الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موقف الإخوان المسلمين من حقوق المرأة

صلاح الصادق الجهاني

2014 / 7 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المآخذ التي تؤخذ على الحركات الإسلامية وحركة الإخوان المسلمين موقفها من تساوي حقوق المرأة مع الرجل تعدد الزوجات، وعصمة الرجل، وتقلد المناصب القيادية، والاختلاط، والطلاق، والميراث، وحق التعليم، والاشتغال بالسياسة، وغيرها من القضايا، وكان أغلب هذا النقد ينصب من الدول المتقدمة، التي قطعت شوطاً كبيراً في الحصول على مكتسبات وحقوق للمرأة أمام الرجل، والتي اعتبرت هذا الموقف، لا يتمشى مع روح العصر، وخاصة دول الغرب في أوروبا وأمريكا، حيث تنشط المنظمات والجمعيات التي تدافع عن مثل هذه القضايا، وخرجت الكثير من الكتابات والتقارير الدورية التي تناقش وضع المرأة في المجتمع العربي الإسلامي، وتصور معاناة المرأة في ظل تعاليم الإسلام، حتى أصبحت الصورة متلازمة وغير حقيقية للإسلام، مع قمع لحرية وحقوق المرأة، وكان للدعاية السياسية جانب كبير في الترويج لهذه الصورة.
ففي سويسرا قُدم استبيان علي قرار البرلمان السويسري الذي يرفض المساس بالمآذن قياساً للرأي العام حول هذه القضية فخرج القياس مطابقاً لقرار البرلمان السويسري، ولكن عندما عرض على الاستفتاء حدث العكس، وصوت لمصلحة هذه القوى اليمينية، بإزالة المآذن، وكان ذلك نتاجاً لحملة هذه القوى اليمنية التي تستعمل مثل هذه القضايا؛ لتكوين قاعدة شعبية، صورت الإسلام بأنه معادٍ للمرأة ومضطهداً لحقوقها، واستدل على ذلك بصورة للمرأة في أفغانستان، تحت حكم طالبان الإسلامي.
إضافة إلى وضع صورة للمرأة على ملصقاتها (المرأة المحجبة)، والتي تعتبر عورة حسب تعليم الإسلام من وجهة نظرهم، واستطاعت أن تستقطب مساندين لقضية المرأة والنساء في سويسرا، لصالح هذا الاستفتاء، وتكسب رأياً عاماً صوت لها؛ لإزالة المآذن في سويسرا؛ ولذا كانت قضية المرأة من القضايا المهمة التي يجب البحث فيها وتوضيحها، وخاصة بعد التغييرات التي حصلت بعد مراجعة والتجديد لحقوق المرأة.
"والغريب أن كل الدعاوى التي تستهجن ظروف المرأة، في ظل التشريعات الإسلامية وتأخذ عليها الكثير من المواقف، والتي تأتي من الدول الغربية، حيث تنشط جمعيات حقوق المرأة، لو نظرنا إلى مراحل تاريخية ليست بعيدة سنجد أن حقوق التي اكتسبتها المرأة في أوربا متأخرة جداً، إذ كانت تعاني من تهميش وانحطاط في التعامل معها لدرجة غريبة".
واذا رصدنا التطور الزمني لحقوق المرأة في أوربا لوجدنا أنه " في القرن السادس عشر، عقد الفرنسيون مؤتمراً عن البحث في ماهية المرأة، وهل يمكن اعتبارها إنساناً أم غير إنسان؟ ولكن المجتمعين أنصفوها !! واتفقوا بعد أخذ ورد، على أنها إنسان، ولكنه إنسان قذر، خلق لخدمة الرجل!! وحتى بعد الثورة الصناعية، والثورات التي مرت بها فرنسا، وكل الدساتير التي صدرت نرى لنظرتهم الدونية للمرأة بشكل عام، ونرى ذلك مثلاً في القانون المدني الفرنسي (قانون نابليون )، الصادر بعد الثورة الفرنسية سنة 1840 م.
ولذا جعل الرجل منفرداً دون المرأة، فهو الذي يتصرف كيف يشاء فيما يخصه أو يخصها، ففي هذا القانون وفي المادة - 217 – جاء: " أن المرأة المتزوجة، حتى لو كان زوجها قائماً على أساس الفصل بين ملكيتها وملكية زوجها، لا يجوز لها أن تهب، ولا تنقل ملكيتها، ولا أن ترهن، ولا أن تملك بعوض أو بغير عوض، بدون اشتراك زوجها في العقد أو موافقته الكتابية"، وهذا نتاج قواعد ظالمة وليست تشريعياً دينياً.
لذا نجد أن حقوق المرأة ليست سوى نتاج لعلاقات اجتماعية ظالمة، يستغل فيها كل أفراد المجتمع وليست المرأة فقط لصالح النخبة القليلة المتحكمة لذا يجب معرفة أصول المشكلة هي ليست المشكلة الدينية، بل مشكلة في القواعد الظالمة التي تتم فيها العلاقات بين أفراد المجتمع، "وحفظ حقوق المرأة قاعدة، ولكنها قاعدة تتطلب أولاً أن يكون للمرأة حقوق، وهى مشكلة يصعب حسمها في مجتمع يحكمه إقطاعي لا يعترف بحق رجل أو امرأة ". أما حق التعليم للفتيات في التعليم الثانوي، فلم يصدر إلا في سنة 1924، ونحن نسلط الضوء على قضية واحدة من قضايا المرأة المتعددة، على سبيل الاستدلال والمقارنة، وهى قضية الاختلاط.
وموقف حركة الإخوان المسلمين من هذه القضية إذ قارنا ذلك بالمدة الزمنية بين ما وصل له فكر حقوق المرأة في أوروبا، ونضج الفكر في حركات الإسلام السياسي لوجدنه يدل علي بطء شديد لدي هذه الحركات ولكان يدل على تطورها؛ لمواكبة روح العصر، فنشاهد في أدبيات الإخوان المسلمين، تطوراً في مواقف حقوق المرأة، فالإخوان المسلمون الذين " لم يوافقوا على قانون الكوتا "، المعروض على البرلمان المصري وتم رفضه من قبل الإخوان، إلا أن الإخوان قاموا بترشيح المرأة على مقعد الفئات في محافظة الإسكندرية، وتلك كانت نقلة لعمل الجماعة، وتكيف وضح مع العملية السياسية".
وإن كان هذا هو موقف الإخوان المسلمين، من القضايا التي تم اختيارها كعينة لدراسة تطرف واعتدال هذه الحركات، فإن الانفتاح وطور التجديد الذي مرت به حركة الإخوان المسلمين يعتبر تطور كبيراَ في فكر الإخوان المسلمين، وخروجهم من النفق المظلم، الذي وضعهم فيه فكر السيد قطب، والذي جعلهم في صدام مستمر مع السلطة، لتنتهج نهجاً تكفيرياً نحو المجتمع، التغير الذي تعرض لها حركة الإخوان، وتحولهم إلى حركة سلمية، رغم كل ما مارسه النظام نحوهم من عنف غير مبرر، بل كان من الأسباب التي جعلت الحركة تلقى تعاطفاً أكبر، وتزداد شعبيتها، وتُعطي مصداقية لهذه الحركة نحو شعاراتها التي أطلقتها، والتي كانت دائماً موضع تشكيك.
وسوف نرى أن التأثير الذي طرأ على الحركة، سيكون له انعكاس على فكر الحركات الإسلامية في الوطن العربي، ونرى ذلك بوضوح في حركة النهضة التونسية، والتي أخذت موضوعاً للدراسة، كنموذج للحركات الإسلامية المعتدلة في المغرب العربي في الكثير من القضايا، وخاصة قضية المرأة، إلا أن مشكلة الحركة نحو قضية المرأة، هي من جانب شرعي، وليس من جانب تنظيري، فلا يزال رغم الكثير من التجديد في فكر الحركة قضية تولي المرأة المراكز القيادية العليا متضارباً مع الشريعة الإسلامية، وكذلك قضية تعدد الزوجات.
واعتبرتها الحركة "قضية من الفروع، وليست من الأصول، وقدمت لها مبررات علمية، تتناسب مع لغة العصر، وكذلك قضايا أخرى، مثل عمل المرأة التي أصبحت من القضايا، التي فرضت نفسها من خلال تطور المجتمع"، ولاقت تفاهماً من الحركة ومنظريها، قضية المرأة بالذات هي من القضايا الحساسة جداً، وخاصة مع المجتمعات المتحضرة، وتقييمها لهذه الحركات، وعلى الجيل الجديد، أن يُعطي هذه القضية الكثير من الاهتمام؛ بضرورة رفع سقف حقوق المرأة، وخاصة في تحولهم إلى حزب سياسي ان تكون حقوق المرأة من ضمن برامجه،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها


.. كاهنات في الكنيسة الكاثوليكية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الدكتور قطب سانو يوضح في سؤال مباشر أسباب فوضى الدعاوى في ال