقيقة، يعلمون أن محمداً ليس نبياً رسولاً وأنه لا خبر جاء ولا وحي نزل، فهم شركاء محمد منذ البداية، عاونوه على نشر دينه ونصروه بقدر استطاعتهم حين دعت الحاجة لذلك وربما شاركوه في صياغة قرآنه ووضع الأسس العقائدية والتعبدية للدين الجديد وكلنا يعرف كيف كان يوافق القرآن عمر !، أما لماذا فعلوا ذلك؟، فقد كانوا متفقين على ضرورة إيقاظ الجزيرة العربية من ثباتها!
نستطيع أن نقول أن الجزيرة العربية كانت تموج في فترة شباب محمد وأصحابه بروح باعثة للوحدة بين العرب وجمع شملهم، فالعرب آمنوا بتفوقهم على غيرهم من الشعوب المحيطة، كالفرس والروم والأحباش والعبرانيين، ولكنهم لم يتمكنوا حتى أيام شباب محمد من أن يكون لهم كياناً جامعاً يجمع كلمتهم ويوحد صفوفهم ويجعل منهم أمة تضاهي الأمم الأخرى، لذلك سنجد أن إنتصارات سيف بن ذي يزن في اليمن على الأحباش قد نالت شهرة واسعة الآفاق بين العرب، حتى أن وفود القبائل العربية قد توجهت لليمن لتهنئة سيف بن ذي يزن بانتصاره، وكان من بين المهنئين عبد المطلب القرشي جد محمد بن عبد الله.
وتتضح هذه الروح العربية الراغبة في تغيير الأوضاع في معركة ذي قار، والتي وقعت بين قبائل بني شيبان من جهة والفرس من الجهة – تاريخ هذه المعركة مختلف عليه بين الإخباريين، فهناك من يقول أنها وقعت إبان ميلاد محمد، وهناك من يقول أنها وقعت إبان غزوة بدر الكبرى – لكن ما يلفت نظرنا في هذه المعركة، هو إنقلاب القبائل العربية التي صاحبت الجيش الفارسي كقبائل تميم وقيس عيلان على جيش الفرس وإنضمامهم لصفوف إخوانهم العرب فقط تحت باعث روح العروبة.
ومن المعلوم أن أبا بكر كان صديقاً لمحمد قبل النبوة، وأن محمداً كان يملك وقت فراغ كبير جداً .. زاد عن الخمسة عشر سنة، بعدما تزوج من سيدة الأعمال الثرية خديجة بنت خويلد، فلم نستبعد أن محمداً عكف في وقت فراغه على تحليل الأوضاع السياسية والعسكرية والدينية والإجتماعية القادرة على تحقيق النهضة العربية وخلص هو وأصحابه المقربين إلى أن الدين يفعل أفاعيل السحر في هذه البيئة التي يعيشون فيها، خاصة في ظل تواجد يهودي ثقافي قوي، ظل يبشر بقرب موعد قدوم نبي آخر الزمان ، وهو ما مهد الأرض تماماً أمام محمد لدخول يثرب (المدينة)، ولولا ذلك التمهيد اليهودي لربما كان الفشل حليف الدين المحمدي.
طبعاً .. هذه الأفكار هي استنتاجاتي الخاصة لما كان يشغل محمداً في وقت فراغه الطويل، ولكني لا أملك لها دليلاً، فقد ضن الرواة والإخباريون علينا بالأخبار والمعلومات عن هذه الفترة من حياة محمد وأصحابه، حتى أصبح الاجتهاد والاستنتاج هما السبيل الوحيد لتلمس الطريق في هذه الفترة.
لكن المؤكد الآن لدي وفقاً للروايات الإسلامية هو أن كبار الصحابة لم يؤمنوا قط بنبوة محمد، ولكنهم كانوا شركاؤه في الأمر، فقد آمنوا معاً في أيام شبابهم بضرورة إيقاظ العرب وجمع كلمتهم وبناء دولتهم، واتفقوا على العمل سوياً لتحقيق هذا الهدف.
وقد كان لهم ما أرادوا وكانت الأمور تسير وفق مصالحهم جميعاً في معظم الأحيان، فوطد محمد علاقته بشركائه أبي بكر وعمر بزواجه من ابنتيهما – رغم أن زواج محمد من عائشة وهي بعد طفلة قد حطم هذه الأخيرة وجعلها مشوهة نفسياً مما دعاها لأن تصب جام حقدها على أهل بيت محمد وتمكنت من أن تفسد عليهم حياتهم – إلا أن محمد راح ينقلب على أصحابه رويداً رويداً بعد أن بدأت الأمور في الاستقرار وبعد أن دانت الجزيرة العربية لمحمد.
فرأوا في محاولة محمد تنصيب ابن عمه خليفة من بعده محاولة إنقلابية من محمد لسلبهم ما شاركوا في بناءه، لذلك واجهوا محاولة محمد بشراسة، وكاد الأمر أن يتحول إلى فضيحة كبرى يعلن فيها الطرفان كافة الأسرار - في ليلة خميس الرزية - إذا ما أصر محمد على كتابة كتابه المزعوم الذي لن تضل به الأمة أبدا، فقد أعطاه عمر إشارة واضحة على إجترائه عليه وعلى مقامه كنبي، لم يملك محمد أمامها سوى أن يلوذ بالصمت وإلا لفقد هو وأسرته كل شيء .. كل شيء !.

وشكراً للجميع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هي المصالح فقط
نور الحرية ( 2014 / 6 / 30 - 13:07 )
هذاهو التحليل الواقعي والصائب ولطالما راودتني نفس هذه الافكار منذ انعتاقي من سجن الاسلام الرهيب .واكبر حجة على ما تقوله استاذ سلام الحروب و المجازرالتي قامت بين المسلمين انفسهم ومحمد لم يغسل بعد واستمرت ليوم الناس هذا وما الصراع في العراق وسوريا اليوم الا احدى تجلياته ولعل قول يزيد بن معاوية المعاصر لتلكم الحقبة والعارف بها خير من الاف ما يسمون زورا اليوم بعلماء الدين يلخص لنا كل المشهد بقوله لعبت هاشم بالملك ..فلا خبر جاء ولا وحي نزل


2 - تحليل رائع!!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 6 / 30 - 13:36 )
اخي الكريم اعتقد ان كتاب (محنة العقل في الاسلام ) لمصطفى حجا فيه من الدلائل التي لا تقبل الشك بان صحابته الكبار ابو بكر وعمر وعثمان لم يؤمنوا بنبوته وهو على علم بذالك ولربما كان اتفاق بين الجميع وان الهدف الرئيسي هو اقامة دولة عربية تحت لواء جامع وهو الدين.اخي الكريم: لدى الشيعة روايات موثقة نقلا عن ائمتهم بان محمد اخبر عليا بان الخلافة ستكون في اصحابه وانهم سيهجمون على بيته لاجباره على البيعة ومما اوصاه في هذا الخصوص هو الصمت وعدم تحريك اي ثورة مضادة وهذا ما يعضد الاعتقاد بان عمر انتهز تلك الفرصة لارغام علي على البيعة لعلمه بان محمد بوصيته لـ علي بعدم المقاومة هو ابقاء السر تحت الكتمان وان اي تحرك من علي سيجعل عمر يكشف السر وعندها سينهار البناء المبني على وحي السماء وستكون الشهادة لا الاه الا الله فقط.ومما يؤيد استنتاجنا هواليس الدفاع عن النفس واجب؟؟.اليس علي معروف بشجاعته وهو من اقام اركان الدين؟. فهل لولا في الامر شيء سيسكت علي على الظيم؟؟. كلا ثم كلا.
وقولة لعلي قالها عمر ** اكرم يقآئلها اكرم بملقيها
حرقت دارك لا ابقي بها احدا ** ان لم تبايع وبنت المصطفى فيها.
حافظ ابراهيم.


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 6 / 30 - 21:53 )
تم التعليق في خانة الفيس بوك , تحت مُعرّف (أبو بدر الراوي) , و السبب : سعة مساحة الكتابة .

اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال