الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات بارميطة30

لوتس رحيل

2014 / 7 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


وحياتي رتيبة...فاترة..لم يعد لي من عزاء سوى الدهاب الى الحديقة باستمرار...فالنوم لم يعد يزور جفوني..واعمل كثيرا..احاول ان اشغل نفسي..انظر الى الاخرين..اتمعن فيهم الاحظ تصرفاتهم في المستنقع ..استمع الى شكاويهم واهاتهم..اهرب من نفسي ..اهرب من ذكرياتي ..من حياتي...واعيش حياة الاخرين..وبالنهار..اغفو قليلا..واخرج اتمشى..واشعر بنفسي وقدماي تجراني دوما الى الحديقة..الى نفس المكان...الى العشب الاخضر وامكث هناك اتامل. .. واحيانا ادهب برفقة نزار ابن فدوى..فهو في عطلة...و يحب اللعب في الحديقة ويحب مرافقتي...ويقضي وقتا ممتعا برفقتي...الطفل البرئ الدي حرمه القدر من حنان والده لا لشيء سوى لحماقة ارتكبها والده...نزار طفل دكي ورزين هادئ...له كبرياء..يشعر بالغموض الدي يلف حياته الغريبة بعد فراق والديه ,والدي يحتار كثيرا لغياب والدته المستمر عن البيت فنظراته الحائرة دوما مستفسرة .ولحسن حظه انه تعود على جدته وحنان جدته التي تنسيه دوما ان يتفقد امه...فجدته اقرب شخص اليه فهي تدلله وتلبي كل طلباته وتحاول ان تسعده.....ولا جديد..دموع صامتة..نظرات حزينة...وافكر في نزار هذا.نشتري الايس كريم والمبردات..واتعامل معه كطفلة احاول ان انسى اني انثى شابة..والحنين الى امومة يدغدغني وانا برفقته... امه ايضا تحبه لكنها. تنصحه مرارا وتكرارا ان يعتمد على نفسه ليصبح رجلا كاملا يحميها ويحمي امها مستقبلا..كما تحاول ان تشرح له عدم التفكير في ابيه الدي تخلى عنهما من اجل خادمة...ونزار تلميد مجد ومتفوق وله طموحات...ورغم صغر سنه يتحدث كشاب بالغ...
وانا انظر اليه يلعب الكرة مع اطفال تعرف عليهم في الحديقة..اسمع صوتا رقيقا..يلقي التحية..وارفع نظري لاجد شخصا احاول ان اتذكره فقد سبق لي ان قابلته سابقا...انه انيق ببدلة رياضية...وترافقه امراة حامل...اجل بطنها منتفخة...وترتدي جلبابا واسعا..وتبدو جميلة رغم التعب الدي يظهر على محياها...فهي على وشك الولادة...وكان الرجل مبتسما ..انه سعيد..اجل نظرات عينيه تشع منهما فرحة وسعادة...وهو يسالني عن احوالي؟ويستغرب دبولي ونحافتي..
.انه جمال..نعم..جمال..الشخص الدي حكى لنا انا وفدوى قصته الحزينة عن خيانة زوجته له وياسه وفشله وادمانه الخمر بسبب دلك فقد دمرته وحطمت حياته...وقد مضى وقت طويل دون ان ياتي الى الملهى فقد انقطع عن المجئ...وقد فهمت الان السبب...لقد تزوج ثانية وزوجته الان حبلى..لقد احب ثانية ..امراة استطاعت بحبها ان تنسيه الماضي وبداية جديدة وصفحة جديدة..واكد لي انه انقطع عن التدخين وعن الخمرة ايضا..ياله من خبر سار..جمال صديقي اخيرا نجحت في الوقوف على رجلك ثانية..جميل جدا يا صديقي..ان يسقط الانسان ..ان يتعثر الانسان..ويقف ثانية..ويثابر..ويصمد..وقد صمم على الاحتفال بي وبرؤيتي مجددا فهو يكن لي كل تقدير واحترام..وهو يحكي لزوجته عني. وعن كفاحي وشهاداتي...فهي تعرف قصته وقصة ادمانه واحباطه...واصر على ان نتغدى سوية...وكان هدا الغداء بمثابة امل جديد في حياتي..ونحن في مطعم انيق..ونزار الدي رحب بفكرة الغداء كان اكثر سعادة وهو ينظر الى البطن المنتفخة...وجمال..من كان يظن ان جمال سيستعيد وعيه اخيرا ويتابع مسيرة نجاحاته واعماله بتحدي وينتظر مولودا..وقد زاد من تشجيعي وهو يستمع الى قصتي وحزني على مراد ..مؤكدا لي ان الحياة تعطي وتاخد وانها مفاجءات وان كل ما يقع ابتلاء من الله...كما ان زوجته الجميلة حاولت اقناعي بان لكل شيء اجل ولكل بداية نهاية..وان الطريق عقبات..والوصول عزم وثبات...وانا شابة في مقتبل العمر..ولدي امال واحلام..وهي تنصحني ان اكون قوية .وان افكر في المستقبل وانظر اليه بعيون وردية...ولا ادري لم تذكرت فؤاد وهي تحكي لي عن حبها لجمال ومدى استعدادها لمساعدته للخروج من ازمته...فقد تعرفت عليه عن طريق الصدفة وهو في حالة يرثى لها لتزداد اواصر معرفتها به وهي تحرص على الاخد بيده بادلة كل ما في جهدها لمساعدته للخروج من ازمته وها هي دي قد نجحت اخيرا في تخليصه من كوابيس الماضي بحبها وعطفها وتفهمها وصبرها...كلامها ينعشني وهي تضع يدها في يده بين وقت واخر او تطعمه بيدها وهو لا يكف عن شكرها وعدم نسيان جميلها في اخراجه من دوامة السكر وقادورات المستنقع وانا اضحك فجاة واذكره بقوله لفدوى انه لن يضع ثقته مجددا في النساء ولن يرتبط ثانية واجابني ضاحكا هو الاخر ان الحب يستعمر القلوب دون استئدان ولا ينتظر اشارة....
.واشتقت الى فؤاد حبيبي وزوجي امام الله فقد ايقظ هدا الثنائي المرح حنيني واملي الكبير في عودة فؤاد وانا استرجع لحظات سعادتي معه ولقاءاتنا في المقهى او حديقة او في بيته والموسيقى الحالمة وشعاراته وطموحاته واحلامه الكبيرة..ومخططات مستقبلنا...اشتقت اليك كثيرا يا فؤاد..وهو لن يغضب مني لو علم بقراري في التخلي عنه من اجل مراد...فقد اعتدت على ابلاغه بكل كبيرة وصغيرة تحدث في حياتي..وكان اتصال رفيقه بي احيانا لمعرفة اخباري ولنقل اخباره لي يجعلني احكي له عن كل مستجداتي...فؤاد يعرف كل شيء رغم البعد يعرف كل كبيرة وصغيرة..ويتفهم وضعي ..كما يشعر بالدنب لانه لم يفي حتى الان بوعوده لي..ولو تزوجت مراد لن يغضب فهو على يقين بحبي له فهو حبيبي الوحيد..ويقدر مدى حساسيتي المفرطة واشفاقي على مراد لكونه مريض...وماكان يجعلني لا افكر في تغيير رقم هاتفي رغم الازعاجات المتكررة لمكالمات غير مرغوب فيها واخرى كانت ندى تتعمد استفزازي بها لان رفيق فؤاد يتصل بي في هدا الرقم واذا غيرته لن اجد سبلا الى كيفية التواصل معه...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدمة في موريتانيا بعد اغتصاب جماعي لطالبة أمام والدها المريض


.. استخدام تقنيات التزييف العميق لاستهداف القيادات النسائية في




.. قلوب عامرة - د. نادية عمارة توضح كيفية -صلاة الجمعة بالنسبة


.. بدعم من الاتحاد الأوروبي.. ندوة في تونس تبحث سبل مواجهة العن




.. هدية الإيرانية.. قصة ضحية من ضحايا الزواج المبكر