الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يا رمضان ؟

حازم الحر

2014 / 7 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


صباح الخير لجميع البشر
كانت الساعة الرابعة بعد الظهر جلس محمد ابن الست سنوات على غير عادته هاديء وعابس وكانه يتألم من شيء ما .
انفصل والداه قبل ثلات سنوات وبقي في حضانة والده وجدته وجده وتزوج والده فتاة متدينة جدا ترعى عائلته ومنذ اليوم الاول ناداها ماما لعطشه الشديد للكلمة بكل معانيها وللحق هي فعلا حنونة وتعامله وكانه ابنها .
وجاء رمضان قبل ايام وبدأ عذاب محمد ابن الست سنوات وتغيرت معاملة ماما الحنونة !! وسط دهشة محمد وتسائلاته . وبحكم كوني قريب للعائلة سالت زوجة الاب عن سبب اكتآب الطفل وهدوئه الغريب ؟
انه صائم وساعلمه الصلاة ليدخل الجنة قالتها بسعادة وكانها انتصرت على الشر في محمد
ولكنه طفل صغير ولا يعرف شيئا عن الصيام غير انه عذاب وحرمان اجبتها وانا اقترب من الطفل لاحضنه بحرارة كما حضنته يوما حين احضر هدية عيد الام من مدرسة الحضانة وقدها لجدته على انها ماما .
وقلت لها كيف تسمحين لنفسك بتعذيب طفل ربما سيكرهك بعد ان وصفك ب ماما وهو لا يعرف شيئا لا عن الصيام ولا عن الصلاة ولا الجنة ولا النار ؟
قالت ساعلمه الصيام والصلاة منذ الآن ليكبر رجل صالح يعرف ربه ويطيع اوامره ولا تقلق عليه فهو سيتعود الصيام وتوعدته بحرمانه من المصروف ان هو أفطر وهو يسمع ويجلس بجانبي . وتركتنا لتدخل المطبخ
وكان لا بد أن اتدخل ليس لأغير قناعاتها فلا جدوى من ذلك ولكن لأنقذ الطفل من المه الغير مبرر وخطرت ببالي فكرة أن آخذه معي مشوار واطعمه واسقيه فقلت لها سآخد محمد لتمضية الوقت وسنحضر قبل موعد الافطار ووافقت وفي عيونها نظرة تحذير لي وقالت لمحمد أياك ان تفطر ساعرف ان فعلتها واعاقبك .
وامسكت بيد محمد وهو يسير متثاقلا وكانه مريض وذهبنا الى مطعم بمدينتا في الحي المسيحي وسالته شو بدك توكل يا محمد ؟
ورد محمد باستغراب خلص أذن الجامع ؟؟
قلت له نعم مش شايف الكل هون بيوكل ؟
فتبسم وقال اول شي بدي مي اشرب... وشرب ولكني حذرته من شرب الكثير والا لن يتمكن من الاكل ففعل بسعادة وطلب سندويشة شاورما كانت رائحتها تملأ المكان فطلبتها له وطلبت لي فنجان قهوة رشفتها وانا اراقب سعادته وهو ياكل ببرائة وفي عينيه نظرات شكر وأمتنان اسعدتني وكاني انقذت حياته . وما هي الا دقائق حتى عاد محمد لطبيعته ... نشيط يلتفت حوله ليتعرف ويعرف ويسال وكانت الساعة قد اقتربت من السادسة فخرجنا ودخلنا حديقة عامة قريبة بها العاب ومراجيح وعدد قليل من الاطفال ليس كعادتها .. فالكل صائم وتمتع محمد ولعب وسعادتي لا توصف بسعادته .... وكان لا بد من العودة والتي لم افكر في عواقبها قبل فمحمد سيعود لماما غير ما تركها سعيد ونشيط وقررت ان اقابل الموقف واتحمل المسئولية كاملة وشو ما يصير يصير . وركبنا السيارة في الطريق للبيت وقد ازدحمت الشوارع وسط ابواق السيارات وعصبية السائقين فموعد الافطار اقترب والكل مستعجل ومعصب الا انا ومحمد سعداء ومتسامحين ونفسح الطريق للجميع ولا كلمة شكر ( وكانهم يعرفون اننا مفطرين فليس من عادة الصائم الابتسام ) ووصلنا البيت ومحمد فرح بصيامه وافطاره وسياخذ مصروفه ورضى ماما . وقابلتنا بالباب ورأت محمد القادم غير محمد قبل ساعات فبادرها قائلا وبسعادة افطرت ولعبت وكييفت . ونظرت الي بنظرة لؤم لم اكترث بها وقالت .. انت بدك تخرب الطفل مثلك ؟ الحق مش عليك الحق علي اني صدقتك وسحبت الطفل داخلا وطرقت الباب وركتهم وانا اسعد رجل في العالم واسكررها يوميا مع محمد وساجعله لمحمد فعلا شهرا فضيل . تحياتي لحميع البشر ورجاء رحمة باطفالكم فالله محبة وحنان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حازم
عدلي جندي ( 2014 / 7 / 5 - 14:55 )
أيضاً لا تنسي ان تقدم له وجبات تحميه من الخرافات.... غذاء العقل
تحية أيها الحر


2 - لا حقّ لك في دفع الطفل لكسر صيام رمضان
ليندا كبرييل ( 2014 / 7 / 5 - 18:20 )
الأستاذ حازم الحر المحترم

حتى السطر الأخير وأنا أتأمل أن تقول أنه حلم، أو أمنية ترجوها لمحمد الطفل
لكني وجدتك جاداً

ليس من حقك أن تفعل ما فعلت رغم نيتك الطيبة، فالأفعال هنا لا تؤخذ بالنيات ،ولعل الطفل سيكبر يوماً ويستوعب ما حصل له معك وسيحقد على تصرفك هذا ويعتبره دليلا على النية الخبيثة لأهل الكتاب الذين يودون صرف المسلمين عن عباداتهم

هذه مسؤولية أهله أولاً
وما فعلته يعتبر تعديا عن سابق تصميم وإصرار على مسؤولية الأهل تجاه أولادهم،ولعل زوجة الأب ستتشدّد مع الطفل أكثر بعد (الخيانة)هذه، لأنها وثقت بك عندما سلمتك الطفل رغم أنها كانت متشككة ومحذرة لك بعينيها

قانونياً: أنت غير محق
وللعلم، فإن أكبر دولة إسلامية(أندونيسيا) يصوم الأطفال فيها كما الكبار تماماً وبفرحٍ، حتى منْ له عذر مرضي يتغلّب عليه ويصوم

المقالات التي تتحدث عن أضرار الصيام لا تتوقف منذ سنوات طويلة، وما أكثرها~ ومع ذلك فإن أعداد الصائمين في ازدياد وخصوصا من الأطفال
ليس بهذه الطريقة تعالج الأمور وشكراً

مع الاحترام


3 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 7 / 6 - 00:50 )
أولاً : أنظروا إلى الخبث , يقول الكاتب : (وذهبنا الى مطعم بمدينتا في الحي المسيحي)! .
أنه التبشير المسيحي!... على العموم , المسيحيه هي نقيض الإنسانيه , و التاريخ , و الواقع المعاصر ؛ يؤكدان هذه النقطه .
ثانياً : لا توجد آيه قرآنيه أو حديث نبوي (صحيح) يأمران بصيام الأطفال , و هذه وحدها تنسف كل أفكار الكاتب .


4 - صباح الخير اخي عدلي جندي
حازم الحر ( 2014 / 7 / 6 - 05:25 )
شكرا لمرورك ووعد ان اعمل بنصيحتك واقدم له وجبات تغذي عقله وترسخ فيه أن الله محبة ولكل البشر


5 - صباح الخير اختي ليندا
حازم الحر ( 2014 / 7 / 6 - 05:31 )
اشكرك لمرورك واحترامي لرأيك وفعلا هذه حقيقة وليس حلم وأعتذر ان لم اذكر ان محمد هو حفيدي الغالي ويومك سعيد


6 - صباح الخير اخي عبد الله خلف
حازم الحر ( 2014 / 7 / 6 - 05:44 )
اولا - انا لا اعترف بجميع الاديان وواثق بوجود رب للكون يحب جميع البشر وخاصة الاطفال ولست مبشرا مسيحيا واقيم في مدينة يتعايش فيها المسلمين والمسيحين بسلام ومحبة واحترام والمطاعم في الحي المسيحي تقدم الوجبات في رمضان خلف ابواب مغلقة احترام لمشاعر المسلمين .
ثانيا - لا يهمني ان كان هناك اية قرانية او حديث لمحمد يامران بصيام الاطفال تحياتي لك واحترامي لرايك


7 - إلى الأستاذ حازم الحر
نضال الربضي ( 2014 / 7 / 6 - 08:11 )
تحية طيبة أخي حازم،

ما فعلته مع الطفل يضعنا في جدلية كبيرة، فلقد فرضت ما تراه صحيحا ً على الطفل بنفس الطريقة التي فرضت فيها الأم أدلجتها الخاصة، لكن الفرق أن الأم مسؤولة عن طفلها بينما أنت لا تتمتع بهذه السلطة فيجي تدخلك قسريا ً لا حق لك فيه.

المشكلة الأكبر أنك قد عرضت الطفل لمزيد من التشدد من جهة الأم التي يبدو أنها تعوض عن نوع من الكراهية المكبوتة تجاه ابن زوجها تكفر عنها في المغالاة بإظهار الحب و العناية خصوصا ً أن الصيام في هذا العمر غير مطلوب، فما الداعي له سوى التأكيد الدفاعي للحب.

مشكلة أخر تبرز أمامنا: هل يحق لأي شخص التدخل في أطفال الآخرين؟ أين نرسم الخط؟ ما هي الحدود؟

أنا لا أتفق مع الذين يريدون أن يغيروا العالم بفرض ما يعتقدون، فلقد أثبت التاريخ أن الحروب و الفتوحات و الاضطهادات كانت تفشل دوما ً و أن استيراد الديموقراطية للعوالم غير الجاهزة يفرخ نقيضها البربري.

تذكر يا أخي الكريم أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة.

هذا الطفل مسكين بحق لكن سياسة -من رأى منكرا ً فليغيره بيده- لا تنفع سواء ً قالها الدين أو قالها العقل، فالنتيجة في الحالتين عكسية.

تحياتي لك.


8 - أحترم رأيك أخي حازم لكنك مخطئ برأيي
ليندا كبرييل ( 2014 / 7 / 6 - 09:38 )
حتى لو كان حفيدك.. إنه خارج نطاق مسؤوليتك كما أرى
أن نكون أقارب الطفل لا يعطينا الحق أن نتولى تربيته حسب نظرياتنا، إنها مسؤولية أمه وأبيه

أرجو التفضل بقبول الاختلاف وشكراً


9 - عبد الواوي ال سعود
منير سراج ( 2014 / 7 / 7 - 00:38 )
تقول يا عبد الواوي
أولاً : أنظروا إلى الخبث , يقول الكاتب : (وذهبنا الى مطعم بمدينتا في الحي المسيحي)! .
أنه التبشير المسيحي!... على العموم , المسيحيه هي نقيض الإنسانيه , و التاريخ , و الواقع المعاصر ؛ يؤكدان هذه النقطه .
--
فعلا كم هو خبيث ويبشر بالدين المسيحي يا عبد الواوي.. كان يجب ان يكتب هكذا:
دخلنا إلى المسجد الذي بني على انقاض الكنيسة التي هدمها اهلنا المسلمون عندما اجتاح أجلاف الصحراء -أجداد عبد الواوي- مدينتنا قبل الف سنة

عن ذلك تصبح الصفحة نقية من التبشير للدين المسيحي الذي تبغضه أيها الإمعة الداعشي ..ويمكن لبدوي يحقد على كل من خالف دينه الوهابي الإرهابي أن يدخل الصفحة ويكبر بها الله أكبر.. فالحوار المتمدن بالنسبة لأكثالك حكر على المسلمين لأنه دار الإسلام ويحضر على أحد في دار الإسلام التبشير ما عدا لعقيدة الصحراء ورب الرمال

كم انتم يا اتباع الوهابية وداعش دون وعار على البشرية. متى تتخلصون من نجاسة تكفير الجميع؟


10 - صباح الخير لجميع البشر
حازم الحر ( 2014 / 7 / 7 - 07:22 )
شكري واحترمي لجميع المعلقين مؤيدين ومعارضين . وستبقى اضحكة محمد وفرحته لا تقدر بثمن عندي وانا مقتنع وضميري مرتاح ان ما فعلته وسافعله هو الصح . فمحمد لم يذق من صيامه غير العذاب ولا يحمل أي ذنب ليغفر له اله المسلمين بصيام رمضان . تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد


.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس




.. قوات الاحتلال تمنع الشبان من الدخول إلى المسجد الأقصى لأداء


.. صرخة آشور بانيبال ..هل هي نبؤة؟




.. الانتخابات الرئاسية الأمريكية: أي دور للقوميين المسيحيين؟