الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات بارميطة29

لوتس رحيل

2014 / 7 / 2
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


اين انا؟لا اقوى على النهوض..افتح عيني بصعوبة..واحاول ان اتذكر...رباه انا ملقاة على سرير..وفدوى ,ذكرى,احمد..يحيطون بي..مادا يجري يا ترى؟ويقولون لي في صوت واحد:
الحمد لله لقد استعدت وعيك اخيرا,,
ولا ازال اشعر بدوار وتعب...
لم انا هنا يا فدوى؟اين انا؟؟؟؟
رباه..مادا حدث؟
احاول ان اتذكر بصعوبة...
واحمد يقول اني تلقيت اتصالا هاتفيا وبعدها اغمي علي وكان مضطرا لاصطحابي الى المصحة وانا في غيبوبتي منذ امس...
وانهمرت الدموع من عيني وانا استرجع ماجرى....
فقد كنت مشتاقة جدا للرحلة...ستكون مفاجاة كبيرة ..اجل...وقضيب احمد الذي لعب دورا مهما في حصولي على تأشيرة السفر...ومكافاة الوطن كبيرة ..ستغطي المصاريف...وانا مصرة على الذهاب...ساذهب ..ساطير اليك يا مراد...اشتقت اليك كثيرا...انا جد قلقة على غيابك..ولم هذا الصمت؟؟؟انا خائفة ان يحدث لك مكروه..
.وفدوى تشجعني..احمد ايضا بذل جهده في مساعدتي....الجواز جاهز..التاشيرة جاهزة..المال...ساذهب في اقرب وقت.
.مراد اريد ان اراك يا مراد...ساحضر اليك...ترى كيف سيكون رد فعلك وانا واقفة امامك؟؟؟؟يا لها من مفاجاة رائعة اليس كدلك يا صديقي؟فقد وعدتك..لن اتخلى عنك صديقي...ستشفى صديقي..وستنجح العملية...ساكون بجانبك..كل شيء مرتب ..ولم يبق لي شيء سوى طلب اجازة...اجل ساغيب عدة ايام...والمدير ليس هنا انه في سفر..انتظر عودته ليمضي لي الاجازة...يا لها من جرأة..اجازة اسبوع...واطير..اطير اليه..اعرف المكان..وعنوان المصحة..اه يا مراد..انت تحتاجني الان اكثر من اي وقت مضى..والدموع غزيرة فيضانات..
.وباقات ورود في غرفتي...فقد حرص احمد ان ياتي بي الى المصحة..تلك المصحة التي اخدنا اليها ام فدوى سابقا...
يبتسم لي في حنان وهو يضع يده في يدي مشجعا.:
.زهرة انها مشيئة الله يا زهرة..ولكل اجل كتاب...
وتقترب فدوى مني هي الاخرى تمسح دموعي:
ادعي له بالرحمة يا زهرة..انه القضاء ولا مرد لقضاء الله...المهم انك كنت مستعدة ان تضحي بحبك من اجله....وانك لم تتخلي عنه ...
ودكرى التي كانت تسترق النظر الي في حزن لم تتمالك نفسها لتنخرط في بكاء عنيف اضطرت الى الخروج مسرعة من الغرفة...
..وانا لا استوعب الامر..لا اصدق حتى الان...اصحيح ان مراد قد رحل؟؟؟؟؟لا يزال صوت مدير المصحة يرن في اذني...الاتصال الذي تلقيته..الان اذكر جيدا...اتصل بي مدير المصحة ليخبرني ان مراد.......يا الهي....لم تنجح العملية وقد اوصاه قبل اجرائها ان يتصل بي تاركا رقم هاتفي في الادارة..وكانه احس بفشلها..كان اخر ما نطق به قبل تبنيجه ان يتصل بي المدير ويخبرني بالنتيجة ويقول لي انه احبني فعلا وكان يتمنى ان يكمل مشوار حياته معي..
.قال له ايضا انه يطلب مني عدم البكاء او الحزن فهو سعيد فعلا ويكفي اني كنت مستعدة ان اضحي بحبي من اجله ...
لااذكر كلام مدير المصحة..كان يتحدث بفرنسية سريعة..لم التقط منها الا القليل.
.قال ايضا ان جثمانه سينقل الى مسقط راسه حيث مثواه الاخير...
وسقط الهاتف من يدي...واصبت بانهيار..
مراد..صديقي...اه يا صديقي....
وانا اتحسس خاتمه الماسي ..وكلماته الاخيرة ترن في ادني.
.ساعود اليك يا زهرة...
غاب فؤاد وغاب مراد...واحساس بالضياع..باليتم...بالوحدة يزداد شيئا فشيئا...ما اقسى هدا الاحساس الفظيع بالوحدة..ويبدو كل شيء مظلما...وكأن النهاية وشيكة..يبدو كل شيء مظلما...ودموع ساخنة..واتساءل في حرقة:
لم تخطفه يد المنون وهو في ريعان شبابه؟؟ترى ما حال والدته الان؟ ؟؟؟؟رباه...
واحسست براحة فقد صدقت فدوى..ما يهم اني كنت على استعداد لاضحي بحبي لفؤاد من اجله...كنت مستعدة ان امنحه السعادة ولو لبضعة ايام...ولكنه رحل الان....لا لم يرحل ولن يرحل ابدا..سيبقى في مخيلتي في حياتي...انه مسافر فقط...سيعود حتما كالعادة..ويجلس في تلك الطاولة يرمقني ويومئ براسه ويحييني...هذه الفكرة اجد فيها عزاء هي الاخرى...وام فدوى تاتي لزيارتي ونزار ابن فدوى ايضا...والمدير ايضا..فقد عاد من سفره ولكنه عاد متاخرا...ولم تعد التاشيرة مهمة...ولا شيء يهم..فالاجازة التي قررت قضاءها هناك برفقته شاء القدر ان اقضيها هنا في المصحة...وحاولت جاهدة ان اتجلد وان اقاوم...وما استغربت له وزاد من المي باقة ورد متنوعة وجميلة ..وانا احب الورود جدا..وبطاقة اعتدار...حاولت ان اعرف من ارسلها دون جدوى...لافاجئ به وانا اجمع اغراضي للخروج بمساعدة فدوى التي كانت تزورني بانتظام وتبقى بجانبي طيلة اليوم..واحمد ايضا..ودكرى تاتي بين الحين والاخر فهي مشغولة هده الايام وتستعد للدهاب صحبة عريسها العنين...كانت المفاجاة مخجلة شيئا ما..لان مرسل الورود هو مدير الشركة..الذي انتقمت منه وتلاعبت بمشاعره..والدي كان سببا في لقائي بمراد...فقد زارني في المصحة..واعتدر عن سلوكاته السابقة معي..كما ابدى استعداده الكامل لتوظيفي بالشركة...ووجدت نفسي اعتدر انا الاخرى عن تصرفاتي...وباني كنت مرغمة لانه جرحني جرحا بليغا مما دفعني الى اهانته انا ايضا..وباني لم اكن اقصد دلك بتاتا..ولا دراية لي في مجال التلاعب بالمشاعر او النفاق والخداع...فموت مراد غير اشياء عديدة..جعلني اشعر بحزن عميق..وحنان غريب...ورغبة ملحة في الانطواء والصمت..لكن احمد وفدوى حاولا مجددا اخراجي من عزلتي..والقيام بجولات يومية قبل الدخول الى المستنقع...واصبحت انظر الى الاشياء بطريقة اخرى او بالاصح اكتشف الحياة بمنظار اخر.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أهالي السوريين المفقودين في سجون الأسد يواصلون البحث عن أحبت


.. المرصد السوري لـ-العربية-: سجون عفرين شهدت اعتداءات واسعة عل




.. عائلة الأسد…رفاه وبذخ على حساب تجويع الشعب


.. هديل عجمي طالبة شاركت في الندوة




.. الأستاذة الجامعية هدى عبادة