الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقاحة لدرجة الإستفزاز لدى الأبناء... كيف تتعاملين معها؟

ماريا خليفة

2014 / 7 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع



في البداية نجد تحدّيهم لأهلهم ظريفاً وممتعاً ونرى في وقاحتهم جرأة ومحاولة لإثبات ذواتهم فنضحك. أما حين يكبرون فيصبح كلامهم غير المدروس مشكلة تؤدي إلى نزاعات. ما سبب تحدّي الأولاد لسلطة الأهل؟ ولماذا يردّون باستفزاز لدرجة الوقاحة ؟ وماذا يفعل الأهل لحلّ هذه المشكلة؟

توجّهين إليه الكلام فلا يعيرك اهتماماً وإذا أجاب فبتحدّ واستفزاز. هو يعرف كل شيء ويفوق الجميع ذكاء وفطنة. إذا كان هذا الوصف ينطبق على ابنك فتنبّهي إلى أن كل هذه المؤشّرات تنذر بوجود مشكلة الاستفزاز لدرجة الوقاحة.
أمام هذا الواقع لا تستطيعين أن تقفي مكتوفة الأيدي منتظرة الحل. أنت بحاجة لإعلان حال الطوارئ وتشخيص المشكلة من خلال معرفة سبب هذه العادة وكيفية تطوّرها، ثمّ إعادة النظر في ردود فعلك حتى تنجحي في تعليم الولد طريقة تصرف بديلة.

متى يتخطّى الحدود؟
عليك أوّلاً أن تعرفي متى تخطى الولد حدود اللياقة والتهذيب الاجتماعي وأصبحت أقواله وتصرّفاته تلامس حدود الوقاحة؟ لمعرفة ذلك إطرحي على نفسك الأسئلة التالية:
- هل يتذاكى كثيراً؟
- هل يتصرف بكبرياء؟
- هل يبرع في مجال معين مثل الرياضة ويتباهى بهذا الأمر؟
- هل يقلّل من احترام أهله ومعلّميه ورفاقه؟
- هل يقوم دوماً بالاعتراض على القرارات والطلبات والمهمات التي تعطى له؟
- هل يكرر عبارات مثل:" هذا غبي" " يا له من أحمق"؟
- هل يسأل دائماً " لماذا" بطريقة تقلل من قيمة الآخر؟
- هل يتخلّف دائماً عن إتمام ما يطلب منه؟
- هل يقاوم الالتزام بالقواعد والنظام؟
- هل يشكك بذكاء أهله ويتحدّى سلطتهم؟
- هل يبدو أنه لا يحب الناس؟
- هل يتصرّف بتعالٍ أو يحاول تصغير الآخرين ليبدو هو متفوقاً عليهم؟
- هل لديه دائما تعليق لاذع على ما يحصل من حوله؟
- هل يستخدم ألفاظ نابية؟
- هل هو بارع بالكلام أكثر من الفعل؟
إذا كان جوابك على ثلاثة أسئلة من هذه نعم، ذلك يعني أن لدى إبنك مشكلة الاستفزاز لدرجة الوقاحة وعليك أن تفكّري بطرق جدية للمساعدة أو استشارة أصحاب الإختصاص لتغيير هذه العادة السيئة قبل أن تصبح طبعاً راسخاً يعيق تقدّمه في الحياة ويسبب له المتاعب.

ما سبب تصرّفاته؟
بعد إكتشاف وجود المشكلة التي يعاني منها إبنك عليك أن تجدي الإجابة على السؤال التالي: لماذا يتصرّف على هذا النحو؟ هل لأنه يحاول أن يثبت قوّته وتفوّقه على غيره أم لأنه يريد أن ينتقم لسبب قد يعرفه أو قد لا يعيه أو يريد أن يتجنّب بكل بساطة الإحساس بالألم الذي يشعر به في المدرسة أو في البيت أم أنه يحاول أن يثبت وجوده من خلال لفت الانتباه؟
حاولي أن تجدي الإجابة على هذا السؤال فمن المهم معرفة السبب وراء هذه المشكلة من أجل أن تتمكّني من حلّها.

ما تأثير سلوكه على المجتمع؟
وبعد تحديد المشكلة وإكتشاف السبب أو الأسباب المؤدّية إليها، عليك بمراقبة تأثير سلوك وقاحة إبنك على أفراد مجتمعه سواء في البيت أو في المدرسة وتحديد درجة الوقاحة التي بلغها، حاولي أن تجيبي على الأسئلة التالية: هل يعاني رفاقه من سخريته ولا يشعرون بالراحة معه لأنه يعاملهم بفوقية؟ أيثير لدى إخوته ورفاقه إحساساً بالعزل عوض الإحساس بالانتماء؟ هل يجعل مصداقية الأهل تهتز بنظر إخوته؟ هل تصبح عملية اتخاذ القرارات في المنزل صعبة؟ هل يقاطع الشرح والمناقشات في الصف ويزعج رفاقه والمعلّمين؟ هل يثير غضب الأولاد الآخرين فيرغبون في الانتقام منه؟

ما هي أخطاء الأهل؟
في موازاة مراقبة سلوكه وتصرفاته على الأهل مراقبة طريقة التعامل مع الإبن ومراجعة النفس جيّداً ومحاولة إكتشاف الأخطاء التي يمكن أن يرتكبها الأهل في تربيتهم فتزيد هذه الحالة سوءاً. فهل اعتمدتما أحد هذه الأساليب في تربيته:
- الإنفعال والغضب وفقدان العقلانية.
- المبالغة في القصاص.
- إهانة الولد كلامياً.
- توبيخ الولد بشكل جارح أمام رفاقه أو راشدين آخرين.
- الطلب إلى الولد أن يختار قصاصه بنفسه.
- إعتبار تصرف الولد إهانة شخصية مما يمنعهم من التصرف بموضوعية.
- محاولة حلّ كل المشاكل في العلاقة مع الولد بطريقة علنية عوض أن تكون شخصية.
- عدم التواصل مع المدرسة التي من الأرجح أنها تعاني من التصرف نفسه.
إذا كنت تعتمدين أحد هذه الأساليب التربوية الخاطئة مع إبنك عليك أن تصحّحي خطأك حالاً لمساعدة إبنك في تخطّي مشكلة الوقاحة لدرجة الإستفزاز.

ما العمل؟
إسألي نفسك حين تواجهين سلوكاً ينمّ عن وقاحة مستفزّة:" لماذا يفعل ابني ذلك؟ ما الذي يدور وراء هذا السلوك؟ ما هي الحاجات التي يحتاجها ولم يحصل عليها؟ ماذا أستطيع أن أفعل لأساعده في التصرف بشكل لائق؟
تعاملي مع الأنا الكبيرة عند الولد. فإذا علم أنك على دراية بمواهبه سيعتقد أنك ذكية وتستحقين أن يناقش معك الأمور. قولي له أنك تقدّرين مهاراته لكنه يفتقر إلى شيء أساسي وهو تقدير مهارات غيره.
تذكري أن الولد يسعى إلى إعطاء نفسه أهمية. ركّزي إذاً على طاقاته الفكرية وأسندي إليه مهمات تساعده على توسيع معرفته وإبرازها. لا تتقاتلي معه ولا تحطّي من قدره. بل علّميه كيف يجب أن يتصرّف ليحصل على ما يريده.
دعيه يعرف أنه يشكّل إضافة مهمة إلى العائلة. وحمّليه مسؤوليات إضافية فهو من النوع الذي يملّ بسهولة. أخبريه قصصاً عن أشخاص يتمتّعون بقدرات وطاقات فريدة لكنهم يفشلون لأنهم لا يعرفون كيف يتعاملون مع الآخرين. أطلعيه على الإحصاء التالي: السبب في صرف أو خسارة 85 في المئة من الأشخاص لوظائفهم هو وجود مشكلة لديهم في التعاطي مع الناس وليس عدم براعتهم في تأدية أعمالهم.
في المقابل لا تحاولي أن تفرضي عليه رأيك ولا تعارضي ما يقوله، فأصغي إليه دون أن تتجادلي معه. احرصي على ألا يصدر منك أي تصرّف إستفزازي مهما كنت غاضبة. لأنك حين تفعلين ذلك تثبتين لولدك أن الأنا الأكبر هي التي تربح.
إعتمدي الهدوء والوضوح والخصوصية في تصرّفاتك مع إبنك وإسعي دائماً لتعزيز ثقته بنفسه، وتأكدي من أن هذه الخطّة هي الطريقة الوحيدة التي تحلّ المشكلة ولا تعقّدها. فلا تستسلمي أبداً لرغبتك بتحجيمه، ذلك لن يعطي نتيجة .
في النهاية، لعلّ ابنك أو ابنتك يتصرفان بوقاحة واستفزاز لأسباب تخفى عليك مثل الحاجة إلى إبراز مواهبه، أو الحاجة للشعور بأهميته. أو ربما يشعر بالغيرة أو عدم الأمان أو يتطلّع إلى الاهتمام. أو يكون بحاجة للثقة بنفسه أولاً ثم بالآخرين.... وفي كل الأحوال هو يحتاج حبك غير المشروط وصبرك لكي يعرف أن لا حاجة للوقاحة والاستفزاز للحصول على ما يريده.


اليوم قرارك بإيدك... فكّر قرّر غيّر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الترجي التونسي يستضيف الأهلي المصري في ذهاب الدور النهائي|#ه


.. الوصل يحقق انتصارا تاريخيا على النصر ليتوج بكأس رئيس دولة ال




.. لماذا تخاف إسرائيل من مخيم جنين؟


.. شهيدان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم بربرة وسط رفح جنوب




.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية