الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع بعضنا حتى حين ! -2

أحمد سيد نور الدين

2014 / 7 / 2
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من السهولة فى زمننا إقامة علاقات زائفة مؤسسة على مبدأ تبادل المنفعة ،فكما درسنا فى المرحلة الثانوية إتفاقية الكسب المتباادل بين التمساح و الطيور فالأول يستفيد بتنظيف أسنانه بمناقير الطيور بينما تتغذى الأخيرة على فتات و بقايا الطعام المحشورة بين أنياب التمساح ،كذا الحال اليوم فما يجمع الأغلبية هو دائرة الأتفاق أو الأتساق فى الأهداف و من بعيد عن تحقيق مكاسب و منافع يصبح كم مهمل و لو كان ذوى قربى أو جار جنب
يتخوف البعض من الخلاف و إعلان الأختلاف مع الغير فلربما يأتى غدا تحتاج لهذا أو تقسرك العوزة للتعامل مع ذاك و لذا ففى إجتماعتنا تعلو الأبتسامة لكل الحاضرين و فى الداخل يعلن القلب بعضهم أو يخفق تأكيدا لود أحدهم !

كيف تسلم و تطيب العلاقات و هى بعيدة عن الفحص و المراجعة فسوء تأويل سلوك أو خلل ذهنى فى فهم كلمة أو تعبير تقرض فى حبال الوصال لأننا نخاطب أنفسنا و نحكم دون إستماع للطرف الآخر.كذلك إنتفاخ الذات و الخوف من كشف النقائص الشخصية تجعلنا نبتعد عن العتاب ،فالعتاب هو تشخيص العلة و العطب لسلوك كل منا من قبل الأحباب و الأصدقاء و لكن بمجرد أن يبدأ فرد فى عتابنا نسلط فوهات ألسنتنا لنسرد عيوبه قبل هضم كلامه و تصويب أو تفنيد ملاحظاته .
نتبادل التهانى و المواساة و فى ذات الوقت نعرج إلى طريق آخر أو نتجافى بوجهنا عندما نتقابل فى الطرق أو الشارع أتلك علاقات صادقة و شفافة ؟

منهم من يحاول مجاملة هذا بكلمة و مسايرة ذاك بهدية أو خدمة لحشد رأى زائف حوله أو عن ذاته و بالتالى ينكر داخليا أنه أخطأ بحق زميل أو وضاعته لمقابلته إحسان و معروف بسيئات و أذى ،فلسان حاله طالما فلان و علان يمدوحننى و يثنون على خدماتى و مرؤتى فالآخر (المختلف معه) هو ...السىء هو... الخاطىء و أنا الصالح أنا الحسن و تكثر تلك الحالة عند إعلان و ظهور الخصومات علانية بين الجيران ،الأصدقاء و الزملاء فيسلك بعضهم لاشعوريا رد فعل عكسى لأنكار إحتمالية أن يكون مخطىء بعفويا أو خاطىء متعمدا نحو المختلف معاه فيصل من خاصمه بألأمس و يود من تجاهله من قبل حتى يشتت الرأى الجمعى المصغر عنه أنه مذنب ،هدفه أن يتفق إثنان و يعترض ثالثهم خير من إجتماع الكل على حكم أنه مسىء و سىء الخلق .
أيعقل أن يرتقى أحد منا فى سلم الحياة أو درج النجاح دون أن يكون هناك بعد فضل الله أسباب و مسببات وضعية تتمثل فى خلقه فنصيحة من فم ، مساعدة من جيب ؟ رتبه على كتف لطمأنة نفس ،مشاركة بفرح ، مقاسمة ترح ،تحمل عبء أو تخفيف ثقل ،ترشيح طبيب ،تحذير من لئيم ...ألخ حتى يتمكن الفرس من الوصول و الفوز فى مارثون الحياة ؟.ثم تجد مقابل الأحسان إسفاف

اللئيم منهم يرى الشرك و الحفر واضحة تنتظر الضحية و يترك هذا أم ذاك ليسقط ثم يمد يده لينقذه و يساعده و يسعد الأخير ظنا أن الخير كله فى قلب من أنقذه و لا يدرى أن الأولى دينا و الأرقى إنسانيا هو دفع الضرر بالتحذير أو اللفت عن تقديم النفع و العون و لكن حاله كما سبق و ذكر نا متاجر بالمكسب و النفع !

فالتحذير فى الأغلب يكون ثنائى الحضور بين الناصح و المستمع بينما الأنقاذ و العون وقت العوز يصير فى الملاء بين شهود و بهذا يتحقق للئيم إثبات الخدمة و توكيد المجاملة لا تقربا لله أو إنسانيا لكن كتاجر علاقات (لى عليك خدمة حتى حين )
الخفى من العون و المساعدة لا ينفد أجره لشهود الله للعمل و فى المقابل العلن و إثبات المنفعة على رؤوس الأشهاد تتبخر فى الأغلب .
قلما تجد من يتذكر أو يسرد فضل الغير فى الوصول أو العثور على المسار الصحيح بدلا من التيه ،يخدع ذاته و لدنائة نفسه يتنكر لمن حنا على جذعه حتى إشتد وصلب ليقاوم ريح و عواصف فى دنياه و لسان حاله قول قارون إنما أوتيته على علم ...!!!
يقول المولى فى معناه بالقرءان "و لاتنسوا الفضل بينكم "

المطلق فى الأحكام من الأخطاء ،فلكل قاعدة إستثناء


تحياتى لمن قرأ و إستفاد و شكرا لمن زار و رحل فى سلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة أمريكية-سعودية مقابل التطبيع مع إسرائيل؟| الأخبار


.. هل علقت واشنطن إرسال شحنة قنابل إلى إسرائيل وماذا يحدث -خلف




.. محمد عبد الواحد: نتنياهو يصر على المقاربات العسكرية.. ولكن ل


.. ما هي رمزية وصول الشعلة الأولمبية للأراضي الفرنسية عبر بوابة




.. إدارة بايدن تعلق إرسال شحنة أسلحة لتل أبيب والجيش الإسرائيلي