الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الياغورت والموت السياسي

سيومي خليل

2014 / 7 / 5
المجتمع المدني


أتهزأ مني أن سمنتَ وأن ترى *** بجسمي شحوب الحق،و الحق جاهد
عروة بن الورد
-----------------------------
اعذريني أيتها الوردة ،إن قلت أنك ذبلت ، ما عدت تثيرين عشاقك أو المتعاطفين معك في ولوج أريجك ، وما عادت حمرتك تشوق الناظرين إليها ، وجف الخطاب منك كأنك لم تكوني يوما صادحة بهموم شعب ، ولم يكن الكثير من الشعب يقف عند بابك لأخذ بطاقة الإنخراط ، صار الإنخراط أيتها الوردة فيك يشبه الدخول إلى خان رخيص ... عفوا أيتها الوردة .
حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا يعرف كيف يتعامل مع إفلاسه ، أقولها رغم علمي أن دراع الممانعة سقط ، وتحول الدراع إلى سكين يجز رقاب الشعب ، وخلت ساحة *لا * ممن كان يقولها بقوة وجرأة، وباتت تقال من تحت الخناجر ،خافتة ، ضعيفة ،كأنها أسياخ تقطع اللسان .
المستشارة ليطفة الزيواني أخطأت الطريق ومشت في مسار السياسة ، الذي قبلها دون أن يعيدها جمركيي السياسة من حيث أتت لأنها لا تحمل جوازا سياسيا نضاليا قويا ، وقبلها حزب القوات الشعبية الذي ربما منع الكثيرين عن ولوجه إبان لمعانه لأقل شبهة .دخلت الزيواني بحذائها الأبيض الذي ظهرت به في الصورة اللاإنسانية على بساط شيده الكبار ،كي تدنسه بصغرها اللامتناهي .
لا أفهم كيف يفكر بعض الناس ، فهم من دون حياء ، يخلطون حابل السياسة المريضة عندهم ، بنابل المعاناة والفاقة والفقر عند الآخرين ؛ ما الذي كانت تفكر فيه لطيفة هذه وهي تنحني لتقدم علبة ياغورت لطفل وأمه البائسين وعينها على الكاميرا ، أو الهاتف الذكي ، أو خادمها المرافق الذي سيلتقط لها الصورة ؟؟؟.
هل المشكل في اعطاء علبة ياغوروت ؟؟؟ أكيد لا ،وإن كان الأمر هو الآخر يقبل النقاش ، فلا تعطونا قفف غذاء أو علب ياغورت بل امنحونا مجتمعا متماسكا يتعايش فيه الجميع .
المشكل يكمن في آخذ صورة فوقية ، صورة تجمع السيد - العبد ، صورة تظهر مفهوم الطبقات أحسن مما نظر له ماركس ، صورة في عمقها لا إنسانية ، وإن اعتقدت صاحبتها المغفلة أنها إنسانية .
علبة ياغوروت ياطفلي الصغير وسيصر عالمك حلوا
ستكبر سريعا
سيكتب على قفاك مواطن صالح
رضيت بالوضع كما هو
فيكفي أنك تساوي علبة ياغورت .
عذرا أيها الحزب ، الذي لولا أمثال لطيفة فيك ،ولطيف ، ومتلطف ، و ...و ..لكنت باحثا عن بطاقة الإنخراط منك ، لكن ووضعك هكذا فأنا ارفضها حتى وإن كانت طريقي إلى الجنة ؛ فأنا العادي جدا ،والذي لم ازر الرباط إلا مرة واحدة وسريعة ، أرفض أن تكون لي نفس بطاقة السيدة المستشارة ...
هو إذن تأشير على موت السياسية ، او هو تاشير على ممارسة السياسة بعلب الياغوروت ،وبالتصدق ،وبالعطايا . ليست لطيفة هذه غلا مظهر من مظاهر الساسيين والمسؤوليين في البلد ، قل شانهم او علا ،ورثوه أو اكتسبوه .فقر شديد في الفهم السياسي ، والاكثر في الذوق الغنساني ؛ أظن ان غنسانا بسيطا لو اقترحت عليه ان يأخذ صورة في مثل هذا الوضع لرفضها ، سيمنح الياغورون ، أو أي شيء يجود به ،دون ان يأكد هذا البؤس والتعالي في صورة لا إنسانية .
ألا يمكن فصل المستشارة عن الحزب ؟؟؟ أظن أنها ستكون خطوة تعيد للحزب أمجاده ، فمثل هذه المنخرطة تسيء للحزب اكثر مما تخدمه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين